tgoop.com/ask_albaydha/2402
Last Update:
#تنجيم #تأصيل رقم | م / ١٨٩
تاريخ | ١٢ / ٥ / ١٤٤٦ هـ
•السؤال:
أنا كنت أؤمن بالصفات المشتركة في شخصيات البرج الواحد، لا بأن الأبراج متصلة بالنجوم وهكذا والعياذ بالله، مجرد أن مواليد برج الحوت مثلًا لديهم صفات كذا كذا، وقرأت منكم أنه حتى الاقتناع بهذا الأمر هو أمر باطل، وسؤالي الذي يدور في عقلي مرارًا وتكرارًا:
[ لماذا تتشابه صفات الأشخاص في الشهر الواحد ؟]
فنحن نرى أن الذين ولِدوا في شهر كذا تتشابه صفاتهم، ومن ولد في شهر كذا تتشابه صفاتهم.
فهذا الأمر يحيرني كثيرًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
•الإجابة:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إن المتقرر شرعًا أن العبودية لله سبحانه تقتضي الإذعان لحكم الله مطلقًا، سواء عُلمت منه الحكمة وفُقهت علته العقلية أم لا، ومن حكم الله الشرعي تحريم النظر بالأبراج للاستدلال بها على صفات الإنسان ومقاديره، وما حرّمه الله يجتنبه المؤمن ويتحاشى قربه عَلِم علة تحريمه أم لم يعلمها.
ومع ذلك فإن مما يستبين بالدليل العقلي والواقعي والحسي أن الصفات المشتركة التي يُزعم وجودها في مواليد البرج الواحد غير صحيحة، بل وهم وخرافة، وما يُلحظ من تشابه بين مواليد البرج الواحد فلا يخلو من عدة أمور:
١- أن تكون تلك الصفات عامة مبهمة، واحتمالية الاشتراك فيها كبيرة بين الناس، كقول أن أصحاب برج كذا:(يقدّرون ذواتهم، لا يرتضون الظلم)، فمثل هذا لا يخلو إنسان من زعمه اتصافه بذلك، وأغلب من يقرأها سيراها وصفًا دقيقًا لشخصيته، وهذه حيلة نفسية تُسمى بتأثير بارنوم.
٢- أن تكون تلك الصفات صفات مرغوبة ومقرونة بألفاظ تجعلها هلامية صالحة لكل أحد، كلفظ(بعض)(من) فكل مَن قيلت فيه فهو يقرّ بها، ويشعر باتصافه بها، كقول أن أصحاب برج كذا:(يسعون لتحقيق بعض الأهداف، يومهم لا يخلو بعضه من نظام)، فهذه الأمور حتى لو لم يكن صاحبها متصفًا بها ولكن لأنها تتضمن ثناءً فيتخيل الإنسان أنها تمثله أو يتمنى اتصافه بها، فيعتقد صحة انطباقها الدقيق عليه، وهذا ما يسمى بالتحيز للنفس، وتتضمن في نفس الوقت تخصيصات واستثناءات تجعلها فضفاضة لا يعجز قارئها على تنزيلها ولو على جزء من حياته.
٣- أن يكون قارئ تلك التحليلات الشخصية مقتنعًا بجدواها وصحتها، فيميل عقله لملاحظة مايوافق هذه القناعة مع تجاهل ما يناقضها فلو قرأ مثلًا في تحليل شخصيته عشر صفات، ست منها منطبقة عليه، وما تبقى لا يوافق شخصيته فإنه سيُبرز الصفات الصحيحة وسيتجاهل الباقي أو يفسّره حتى يتوافق مع واقعه، وهذا ما يُسمى بالانحياز التأكيدي.
٤- أن الصفات التي تُذكر لأصحاب البرج الواحد كثيرة، ولا بد ومع كثرتها تلك بأن يصدق بعضها لمحض الصدفة والتوافق.
إلى غير ذلك من الأمور.
ويتأكد زيف تلك التفسيرات للشخصيات بالتجارب الواقعية التي عمل عليها المختصون، كمعضلة التوائم والتي مفادها: أن بعض التوائم تختلف طبائعهم وشخصياتهم مع أنهم مشتركون في نفس البرج، وكذلك التجارب التي يُوهم فيها عدد من الناس بتحليلات غير واقعية لهم فيصدّقونها، كتجربة فورير والتي مفادها: أن صاحب التجربة أعطى كل المشاركين بالتجربة نفس التحليل، ومع ذلك كان أغلبهم يعتقد أن التحليل يتطابق مع شخصيته تمامًا، أو يقاربها إلى حد كبير، وغير ذلك من الدراسات والتجارب الواقعية التي لا يسع المقام لحصرها، وفيما ذُكر كفاية ودليل ظاهر.
وللفائدة يُرجع في ذلك لمقال:(ماهو برجك؟) للدكتورة هيفاء الرشيد.
اضغط هنا
هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المجيب:
أ. سلمى بنت أحمد الربيش
باحثة دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة.
الوسم المرجعي:
#متفرقات
قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
BY | اسأل البيضاء |
Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/2402