Telegram Web
(وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ‌ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ)


لماذا الاختبار الإلهي؟‏

في مجال الاختبار الإلهي تطرح بحوث كثيرة، و أوّل ما يتبادر للذهن في هذا المجال هو سبب هذا الاختبار. فنحن نختبر الأفراد لنفهم ما نجهله عنهم. فهل أن اللّه سبحانه و تعالی بحاجة إلی مثل هذا الاختبار لعباده، و هو العالم بكل الخفايا و الأسرار؟! و هل هناك شي‌ء خفي عنه حتی يظهر له بهذا الامتحان؟! و الجواب أن مفهوم الاختبار الإلهي يختلف عن الاختبار البشري.
‏اختباراتنا البشرية- هي كما ذكرت آنفاً - تستهدف رفع الإبهام و الجهل، و الاختبار الإلهي قصده «التربية».

في أكثر من عشرين موضعاً تحدث القرآن عن الاختبار الإلهي، باعتباره سنّة كونية لا تنقض من أجل تفجير الطاقات الكامنة، و نقلها من القوّة إلی الفعل، و بالتالي فالاختبار الإلهي من أجل تربية العباد، فكما أن الفولاذ يتخلص من شوائبه عند صهره في الفرن، كذلك الإنسان يخلص و ينقی في خضمّ الحوادث، و يصبح أكثر قدرة علی مواجهة الصعاب و التحديات.
‏الاختبار الإلهي يشبه عمل زارع خبير، ينثر البذور الصالحة في الأرض الصالحة، كي تستفيد هذه البذور من مواهب الطبيعة و تبدأ بالنمو، ثمّ تصارع هذه البذرة كل المشاكل و الصعاب بالتدريج، و تقاوم الحوادث المختلفة كالرّياح العاتية و البرد الشديد و الحر اللافح، لتخرج بعد ذلك نبتة مزهره أو شجرة مثمرة، تستطيع أن تواصل حياتها أمام الصعاب.

و من أجل تصعيد معنويات القوات المسلحة، يؤخذ الجنود إلی مناورات و حرب اصطناعية، يعانون فيها من مشاكل العطش و الجوع و الحر و البرد و الظروف الصعبة و الحواجز المنيعة.و هذا هو سرّ الاختبارات الإلهية.

يقول سبحانه في موضع آخر من كتابه العزيز: وَ لِيَبْتَلِيَ اللَّـهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَ لِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَ اللَّـهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ
[آل عمران، ١٥٤]

‏و يقول أمير المؤمنين علي (ع) في بيان سبب الاختبارات الإلهية: «... و إن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم، و لكن لتظهر الأفعال الّتي بها يستحقّ الثّواب و العقاب»


‏أي أن الصفات الكامنة لا يمكن أن تكون وحدها معياراً للثواب و العقاب، فلا بدّ أن تظهر من خلال أعمال الإنسان، و اللّه يختبر عباده ليتجلّی ما يضمرونه في أعمالهم، و لكي تنتقل قابليّاتهم من القوّة إلی الفعل، و بذلك يستحقون الثواب أو العقاب.
‏لو لم يكن الاختبار الإلهي لما تفجرت هذه القابليات، و لما أثمرت الكفاءات، و هذه هي فلسفة الاختبار الإلهي في منطق الإسلام.
(الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّـهِ‌ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‌)


عوامل النجاح في الامتحان:‌


هنا يتعرض الإنسان لاستفهام آخر، و هو أنه إذا كان القرار أن يتعرض جميع أفراد البشر للامتحان الإلهي، فما هو السبيل لاحراز النجاح و التوفيق في هذا الامتحان؟

القرآن يعرض هذه السبل في القسم الأخير من هذه الآية و في آيات أخرى:

١- أهمّ عامل للانتصار أشارت إليه الآية بعبارة: وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ‌، فالآية تبشّر بالنجاح أولئك الصابرين المقاومين، و مؤكدة أن الصبر رمز الإنتصار.

‏٢- الالتفات إلی أن نكبات الحياة و مشاكلها مهما كانت شديدة و قاسية فهي مؤقّتة و عابرة و هذا الإدراك يجعل كل المشاكل و الصعاب عرضاً عابراً و سحابة صيف، و هذا المعنی تضمنته عبارة:إِنَّا لِلَّـهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‌.

