ANNYAA09 Telegram 14806
(وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ‌ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ)


لماذا الاختبار الإلهي؟‏

في مجال الاختبار الإلهي تطرح بحوث كثيرة، و أوّل ما يتبادر للذهن في هذا المجال هو سبب هذا الاختبار. فنحن نختبر الأفراد لنفهم ما نجهله عنهم. فهل أن اللّه سبحانه و تعالی بحاجة إلی مثل هذا الاختبار لعباده، و هو العالم بكل الخفايا و الأسرار؟! و هل هناك شي‌ء خفي عنه حتی يظهر له بهذا الامتحان؟! و الجواب أن مفهوم الاختبار الإلهي يختلف عن الاختبار البشري.
‏اختباراتنا البشرية- هي كما ذكرت آنفاً - تستهدف رفع الإبهام و الجهل، و الاختبار الإلهي قصده «التربية».

في أكثر من عشرين موضعاً تحدث القرآن عن الاختبار الإلهي، باعتباره سنّة كونية لا تنقض من أجل تفجير الطاقات الكامنة، و نقلها من القوّة إلی الفعل، و بالتالي فالاختبار الإلهي من أجل تربية العباد، فكما أن الفولاذ يتخلص من شوائبه عند صهره في الفرن، كذلك الإنسان يخلص و ينقی في خضمّ الحوادث، و يصبح أكثر قدرة علی مواجهة الصعاب و التحديات.
‏الاختبار الإلهي يشبه عمل زارع خبير، ينثر البذور الصالحة في الأرض الصالحة، كي تستفيد هذه البذور من مواهب الطبيعة و تبدأ بالنمو، ثمّ تصارع هذه البذرة كل المشاكل و الصعاب بالتدريج، و تقاوم الحوادث المختلفة كالرّياح العاتية و البرد الشديد و الحر اللافح، لتخرج بعد ذلك نبتة مزهره أو شجرة مثمرة، تستطيع أن تواصل حياتها أمام الصعاب.

و من أجل تصعيد معنويات القوات المسلحة، يؤخذ الجنود إلی مناورات و حرب اصطناعية، يعانون فيها من مشاكل العطش و الجوع و الحر و البرد و الظروف الصعبة و الحواجز المنيعة.و هذا هو سرّ الاختبارات الإلهية.

يقول سبحانه في موضع آخر من كتابه العزيز: وَ لِيَبْتَلِيَ اللَّـهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَ لِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَ اللَّـهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ
[آل عمران، ١٥٤]

‏و يقول أمير المؤمنين علي (ع) في بيان سبب الاختبارات الإلهية: «... و إن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم، و لكن لتظهر الأفعال الّتي بها يستحقّ الثّواب و العقاب»


‏أي أن الصفات الكامنة لا يمكن أن تكون وحدها معياراً للثواب و العقاب، فلا بدّ أن تظهر من خلال أعمال الإنسان، و اللّه يختبر عباده ليتجلّی ما يضمرونه في أعمالهم، و لكي تنتقل قابليّاتهم من القوّة إلی الفعل، و بذلك يستحقون الثواب أو العقاب.
‏لو لم يكن الاختبار الإلهي لما تفجرت هذه القابليات، و لما أثمرت الكفاءات، و هذه هي فلسفة الاختبار الإلهي في منطق الإسلام.



tgoop.com/annyaa09/14806
Create:
Last Update:

(وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ‌ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ)


لماذا الاختبار الإلهي؟‏

في مجال الاختبار الإلهي تطرح بحوث كثيرة، و أوّل ما يتبادر للذهن في هذا المجال هو سبب هذا الاختبار. فنحن نختبر الأفراد لنفهم ما نجهله عنهم. فهل أن اللّه سبحانه و تعالی بحاجة إلی مثل هذا الاختبار لعباده، و هو العالم بكل الخفايا و الأسرار؟! و هل هناك شي‌ء خفي عنه حتی يظهر له بهذا الامتحان؟! و الجواب أن مفهوم الاختبار الإلهي يختلف عن الاختبار البشري.
‏اختباراتنا البشرية- هي كما ذكرت آنفاً - تستهدف رفع الإبهام و الجهل، و الاختبار الإلهي قصده «التربية».

في أكثر من عشرين موضعاً تحدث القرآن عن الاختبار الإلهي، باعتباره سنّة كونية لا تنقض من أجل تفجير الطاقات الكامنة، و نقلها من القوّة إلی الفعل، و بالتالي فالاختبار الإلهي من أجل تربية العباد، فكما أن الفولاذ يتخلص من شوائبه عند صهره في الفرن، كذلك الإنسان يخلص و ينقی في خضمّ الحوادث، و يصبح أكثر قدرة علی مواجهة الصعاب و التحديات.
‏الاختبار الإلهي يشبه عمل زارع خبير، ينثر البذور الصالحة في الأرض الصالحة، كي تستفيد هذه البذور من مواهب الطبيعة و تبدأ بالنمو، ثمّ تصارع هذه البذرة كل المشاكل و الصعاب بالتدريج، و تقاوم الحوادث المختلفة كالرّياح العاتية و البرد الشديد و الحر اللافح، لتخرج بعد ذلك نبتة مزهره أو شجرة مثمرة، تستطيع أن تواصل حياتها أمام الصعاب.

و من أجل تصعيد معنويات القوات المسلحة، يؤخذ الجنود إلی مناورات و حرب اصطناعية، يعانون فيها من مشاكل العطش و الجوع و الحر و البرد و الظروف الصعبة و الحواجز المنيعة.و هذا هو سرّ الاختبارات الإلهية.

يقول سبحانه في موضع آخر من كتابه العزيز: وَ لِيَبْتَلِيَ اللَّـهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَ لِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَ اللَّـهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ
[آل عمران، ١٥٤]

‏و يقول أمير المؤمنين علي (ع) في بيان سبب الاختبارات الإلهية: «... و إن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم، و لكن لتظهر الأفعال الّتي بها يستحقّ الثّواب و العقاب»


‏أي أن الصفات الكامنة لا يمكن أن تكون وحدها معياراً للثواب و العقاب، فلا بدّ أن تظهر من خلال أعمال الإنسان، و اللّه يختبر عباده ليتجلّی ما يضمرونه في أعمالهم، و لكي تنتقل قابليّاتهم من القوّة إلی الفعل، و بذلك يستحقون الثواب أو العقاب.
‏لو لم يكن الاختبار الإلهي لما تفجرت هذه القابليات، و لما أثمرت الكفاءات، و هذه هي فلسفة الاختبار الإلهي في منطق الإسلام.

BY آنيــا


Share with your friend now:
tgoop.com/annyaa09/14806

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Members can post their voice notes of themselves screaming. Interestingly, the group doesn’t allow to post anything else which might lead to an instant ban. As of now, there are more than 330 members in the group. The creator of the channel becomes its administrator by default. If you need help managing your channel, you can add more administrators from your subscriber base. You can provide each admin with limited or full rights to manage the channel. For example, you can allow an administrator to publish and edit content while withholding the right to add new subscribers. Telegram is a leading cloud-based instant messages platform. It became popular in recent years for its privacy, speed, voice and video quality, and other unmatched features over its main competitor Whatsapp. With the “Bear Market Screaming Therapy Group,” we’ve now transcended language. How to Create a Private or Public Channel on Telegram?
from us


Telegram آنيــا
FROM American