tgoop.com/ar2008/56965
Last Update:
- الرساله ؛ كانت، وما زالت، أغنية “اللّيل” لأمينة فاخت، المفضّلة عندي… مهما تبدّل ذوقي الموسيقي، ومهما مرّت على مسامعي أغانٍ جديدة، تبقى تلك الأغنية تحديدًا وكأنها تنتمي لجزء لا يتغيّر من روحي. كلّما استمعت إليها، شعرت أن شيئًا في داخلي يهدأ… وكأن الليل ذاته يحتويني بين ذراعيه.
أتذكّر بوضوح أوّل مرّة صار عندنا مسجّل أغاني في السيارة… كان ذلك تفصيلًا صغيرًا، لكنه بالنسبة لي بدا وكأنه بداية عالم جديد. طلبت من أبي حينها أن يشغّل لي “اللّيل”. ابتسم وقال ببساطة: “ما حمّلتها بعد… ما تعجبني لهالدرجة حتى أسمعها أكثر من مرة مثل الباقي.”
سكتُّ. لم أجادله. فقط قلت له: “على راحتك، لا تحمّلها إذًا.”
لكن في داخلي، كان هناك شيء يشبه الغصّة. كأنّ الأغنية تمثّلني، كأن رفضها يعني تجاهل جزء منّي.
وبعد أسبوع، وبينما كنت أتصفّح الأغاني في سيارته، وجدتها هناك… تتوسّط قائمته، كأنها كانت دومًا تنتمي إليها. لحظتها، اجتاحني شعور غريب يصعب وصفه… امتزجت فيه الدهشة بالفرح، كأنّ الكون بأكمله قرّر أن يتواطأ من أجلي، أن يمنحني هذا التفصيل الصغير بكل محبة.
ومنذ ذلك اليوم، صار يسمعها مرارًا وتكرارًا… بنفس التكرار الذي كان يرفضه. يخبرني بابتسامة خفيّة أنّها أصبحت مفضّلته أيضًا، فقط لأنها كانت مفضّلتي أولًا.
وأنا؟ كنت أسمعها بصوت أمينة، لكنّي كنت أسمع من خلالها صدى محبّته… الدافئة، الصامتة، التي لا تحتاج إلى إعلان.
BY • R' 2008 .
Share with your friend now:
tgoop.com/ar2008/56965