‏«كلمة الاسترجاع» هذه خلاصة كل دروس التوحيد، و الانقطاع إلی اللّه، و الاعتماد علی ذاته المقدسة في كل شي‌ء و في كل زمان. و أولياء اللّه ينطلقون من هذا التعليم القرآني، فيسترجعون لدی المصائب كي لا تهزمهم الشدائد، و كي يجتازوا مرحلة الاختبار بسلام في ظل الإيمان بمالكية اللّه و الرجوع إليه.
‌‏

٣- الاستمداد من قوّة الإيمان و الألطاف الإلهية عامل مهم آخر في اجتياز الاختبار دون اضطراب و قلق و فقدان للتوازن. فالسائرون علی طريق اللّه يتقدّمون بخطوات ثابتة و قلوب مطمئنة لوضوح النهج و الهدف لديهم. و ترافقهم الهداية الإلهية في اختيار الطريق الصحيح، يقول سبحانه: وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا [العنكبوت، ٦٩]

‏٤- التدقيق في تأريخ الأسلاف، و إمعان النظر في مواقفهم من الاختبارات الإلهية، عامل مؤثر في إعداد الإنسان لاجتياز الامتحان الإلهي بنجاح.

لو عرف الإنسان بأن ما أصيب به ليس حالة شاذّة، و إنما هو قانون عام شامل لكل الأفراد و الجماعات، لهان الخطب عليه، و لتفهم الحالة بوعي، و لاجتاز المرحلة بمقاومة و ثبات. و لذلك يثبّت اللّه سبحانه علی قلب نبيّه و المؤمنين‌ باستعراض تأريخ الماضين، و ما واجهه الأنبياء، و الفئات المؤمنة من محن و مصائب خلال مراحل دعوتهم، يقول سبحانه: وَ لَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ‌ [الأنعام، ١٠]

‏٥- الالتفات إلى حقيقة علم اللّه سبحانه بكل مجريات الأمور، عامل آخر في التثبيت و زيادة المقاومة.
‏المتسابقون في ساحة اللعب يشعرون بالارتياح حينما يعلمون أنهم في معرض أنظار أصدقائهم من المتفرجين، و يندفعون بقوّة أكثر في تحمل الصعاب.

إذا كان تأثير وجود الأصدقاء كذلك، فما بالك بتأثير استشعار رؤية اللّه لما يجري علی الإنسان و هو علی ساحة الجهاد و المحنة؟!

ما أعظم القوّة التي يمنحها هذا الاستشعار لمواصلة طريق الجهاد و تحمل مشاقّ المحنة! حين واجه نوح (ع) أعظم المصائب و الضغوط من قومه و هو يصنع الفلك، جاءه نداء التثبيت الإلهي ليقول له: وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا [هود، ٣٧]


‏و عبارة «بأعيننا» كان لها- دون شك- وقع عظيم في نفس هذا النّبي الكريم، فاستقام و واصل عمله حتی المرحلة النهائية دون الالتفات إلی تقريع الأعداء و استهزائهم.


ورد عن سيّد الشهداء الحسين (ع) أنّه قال‌ بعد أن تفاقم الخطب أمامه في كربلاء، و استشهد أصحابه و أهل بيته: «هوّن عليّ ما نزل بي أنّه بعين اللّه»


🍀
عرّفت الآية (١٥) من سورة الحجرات، و الآية (٨) من سورة الحشر (الصادقين) جيّدا،

ففي آية الحجرات نقرأ: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ‌.

و تقول آية الحشر: لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ أَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّـهِ وَ رِضْواناً وَ يَنْصُرُونَ اللَّـهَ وَ رَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ‌.


و بهذا يتّضح أنّ المراد من الصادقين: هم الذين أثبتوا صدقهم و إخلاصهم في ميادين حماية دين اللّه و الجهاد و الثبات و الصمود أمام المشاكل و بذل الأرواح‌ و الأموال‌.
نتيجة التوكل و ثمرته:

بعد أن يحث الباري سبحانه و تعالی عباده علی أن يتوكلوا عليه، يبين في هذه الآية نتيجة التوكل و ثمرته و فائدته العظمی فيقول: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّـهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَ إِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ)‌ و هو بهذا يشير إلی أن قدرة اللّه فوق كلّ القدرات، فإذا أراد بعبد خيراً و أراد نصره و تأييده و الدفاع عنه لم يكن في مقدور أية قوة في الأرض- مهما عظمت- أن تتغلب عليه، فمن كان - هكذا - منبع كلّ الانتصارات، وجب التوكل عليه، و استمداد العون منه.

