ALWILAYA Telegram 64187
لِمَن أرادَ أن ينالَ منزلةَ القاعدِ تحت لواء القائم
:
❂ سأل الفُضيلُ بن يسار إمامَنا الصادقَ عن قولِهِ تعالى: {يومَ ندعو كلَّ أُناسٍ بإمامِهم} فقال الإمام: (يا فُضيل، اعرف إمامك، فإنّك إذا عرفتَ إمامك لم يضرّك تقدّمَ هذا الأمرُ أو تأخّر -أي لم يضُرّكَ تقدّم الظهورُ أو تأخّر- ومَن عرف إمامَهُ ثمّ مات قبل أن يقومَ صاحبُ هذا الأمر كان بمنزلةِ مَن كان قاعداً في عسكرِه، لا بل بمنزلةِ مَن قعدَ تحت لوائهِ، قال الرواي: ورواهُ بعضُ أصحابِنا بمنزلةِ مَن استُشهِد مع رسولِ الله) [الكافي: ج1]

❂ وفي روايةٍ أُخرى سأل أبو بصير إمامَنا الصادقَ قائلاً: (أتراني أُدركُ القائم؟ فقال له الإمام: يا أبا بصير ألستَ تعرِفُ إمامك؟ فقال: إي واللهِ وأنت هو، فتناول -الإمامُ- يدَهُ وقال: واللهِ ما تُبالي يا أبا بصير ألا تكونَ مُحتبياً بسيفكَ في ظِلِّ رُواقِ القائم) [الكافي: ج1]

[توضيحات]
✦ قولِهِ: (فإنّك إذا عرفتَهُ لم يضُرّك تقدّمَ هذا الأمرُ أو تأخّر) الإمام قال ذلك؛ لأنّ الإمامَ المعصومَ هو من الأصولِ في دينِنا، وهذا الأصلُ لن نستطيع أن نُحرِزهُ إلّا بمعرفةِ إمام زمانِنا بالمعرفةِ الصحيحةِ وِفقاً لموازينِ أهلِ البيتِ وهي المعرفةُ التي تكون مُستلّةً مِن المنابعِ الصافية وهي القرآنُ المُفسَّرُ بحديثِ العترة ومِن حديثِ العترةِ المُفهَّمِ بقواعدِ تفهيمِهم.

✦ قولِهِ: (كان بمنزلةِ مَن كان قاعداً في عسكرِهِ، لا بل بمنزلةِ مَن قعدَ تحت لوائهِ) الإمام استعمل أداةَ الإستدراك (بل) في حديثِهِ فقال في البداية: (كان بمنزلةِ مَن كان قاعداً في عسكرِه) ثمّ استدرك فقال: (لا بل بمَنزلةِ مَن قعدَ تحت لوائهِ)

هذا الاستدراك قطعاً ليس لقصورٍ في التعبير فالإمامُ المعصومُ عينُ الكمال، وقولُهُ قولُ اللهِ تعالى. والناس ربّما يستخدمونَ أدواتِ الاستدراك حينما يقصّرون في التعبير أمّا الإمام فقد استدرك في كلامِهِ لأجلِ استثارةِ الذهن، فهو يريدُ أن يُثيرَ المتلقّي ويُلفتَ نظَرَه فقال بأنّ هذا الذي يموتُ عارفاً بإمامِ زمانِهِ كان بمنزلةِ مَن كان قاعداً تحت لوائه يعني أقربَ ما يكونُ إلى الإمام فهذه رُتبةٌ أعلى مِن رُتبةِ مَن كان قاعداً في عسكرِهِ. فالقاعدُ في عسكرِه ليس بالضرورةِ أن يكونَ في موضعٍ قريبٍ مِن الإمام، أمّا القاعدُ تحت لواء الإمام فهو أقربُ ما يكونُ مِن إمامِه،

