tgoop.com/ask_albaydha/2142
Create:
Last Update:
Last Update:
#قانون_الانعكاس #التفكير_الإيجابي
رقم | ق / ١ / ٥٢
تاريخ | ٢٨ / ٥ / ١٤٤٥ هـ
• السؤال:
هل فعلا ما يحدث في الخارج هو انعكاس لما في الداخل لأن المدربين يستشهدون بأية لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم و انا جربت ان اغير بعض أفكاري و قناعاتي و فعلا تغير ما حولي أو هي فقط نظرتي التي تغيرت.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
• الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حسن الظن بالله، والتفكير الإيجابي، والتفاؤل أمور محمودة مطلوبة، ولها أثر في تحسن حياة الناس.
أما قانون الانعكاس فهو شيء آخر، فإن معناه عند أهله:
أن الأحداث التي في الكون سببها تفكير الإنسان، فالكون مرآة، تكشف ما في أعماق الذات فتأتي الأحداث مناسبة لها.
فجميع أفكار الإنسان ومعتقداته الداخلية ستظهر له في حياته الواقعية على هيئة أحداث وأشخاص لديها نفس الأفعال التي تعكس هذه المعتقدات الداخلية، فكما يفكر الشخص ستكون حياته، وليس كما يحاول ويعمل.
وقد ترتب على هذا القانون أن لا يحرص المرء على تغيير من حوله بإصلاحه عن طرق نصحه، أو عقابه، أو إصلاح هجوم العدو على بلاده بالجهاد، و نحو ذلك، فالإصلاح عندهم لا يكون إلا بطريق واحد: هو إصلاح التفكير.
ويرون أن حدوث الزلازل والفيضانات سببه مجرد (التفكير ) فلو راجع الأشخاص في ذلك البلد تفكيرهم لوجدوا في أفكارهم زلزالا داخليا، لو أصلحوه انتهت هذه الكوارث!
ومن أقوالهم أن من وجد فوضى في بيته، فعليه بمراجعة داخله فإنه سيجد أن السبب: فوضى في أفكاره، فلو رتبها ترتب بيته كله. والثمرة التي يخرجون بها من هذا القانون أن يكون المرء في حياته مراقبا لا مصلحا، لا يغضب، ولا يشتكي أحدا بحجة أنه أخذ حقه.
وفلسفة هذا القانون التي قام عليها هي نفس فلسفة قانون الجذب : الاعتقاد بوحدة الوجود، فالعالم المشهود انعكاس للوجود الحقيقي الذي يعبرون عنه "بالوعي"، ومن ثم يكون التغيير في الوعي عن طريق التفكير سبب في تجلي الأفكار وظهورها في الواقع، وبذلك يكون الإنسان وحده هو المدبر لأقداره ، الموجد لها بإرادته وتركيزه.
ولهذا يلحقه هذا القانون من المآخذ ما يلحق قانون الجذب، مما يتعلق بتعظيم القدرات البشرية، وعدم الأيمان بربوبية الله وقدره، إضافة إلى ما فيه من تعطيل شعائر كثيرة مثل الجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصيحة، وأخذ الحقوق من الظلمة الذين يزيدهم العفو فجورا.
ويستشهد المؤمنون بهذا القانون بعدة آيات وأحاديث ليس فيها دليل على ما ذهبوا إليه، والرد عليهم يكون بالرجوع لفهم السلف ،و أخذ معناها من كتب أئمة التفسير، لأن أهل الباطل قد أولعوا بتحريف النصوص الشرعية عن معناها، ومن هذه الشبه: استدلالهم بقوله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، وليس في الآية دلالة على ما ذكروه، فإن معناها الذي ذكره السلف: أن اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ من النعمة والإحسان ورغد العيش، حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر ومن الطاعة إلى المعصية، أو من شكر نعم الله إلى البطر بها فيسلبهم إياها.
والخلاصة أن هذا القانون يحرم الاعتقاد به لما فيه من المخالفات العقدية.
هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المجيب:
د. مديحة بنت إبراهيم السدحان
الأستاذ المشارك في العقيدة والمذاهب المعاصرة.
الوسم المرجعي:
#القوانين_الكونية_الروحانية
قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
BY | اسأل البيضاء |
Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/2142