tgoop.com/alzzajaji/46
Last Update:
قال الزبير بن بكار: لما قدم الحسين بن علي صلوات الله عليه وعلى أبيه، أتاه عبيد الله بن الحر فقال له: انصرني يا عبيد الله، قال: إني إن خرج قال إني إن خرجت معك كنت عليك قال: ولِمَ؟ قال: لأن القوم كثير، ولا طاقة لك بهم فارجع، قال: لا والله لا أرجع، ولكني أمضي وأقول كما قال أخو الأنصار:
لعمركَ ما بالموتِ عارٌ على الفتى
إذا ما نوى حقًا وجاهدَ مُسلمًا
وآسى الرِّجال الصالحين بنفسه
وفارق مثبورًا وخالف مجرمًا
فإن عشتُ لم أَعجِز وإن مت لم أُلَم
كفى بك عارًا أن تُذَل فترغما
قال: أما إذا أبيت فخذ فرسي هذه فما طلبت عليها أحدًا قط إلا أدركته، ولا طلبني إلا فُتُّه، قال: يا عبيد الله إن لم تنصرني فتنحَّ. فإن من سمع داعيتي ولم يُجِب كبَّه الله على وجهه في النار. فلما أصيب الحسين صلوات الله عليه، قبض صاحب شرطة عبيد الله بن زياد على عبيد الله بن الحر بالكوفة فحبسه، وقال: كنتَ بالأمس مع عدونا، قال: لو كنتُ هناك ما خَفِي مكاني، وأنشأ يقول:
يقولُ أميرٌ غـادرٌ وابنُ غـادرٍ
ألا كنتَ قابلتَ الشهيدَ ابن فاطمهْ
ونفسي على خُذلانِه واعتزالهْ
وبيعـةِ هذا النَّاكثِ العهدِ لائمهْ
وإنِّي لأنِّي لم أكن من حُماتـه
لذُو حسرةٍ ما إن تفارقُ لا زمهْ
سقى الله أرواحَ الذين تـآزروا
على نَصره سُقيا من الغيث دائمهْ
وقفتُ على أجداثهم ومَجَالِهـم
فكادَ الحشا ينقضُّ والعينُ ساجمهْ
تأسَّوا على نصرِ ابنِ بنتِ نبيِّهم
بأسيافهم آسادُ غِيل ضراغمهْ
وما إن رأى الراؤون أصبر منهم
لدى الموتِ في الهيجا لُيوثًا قماقمهْ
أتقتلهم ظُلمًا وترجوا ودادنا
فدع خِطَّة ليستْ لنا بملائمهْ
لَعمري لقد راغمتمونا بقتله
فكم ناقمٍ منَّا عليكم وناقمهْ
أُهُّم مرارًا أن أسيرَ بجحفلٍ
إلى فئةٍ زاغت عن الحقِ ظالمهْ
فكفُّوا وإلا زُرتكم بكتائبٍ
أشدُّ عليكم من قتالِ الديالمهْ
• الأمالي للزجاجي (١٠٣)
BY الأمالي للزجاجي
Share with your friend now:
tgoop.com/alzzajaji/46