✦ قولِهِ: (واللهِ ما تُبالي ألا تكونَ مُحتبياً بسيفك في ظِلِّ رُواقِ القائم) معنى مُحتبياً بسيفك: أي كمن يجلس ويضعُ سيفَهُ على ركبتيه، ومعنى رواقُ القائم: أي فسطاطُهُ وخيمتِهِ فالجوهرةُ التي نبحثُ عنها هِي (معرفة الإمام) فمَن مات على هذا الأمر أي مات على معرفةِ إمامِ زمانِه فقد بلغَ المُنى، يعني قد رَكِبَ سفينةَ النجاة، وهنا ملاحظة: وهي أنّ بعضَ الرواياتِ تقول أنّ مات وهو عارفٌ بإمامِ زمانِهِ كان كمَن هو في فسطاطِ القائم، وله أجرُ مَن قُتِل معه، وبعضها تقول: أنّ أجرَهُ كأجرِ الضاربِ بسيفِهِ مع رسولِ الله، يعني كالضاربِ بسيفِهِ مع إمامِ زمانِنا، وأجرُهُ كأجرِ ألفِ شهيدٍ مِن شهداءِ بدرٍ، وأُحُد، هذا الاختلافُ في الأجرِ إنّما يُشيرُ إلى اختلافِ مراتبِ الشيعةِ في المعرفة، فالشيعةُ ليسوا على مرتبةٍ واحدةٍ في معرفةِ أهلِ البيت، الشيعةُ يختلفونَ في عُقولِهم ومدارِكِهم وفي معارفِهم وعُلومِهم، والأهمُّ مِن ذلك: هو الاختلافُ في درجةِ إخلاصِهم وخُلوصِ وصِدقِ نيّاتهم

ويختلفونَ أيضاً في طُولِ أعمارِهم في الخِدمةِ لإمامِهم، فهناك إنسانٌ عُمرهُ قصيرٌ في خدمةِ أهلِ البيت وخدمةِ إمامِ زمانِهِ، وهناك إنسان عُمرُهُ طويلٌ في خدمةِ إمامِ زمانِهِ، وهناك فارقٌ بين مَن لاقى ما لاقى مِن أذىً في طريقِ خدمةِ إمامِهِ وضحّى ما ضحّى، وبين إنسانٌ لم يُلاقي الذي لاقاهُ هذا الذي لاقى ما لاقى، فالشيعةُ مُختلفون وهذا الاختلافُ في الأجرِ هو اختلافٌ في مراتبِ الناس كما مرّ.

هناك موازينُ كثيرةٌ وِفقاً لها يكونُ الاختلافُ في مراتبِ الناس (في مراتبِ الدنيا ومراتبِ الآخرة) فكما أنّ الناسَ لهم مراتبٌ في الدنيا فكذلك لهم مراتبٌ في الآخرة، وإلّا ما معنى التنافس إذاً؟ التنافسُ يكونُ على الدرجات، والشيءُ الذي يكونُ فيه التنافسُ هو معرفةُ أهلِ البيتِ، لأنّه على أساسِ هذه المعرفةِ تتحدّدُ درجةُ الشيعيِّ ومِقدارُ قُربِهِ مِن إمامِ زمانِهِ،

وهنا نُعيدُ ونُذكِّر بأنّ معرفةَ الإمامِ الواجبُ علينا تحصيلُها ليس المراد مِنها معرفةُ تأريخِ ولادةِ الإمامِ وتأريخ غيبتِهِ وأسماءِ آبائه، فتلك المعرفةُ دون المعرفةِ الأطفاليّة، المعرفةُ المطلوبةُ منّا هي معرفةُ إمامِنا بالمعرفةِ النورانيّة، وهي معرفةُ مقاماتِ ومنازل الإمام المعصوم الغَيبيّة والاعتقادُ بها، وكذلك معرفةُ ظلاماتِ أهلِ البيت

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya



tgoop.com/alwilaya/64187
Create:
Last Update:

لِمَن أرادَ أن ينالَ منزلةَ القاعدِ تحت لواء القائم
:
❂ سأل الفُضيلُ بن يسار إمامَنا الصادقَ عن قولِهِ تعالى: {يومَ ندعو كلَّ أُناسٍ بإمامِهم} فقال الإمام: (يا فُضيل، اعرف إمامك، فإنّك إذا عرفتَ إمامك لم يضرّك تقدّمَ هذا الأمرُ أو تأخّر -أي لم يضُرّكَ تقدّم الظهورُ أو تأخّر- ومَن عرف إمامَهُ ثمّ مات قبل أن يقومَ صاحبُ هذا الأمر كان بمنزلةِ مَن كان قاعداً في عسكرِه، لا بل بمنزلةِ مَن قعدَ تحت لوائهِ، قال الرواي: ورواهُ بعضُ أصحابِنا بمنزلةِ مَن استُشهِد مع رسولِ الله) [الكافي: ج1]

❂ وفي روايةٍ أُخرى سأل أبو بصير إمامَنا الصادقَ قائلاً: (أتراني أُدركُ القائم؟ فقال له الإمام: يا أبا بصير ألستَ تعرِفُ إمامك؟ فقال: إي واللهِ وأنت هو، فتناول -الإمامُ- يدَهُ وقال: واللهِ ما تُبالي يا أبا بصير ألا تكونَ مُحتبياً بسيفكَ في ظِلِّ رُواقِ القائم) [الكافي: ج1]

[توضيحات]
✦ قولِهِ: (فإنّك إذا عرفتَهُ لم يضُرّك تقدّمَ هذا الأمرُ أو تأخّر) الإمام قال ذلك؛ لأنّ الإمامَ المعصومَ هو من الأصولِ في دينِنا، وهذا الأصلُ لن نستطيع أن نُحرِزهُ إلّا بمعرفةِ إمام زمانِنا بالمعرفةِ الصحيحةِ وِفقاً لموازينِ أهلِ البيتِ وهي المعرفةُ التي تكون مُستلّةً مِن المنابعِ الصافية وهي القرآنُ المُفسَّرُ بحديثِ العترة ومِن حديثِ العترةِ المُفهَّمِ بقواعدِ تفهيمِهم.

✦ قولِهِ: (كان بمنزلةِ مَن كان قاعداً في عسكرِهِ، لا بل بمنزلةِ مَن قعدَ تحت لوائهِ) الإمام استعمل أداةَ الإستدراك (بل) في حديثِهِ فقال في البداية: (كان بمنزلةِ مَن كان قاعداً في عسكرِه) ثمّ استدرك فقال: (لا بل بمَنزلةِ مَن قعدَ تحت لوائهِ)

هذا الاستدراك قطعاً ليس لقصورٍ في التعبير فالإمامُ المعصومُ عينُ الكمال، وقولُهُ قولُ اللهِ تعالى. والناس ربّما يستخدمونَ أدواتِ الاستدراك حينما يقصّرون في التعبير أمّا الإمام فقد استدرك في كلامِهِ لأجلِ استثارةِ الذهن، فهو يريدُ أن يُثيرَ المتلقّي ويُلفتَ نظَرَه فقال بأنّ هذا الذي يموتُ عارفاً بإمامِ زمانِهِ كان بمنزلةِ مَن كان قاعداً تحت لوائه يعني أقربَ ما يكونُ إلى الإمام فهذه رُتبةٌ أعلى مِن رُتبةِ مَن كان قاعداً في عسكرِهِ. فالقاعدُ في عسكرِه ليس بالضرورةِ أن يكونَ في موضعٍ قريبٍ مِن الإمام، أمّا القاعدُ تحت لواء الإمام فهو أقربُ ما يكونُ مِن إمامِه،

✦ قولِهِ: (واللهِ ما تُبالي ألا تكونَ مُحتبياً بسيفك في ظِلِّ رُواقِ القائم) معنى مُحتبياً بسيفك: أي كمن يجلس ويضعُ سيفَهُ على ركبتيه، ومعنى رواقُ القائم: أي فسطاطُهُ وخيمتِهِ فالجوهرةُ التي نبحثُ عنها هِي (معرفة الإمام) فمَن مات على هذا الأمر أي مات على معرفةِ إمامِ زمانِه فقد بلغَ المُنى، يعني قد رَكِبَ سفينةَ النجاة، وهنا ملاحظة: وهي أنّ بعضَ الرواياتِ تقول أنّ مات وهو عارفٌ بإمامِ زمانِهِ كان كمَن هو في فسطاطِ القائم، وله أجرُ مَن قُتِل معه، وبعضها تقول: أنّ أجرَهُ كأجرِ الضاربِ بسيفِهِ مع رسولِ الله، يعني كالضاربِ بسيفِهِ مع إمامِ زمانِنا، وأجرُهُ كأجرِ ألفِ شهيدٍ مِن شهداءِ بدرٍ، وأُحُد، هذا الاختلافُ في الأجرِ إنّما يُشيرُ إلى اختلافِ مراتبِ الشيعةِ في المعرفة، فالشيعةُ ليسوا على مرتبةٍ واحدةٍ في معرفةِ أهلِ البيت، الشيعةُ يختلفونَ في عُقولِهم ومدارِكِهم وفي معارفِهم وعُلومِهم، والأهمُّ مِن ذلك: هو الاختلافُ في درجةِ إخلاصِهم وخُلوصِ وصِدقِ نيّاتهم

ويختلفونَ أيضاً في طُولِ أعمارِهم في الخِدمةِ لإمامِهم، فهناك إنسانٌ عُمرهُ قصيرٌ في خدمةِ أهلِ البيت وخدمةِ إمامِ زمانِهِ، وهناك إنسان عُمرُهُ طويلٌ في خدمةِ إمامِ زمانِهِ، وهناك فارقٌ بين مَن لاقى ما لاقى مِن أذىً في طريقِ خدمةِ إمامِهِ وضحّى ما ضحّى، وبين إنسانٌ لم يُلاقي الذي لاقاهُ هذا الذي لاقى ما لاقى، فالشيعةُ مُختلفون وهذا الاختلافُ في الأجرِ هو اختلافٌ في مراتبِ الناس كما مرّ.

هناك موازينُ كثيرةٌ وِفقاً لها يكونُ الاختلافُ في مراتبِ الناس (في مراتبِ الدنيا ومراتبِ الآخرة) فكما أنّ الناسَ لهم مراتبٌ في الدنيا فكذلك لهم مراتبٌ في الآخرة، وإلّا ما معنى التنافس إذاً؟ التنافسُ يكونُ على الدرجات، والشيءُ الذي يكونُ فيه التنافسُ هو معرفةُ أهلِ البيتِ، لأنّه على أساسِ هذه المعرفةِ تتحدّدُ درجةُ الشيعيِّ ومِقدارُ قُربِهِ مِن إمامِ زمانِهِ،

وهنا نُعيدُ ونُذكِّر بأنّ معرفةَ الإمامِ الواجبُ علينا تحصيلُها ليس المراد مِنها معرفةُ تأريخِ ولادةِ الإمامِ وتأريخ غيبتِهِ وأسماءِ آبائه، فتلك المعرفةُ دون المعرفةِ الأطفاليّة، المعرفةُ المطلوبةُ منّا هي معرفةُ إمامِنا بالمعرفةِ النورانيّة، وهي معرفةُ مقاماتِ ومنازل الإمام المعصوم الغَيبيّة والاعتقادُ بها، وكذلك معرفةُ ظلاماتِ أهلِ البيت

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya

BY قناة الولاية


Share with your friend now:
tgoop.com/alwilaya/64187

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Content is editable within two days of publishing A few years ago, you had to use a special bot to run a poll on Telegram. Now you can easily do that yourself in two clicks. Hit the Menu icon and select “Create Poll.” Write your question and add up to 10 options. Running polls is a powerful strategy for getting feedback from your audience. If you’re considering the possibility of modifying your channel in any way, be sure to ask your subscribers’ opinions first. Channel login must contain 5-32 characters The initiatives announced by Perekopsky include monitoring the content in groups. According to the executive, posts identified as lacking context or as containing false information will be flagged as a potential source of disinformation. The content is then forwarded to Telegram's fact-checking channels for analysis and subsequent publication of verified information. Telegram offers a powerful toolset that allows businesses to create and manage channels, groups, and bots to broadcast messages, engage in conversations, and offer reliable customer support via bots.
from us


Telegram قناة الولاية
FROM American