tgoop.com/ask_albaydha/2399
Last Update:
#تأصيل #تنجيم #شخصياترقم | م / ١٨٧
تاريخ | ٥ / ٥ / ١٤٤٦ هـ
•السؤال:
مشهورة تدعي أنها عالمة بالفلك وتزعم تأثير الفلك روحيًا وجسديًا، وكذلك تقتبس من الكتب المقدسة عند اليهودية، المشكلة أنها تخلط محتواها بآيات وأحاديث وتسوي برامج رقية بالحروف المتقطعة في القرآن، وتجمع مبالغ لذبح الهدي في الخارج.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
•الإجابة:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا كله من الباطل والدجل، والتحريف في النصوص ظاهر لديها، مع تزيينها لباطلها بالحق.
ويُقال تفصيلًا: النظر في النجوم ينقسم لقسمين:
القسم الأول: علم التسيير وهو النظر فيها للاستدلال على جهة القبلة ومعرفة مواسم الزرع ومعرفة الطرق والجهات فهذا رخّص فيه جمهور العلماء.
القسم الثاني: علم التأثير وهو اعتقاد تأثير حركات النجوم والأبراج والأفلاك بما يحدث في الأرض من سعادة ونحاسة ومقادير البشر من زواج ورزق وعطاء ومنع وتيسير، وهذا هو الذي وردت النصوص بالنهي عنه، كقوله ﷺ: [من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر]، وقال: [أربع من أمر الجاهلية لن يدعهن الناس] وذكر منها [الاستسقاء بالأنواء] وهذا الاستسقاء بها أي: نسبة نزول المطر إليها كسبب في إحداث النزول؛ فعدّه رسول الله من أمر الجاهلية، وهو من الكفر بالله، لقوله ﷺ: [أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب]، فجعل نسبة نزول المطر إلى النجوم كسبب فيها كفر به سبحانه؛ لأنه جعل ما ليس بسبب سببًا فتعدى على الله، ولأنه نسب نعمة الله لغيره فاعتقد أنها تفضلت عليه بالنزول.
وهذا القسم أنواع:
النوع الأول: الاعتقاد بأنها مؤثرة استقلالًا فهذا كفر أكبر مخرج من الملة بالإجماع، وهو عين كفر قوم إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
النوع الثاني: الاعتقاد أن النجوم أو الأفلاك أسباب لما يحدث في المقادير في الأرض فهذا شرك أصغر وفيه تعدّي على الله سبحانه من جهة جعل ما ليس بسبب سببًا، والشريعة لم تجعلها أسبابًا، والعلم التجريبي اليوم لا يثبت لها هذا الأثر، فهذا النوع مع مافيه من الشرك، فيه من ترويج الدجل والخرافة وصرف للناس عن تعاطي الأسباب الحقيقية المؤثرة.
النوع الثالث: الاستدلال بأن هذه النجوم أو الأفلاك مرشدة على ماسيحصل مستقبلًا من الغيبيات كرزق وعافية ومقادير نفسية أو حسية، فهذا من الكهانة الشركية، وفيه ادعاء علم الغيب ومنازعة لله في ربوبيته، وقد قال سبحانه: {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله}، وسؤال هذه المسؤول عنها -المشهورة كما هو مذكور- عن ذلك داخل في إتيان الكاهن، وقد جاء في الحديث: [من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد].
فيُعلم من هذا التفصيل أن هذه الشخصية قد أخطأت وقالت برأيها وتعاطت ما لا علم لها به، وتكلفت ذلك، وأضاعت نصيبها.
وعند تتبع حساباتها يُعلم منها ترويج البدع والإحداث في دين الله، والكلام على الشرع بغير دليل، بتخصيص أوراد معينة وأرقام وتواريخ وأيام، وحمل الناس على ذلك، ودعوتهم للعمل بالبدعة، وترويج للخرافة والدجل وصرف المسلمين عن الدليل الصحيح، والتعبد على نهج رسول الله ﷺ، وعلى السنة التي سار عليها أصحابه ومن بعدهم إلى يوم الدين.
ومن جهة أخرى فحسابها مليء بالمغالطات العلمية -خاصة علم الفلك- وادعاء علمها فيه، وهذا تزييف للعلم وكذب على أهله، وتطفل على التخصصات، ونشر للأساطير والدجل.
فاجتمع فيها الخطأ الشرعي، والخطأ العلمي، إلى غير ذلك مما هي فيه من الخوض بالتاريخ وعدم التفريق بين صحيحه من سقيمه، والترويج لبعض التطبيقات والفلسفات الروحانية، ويعلم هذا كله من تبصّر بمنشوراتها وما تروّج له.
فهدانا الله وإياها للحق، وكفى الله المسلمين دعاوى الجاهلية ومن يدعو بها، ويتكثّر من البدع، فيسّود أهلها، ويميت السنة.
هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المجيب:
أ. سلمى بنت أحمد الربيش
باحثة دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة.
الوسم المرجعي:
#متفرقات
قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
BY | اسأل البيضاء |
Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/2399