tgoop.com/alwilaya/64074
Last Update:
أهمُّ شرطٍ في بيعةِ الغدير:
:
❂ يقول سيّد الكائنات صلّى الله عليه وآله: (..يا علي أنت مولى المؤمنين، يا عليّ أنت الحُجّةُ بعدي على الناس أجمعين استوجب الجنّة مَن تولّاك واستحقّ دُخولَ النار مَن عاداك يا عليّ والذي بعثني بالنبوّة واصطفاني على جميع البريّة لو أنّ عبداً عَبَد الله ألفَ عامٍ ما قَبِلَ اللهُ ذلك منه إلّا بولايتك وولاية الائمة مِن وُلدك وإنّ ولايتك لاتُقبَل إلّا بالبراءة مِن أعدائك وأعداء الأئمة مِن ولدك، بذلك أخبرني جبرئيل، فمَن شاء فليُؤمن ومَن شاء فليكفُر) [المناقب]
النبيّ الأعظم هنا يُبيّن أنّ مَدار قبول الأعمال مِن العباد هو الولايةُ لِعليٍّ وآل عليّ ثُمّ يُبيّن رسول الله في نفس الحديث الشرط الأساس في قبول الولاية، فيقول وهو يُخاطب سيّد الأوصياء: (وإنّ ولايتك لاتُقبَل إلّا بالبراءة مِن أعدائك وأعداء الأئمة مِن ولدك) وهي عبارةٌ في غاية الأهميّة
فإنّ رسول الله جعل البراءة شرطاً أساسيّاً لِقبول الولاية، لا أنّها مُتمّمٌ للإيمان ومُكمّلةٌ للولاية كما يتصوّر البعض، وإنّما هي شرطٌ أساس في قبول الولاية يعني أنّ الولاية لعليٍّ مِن دون البراءة مِن أعدائه غير مقبولة أصلاً، وصاحبُها كافر وليس بِمُؤمن بنصّ كلام رسول الله لأنّ رسول الله في نفس الحديث بعد أنّ بيّن أنّ البراءة مِن أعداء عليٍّ وآل عليّ شرطاً لقبول الولاية قال: (فمَن شاء فليُؤمن ومَن شاء فليكفُر) فذكر طريقين لا ثالث لهما: إمّا الإيمان وإمّا الكُفْر وهذا المضمون الذي بيّنهُ رسول الله واضحٌ جدّاً ومُنتشرٌ بشكلٍ كبير في كلمات العترة وزياراتهم وفي أدعيتهم
السؤال هنا:
لماذا كانت البراءة شرطاً أساسيّاً لِقبول الولاية؟!
الجواب: لأنّ البراءة هي بمثابة الطهور للعقيدة فكما أنّ الوضوء هو طهورُ الصلاة وهو شرطٌ أساس لقبول الصلاة، ولا تُقبَلُ الصلاةُ مِن دُونه فكذلك البراءةُ مِن أعداء عليٍّ وآل عليّ هي طهورُ الولاية، ومِن دُون البراءة مِن أعدائهم تكون ولايتُنا لأهل البيت ولايةً مخرومةً عوراء وغير مقبولة، كما يُشيرُ إلى ذلك سيّد الأوصياء حين قال لهُ رجل: يا أمير المؤمنين أنا أحبّك وأحبُّ فلاناً وسمّى بعض أعدائهِ فقال له الإمام: (أمّا الآن فأنت أعور، فإمّا أن تعمى وإمّا أن تُبْصِر) [بحار الأنوار]
الإمام قال لهُ أنت أعور لأنّ الولاية لعليٍّ لا تتحقّقُ إلّا بالبراءة مِن أعدائه، وهذهِ المُعاداة لأعداء أهل البيت لا تتحقّقُ فِعلاً إلّا حينما نعيش حالة البراءة الفكِريّة والعقائديّة والعاطفيّة والبراءة الوجدانيّة مِن أعداءِ أهل البيت يعني براءة على جميع المُستويات
خُصوصاً (البراءة الفِكريّة) مِن أعداء أهل البيت لأنّ البراءة مِن أعداء عليٍّ وآل عليّ لا تتحقّق بشكلٍ حقيقي على أرض الواقع إلّا بـ(البراءة الفِكريّة) فهي مدارُ العقيدة الحقّة، وهي حِصنُ الإيمان الواقعي، ولذلك كانت البراءة الفِكريّة هي أهم شُروط بيعة الغدير التي اشترطها رسول الله على الأمّة
لأنّ المُراد مِن البراءة الفِكريّة: هو أنّنا لا نأخذ شيئاً مِن مناهج المُخالفين لأهل البيت ولا مِن كُتُبهم ولا مِن فِكرهم الناصبي الأعوج أبداً وإنّما نستقي عقيدتنا ومَعالم ديننا وقواعد فَهْمِنا للدين وللقرآن مِن حديثِ عليٍّ وآل عليٍّ الطاهر الأقدس فقط وفقط وهذا هو أهمُّ شروط وأركان بيعةِ الغدير كما جاء في الخُطبة الغديريّة لسيّد الأنبياء
إذ يقول رسول الله وهو يتحدّث عن أمير المؤمنين ويُبيّن أهمّ أركان بيعة الغدير وشروطها يقول:
(واعلموا أنّ الله قد نَصَبَهُ لكم وليّاً وإماماً، مُفترض الطاعةِ على المُهاجرين والأنصار، وعلى التابعين، وعلى البادي والحاضر، وعلى العجميّ والعربي، وعلى الحُرّ والمملوك، وعلى الكبير والصغير، وعلى الأبيض والأسود، وعلى كُلّ موحّد معاشر الناس: تدبّرُوا القُرآن، وافهمُوا آياته ومُحكماته، ولا تَتّبعُوا مُتشابههُ، فو اللهِ لا يُوضّحُ تفسيرهُ إلّا الذي أنا آخذٌ بيدهِ ورافعُها بيدي، ومُعلّمكم أنّ مَن كنتُ مولاهُ فهو مولاهُ وهو علي..) إلى أن يُتمّ رسول الله خُطبته، وينزل للبيعة فيقول: (إنّي قد بيّنتُ لكم وفَهّمتُكم: هذا عليٌّ يُفهّمكم بعدي)
هذا هو الشرط الأساس في بيعة الغدير: أن تكون مصادرُ العِلم ومصادرُ الفَهم للدين، وقواعد التفسير للقُرآن وقواعد الفَهم للدين تُؤخذ مِن جهةٍ واحدة فقط: وهي جهةُ عليٍّ وآل عليّ فقط وفقط (هذا هو العقد الذي نحنُ وقّعنا عليه يوم بايعنا بيعة الغدير) فهل وفينا نحنُ الشيعة بهذا الشرط..؟!
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
BY قناة الولاية
Share with your friend now:
tgoop.com/alwilaya/64074