🍀
(يَنْصُرْكُمْ‌) كيف يتمّ ذلك؟

إنّ الطرق كثيرة، فهو سبحانه يلقي في قلوبكم نور الإيمان، و في نفوسكم و أرواحكم التقوی، و في إرادتكم القوّة و التصميم أكثر، و في أفكاركم الهدوء و الاطمئنان.

و من جانب آخر يرسل الملائكة لمدكم و نصرتكم، و يغيّر مسار الحوادث لصالحكم، و يجعل أفئدة الناس تهوي إليكم، و يجعل كلماتكم نافذة في القلوب، و يصيّر نشاطاتكم و جهودكم مثمرة. نعم، إنّ نصرة اللّه تحيط بالجسم و الروح، من الداخل و الخارج.

إلّا أنّه سبحانه يؤكّد علی مسألة تثبيت الأقدام من بين كلّ أشكال النصرة، و ذلك لأنّ الثبات أمام العدو أهم رمز للانتصار، و إنّما يكسب الحرب الذين يصمدون و يستقيمون أكثر، و لذلك نقرأ في قصة محاربة طالوت لجالوت، أنّ المؤمنين القليلين الذين كانوا معه عندما واجهوا جيش العدو الجرار، قالوا: (رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَی الْقَوْمِ الْكافِرِينَ)‌.
‏و نقرأ في الآية التي بعدها: (فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّـهِ‌).

أجل، إنّ نتيجة ثبات القدم هي النصر المؤزّر علی العدو. و لمّا كانت حشود العدو العظيمة، و أنواع معداتهم و تجهيزاتهم قد تشغل فكر المجاهدين في سبيل اللّه أحياناً، فإنّ هذه الآية تضيف: (وَ الَّذِينَ‌ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ)


‏«تعس» بمعنی الانزلاق و الهوي، و ما فسّره البعض بأنّه الهلاك و الانحطاط، فهو لازمه في الواقع لا معناه.

و علی كلّ حال، فإنّ المقارنة بين هذين الفريقين عميقة المعنی جدّا، فالقرآن يقول في شأن المؤمنين‌ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ‌ و في شأن الكافرين‌ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ‌.

‏نعم، إنّ الكافرين إذا انزلقوا و زلّت أقدامهم، فليس هناك من يأخذ بأيديهم لينقذهم من الهلكة، بل إنّهم سينحدرون إلی الهاوية سريعاً و بسهولة، أمّا المؤمنون، فإنّ ملائكة الرحمة تهب لنجدتهم و نصرتهم، و يحفظونهم من المنزلقات و المنحدرات، كما نقرأ ذلك في موضع آخر، حيث تقول الآية (٣٠) من سورة فصلت: إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ.


إنّ أعمال المؤمنين مباركة، أمّا أعمال الكافرين فإنّها بائرة و لذلك فهي تزول و تفنی سريعاً.
في فلوريدا بسبب الإعصار:

- نزوح حوالي ٦ مليون إنسان
- دمار شامل
- خسائر عديدة

الحمدلله المنتقم الجبّار✌🏻

مثل ما فعلت بنا أمريكا أصابها أيضًا..
‏قناة CNN تحذر المواطنين في فلوريدا الذين يعيشون الأهوال في إعصار ميلتون وقد تجاهلوا طلبات الإخلاء
‏وتطلب منهم: "اكتبوا أسماءكم وفصيلة دمكم على ذراع أطفالكم، هذه العاصفة قاتلة."

