tgoop.com/ask_albaydha/2382
Last Update:
#نسبية_الحق #الباطنية_الحديثة رقم
| م / ١٧٨
تاريخ| ١١ / ٢ / ١٤٤٦ هـ
•السؤال:
السلام عليكم
في مقطع مرئي لأحد كبار المروجين للباطنية الحديثة في الخليج العربي (ص.ر) ألاحظه يكرر عبارة: "قد أقول اليوم كلام وبعد فترة من الزمن يتغير كلامي"، هل هذا يعتبر من نسبية الأشياء عندهم وما أراه أنا حقًا ليس بالضرورة عندك حق؟ أم ماذا يقصد برأيكم؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
•الإجابة:
نعم، هي النسبية ذاتها خاصة عند (ص.ر)، ولو قالها غيره، لاحتملت وجهًا آخر، مثل: أن الإنسان قد يقول كلامًا مبنيًا على ما لديه من العلم الحالي، ثم يغير كلامه بناء على ما زاد له من العلم والمعرفة، فظهر له خطأ كلامه السابق أو نقصه ونحو ذلك، وهذا وجه صحيح لا إشكال فيه.
ولكن لكونه كلام (ص.ر) خصيصًا، فإنه يصرح في مواطن عديدة باعتقاده بنسبية القيم والحقائق، وأنه لا وجود لحق مطلق واحد، وأنه ممن يؤول النصوص الشرعية وفقًا لفلسفته ومرئياته.
وإحدى هذه التأويلات، استدلاله بقوله تعالى: {وَإِذا قيلَ لَهُمُ اتَّبِعوا ما أَنزَلَ اللَّهُ قالوا بَل نَتَّبِعُ ما وَجَدنا عَلَيهِ آباءَنا أَوَلَو كانَ الشَّيطانُ يَدعوهُم إِلى عَذابِ السَّعيرِ}، على أن تقليد الآباء والعلماء والسلف الصالح، من صور الشرك، وأنه كقول المشركين باتباعهم آباءهم على الشرك في عبادتهم للأصنام، وأن كل ثبات على الاتباع هو شرك وعبادة للأصنام، فمن اتبع العلماء فكأنما عبد العلماء؛ وجهِل أو تغافل عن حقيقة معنى الآية، أن الذم فيها منصبٌ على تقليد الآباء في الكفر والباطل بلا دليل ولا برهان؛ والدليل على ذلك قوله تعالى: {وَاتَّبَعتُ مِلَّةَ آبائي إِبراهيمَ وَإِسحاقَ وَيَعقوبَ ما كانَ لَنا أَن نُشرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيءٍ}، فمدح الله تعالى اتباع الآباء في الحق والتوحيد، بل لو كان التقليد والاتباع والثبات عليه مذمومًا لمجرد ذلك؛ ما بعث الله الرسل وأمر الناس باتباعهم، وما أمر بالثبات على الدين والحق، وأمر بسؤال الله الثبات كما وردت بذلك السنة من أدعية النبي ﷺ كما في قوله: [اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد]، وقوله: [يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك].
وهذا المثال من أصرحها بيانًا لحال (ص.ر) واعتقاده أن التغيير المطلق (وما هو ضد الثبات والاتباع للحق) هو الوعي وهو التحرر من اتباع الآباء والتقليد وهو الحرية المطلقة وهو ما يطلق عليه بمفهوم (النسبية في الحقائق والقيم) ويصبح مرجع كل شيء إلى الناس كل بحسبه وما هو بالنسبة إليه وكيف يراه وينظر إليه ويأوله على هواه، بعيدًا عن الانضباط بالشرع والدين والنصوص الشرعية، ومنهجية السلف الصالح في تأويل النصوص.
وقد أخبر النبي ﷺ بحصول ذلك وهو من دلالات نبوته، فقال ﷺ في الحديث الصحيح: [إنَّ منكم مَن يقاتِلُ على تأويل هذا القرآنِ، كما قاتلتُ على تنزيلِه].
فدل الحديث على أنه سيأتي أناس يتأولون القرآن تأويلًا خاطئًا تقع بسببه الفتن، وللاستزادة يراجع مقال النسبية ونسف النص الشرعي:
اضغط هنا
كما أن هذه النسبية، جرّأت الناس على كل العلوم، فأصبحوا (و ص.ر أحدهم) لا يقبلون حتى أقوال المتخصصين من أطباء وعلماء وفيزيائيين وغيرهم، بل يجعلون الحكم في ذلك آراءهم وأهواءهم كما يرونه صوابًا بالنسبة لهم، ولذلك كانوا متطفلين على كل العلوم، سارقين لمصطلحاتهم وأفكارهم العلمية، ليمرروا من خلالها أفكارهم ومعتقداتهم الروحانية ومذاهبهم الفلسفية؛ ويقومون بالتشكيك في مصداقية جميع المؤسسات والهيئات الطبية والمراكز العلمية، وجاعلين أنفسهم الحكم والمرجع في معرفة الحقائق (كما تحلو بالنسبة لهم)، وهذا دليل إضافي على بيان بطلان النسبية حتى عند العقلاء.
فهم متطفلون على العلوم، حيث يتخطى كثير من مروجي فلسفات الطاقة والوعي وممارساتها حدود التخصصات، فهم أطباء وفيزيائيون، وعلماء نفس وشريعة في الوقت ذاته! فالأمراض المستعصية التي يحار الطبيب المختص في علاجها يداويها ممارس «الطاقة» أو مدرب «وعي» بلمسة يد أو جلسة تأمل؟! وفيزياء الكم والنظريات النسبية والحقل الموحد التي يعدها كبار الفيزيائيون من المعضلات يستشهد بها أصحاب «الطاقة والوعي» وكأنها أيسر مسائل الحساب؟! والأمراض النفسية المتجذرة التي يبذل علماء النفس المخضرمين سنوات في دراستها وتحليلها يعالجها أهل «الطاقة والوعي» في جلسة أو جلستين؟!
والنصوص الشرعية التي يتورع -علماء أفنوا أعمارهم في حلق العلم- عن تنزيلها توظف دون تردد في دعم فلسفات الطاقة والوعي وتطبيقاتها؟! فهذه النسبية تجعل من الإنسان عالمًا في كل المجالات يدلو بدلوه بما يراه مناسبًا وصحيحًا بالنسبة له!
فالحذر من هذا المفهوم، ومن كل شخص يروج له فإنه في حقيقته، هدم للدين بالكلية وخروج منه.
هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المجيب:
أ. جمانة بنت طلال محجوب
باحثة دكتوراه في الدعوة وأصول الدين.
الوسم المرجعي:
#متفرقات
قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
BY | اسأل البيضاء |
Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/2382