tgoop.com/althakafaa/217
Last Update:
الثقافة الإسلامية- #قسم_الثقافة_الرسالية.
- خلاصة الدرس الستون بعنوان:
#الفكرة_التبريرية [4]
[ فكرة الحلول: عبادة الذات ]
▪️قال تعالى: ﴿لَقَد كَفَرَ الَّذينَ قالوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَما مِن إِلهٍ إِلّا إِلهٌ واحِدٌ وَإِن لَم يَنتَهوا عَمّا يَقولونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذينَ كَفَروا مِنهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾ [المائدة: ٧٣].
🔘 تحدثتا في الدروس السابقة عن انتشار الأفكار التبريرية في الأُمم في حين ضعفها وانكسارها، فيبدأ التبرير فكرة في نفوس بعض الناس، ثم إلى جماعة ثم يصبح منهج وسلوك، وهذا ما حدث في الأمة الإسلامية مع دخول التصوف.
➖ فقد بدأت الأفكار الصوفية في أشخاص انعزلوا عن الحياة، وابتعدوا عن ممارسة النشاطات الإجتماعية، وتخلوا عن مسؤولياتهم، ثم في جماعة ادعت الرهبنة والكشف والمشاهدة، واخيراً تحول الأمر إلى منهج ظاهره انيق وباطنه قبيح، ظاهره الزهد والعبادة، وباطنه الهروب من المسؤولية وتمثل ذلك في عدة أفكار وعقائد خاطئة، والتي منها:
🔹 وحدة الوجود، وفكرة الحلول والإتحاد، وفكرة الإنعزال والعبادة، وكنا قد تحدثتا عن فكرة وحدة الوجود واثرها الخطير على تراجع وتخلف الأمة، والآن نتحدث عن فكرة الحلول.
2⃣ تصور عام عن عقيدة وفكرة الحلول
هذا اللفظ يأتي كثيراً في كتب العقائد، وهو من المصطلحات الصوفية والباطنية، وهي عقيدة البرهمية والبوذية بالأساس وغيرهم، ويعني فيما يعني:
- أن يحل أحد الشيئين في الآخر، وعند الصوفية وغيرهم الحلول هو: حلول الله -عز وجل- في مخلوقاته، أو بعض مخلوقاته، وله أقسام، فينقسم الحلول عند الصوفية إلى قسمين:
1- حلول عام: هو اعتقاد أن الله تعالى قد حلَّ في كل شيء.
2- حلول خاص: وهو اعتقاد أن الله - جل وعلا - قد حلَّ في بعض مخلوقاته.
- فالحلول هو نزول الذات الالهية المقدسة في الذات البشرية، ودخوله فيها، فيكون المخلوق ظرفاً للخالق.
🔘 فالحلول من أفكار الصوفية، التي تزعم أن روح الله -والعباذ بالله- تحل في جسم الأنسان، وهذه الفكرة متوغلة في اللامسؤولية إلى حد بعيد، إذ أنها تعطي الشريعة لكل عمل يقوم به الصوفي، لأنه -حسب هذه الفكرة- يجسد الله في تصرفاته، إذ الله حلّ فيه حلولاً.
🔹 وانطلاقاً من هذه الفكرة ليس هناك ما يُسمى بمقياس (الحق) الذي يكتشفه ويدعو إليه عقل البشر، إنما هو مقياس (الحب والهوى والشهوات) التي يدعو لها الشيطان، إذا ما دام الله (رمز الشريعة المطلقة) قد حل في ذاته فكل عمل يصدر منه فهو مشروع والحق الذي يتجسد في القرآن الحكيم غير مقبول على ظاهره إنما يجب تأويله بما يتناسب مع أفكار الصوفية اللامسؤولة.
يقول (نيكولسن) في وصف أسلوب إبن عربي في كتابه المسمى بالفصوص:
(إنه يأخذ نصاً من القرآن أو الحديث، يؤله بالطريقة التي نعرفها في كتابات (فيلون) اليهودي (واريجي) الاسكندري ويستند كل (فص) من الفصوص السبعة والعشرين إلى طائفة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتصلة الخاصة لـ(النبي) الذي تُنسب حكمة (الفص) إليه، يعني أنه يسمي كل فص باسم نبي، مثل فص موسى، فص هارون، فص محمد، وهكذا...
💠 يعمد ابن عربي في كل ذلك، إلى تخريج المعاني التي يريدها من الآيات والأحاديث، بطريقة خاصة في التأويل فإن كان في ظاهر الآية ما يؤيد مذهبه -ولو بشكل قسري- على التشبيه والتجسيم أخذ بها، وإلاّ صرفها إلى غير معناها الظاهر.
🔹 إن هذه الطريقة في تأويل القرآن وتفسير التاريخ تتناسب مع روح اللامسؤولية التي يعيشها الصوفي الهارب من الحياة إذ أنه يعطيه طريقة التخلص من القرآن، الذي هو كتاب الحق، كتاب الهداية، الفرقان بين الشهوات والعقل.
▫️ أما الله الحق الثابت، الذي يجب أن نقيس عليه حقائق الأشياء أما الله فلم تكتف الصوفية بإنكاره اعتماداً على فكرة وحدة الوجود وإنما أيضاً جعلوا أنفسهم مكانه اعتماداً على فكرة الحلول وبذلك تمت لهم اللامسؤولية المطلقة.
➖ وأما العقل فإنه محارَب بشدة من قبل الصوفي الصحيح، يقول ابن عربي:
(إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب، لتقلبه في أنواع الصور والصفات، ولم يقل لمن كان له عقل، فإن العقل قيد).
- هكذا يتهاوى عند الصوفي أسس الحق من (عقل) أو (قرآن) أو (إله) وتبقى الشهوات محور الاختيار.
3⃣ الزهادة الصوفية والتحلل من المسؤولية.
سيأتي إن شاء الله ....
------------------------------------------
▪️️للتواصل مع استاذ مادة #الثقافة_الرسالية الشيخ جواد صالح على البوت التالي :
@Joad2020bot
- لمراجعة الدروس بشكل متسلسل الدخول على الرابط التالي:
https://www.tgoop.com/althakafaa
BY دروس الثقافة الإسلامية
Share with your friend now:
tgoop.com/althakafaa/217