هل مازلتم تذكرون أرجل أطفال غزة؟
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّـهَ عَلی‌ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)


إنّ وعد اللّه بالنصر جاء مقرونا ب «قدرة اللّه». و هذا قد يكون إشارة إلی القدرة الإلهيّة التي تنجد الناس حينما ينهضون بأنفسهم للدفاع عن الإسلام، لا أن يجلسوا في بيوتهم بأمل مساعدة اللّه تعالی لهم، أو بتعبير آخر: عليكم بالجدّ و العمل بكلّ ما تستطيعون من قدرة، و عند ما تستحقّون النصر بإخلاصكم ينجدكم اللّه و ينصركم علی أعدائه، و هذا ما حدث للرسول (ص) في جميع حروبه التي كانت تتكلّل بالنصر.
Forwarded from دفء، زينب قاروط (زَينَب)
في قصّة نبيّنا موسى (ع)، ومع أنه نبيّ، وكليمُ الله بالتّحديد، إلّا أن رب العالمين لم يتدخل مباشرة بحركة نبيّه أثناء تأدية رسالته، إلّا في مواطن معيّنة مثل معجزة العصا وغيرها من المعجزات. لقد تركَ للنبي (ع) مساحته الخاصة لبناء استراتيجية رسالته. قال "اذهب إلى فرعون إنه طغى" حثّه على أداء التكليف. ولمّا وصل فرعون إلى ذروة تجبّره وقال "أنا ربّكم الأعلى" ارتفعت قدرة البشر على تغيير مسارِ الأحداث، وحينها فُلقَ لموسى ومن معه البحر وغرقَ فرعون.
ما يحدث الآن يشبه عصر موسى (ع)، المطلبُ الأول منّا هو أداء التّكليف بكافة ميادينه. والتيقّن أنه كلّما ازداد طاغية عصرنا بالتجبّر، كلّما غرقَ هو وفُلِق البحر لنا.
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا) [النور: 55].

-زينب
العناد و اللامنطقية التي كان عليها أعداء الإسلام كانت تؤلم رسول اللّه (ص) و تدفعه إلی أن يدعو اللّه عليهم، لذا فإنّه تعالی أراد أن يخفّف شيئاً من آلام رسوله الكريم، فطلب منه الصبر و ذلك قوله تعالی: فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ‌.

أي انتظر حتّی يهي‌ء اللّه لك و لأعوانك أسباب النصر، و يكسر شوكة أعدائك، فلا تستعجل بعذابهم أبداً، و اعلم بأنّ اللّه ممهلهم و غير مهملهم، و ما المهلة المعطاة لهم إلّا نوع من عذاب الاستدراج.
بعد الهزيمة في "أُحد" قالوا : هل لنا من الأمر من شيء؟
فكان الجواب: إنّ الأمر كلّه لله..


فقد كانوا يستبعدون أن ينصرهم الله بعد كل هذه المعاناة والخسائر. ولكنّه سبحانه أكّد لهم أنّه هو القادر على أن يُنزّل عليهم النصر متى وجدهم أهلًا لذلك.
نصيحة:

ضعوا كل آمالكم بالله سبحانه وتعالى..
وهكذا من المستحيل أن تخيبوا وتحبطوا.




إنّ الأمر كلّه لله..
وطبعا بالمرتبة الثانية رجال الله ..
لا تصدقوا التصريحات الأمريكية
ولا حتّى تهديدات الصهاينة


صدقوا فقط
بأنّ النصر حليف الحق حتّى وإن طالت
وبأنّ الله سينتقم من كل جبّار متكبر ظالم..
السلام عليكم،

أتمنى أن تكونوا بخير وعافية..
أعتذر عن التأخر في الرد على رسائلكم في "موقع الصراحة" نظرًا للظروف التي نمر بها في هذه الحرب..

أعزائي،

ما يزيد من حدّة الألم ، ليس الألم وحده فقط بل الأفكار التي تلاحقه. من أهم الخطوات للتخفيف عن نفسك، هي أن تغيّر من أفكارك حول نفسك وتلقائيًا ستتغير مشاعرك (طبعًا تحتاج بعض الوقت)، وأيضًا عدم أخذ أي شيء يصدر من الآخرين بشكل شخصي. فكل هذا الأذى من الآخر يمثّل حقيقته هو، لا حقيقتك أنت.

وليس بالضرورة أن نسعى كي يتقبّلنا الآخرون، علينا أن نقوم بدورنا الذي بعثنا الله لأجله وهو أن نكون خليفته على هذه الأرض. وهذا الدور يتجلى في عدّة ميادين في الحياة.

كل واحد منا وجوده ضروري و وراءه هدف سامي، لا تستخفوا بأنفسكم ولا تظنوا بأنّ وجودكم غير مرحبٍ به. بل هناك غاية مهمّة من وجودكم في المكان الذي أنتم به وعليكم أن تسعوا لتقوموا بهذا الدور..
إنّ مع العسر يسرًا:

كلّ عسر إلی جانبه يسر، و لم ترد في الآية كلمة «بعد» بل «مع» للدلالة علی الاقتران.
‏نعم، كلّ معضلة ممزوجة بالانفراج، و كلّ صعوبة باليسر، و الاقتران قائم بين الإثنين.

‏و هذا الوعد الإلهي يغمر القلب نوراً و صفاء. و يبعث فيه الأمل بالنصر، و يزيل غبار اليأس عن روح الإنسان.

🌱
{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}


إنّ هذه الآية تجيب ضمناً علی سؤال يخالج أذهان كثير من الناس و هو: لماذا يرفل بعض العصاة و المجرمين في مثل هذا النعيم، و لا يلقون جزاءهم العادل علی إجرامهم؟

‏فإنّ القرآن الكريم يردّ علی هذا التساؤل الشّائع قائلاً: إنّ هؤلاء فقدوا كل قابلية للتغيير و الإصلاح، و هم بالتالي من الّذين تقتضي سنّة الخلق و مبدأ حرّية الإنسان و اختياره أن يتركوا لشأنهم، و يوكّلوا إلی أنفسهم ليصلوا إلی مرحلة السقوط الكامل، و يستحقوا الحدّ الأكثر من العذاب و العقوبة.

هذا مضافاً إلی ما يستفاد من بعض الآيات القرآنية من أنّه سبحانه قد يمدّ البعض بالنعم الوافرة و هو بذلك يستدرجهم، أي أنّه يأخذهم فجأة و هم في ذروة التنعم، و يسلبهم كلّ شي‌ء و هم في أوج اللّذة و التمتع، ليكونوا بذلك أشقی من كلّ شقي، و يواجهوا في هذه الدنيا أكبر قدر ممكن من العذاب، لأن فقدان هذا النعيم أشدّ وقعاً علی النفس.
من كان اعتماده فقط على الإمكانات الماديّة للمقاومة وغافلًا عن حقيقة النصر، سقط في هذا البلاء، وصار من اليائسين والمحبطين.

خسرت المقاومة بعد كل الضربات التي تعرضت لها، العديد من قوّتها المادية ولكنّها رغم كل هذا بقيت صامدة في الميدان، لأنّها متمسكة بالقوّة الحقيقية في هذا الوجود (الله سبحانه وتعالى).

لكل من يجهل حقيقة النصر ويخاف من القوة الماديّة لدى العدو فليتمعّن في هذه الآيات الثلاث (هذه سنن إلهية ثابتة في كل زمان):

{وما النصر إلّا من عند الله العزيز الحكيم} - أيّ أن النصر يأتي من الله العزيز (الذي لا يعجزه شيء) والحكيم (الذي يضع الأشياء مواضعها).

{وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} - الله في الميدان، وهناك قوّة غيبية تساند المجاهدين.

{إن تنصروا الله ينصركم} - واجبنا الشرعي أن نحارب كل من يقف في وجه المشروع الإلهي، حتّى وإن كانت معداته أقوى، فالقوة الأعظم مع الحق وستنصره.

الله سبحانه وتعالى يريد الإصلاح،
ولا كلمة تعلو فوق كلمة الله.

واحفظوا هذه جيدًا: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} - الصبر الصبر حتّى نبلغ النصر.

🌱
الإيجابية السامة والسلبية المفرطة انتشرتا في الفترة الأخيرة:

إذا لم يوجّه الإنسان آماله إلى المكان الصحيح (أي إلى الله القادر والعظيم) سيتعرض دائمًا للخيبات .. كما أن الذي غرق في بحر من السلبيات لن يستطيع أن يبصر الطريق الصحيح ولن يصل إلى حالة التسليم والتوكل..

لذلك يجب على الإنسان أن يتعامل مع أمور هذه الحياة الدنيا بمبدأ لا إفراط ولا تفريط.

إلّا مع الله سبحانه وتعالى فليعش حالة الإفراط بالأمل لأنّه رب الخير والله لا يخلف وعده..
بدأت البشائر العظيمة …

🤲🏻
2025/01/04 00:49:18
Back to Top
HTML Embed Code: