Telegram Web
النفس ترجو والأماني جمّةً
والعبد يدعو والكريمُ كريمُ
ما زلتُ أبحث عن شيءٍ،
حين ضاع ضيَّعني!
‏إِنّ الخيول وإن تراها أُرهِقَت
 سَيثورُ منها من يكون أَصِيلا
أمس إنتهـينا فلا كنا ولا كانا
يا صاحب الوعد خلي الوعد نسيانا
طاف النعاس على ماضيك وأرتحلت
حدائـق العمـر بكياً فاهدأ الآن
كان الوداع إبتســامات مبللة
بالدمع حينا، وبالتذكار أحيــانا
حتى الهدايا وكانت كلّ ثروتنـا
ليل الوداع نســيناها هدايانا
‏"أيامُ عُمركَ لَن يطولَ بلاؤها
وغدًا سَتنسى كُلّ همٍّ أوجعَكْ.."
وتَرىٰ شجُونَ البَيْنِ يملأُ خافِقِي
ويسِيلُ دَمْعِي دُونَمَا إحساسِي
هَذِي جُمُوعُ النَاسِ لا نفعٌ لَهُم
أنتَ الأَنيسُ وأنتَ كُلُّ النَاسِ
من يفعلِ الخيرَ لا يعدمْ جوازيَهُ
لا يذهبُ العرفُ بين اللهِ والناسِ
من يفعلِ الخيرَ لا يعدمْ جوازيَهُ
لا يذهبُ العرفُ بين اللهِ والناسِ
فرط السُّكوتِ على فرط الأذى سقمُ
قد يسكتُ الجرحُ لكن ينطق الألمُ
أغرَّكِ صَفحي عن ذُنوبٍ كثيرةٍ
وغضِّي على أشياءَ منكِ تُريبُ؟
كأنْ لم يكن في الناسِ قبلي مُتيَّمٌ
ولم يكُ في الدنيا سواكِ حبيبُ!
كُلٌّ تَسيرُ بِهِ الحَياةُ وَما لَهُ
عِلمٌ عَلى أَيِّ المَنازِلِ يَقدُمُ
وَمِنَ العَجائِبِ أَنَّنا بِجَهالَةٍ
نَبني وَكُلُّ بِناءِ قَومٍ يُهدَمُ
وَالمَرءُ يَسخَطُ ثُمَّ يَرضى بِالَّذي
يُقضى وَيوجِدُهُ الزَمانُ وَيُعدِمُ.
أُخْفيك عَنهُمْ بَعيداً بين أعماقِي
وَيفضَح الحُبَّ لوْعاتِي وأشواقي
وأُخبِرُ الناسَ أن لا عِشقَ يَسكُنَنِي
ويَقرؤونَكَ في صَمتي وإطراقِي
‌‎"أنا عنكِ ما أخبرتهمْ .. لكنهمْ
لمحوكِ تغتسلينَ في أحداقي
أنا عنكِ ما كلّمتهمْ .. لكنهمْ
قرأوكِ في حبري وفي أوراقي
للحبِّ رائحةٌ وليسَ بوسعها
أن لا تفوحَ .. مزارعُ الدرّاقِ"

نزار قباني✍🏻
أفنيْتُ فيهِ مَشاعِري، ما ضَرَّهُ
لَو قَابلَ الإحسَان بالإحسَانِ!
عزّت عليّ مَشَاعِري فَدَفنتُها
بَعد الذُّبول فَمُتُّ قَبلَ أوانِي
لا شَيء يُطفئُ عَبرةً مَخنوقَةً
في القَلبِ إلَّا رَحمةً تَغشَاني
لِلظُّلم ألفُ طَريقةٍ وأشَدُّها
أن يَعبثَ الإنسَانُ بالإنسانِ
‏”هذا التصنّع في عينيك يؤلمني
قل لي بربك من اتعَبك!
تجيء بوجهٍ سعيدٍ ضحوك
وتذهب والهَم في اضلعك
أراكَ تحيك الزوايا اكتراثاً
بما ليسَ مِنكَ وما ليس لَك
قل لي لِماذا؟ وماذا أصابك؟
تصُبّ الجراح إلى مضجعك !“
وعينُ البُغضِ تُبرِزُ كلّ عيبٍ
وعينُ الحبِّ لا تَجِدُ العيوبا!
وليسَ الوصلُ في الُّلقيا ولكنْ
ودادٌ في القلوبِ بلا جفاءِ

فكم مَن حاضرٍ قَد غابَ عنَّا
وَكم مَن غائبٍ زاهي اللقاءِ
ولعلَّها تشتدُّ حتّى أننا
لنَظُنُّ أنْ لا شيء أكبرُ بعدَها

فإذا أراد الله أطفأ نارها
وأذَاقنا بعدَ المرارةِ شَهدَها

‌‎"اصبر وكفكِفْ دمعَكَ المسكوبا
طُوبى لمحتسِبِ المصيبةِ طُوبى

وغدًا ستغمرُكَ البشائرُ مثلما
غَمرتْ بشائرُ ربِّنا أيوبا."
‏"والمرءُ سَاعٍ لأمرٍ ليسَ يُدرِكُهُ
والعيشُ شُحٌّ وإِشفَاقٌ وتَأْمِيلُ"
2025/01/27 02:58:48
Back to Top
HTML Embed Code: