AMSHEHRI Telegram 2890
تنبيه مهم على طريقة نطق النون الساكنة أثناء الإخفاء

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ ، والصلاةُ والسلامُ على سيدِنَا محمدٍ المبعوثِ رحمةً للعالمين ، وعلى آلهِ وصحابتهِ أجمعينَ ، والتابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين. أَمَّا بَعْدُ:
فقد مَنَّ الله تعالى عليَّ بالإقامة في مكة والمدينة في شهر رمضان ، وصَلَّيْتُ أكثر الصلوات في الحرمين الشريفين ، وبعضها في مساجد أخرى ، ولَفَتَ نظري وأثارَ دهشتي غَلَبَةُ النطق بالنون المُخْفَاةِ بطريقة خاصة ، أحسبُ أَنَّ نصوص العلماء في كتبهم ، وأداءَ شيوخ الإقراء الأوائل في مصر وغيرها لا تتوافق معها ، وتتلخص تلك الطريقة بوضع مقدَّم اللسانِ شاخصاً تجاه اللثة من غير انطباق مع جريان النفس من الخيشوم ، وذلك عند النطق بالنون المخفاة عند حروف الإخفاء الخمسة عشر. وكنتُ قد بحثتُ موضوعَ إخفاءِ النون في عدد من أعمالي العلمية السابقة ، ودعوتُ إلى الاعتناء بهذا الموضوع ، والتوثق من طريقة إخفاء النون ، وكنتُ أتوقع أن يتجه أداء القراء إلى اختيار الطريقة الراجحة بل الصحيحة في نطق النون المُخْفَاةِ ، وتتلخص في وضع اللسان في مخرج الحرف الذي تُخْفَى عنده النون ، مع بقاء جريان النَّفَسِ من الأنف ، حتى تستوفي النون حقها من النطق ، ثم يُنْطَقُ بالحرف التالي لها من غير أن يحتاج القارئ إلى نقل لسانه ، لكني وجدت أن الغالب على قراء الحرمين الشريفين هو النطق بالنون المُخْفَاةِ بجعل اللسان شاخصاً تجاه اللثة ، مع بقاء الغنة من الأنف ، وهو ما جعلني أكتب هذه الكلمة للتذكير بالموضوع من جديد ، حتى لا يُنْسَى النطق الصحيح ، ويشيع النطق غير الصحيح. ولست في هذا المقام بصدد الحديث المفصل عن الموضوع ، فقد بحثته في رسالتي للدكتوراه (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد) منذ سنة 1985م (ص 377-387 ط2) ، وفي بحثي (إخفاء النون : حقيقته الصوتية وطريقة أدائه لدى القراء المعاصرين) المنشور في كتابي (أبحاث في علم التجويد) سنة 2002م (ص 107-133) ، وفي شرحي الكبير على المقدمة الجزرية الذي صدر سنة 2008م (ص 465-490) ، وفي كتابي (الميسر في علم التجويد) الذي صدر سنة 2009م (ص 98- 101) ، وفي كتابي (أهمية علم الأصوات اللغوية في دراسة علم التجويد) الذي صدر سنة 2014م (ص 107- 119) ، وفي مواضع ومناسبات أخرى. وانتهيت من بحوثي السابقة لطريقة النطق بالنون المخفاة إلى ترجيح المذهب الذي يتلخص في وضع اللسان في موضع الحرف الذي تُخْفَى عنده النون ، وكلما مرت الأيام وازداد نظري في الموضوع ، وتأملي لأداء القراء المعاصرين ، تأكد عندي صحة هذا المذهب ، وقَوِيَ في نفسي القول بخطأ المذهب الآخر ، الذي يمكن أن يَحُطَّ من رونق القراءة وجمالها من جانب ، ويزيد على أصوات القرآن الكريم وأصوات العربية – من جانب آخر - صوتاً مخترعاً لم يرد له ذكر في كتب المتقدمين من علماء العربية وعلماء القراءة والتجويد. وقد يكون الموضوع بحاجة في نفوس بعض القراء إلى مزيد من البحث والبيان ، لكني أكتفي الآن بهذه الكلمة ، لعلها تجد آذاناً صاغية وقلوباً واعية ، فتدعو إلى مراجعة الموضوع ، للتأكد من صحة ما أقول به وأدعو إليه ، فالأمر يستحق بذل الجهد وصرف الأوقات ، لتعلقه بتلاوة القرآن الكريم الذي حافظ المسلمون على طريقة أدائه طوال القرون الماضية ليصل إلينا غضاً طرياً. ولا يخفى عليكم أن صوت النون المخفاة يتكرر في القرآن الكريم كثيراً ، ولا تكاد تخلو آية من مثال منه أو أكثر ، وقد يكون النطق بالصوت المخترع للنون المُخْفَاةِ سبباً لانحراف الأداء إلى ما يُخِلُّ برونق القراءة أو قد يؤدي إلى تحريف الألفاظ ، ولو تفضل علينا أصحاب النطق بهذا الصوت المخترع وجربوا نطق النون المُخْفَاةِ الصحيحة ، لوجدوا ذلك أخف على ألسنتهم ، وأرق وقعاً في آذان سامعيهم ، وأوضح في أداء الألفاظ على وجهها وتأديتها معانيها ، من النطق بذلك الصوت الغريب على العربية وقراءة القرآن الكريم. وآمل أن أتمكن من العودة لعرض الموضوع بكل تفصيلاته في قادم الأيام ، إن أمد الله تعالى في العمر ، وبارك في الوقت ، وأتم الصحة والعافية ، حتى يتبين الحق لمن خفي عليه الأمر ، ولم يجد ما كتبته فيه كافياً ، ولكني أكتفي الآن بهذه الكلمة ، عسى أن تكون مقبولة لدى ثلة من أهل الاختصاص ، فينهضوا بأعباء هذه المهمة ، بتجديد البحث فيها ، وبإشاعة النطق بالوجه الصحيح لإخفاء النون في تلاواتهم وأدائهم للقرآن الكريم ، ليحتذيه غيرهم من أهل الاختصاص ومن المتعلمين. في الختام أقول : أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ ، اللهُمَّ فاشْهَدْ ! وصلى الله وسلم على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحابته أجمعين والحمد لله رب العالمين مكة المكرمة 26/رمضان/1437هـ

