ASK_ALBAYDHA Telegram 2396
#قانون_الوفرة #قانون_الجذب #مصطلحات

رقم | ق / ١ / ٨٤
تاريخ | ١ / ٥ / ١٤٤٦ هـ


السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في بالي دايم مبدأ الوفرة كمصطلح وإنه يعني لو راحت فرصة لغيري فعادي عندي فرص أخرى الحمد لله وإلا مثلًا في الصداقات أو الوظائف أو أي موضوع كان أقول في بالي أنه عادي وفيه غيره على أساس هالمبدأ -مبدأ الوفرة- ولا أدري إذا هالمصطلح فيه محظور في نفسه أو في استخدام أهل المعتقدات له.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

•الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

الوفرة لغة يراد بها الكثرة والغزارة، إلا أنها تستخدم اليوم كـ(مصطلح) يحمل معنى متكاملًا.

و (المصطلح) مستخدم عند الروحانيين وقد ساد ابتداءً من قوانينهم الباطلة.

ومصطلح (الوفرة) لدى الروحانيين -أو (قانون الوفرة)- هو من باب قانون الجذب، ويعتمد على ذات المنطلقات والمعتقدات المنحرفة فيه.

فهو مبني على اعتقاد تأثير التفكير والمشاعر في الواقع المحسوس، فكلما شعر الفرد -لديهم- وفكر بالوفرة في الموارد في الكون، كلما تداعت له أسبابها واجتمعت لديه و(جذبها) إليه حسًا وواقعًا وصارت في متناول يده بمجرد شعوره وتفكيره.

وكلما فكر في ندرة الموارد كلما تقاصرت عنه وابتعدت أسبابها من طريقه!

وهذا اعتقاد بالغ الفساد لايؤيده شرع ولا واقع، إذ جُعِل التأثير والتصريف للأسباب الكونية بيد العبد، وبيده التأثير على الأقدار الخفية لتخلق وتتشكل في واقعه وتتوافر في محيطه.

وهم في الغالب يصرحون أن المستجيب لمشاعرك هو الكون الذي يتشكل بحسب تفكيرك، ويصرحون بأنك تخلق واقعك، فالوفرة -لديهم- غير متشكلة والذي يشكلها (يخلقها) هو تفكيرك! فصار الفكر خالقًا موجدًا ومتصرفًا، هذا هو أصل الفكرة.

وقد يحسّن بعض الناس هذا الطرح الشركي ويحاول تنقيته -والباطل لا يحسّن- فيقع حينئذ في المتناقضات والمحاذير العقدية من جهات أخرى غير الجهة التي فر منها.

وذلك بأن ينسب الفضل لله تعالى والخلق له سبحانه، وينسى أن هذا القانون قائم على اعتقاد التأثير في الكون، فحينما يستبدل (الكون) بـ(الله) فإنه يجعل العبد مؤثر في فعل الله تعالى بالتحصيل بقوة نيته وتركيز فكره، فصارت الأقدار تابعة لمشاعره، والله جل وعلا يخلق بناء على نمط تفكيره -لا لحكمة!- ويعطي ويمنع وفق ذلك، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
فنسب العطاء والمنع حقيقة للعبد.

وقد يخلط البعض بين هذا الطرح وبين التوكل على الله تعالى وإحسان الظن به والثقة بكرمه وعطائه، وبينهما كما بين المشرق والمغرب:

١. فالتوكل تبرؤ من حول النفس وقوتها إلى الاعتماد على حول الله تعالى وقوته.

• أما هذه القوانين -بتعدد صورها- فهي اعتماد على النفس وركون إليها، واعتقاد تأثيرها على المحسوسات والأسباب المادية بالجلب والدفع، و مجرد التفكير بندرة الموارد يؤثر في وصول أسبابها إليك!

٢. وسيلة المتوكل (الدعاء)، والدعاء طلب وتضرع وافتقار من المطلوب منه سبحانه، فهو عبودية.

• أما وسيلة المؤمن بقانون الوفرة؛ تعديل (النية والفكر والمشاعر) وليست وسيلته الطلب والدعاء والافتقار إلى الوهاب المعطي سبحانه.

٣. المتوكل باذل للسبب مع علمه أن المنع والعطاء منه تعالى لحكمة وعلم، لا يحيط العبد بها، ولذلك المتوكل في كل أحواله راضٍ بتدبير ربه مؤمن بحسن قضائه، قلّ ذلك أو كثر، لا يلوم نفسه إذا لم يستجب له، لأنه يعلم قصور علمه بما ينفعه.

• أما المؤمن بقانون الوفرة فهو ينسب الوفرة والعطاء إلى ضبط مشاعره، فهو لائمٌ أو حامدٌ لأفعاله ومشاعره، التي لم يضبطها على التردد المطلوب!

ولا حاجة أن يسمى التوكل على الله تعالى والرضا بتدبيره وقضائه؛ إيمانًا (بالوفرة)! وليس في نصوص الشرع تسمية التوكل والرضا (وفرة)! ولا أن الرزق مرهون باعتقاد الوفرة.

أما مجرد استخدام (الوفرة) كلفظ لغوي للإخبار بحقيقة واقع (ما)، ولفت النظر لكثرة الموارد فيه، واستثارة الدافعية لانتقاء أفضلها، فهذا تحصيل حاصل يقف عند هذا الحد ويمكن أن يعبر عنه بأي لفظ آخر.

فاستخدام ذات المصطلح غالبًا لن يخلو من التأثر بما يحمله من فلسفة، فتركه لغيره أولى، ومجانبة أهل الباطل في مصطلحاتهم هو المطلوب، كما هو الأمر في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لاتقولوا راعنا وقولوا انظرنا}.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ.هناء بنت حمد النفجان
باحثة دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#القوانين_الكونية_الروحانية

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.



tgoop.com/ask_albaydha/2396
Create:
Last Update:

#قانون_الوفرة #قانون_الجذب #مصطلحات

رقم | ق / ١ / ٨٤
تاريخ | ١ / ٥ / ١٤٤٦ هـ


السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في بالي دايم مبدأ الوفرة كمصطلح وإنه يعني لو راحت فرصة لغيري فعادي عندي فرص أخرى الحمد لله وإلا مثلًا في الصداقات أو الوظائف أو أي موضوع كان أقول في بالي أنه عادي وفيه غيره على أساس هالمبدأ -مبدأ الوفرة- ولا أدري إذا هالمصطلح فيه محظور في نفسه أو في استخدام أهل المعتقدات له.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

•الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

الوفرة لغة يراد بها الكثرة والغزارة، إلا أنها تستخدم اليوم كـ(مصطلح) يحمل معنى متكاملًا.

و (المصطلح) مستخدم عند الروحانيين وقد ساد ابتداءً من قوانينهم الباطلة.

ومصطلح (الوفرة) لدى الروحانيين -أو (قانون الوفرة)- هو من باب قانون الجذب، ويعتمد على ذات المنطلقات والمعتقدات المنحرفة فيه.

فهو مبني على اعتقاد تأثير التفكير والمشاعر في الواقع المحسوس، فكلما شعر الفرد -لديهم- وفكر بالوفرة في الموارد في الكون، كلما تداعت له أسبابها واجتمعت لديه و(جذبها) إليه حسًا وواقعًا وصارت في متناول يده بمجرد شعوره وتفكيره.

وكلما فكر في ندرة الموارد كلما تقاصرت عنه وابتعدت أسبابها من طريقه!

وهذا اعتقاد بالغ الفساد لايؤيده شرع ولا واقع، إذ جُعِل التأثير والتصريف للأسباب الكونية بيد العبد، وبيده التأثير على الأقدار الخفية لتخلق وتتشكل في واقعه وتتوافر في محيطه.

وهم في الغالب يصرحون أن المستجيب لمشاعرك هو الكون الذي يتشكل بحسب تفكيرك، ويصرحون بأنك تخلق واقعك، فالوفرة -لديهم- غير متشكلة والذي يشكلها (يخلقها) هو تفكيرك! فصار الفكر خالقًا موجدًا ومتصرفًا، هذا هو أصل الفكرة.

وقد يحسّن بعض الناس هذا الطرح الشركي ويحاول تنقيته -والباطل لا يحسّن- فيقع حينئذ في المتناقضات والمحاذير العقدية من جهات أخرى غير الجهة التي فر منها.

وذلك بأن ينسب الفضل لله تعالى والخلق له سبحانه، وينسى أن هذا القانون قائم على اعتقاد التأثير في الكون، فحينما يستبدل (الكون) بـ(الله) فإنه يجعل العبد مؤثر في فعل الله تعالى بالتحصيل بقوة نيته وتركيز فكره، فصارت الأقدار تابعة لمشاعره، والله جل وعلا يخلق بناء على نمط تفكيره -لا لحكمة!- ويعطي ويمنع وفق ذلك، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
فنسب العطاء والمنع حقيقة للعبد.

وقد يخلط البعض بين هذا الطرح وبين التوكل على الله تعالى وإحسان الظن به والثقة بكرمه وعطائه، وبينهما كما بين المشرق والمغرب:

١. فالتوكل تبرؤ من حول النفس وقوتها إلى الاعتماد على حول الله تعالى وقوته.

• أما هذه القوانين -بتعدد صورها- فهي اعتماد على النفس وركون إليها، واعتقاد تأثيرها على المحسوسات والأسباب المادية بالجلب والدفع، و مجرد التفكير بندرة الموارد يؤثر في وصول أسبابها إليك!

٢. وسيلة المتوكل (الدعاء)، والدعاء طلب وتضرع وافتقار من المطلوب منه سبحانه، فهو عبودية.

• أما وسيلة المؤمن بقانون الوفرة؛ تعديل (النية والفكر والمشاعر) وليست وسيلته الطلب والدعاء والافتقار إلى الوهاب المعطي سبحانه.

٣. المتوكل باذل للسبب مع علمه أن المنع والعطاء منه تعالى لحكمة وعلم، لا يحيط العبد بها، ولذلك المتوكل في كل أحواله راضٍ بتدبير ربه مؤمن بحسن قضائه، قلّ ذلك أو كثر، لا يلوم نفسه إذا لم يستجب له، لأنه يعلم قصور علمه بما ينفعه.

• أما المؤمن بقانون الوفرة فهو ينسب الوفرة والعطاء إلى ضبط مشاعره، فهو لائمٌ أو حامدٌ لأفعاله ومشاعره، التي لم يضبطها على التردد المطلوب!

ولا حاجة أن يسمى التوكل على الله تعالى والرضا بتدبيره وقضائه؛ إيمانًا (بالوفرة)! وليس في نصوص الشرع تسمية التوكل والرضا (وفرة)! ولا أن الرزق مرهون باعتقاد الوفرة.

أما مجرد استخدام (الوفرة) كلفظ لغوي للإخبار بحقيقة واقع (ما)، ولفت النظر لكثرة الموارد فيه، واستثارة الدافعية لانتقاء أفضلها، فهذا تحصيل حاصل يقف عند هذا الحد ويمكن أن يعبر عنه بأي لفظ آخر.

فاستخدام ذات المصطلح غالبًا لن يخلو من التأثر بما يحمله من فلسفة، فتركه لغيره أولى، ومجانبة أهل الباطل في مصطلحاتهم هو المطلوب، كما هو الأمر في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لاتقولوا راعنا وقولوا انظرنا}.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ.هناء بنت حمد النفجان
باحثة دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#القوانين_الكونية_الروحانية

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.

BY | اسأل البيضاء |


Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/2396

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Commenting about the court's concerns about the spread of false information related to the elections, Minister Fachin noted Brazil is "facing circumstances that could put Brazil's democracy at risk." During the meeting, the information technology secretary at the TSE, Julio Valente, put forward a list of requests the court believes will disinformation. Matt Hussey, editorial director at NEAR Protocol also responded to this news with “#meIRL”. Just as you search “Bear Market Screaming” in Telegram, you will see a Pepe frog yelling as the group’s featured image. Telegram is a leading cloud-based instant messages platform. It became popular in recent years for its privacy, speed, voice and video quality, and other unmatched features over its main competitor Whatsapp. Write your hashtags in the language of your target audience. 3How to create a Telegram channel?
from us


Telegram | اسأل البيضاء |
FROM American