tgoop.com/annyaa09/14791
Last Update:
بسم الله الرحمٰن الرحيم..
القسم الأوّل:
من بداية الحرب على غزّة وصولًا إلى الحرب على لبنان.
برز نوعان من النّاس: أشخاص لديهم يقين تام بالله لا يتخلله شك، وأشخاصٌ آخرون لديهم بعض الشكوك.
هناك عدّة أسئلة وشكوك وقفت عندها المجموعة ٢:
١- مرّت سنة على حرب غزّة ونحن ندعو الله لِما لا يستجيب؟
يقول الله (ادعوني استجب لكم)، لكن هل حدّد الله سبحانه وتعالى مدّة زمنية معينة للإستجابة؟ لا، ربما تدعو وتطلب شيئًا من الله بحرقة ورغبة شديدة ولا تحصل عليه إلا بعد سنوات عدّة أو أشهر، وأحيانًا تكون الإستجابة سريعة. لماذا؟ لأنّ الله جل وعلا يحدد لكل شيء وقته بحكمة، فهو عالم الغيب والأسرار. لذا ليس من الضروريّ أن تدعو الله اليوم و يستجيب لك غدًا، عليك الإنتظار والتأكد بأنّ كل ما تطلبه منه سيعطيك إيّاه بشكل أفضل وفي المكان والزمان المناسبين (ولسوف يعطيك ربك فترضى).
٢- لما لا يتدخل الله بمعجزة ويقضي على إسرائيل؟
منذ زمن النبي محمد (ص) برز الجهاد في سبيل الله، وانتهى زمن محاربة القوم الظالمين بالمعجزات. فالله سبحانه وتعالى يحب أن يرى المؤمنين يقومون بهذا الأمر من خلال الجهاد. ولكن هل تغيب التدخلات الإلهية في المعارك؟ قطعًا لا، الله سبحانه وتعالى يتدخل طبعًا في مساندة المجاهدين.
مثلًا: في معركة بدر أنزل الله جنودًا من الملائكة ليحاربوا إلى جوار النبي (ص) .. (إنّي ممدكم بألفٍ من الملائكة مردفين) (يمددكم ربّكم بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين). لذا هل برأيكم الله سبحانه وتعالى سيتخلى عن المجاهدين؟ حاشا لله أن يقوم بذلك، فسبحانه يريد الإصلاح في هذه الدنيا. ولا صلاح دون التخلّص من القوم الكافرين.
وهناك آية أخرى في سورة الأنفال تتحدث عن التدخلات الإلهية: (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) لذا فإنّ العامل الحاسم في نصر المسلمين علی المشرکين هو الإرادة والمدد الإلهي، لا القوّة المادية والفنون والتکتيکات الحربية فقط.
وعلينا التأكد بأن النصر لا يتحقق دون تضحيات أو خسائر. فالله من خلال هذه المعارك يريد أن يرى صدقنا ويختبر مكامن نفوسنا، لتكون هذه الظروف التي أُجبرنا عليها وسيلةً للتزكية.
القسم الثاني:
أيضًا برز نوعان آخران: أشخاص صابرون ومتوكلون على الله لا يخافون، وأشخاص آخرون لديهم تخبّط في المشاعر بين خوف وحزن وغضب.
أظن في هذه الأوقات، أكثر شعور مسيطر هو: "الخوف من الفقد". إنّه شعور طبيعي، لأنّ هناك العديد من الأشخاص الذين تجمعنا بهم علاقة عاطفية ومتعلقون بهم. ولكن هنا أود أن أشير إلى نقطة مهمّة، إذا فهم الإنسان "حقيقة الموت" وكان حبّه للآخرين "مرتبطًا بالله" لن يخاف الفقد بل سيتقبل ويتعايش مع هذه الحقيقة (كل من عليها فان).
حين تكون متعلّقاً بالله وعلاقتك به متينة جدًا لن يزعزعك أيّ شيء. ستحزن نعم، ولكن لن يجرك هذا الحزن إلى اليأس.
الحقيقة:
الإنسان حياته عبارة عن فصلان: الفصل الأوّل مؤقت (الدنيا) والفصل الثاني خالد (الآخرة). والموت لا يعني الفراق كما يصوّره البعض، بل الميت صار في الفصل الثاني من حياته وستجتمع به مرةً أخرى حين تنتقل إليه. كما أنّ علاقتك بهذا الشخص لم تنقطع بعد وفاته، بل إنّك تستطيع أن تشمله في دعائك وصلاتك. وعليك أن تتحلّى بالصبر إلى أن يأتي الوقت الذي ستذهب فيه إليه.
الصبر:
ولكن ما هو مفهوم الصبر؟ هل يعني ألا نشعر بالحزن أو نبكي؟ لا، الصبر لا يعني ألّا تشعر ولكن معناه ألا تيأس وتتمسك بالأمل واثقًا بالله. من الطبيعي حين تفقد أحدًا أن تحس بالحزن والألم ولكن يجب ألا تغرق فيه وتنسى حياتك ودورك فيها.
فالله بثّ هذه المشاعر في روح الإنسان وهي تعبّر عن إنسانيته والتخلص منها لا يعني الصبر بل يعني أن الإنسان قد تجرّد من إنسانيته.
الصبر هو اليقين بأنّ مع العسر يسرًا وأن الضيق يتبعه الفرج حتّى وإن طالت المدّة.
التعلّق والخوف من الفقد:
أهم ما يجب أن يعمل عليه الإنسان هو "طريقة تعلّقه بالآخرين".
فالمؤمنون و العارفون لمقام الحقّ سبحانه، يرون أنّ الوجود الحق إنّما هو الله تعالى، و ما عداه من الموجودات ليس سوى متعلق و تابع. و على أساس ذلك يتعاملون مع جميع الخيرات و الفيوضات. كما أنّ جميع جهات الحسن في أي ظاهرة وجودية يرونها، يجدون فيها مظهرًا من مظاهر عناية الله و تجليًّا من تجلياته. و لهذا السبب فعشقهم و محبتهم محصورةٌ و مقصورةٌ على الله، و إذا أحبوا شيئًا غيره فهو محبوب بالتبع لمحبتهم لله.
و يسمى هذا العشق بـ (العشق الحقيقي) لأنّه تعلق بالموضوع الذي يجب أن يتعلق به.
لذا، إنّ المؤمن يرى أنّ الناس مخلوقون لله و أنّهم عبيدٌ له، ويرى في ذات الإنسان مجلى لعنايات الحق سبحانه.
BY آنيــا
Share with your friend now:
tgoop.com/annyaa09/14791