وكتبه أ.د.غانم قدوري الحمد

المصدر : موقع الدكتور غانم قدوري
https://testing.dr-ghanim.com/node/2205



tgoop.com/amshehri/2890
Create:
Last Update:

تنبيه مهم على طريقة نطق النون الساكنة أثناء الإخفاء

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ ، والصلاةُ والسلامُ على سيدِنَا محمدٍ المبعوثِ رحمةً للعالمين ، وعلى آلهِ وصحابتهِ أجمعينَ ، والتابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين. أَمَّا بَعْدُ:
فقد مَنَّ الله تعالى عليَّ بالإقامة في مكة والمدينة في شهر رمضان ، وصَلَّيْتُ أكثر الصلوات في الحرمين الشريفين ، وبعضها في مساجد أخرى ، ولَفَتَ نظري وأثارَ دهشتي غَلَبَةُ النطق بالنون المُخْفَاةِ بطريقة خاصة ، أحسبُ أَنَّ نصوص العلماء في كتبهم ، وأداءَ شيوخ الإقراء الأوائل في مصر وغيرها لا تتوافق معها ، وتتلخص تلك الطريقة بوضع مقدَّم اللسانِ شاخصاً تجاه اللثة من غير انطباق مع جريان النفس من الخيشوم ، وذلك عند النطق بالنون المخفاة عند حروف الإخفاء الخمسة عشر. وكنتُ قد بحثتُ موضوعَ إخفاءِ النون في عدد من أعمالي العلمية السابقة ، ودعوتُ إلى الاعتناء بهذا الموضوع ، والتوثق من طريقة إخفاء النون ، وكنتُ أتوقع أن يتجه أداء القراء إلى اختيار الطريقة الراجحة بل الصحيحة في نطق النون المُخْفَاةِ ، وتتلخص في وضع اللسان في مخرج الحرف الذي تُخْفَى عنده النون ، مع بقاء جريان النَّفَسِ من الأنف ، حتى تستوفي النون حقها من النطق ، ثم يُنْطَقُ بالحرف التالي لها من غير أن يحتاج القارئ إلى نقل لسانه ، لكني وجدت أن الغالب على قراء الحرمين الشريفين هو النطق بالنون المُخْفَاةِ بجعل اللسان شاخصاً تجاه اللثة ، مع بقاء الغنة من الأنف ، وهو ما جعلني أكتب هذه الكلمة للتذكير بالموضوع من جديد ، حتى لا يُنْسَى النطق الصحيح ، ويشيع النطق غير الصحيح. ولست في هذا المقام بصدد الحديث المفصل عن الموضوع ، فقد بحثته في رسالتي للدكتوراه (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد) منذ سنة 1985م (ص 377-387 ط2) ، وفي بحثي (إخفاء النون : حقيقته الصوتية وطريقة أدائه لدى القراء المعاصرين) المنشور في كتابي (أبحاث في علم التجويد) سنة 2002م (ص 107-133) ، وفي شرحي الكبير على المقدمة الجزرية الذي صدر سنة 2008م (ص 465-490) ، وفي كتابي (الميسر في علم التجويد) الذي صدر سنة 2009م (ص 98- 101) ، وفي كتابي (أهمية علم الأصوات اللغوية في دراسة علم التجويد) الذي صدر سنة 2014م (ص 107- 119) ، وفي مواضع ومناسبات أخرى. وانتهيت من بحوثي السابقة لطريقة النطق بالنون المخفاة إلى ترجيح المذهب الذي يتلخص في وضع اللسان في موضع الحرف الذي تُخْفَى عنده النون ، وكلما مرت الأيام وازداد نظري في الموضوع ، وتأملي لأداء القراء المعاصرين ، تأكد عندي صحة هذا المذهب ، وقَوِيَ في نفسي القول بخطأ المذهب الآخر ، الذي يمكن أن يَحُطَّ من رونق القراءة وجمالها من جانب ، ويزيد على أصوات القرآن الكريم وأصوات العربية – من جانب آخر - صوتاً مخترعاً لم يرد له ذكر في كتب المتقدمين من علماء العربية وعلماء القراءة والتجويد. وقد يكون الموضوع بحاجة في نفوس بعض القراء إلى مزيد من البحث والبيان ، لكني أكتفي الآن بهذه الكلمة ، لعلها تجد آذاناً صاغية وقلوباً واعية ، فتدعو إلى مراجعة الموضوع ، للتأكد من صحة ما أقول به وأدعو إليه ، فالأمر يستحق بذل الجهد وصرف الأوقات ، لتعلقه بتلاوة القرآن الكريم الذي حافظ المسلمون على طريقة أدائه طوال القرون الماضية ليصل إلينا غضاً طرياً. ولا يخفى عليكم أن صوت النون المخفاة يتكرر في القرآن الكريم كثيراً ، ولا تكاد تخلو آية من مثال منه أو أكثر ، وقد يكون النطق بالصوت المخترع للنون المُخْفَاةِ سبباً لانحراف الأداء إلى ما يُخِلُّ برونق القراءة أو قد يؤدي إلى تحريف الألفاظ ، ولو تفضل علينا أصحاب النطق بهذا الصوت المخترع وجربوا نطق النون المُخْفَاةِ الصحيحة ، لوجدوا ذلك أخف على ألسنتهم ، وأرق وقعاً في آذان سامعيهم ، وأوضح في أداء الألفاظ على وجهها وتأديتها معانيها ، من النطق بذلك الصوت الغريب على العربية وقراءة القرآن الكريم. وآمل أن أتمكن من العودة لعرض الموضوع بكل تفصيلاته في قادم الأيام ، إن أمد الله تعالى في العمر ، وبارك في الوقت ، وأتم الصحة والعافية ، حتى يتبين الحق لمن خفي عليه الأمر ، ولم يجد ما كتبته فيه كافياً ، ولكني أكتفي الآن بهذه الكلمة ، عسى أن تكون مقبولة لدى ثلة من أهل الاختصاص ، فينهضوا بأعباء هذه المهمة ، بتجديد البحث فيها ، وبإشاعة النطق بالوجه الصحيح لإخفاء النون في تلاواتهم وأدائهم للقرآن الكريم ، ليحتذيه غيرهم من أهل الاختصاص ومن المتعلمين. في الختام أقول : أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ ، اللهُمَّ فاشْهَدْ ! وصلى الله وسلم على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحابته أجمعين والحمد لله رب العالمين مكة المكرمة 26/رمضان/1437هـ

وكتبه أ.د.غانم قدوري الحمد

المصدر : موقع الدكتور غانم قدوري
https://testing.dr-ghanim.com/node/2205

BY قناة د. عبدالرحمن الشهري


Share with your friend now:
tgoop.com/amshehri/2890

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

The initiatives announced by Perekopsky include monitoring the content in groups. According to the executive, posts identified as lacking context or as containing false information will be flagged as a potential source of disinformation. The content is then forwarded to Telegram's fact-checking channels for analysis and subsequent publication of verified information. Some Telegram Channels content management tips The SUCK Channel on Telegram, with a message saying some content has been removed by the police. Photo: Telegram screenshot. Among the requests, the Brazilian electoral Court wanted to know if they could obtain data on the origins of malicious content posted on the platform. According to the TSE, this would enable the authorities to track false content and identify the user responsible for publishing it in the first place. Ng Man-ho, a 27-year-old computer technician, was convicted last month of seven counts of incitement charges after he made use of the 100,000-member Chinese-language channel that he runs and manages to post "seditious messages," which had been shut down since August 2020.
from us


Telegram قناة د. عبدالرحمن الشهري
FROM American