ضيق المفردات وفضاء العلم
بعض الفضلاء تفنى زهرة عمره في بحث مفردات من العلم؛ تخص طائفة، أو حقبة، أو منطقة، أو أحداثا علمية في مسائل عدة، وتكون هي همه، وأكبر اهتمامه، وتمضي السنون وهو لا يشعر بقلة عائدته، مقابل ما ترك..
فاخرج إلى فضاء العلم، وسترى ضيق ما كنت فيه!
بعض الفضلاء تفنى زهرة عمره في بحث مفردات من العلم؛ تخص طائفة، أو حقبة، أو منطقة، أو أحداثا علمية في مسائل عدة، وتكون هي همه، وأكبر اهتمامه، وتمضي السنون وهو لا يشعر بقلة عائدته، مقابل ما ترك..
فاخرج إلى فضاء العلم، وسترى ضيق ما كنت فيه!
قناة عبدالرحمن السديس
«كم من عامل يعمل الخير؛ إذا بقي بينه وبين الجنة ذراع، وشارف ساحل النجاة؛ ضربه موج الهوى؛ فغرق»!
.
«الدنيا فخُ، والجاهلُ بأول نظرةٍ يقعُ، فأما العاقل المتَّقي؛ فهو يصابر المجاعة، ويدور حولَ الحَبِّ، والسلامة بعيدةً؛
فكم من صابر اجتهد سنينَ ثم في آخرِ الأمرِ وقع!
فالحذر الحذر؛ فقد رأينا مَن كانَ على سَنَن الصَّواب، ثم زَلَّ على شفير القبر».
«صيد الخاطر» ص٣٢٨.
«الدنيا فخُ، والجاهلُ بأول نظرةٍ يقعُ، فأما العاقل المتَّقي؛ فهو يصابر المجاعة، ويدور حولَ الحَبِّ، والسلامة بعيدةً؛
فكم من صابر اجتهد سنينَ ثم في آخرِ الأمرِ وقع!
فالحذر الحذر؛ فقد رأينا مَن كانَ على سَنَن الصَّواب، ثم زَلَّ على شفير القبر».
«صيد الخاطر» ص٣٢٨.
من قال به قبلك
قال أبو جعفر النحاس: «سألت أبا الحسن بن كيسان عن هذه الآية؟ [{إن هذان لساحران}]
فقال: إن شئت أجبتك بجواب النحويين، وإن شئت أجبتك بقولي.
فقلت: بقولك، فقال: سألني إسماعيل بن إسحاق عنها، فقلت: القول عندي أنه لما كان يقال: هذا في موضع الرفع والنصب والخفض على حال واحدة، وكانت التثنية يجب أن لا يغيّر لها الواحد أجريت التثنية مجرى الواحد.
فقال: ما أحسن هذا لو تقدّمك بالقول به أحد حتى يؤنس به.
فقلت: فيقول القاضي به حتى يؤنس به؛ فتبسّم».
فقول القاضي هذا من تمام علمه وعقله، فالقول الذي يخالف أقوال من تقدم من أهل العلم ولم يسبق إليه -وإن حسن في النظر وقوي- ينبغي أن يتريث في قبوله وينعم النظر فيه..
قال أبو جعفر النحاس: «سألت أبا الحسن بن كيسان عن هذه الآية؟ [{إن هذان لساحران}]
فقال: إن شئت أجبتك بجواب النحويين، وإن شئت أجبتك بقولي.
فقلت: بقولك، فقال: سألني إسماعيل بن إسحاق عنها، فقلت: القول عندي أنه لما كان يقال: هذا في موضع الرفع والنصب والخفض على حال واحدة، وكانت التثنية يجب أن لا يغيّر لها الواحد أجريت التثنية مجرى الواحد.
فقال: ما أحسن هذا لو تقدّمك بالقول به أحد حتى يؤنس به.
فقلت: فيقول القاضي به حتى يؤنس به؛ فتبسّم».
فقول القاضي هذا من تمام علمه وعقله، فالقول الذي يخالف أقوال من تقدم من أهل العلم ولم يسبق إليه -وإن حسن في النظر وقوي- ينبغي أن يتريث في قبوله وينعم النظر فيه..
دلالة القرآن على الأدلة العقلية وجهل المتكلمين بذلك
قال ابن تيمية: «وكثير من أهل الكلام يظن أن الأدلة الشرعية منحصرة في خبر الصادق فقط، وأن الكتاب والسنة لا يدلان إلا من هذا الوجه.
ولهذا يجعلون أصول الدين نوعين:
العقليات، والسمعيات.
ويجعلون القسم الأول مما لا يعلم بالكتاب والسنة.
وهذا غلط منهم، بل القرآن دل على الأدلة العقلية وبينها ونبه عليها، وإن كان من الأدلة العقلية ما يعلم بالعيان ولوازمه، كما قال تعالى {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد}».
«درء تعارض العقل والنقل» ١٩٩/١.
قال ابن تيمية: «وكثير من أهل الكلام يظن أن الأدلة الشرعية منحصرة في خبر الصادق فقط، وأن الكتاب والسنة لا يدلان إلا من هذا الوجه.
ولهذا يجعلون أصول الدين نوعين:
العقليات، والسمعيات.
ويجعلون القسم الأول مما لا يعلم بالكتاب والسنة.
وهذا غلط منهم، بل القرآن دل على الأدلة العقلية وبينها ونبه عليها، وإن كان من الأدلة العقلية ما يعلم بالعيان ولوازمه، كما قال تعالى {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد}».
«درء تعارض العقل والنقل» ١٩٩/١.
الأحد الصمد
قال ابن تيمية: «وقد قال من قال من العلماء: (هي ثلث القرآن؛ لأن القرآن ثلاثة أقسام: قسم توحيد، وقسم قصص، وقسم أمر ونهي، وهذه فيها التوحيد).
وهذا الذي قاله إنما يتم إذا كانت جامعة للتوحيد، والأمر كذلك؛ فإن هذين الاسمين يستلزمان سائر أسماء الله الحسنى وما فيها من التوحيد كله: قولا وعملا.
والنبي ﷺ ذكر هذين الاسمين؛ فقال: «الله الواحد الصمد تعدل ثلث القرآن» وذلك أن كونه أحدا وكونه الصمد؛ يتضمن أنه الذي يقصده كل شيء لذاته ولما يطلب منه، وأنه مستغن بنفسه عن كل شيء، وأنه بحيث لا يجوز عليه التفرق والفناء، وأنه لا نظير له في شيء من صفاته ونحو ذلك مما ينافي الصمدية.
وهذا يوجب أن يكون حيا عالما قديرا ملكا قدوسا سلاما مهيمنا عزيزا جبارا متكبرا».
«بيان تلبيس الجهمية» ٥٤١/٤.
قال ابن تيمية: «وقد قال من قال من العلماء: (هي ثلث القرآن؛ لأن القرآن ثلاثة أقسام: قسم توحيد، وقسم قصص، وقسم أمر ونهي، وهذه فيها التوحيد).
وهذا الذي قاله إنما يتم إذا كانت جامعة للتوحيد، والأمر كذلك؛ فإن هذين الاسمين يستلزمان سائر أسماء الله الحسنى وما فيها من التوحيد كله: قولا وعملا.
والنبي ﷺ ذكر هذين الاسمين؛ فقال: «الله الواحد الصمد تعدل ثلث القرآن» وذلك أن كونه أحدا وكونه الصمد؛ يتضمن أنه الذي يقصده كل شيء لذاته ولما يطلب منه، وأنه مستغن بنفسه عن كل شيء، وأنه بحيث لا يجوز عليه التفرق والفناء، وأنه لا نظير له في شيء من صفاته ونحو ذلك مما ينافي الصمدية.
وهذا يوجب أن يكون حيا عالما قديرا ملكا قدوسا سلاما مهيمنا عزيزا جبارا متكبرا».
«بيان تلبيس الجهمية» ٥٤١/٤.
قول أهل التفويض من شر أقوال أهل البدع والإلحاد
ونقل طريف عن ابن النفيس في ذم المتكلمين
قال ابن تيمية: «غاية ما ينتهي إليه هؤلاء المعارضون لكلام الله ورسوله بآرائهم، من المشهورين بالإسلام، هو: التأويل أو التفويض.
فأما الذي ينتهون إلى أن يقولوا الأنبياء أوهموا وخيلوا ما لا حقيقة له في نفس الأمر؛ فهؤلاء معروفون عند المسلمين بالإلحاد والزندقة.
والتأويل المقبول: هو ما دل على مراد المتكلم، والتأويلات التي يذكرونها لا يُعلم أن الرسول أرادها، بل يُعلم بالاضطرار في عامة النصوص؛ أن المراد منها نقيض ما قاله الرسول، كما يعلم مثل ذلك في تأويلات القرامطة والباطنية من غير أن يحتاج ذلك إلى دليل خاص.
وحينئذ؛ فالمتأول إن لم يكن مقصوده معرفة مراد المتكلم؛ كان تأويله للفظ بما يحتمله -من حيث الجملة- في كلام من تكلم بمثله من العرب؛ هو من باب التحريف والإلحاد، لا من باب التفسير وبيان المراد.
وأما التفويض؛ فإن من المعلوم أن الله تعالى أمرنا أن نتدبر القرآن، وحضنا على عقله وفهمه، فكيف يجوز مع ذلك أن يراد منا الإعراض عن فهمه ومعرفته وعقله؟!
وأيضا، فالخطاب الذي أريد به هدانا والبيان لنا، وإخراجنا من الظلمات إلى النور، إذا كان ما ذكر فيه من النصوص ظاهره باطل وكفر، ولم يرد منا أن نعرف لا ظاهره ولا باطنه، أو أريد منا أن نعرف باطنه من غير بيان في الخطاب لذلك، فعلى التقديرين لم نخاطب بما بين فيه الحق، ولا عرفنا أن مدلول هذا الخطاب باطل وكفر.
وحقيقة قول هؤلاء في المخاطِب لنا: أنه لم يبين الحق، ولا أوضحه، مع أمره لنا أن نعتقده، وأن ما خاطبنا به وأمرنا باتباعه والرد إليه لم يبين به الحق ولا كشفه، بل دل ظاهره على الكفر والباطل، وأراد منا ألا نفهم منه شيئا، أو أن نفهم منه ما لا دليل عليه فيه.
وهذا كله مما يعلم بالاضطرار تنزيه الله ورسوله عنه، وأنه من جنس أقوال أهل التحريف والإلحاد.
وبهذا احتج الملاحدة، كابن سينا وغيره، على مثبتي المعاد، وقالوا: القول في نصوص المعاد كالقول في نصوص التشبيه والتجسيم، وزعموا أن الرسول ﷺ لم يبين ما الأمر عليه في نفسه، لا في العلم بالله تعالى ولا باليوم الآخر، فكان الذي استطالوا به على هؤلاء هو موافقتهم لهم على نفي الصفات، وإلا فلو آمنوا بالكتاب كله حق الإيمان لبطلت معارضتهم ودحضت حجتهم.
تابع👇
ونقل طريف عن ابن النفيس في ذم المتكلمين
قال ابن تيمية: «غاية ما ينتهي إليه هؤلاء المعارضون لكلام الله ورسوله بآرائهم، من المشهورين بالإسلام، هو: التأويل أو التفويض.
فأما الذي ينتهون إلى أن يقولوا الأنبياء أوهموا وخيلوا ما لا حقيقة له في نفس الأمر؛ فهؤلاء معروفون عند المسلمين بالإلحاد والزندقة.
والتأويل المقبول: هو ما دل على مراد المتكلم، والتأويلات التي يذكرونها لا يُعلم أن الرسول أرادها، بل يُعلم بالاضطرار في عامة النصوص؛ أن المراد منها نقيض ما قاله الرسول، كما يعلم مثل ذلك في تأويلات القرامطة والباطنية من غير أن يحتاج ذلك إلى دليل خاص.
وحينئذ؛ فالمتأول إن لم يكن مقصوده معرفة مراد المتكلم؛ كان تأويله للفظ بما يحتمله -من حيث الجملة- في كلام من تكلم بمثله من العرب؛ هو من باب التحريف والإلحاد، لا من باب التفسير وبيان المراد.
وأما التفويض؛ فإن من المعلوم أن الله تعالى أمرنا أن نتدبر القرآن، وحضنا على عقله وفهمه، فكيف يجوز مع ذلك أن يراد منا الإعراض عن فهمه ومعرفته وعقله؟!
وأيضا، فالخطاب الذي أريد به هدانا والبيان لنا، وإخراجنا من الظلمات إلى النور، إذا كان ما ذكر فيه من النصوص ظاهره باطل وكفر، ولم يرد منا أن نعرف لا ظاهره ولا باطنه، أو أريد منا أن نعرف باطنه من غير بيان في الخطاب لذلك، فعلى التقديرين لم نخاطب بما بين فيه الحق، ولا عرفنا أن مدلول هذا الخطاب باطل وكفر.
وحقيقة قول هؤلاء في المخاطِب لنا: أنه لم يبين الحق، ولا أوضحه، مع أمره لنا أن نعتقده، وأن ما خاطبنا به وأمرنا باتباعه والرد إليه لم يبين به الحق ولا كشفه، بل دل ظاهره على الكفر والباطل، وأراد منا ألا نفهم منه شيئا، أو أن نفهم منه ما لا دليل عليه فيه.
وهذا كله مما يعلم بالاضطرار تنزيه الله ورسوله عنه، وأنه من جنس أقوال أهل التحريف والإلحاد.
وبهذا احتج الملاحدة، كابن سينا وغيره، على مثبتي المعاد، وقالوا: القول في نصوص المعاد كالقول في نصوص التشبيه والتجسيم، وزعموا أن الرسول ﷺ لم يبين ما الأمر عليه في نفسه، لا في العلم بالله تعالى ولا باليوم الآخر، فكان الذي استطالوا به على هؤلاء هو موافقتهم لهم على نفي الصفات، وإلا فلو آمنوا بالكتاب كله حق الإيمان لبطلت معارضتهم ودحضت حجتهم.
تابع👇
تابع 👆
ولهذا كان ابن النفيس المتطبب الفاضل(١) يقول: «ليس إلا مذهبان: مذهب أهل الحديث، أو مذهب الفلاسفة، فأما هؤلاء المتكلمون؛ فقولهم ظاهر التناقض والاختلاف».
يعني أن أهل الحديث أثبتوا كل ما جاء به الرسل، وأولئك جعلوا الجميع تخيلا وتوهيما.
ومعلوم بالأدلة الكثيرة السمعية والعقلية فساد مذهب هؤلاء الملاحدة؛ فتعين أن يكون الحق مذهب السلف أهل الحديث والسنة والجماعة.
ثم إن ابن سينا وأمثاله من الباطنية المتفلسفة والقرامطة يقولون: إنه أراد من المخاطبين أن يفهموا الأمر على خلاف ما هو عليه، وأن يعتقدوا ما لا حقيقة له في الخارج، لما في هذا التخييل والاعتقاد الفاسد لهم من المصلحة.
