tgoop.com/annyaa09/14807
Last Update:
(الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ)
عوامل النجاح في الامتحان:
هنا يتعرض الإنسان لاستفهام آخر، و هو أنه إذا كان القرار أن يتعرض جميع أفراد البشر للامتحان الإلهي، فما هو السبيل لاحراز النجاح و التوفيق في هذا الامتحان؟
القرآن يعرض هذه السبل في القسم الأخير من هذه الآية و في آيات أخرى:
١- أهمّ عامل للانتصار أشارت إليه الآية بعبارة: وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ، فالآية تبشّر بالنجاح أولئك الصابرين المقاومين، و مؤكدة أن الصبر رمز الإنتصار.
٢- الالتفات إلی أن نكبات الحياة و مشاكلها مهما كانت شديدة و قاسية فهي مؤقّتة و عابرة و هذا الإدراك يجعل كل المشاكل و الصعاب عرضاً عابراً و سحابة صيف، و هذا المعنی تضمنته عبارة:إِنَّا لِلَّـهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.
«كلمة الاسترجاع» هذه خلاصة كل دروس التوحيد، و الانقطاع إلی اللّه، و الاعتماد علی ذاته المقدسة في كل شيء و في كل زمان. و أولياء اللّه ينطلقون من هذا التعليم القرآني، فيسترجعون لدی المصائب كي لا تهزمهم الشدائد، و كي يجتازوا مرحلة الاختبار بسلام في ظل الإيمان بمالكية اللّه و الرجوع إليه.
٣- الاستمداد من قوّة الإيمان و الألطاف الإلهية عامل مهم آخر في اجتياز الاختبار دون اضطراب و قلق و فقدان للتوازن. فالسائرون علی طريق اللّه يتقدّمون بخطوات ثابتة و قلوب مطمئنة لوضوح النهج و الهدف لديهم. و ترافقهم الهداية الإلهية في اختيار الطريق الصحيح، يقول سبحانه: وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا [العنكبوت، ٦٩]
٤- التدقيق في تأريخ الأسلاف، و إمعان النظر في مواقفهم من الاختبارات الإلهية، عامل مؤثر في إعداد الإنسان لاجتياز الامتحان الإلهي بنجاح.
لو عرف الإنسان بأن ما أصيب به ليس حالة شاذّة، و إنما هو قانون عام شامل لكل الأفراد و الجماعات، لهان الخطب عليه، و لتفهم الحالة بوعي، و لاجتاز المرحلة بمقاومة و ثبات. و لذلك يثبّت اللّه سبحانه علی قلب نبيّه و المؤمنين باستعراض تأريخ الماضين، و ما واجهه الأنبياء، و الفئات المؤمنة من محن و مصائب خلال مراحل دعوتهم، يقول سبحانه: وَ لَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ [الأنعام، ١٠]
٥- الالتفات إلى حقيقة علم اللّه سبحانه بكل مجريات الأمور، عامل آخر في التثبيت و زيادة المقاومة.
المتسابقون في ساحة اللعب يشعرون بالارتياح حينما يعلمون أنهم في معرض أنظار أصدقائهم من المتفرجين، و يندفعون بقوّة أكثر في تحمل الصعاب.
إذا كان تأثير وجود الأصدقاء كذلك، فما بالك بتأثير استشعار رؤية اللّه لما يجري علی الإنسان و هو علی ساحة الجهاد و المحنة؟!
ما أعظم القوّة التي يمنحها هذا الاستشعار لمواصلة طريق الجهاد و تحمل مشاقّ المحنة! حين واجه نوح (ع) أعظم المصائب و الضغوط من قومه و هو يصنع الفلك، جاءه نداء التثبيت الإلهي ليقول له: وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا [هود، ٣٧]
و عبارة «بأعيننا» كان لها- دون شك- وقع عظيم في نفس هذا النّبي الكريم، فاستقام و واصل عمله حتی المرحلة النهائية دون الالتفات إلی تقريع الأعداء و استهزائهم.
ورد عن سيّد الشهداء الحسين (ع) أنّه قال بعد أن تفاقم الخطب أمامه في كربلاء، و استشهد أصحابه و أهل بيته: «هوّن عليّ ما نزل بي أنّه بعين اللّه»
🍀
BY آنيــا
Share with your friend now:
tgoop.com/annyaa09/14807