tgoop.com/ask_albaydha/2371
Last Update:
#تأصيل #شخصيات رقم
| م / ١٧٦
تاريخ| ١٥ / ١ / ١٤٤٦ هـ
• السؤال:
سؤال عن شخصيّة مؤثرة في الفكر الروحاني تتخذ وسائل مُلبسة، كانت سببًا في التأثر بها، ومن هذه الوسائل:
• الدعوة إلى التشافي بالدعاء والقرآن -بواسطة أسرار الطاقة المخزونة في الكون-
- والبعد عن المعاصي والمحرمات الظاهرة، وعدم إشاعتها
- وحصول التأثير بها في علاج الناس وحل مشكلاتهم بشكل ملموس…
فالسؤال: هل نجاحها بنفع الناس يدل على أنها على حق وليست على باطل؟!
ويتضمن السؤال استفسارًا:
لماذا الرقاة ممن لديهم العلم الشرعي أو أهل العلم التجريبي لم يتقنوا فنونًا بديلة لعلاج الناس مع كفاية الإسلام بكل شيء ثم تطور العلم البشري الصحيح؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
تقبل الله دعواتك أختي السائلة
وهدانا جميعًا إلى الحق وثبّتنا عليه حتى نلقاه آمين.
هذا الكلام يحتوي على نقاط كثيرة تحتاج إلى وقفة وتأمل ويمكن إجمال التعليق عليها فيما يأتي:
- خلط الحق بالباطل لا يسوغ للباطل بل هو يفسد الحق.
وهو المنهج الذي سلكته هذه المدربة وغيرها كثير على هذا المنهج.
فهم بهذا الخلط (من إظهارهم للتمسك بشعائر الدين وابتعادهم عن المعاصي الظاهرة) يوهمون أنهم على حق وموافقون له ويريدون بذلك كسب الناس إلى صفهم، حتى يتأثروا بهم فيُفتنون.
- كون المدربة لا تشجع على المنكرات الصريحة فهناك ما هو خطير في فعلها وهو التشجيع على الشبهات وإثارتها!
وهي التي إن انقدحت في ذهن المتلقي فمن الصعب اجتثاثها.
- فزعمها أنها على حق ولا تدل على المنكر الصريح الواضح وهي في الوقت نفسه تثير الشبهات من الخداع والتلبيس وهي ذاتها طريقة إبليس -أعاذنا الله منه-.
- وكونها متمسكة ببعض الشعائر الدينية الظاهرة كالحجاب؛ فهذا لا يسوّغ فعلها، بمعنى أن الذي ظاهره العبادة والصلاح لو فعل الحرام وروّج الباطل فإن عبادته وصلاحه لا تزكّي الباطل ولا تنقيه!
كما من فعل هذه المدربة أنها متمسكة بالحجاب وتزعم أن الطاقة يمكن تنقيتها! والشرك رِجس ونجس فكيف يمكن تنقية الرجس والنجس؟
- وزعم أن طريقتها في التدريب على الطاقة أثمرت في علاج الناس! فما هو هذا المقياس الذي قاست السائلة عليه النفع والفائدة؟! يحتاج هذا المقياس إلى تحديد ودقة، وليست عقول عموم الناس معيارًا في القبول والرد.
- كما أن كون الشيء نافعًا لا يعني إباحته! فهذا السحر قد يكون فيه منفعة وهو محرم بل من كبائر الذنوب، وقد يكون شركًا مخرجًا من الملة، وكذلك الخمر والميسر أخبر الله تعالى عنهما أن فيهما منافع للناس، فقال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} [البقرة:٢١٩]…
ومثله قول إن من حاربها يخسر! لا يدل هذا على صحة الطريق والمنهج، بل لا يبعد أن تكون مسالكها مشبوهة؛ فالله عز وجل لا يؤيد الكذاب أبدًا وإن ظهر للناس أنه منتصر… فتأييد الله تعالى للمؤمن فقط، كما قال عز وجل: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر:٥١]
- قول إن أهل العقيدة والمختصين لم يتقنوا علومًا بديلة فما يُدري السائلة أن هناك من أتقن هذه البدائل ممن لم يبلغهم علمها؛ فإن عدم العلم بالشيء ليس علمًا بالعدم، فمن أمثلة هؤلاء العلماء المتخصصين في علومهم وفي غيرها: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ولن نُعدم في عصرنا من يتصفون بهذا النوع من العلم، وكونه موجودًا فلعلم الله تعالى حاجة الناس إليهم… لكنه ليس الأصل.
- فنحن لسنا مطالبين بإيجاد بدائل في كل شيء، بل نحن -المسلمون- مطالبون بامتثال الدليل من الكتاب والسنة، فلو طبقنا الإيمان والتسليم تمامًا لانصلحت أحوالنا.
والواجب علينا هو التمسك بالدين كما أمرنا الله به وجاء به رسوله ﷺ، والحذر من الشبهات والابتعاد عنها، فهذا ما ننصح به أنفسنا والسائلة أن تبتعد عن هذه وأمثالها ممن يخلطون الحق بالباطل وعدم الاغترار بفعلهم ولا حالهم؛ لأن الباطل يغرّ ويفتن ببريقه، كما قال الله: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ} [الأنعام:١١٢].
وفي قناة اسأل البيضاء إجابات لبعض ما ورد في السؤال من إشكالات فلتراجع.
هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المجيب:
د. جوزاء بنت مساعد السعدون
الأستاذ المساعد في العقيدة والمذاهب المعاصرة
الوسم المرجعي:
#متفرقات
قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
BY | اسأل البيضاء |
Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/2371