والجهمية والمعتزلة وأمثالهم يقولون: إنه أراد أن يعتقدوا الحق على ما هو عليه، مع علمهم بأنه لم يبيَّن ذلك في الكتاب والسنة، بل النصوص تدل على نقيض ذلك!
فأولئك يقولون: أراد منهم اعتقاد الباطل وأمرهم به.
وهؤلاء يقولون: أراد اعتقاد ما لم يدلهم إلا على نقيضه.
والمؤمن يعلم بالاضطرار أن كلا القولين باطل، ولا بد للنفاة أهل التأويل من هذا أو هذا: وإذا كان كلاهما باطلا؛ كان تأويل النفاة للنصوص باطلا؛ فيكون نقيضه حقا، وهو إقرار الأدلة الشرعية على مدلولاتها، ومن خرج عن ذلك؛ لزمه من الفساد ما لا يقوله إلا أهل الإلحاد.
وما ذكرناه من لوازم قول أهل التفويض: هو لازم لقولهم الظاهر المعروف بينهم، إذ قالوا: إن الرسول كان يعلم معاني هذه النصوص المشكلة المتشابهة، ولكن لم يبين للناس مراده بها، ولا أوضحه إيضاحا يقطع به النزاع.
وأما على قول أكابرهم: «إن معاني هذه النصوص المشكلة المتشابهة لا يعلمه إلا الله، وأن معناها الذي أراده الله بها: هو ما يوجب صرفها عن ظواهرها»؛
-فعلى قول هؤلاء يكون الأنبياء والمرسلون لا يعلمون معاني ما أنزل الله عليهم من هذه النصوص، ولا الملائكة، ولا السابقون الأولون، وحينئذ فيكون ما وصف الله به نفسه في القرآن، أو كثير مما وصف الله به نفسه، لا يعلم الأنبياء معناه، بل يقولون كلاما لا يعقلون معناه، وكذلك نصوص المثبتين للقدر عند طائفة، والنصوص المثبتة للأمر والنهي والوعد والوعيد عند طائفة، والنصوص المثبتة للمعاد عند طائفة.
ومعلوم أن هذا قدح في القرآن والأنبياء، إذ كان الله أنزل القرآن، وأخبر أنه جعله هدى وبيانا للناس، وأمر الرسول أن يبلغ البلاغ المبين، وأن يبين للناس ما نزل إليهم، وأمر بتدبر القرآن وعقله، ومع هذا، فأشرف ما فيه -وهو ما أخبر به الرب عن صفاته، أو عن كونه خالقا لكل شيء، وهو بكل شيء عليم، أو عن كونه أمر ونهى، ووعد وتوعد، أو عما أخبر به عن اليوم الآخر- لا يعلم أحد معناه، فلا يعقل ولا يتدبر، ولا يكون الرسول بين للناس ما نزل إليهم، ولا بلغ البلاغ المبين.
وعلى هذا التقدير؛ فيقول كل ملحد ومبتدع: الحق في نفس الأمر ما علمته برأيي وعقلي، وليس في النصوص ما يناقض ذلك، لأن تلك النصوص مشكلة متشابهة لا يعلم أحد معناها، وما لا يعلم أحد معناه لا يجوز أن يستدل به.
فيبقى هذا الكلام سدا لباب الهدى والبيان من جهة الأنبياء، وفتحا لباب من يعارضهم ويقول: إن الهدى والبيان في طريقنا لا في طريق الأنبياء، لأنا نحن نعلم ما نقول ونبينه بالأدلة العقلية، والأنبياء لم يعلموا ما يقولون: فضلا عن أن يبينوا مرادهم.
فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد».
«درء تعارض العقل والنقل» ٢٠١/١.
ــــــــــــــــــــــــ
(١) وذكره ابن تيمية في «بيان تلبيس الجهمية» ٣٧٦/٢:
«ولهذا كان يقول غير واحد من أفاضل زماننا من الفضلاء العالمين بالفلسفة والشريعة: «ما ثم إلا مذهب المثبتة أو الفلاسفة، وما بينهما متناقض».
ولهذا كان ابن النفيس المتطبب الفاضل(١) يقول: «ليس إلا مذهبان: مذهب أهل الحديث، أو مذهب الفلاسفة، فأما هؤلاء المتكلمون؛ فقولهم ظاهر التناقض والاختلاف».
يعني أن أهل الحديث أثبتوا كل ما جاء به الرسل، وأولئك جعلوا الجميع تخيلا وتوهيما.
ومعلوم بالأدلة الكثيرة السمعية والعقلية فساد مذهب هؤلاء الملاحدة؛ فتعين أن يكون الحق مذهب السلف أهل الحديث والسنة والجماعة.
ثم إن ابن سينا وأمثاله من الباطنية المتفلسفة والقرامطة يقولون: إنه أراد من المخاطبين أن يفهموا الأمر على خلاف ما هو عليه، وأن يعتقدوا ما لا حقيقة له في الخارج، لما في هذا التخييل والاعتقاد الفاسد لهم من المصلحة.
والجهمية والمعتزلة وأمثالهم يقولون: إنه أراد أن يعتقدوا الحق على ما هو عليه، مع علمهم بأنه لم يبيَّن ذلك في الكتاب والسنة، بل النصوص تدل على نقيض ذلك!
فأولئك يقولون: أراد منهم اعتقاد الباطل وأمرهم به.
وهؤلاء يقولون: أراد اعتقاد ما لم يدلهم إلا على نقيضه.
والمؤمن يعلم بالاضطرار أن كلا القولين باطل، ولا بد للنفاة أهل التأويل من هذا أو هذا: وإذا كان كلاهما باطلا؛ كان تأويل النفاة للنصوص باطلا؛ فيكون نقيضه حقا، وهو إقرار الأدلة الشرعية على مدلولاتها، ومن خرج عن ذلك؛ لزمه من الفساد ما لا يقوله إلا أهل الإلحاد.
وما ذكرناه من لوازم قول أهل التفويض: هو لازم لقولهم الظاهر المعروف بينهم، إذ قالوا: إن الرسول كان يعلم معاني هذه النصوص المشكلة المتشابهة، ولكن لم يبين للناس مراده بها، ولا أوضحه إيضاحا يقطع به النزاع.
وأما على قول أكابرهم: «إن معاني هذه النصوص المشكلة المتشابهة لا يعلمه إلا الله، وأن معناها الذي أراده الله بها: هو ما يوجب صرفها عن ظواهرها»؛
-فعلى قول هؤلاء يكون الأنبياء والمرسلون لا يعلمون معاني ما أنزل الله عليهم من هذه النصوص، ولا الملائكة، ولا السابقون الأولون، وحينئذ فيكون ما وصف الله به نفسه في القرآن، أو كثير مما وصف الله به نفسه، لا يعلم الأنبياء معناه، بل يقولون كلاما لا يعقلون معناه، وكذلك نصوص المثبتين للقدر عند طائفة، والنصوص المثبتة للأمر والنهي والوعد والوعيد عند طائفة، والنصوص المثبتة للمعاد عند طائفة.
ومعلوم أن هذا قدح في القرآن والأنبياء، إذ كان الله أنزل القرآن، وأخبر أنه جعله هدى وبيانا للناس، وأمر الرسول أن يبلغ البلاغ المبين، وأن يبين للناس ما نزل إليهم، وأمر بتدبر القرآن وعقله، ومع هذا، فأشرف ما فيه -وهو ما أخبر به الرب عن صفاته، أو عن كونه خالقا لكل شيء، وهو بكل شيء عليم، أو عن كونه أمر ونهى، ووعد وتوعد، أو عما أخبر به عن اليوم الآخر- لا يعلم أحد معناه، فلا يعقل ولا يتدبر، ولا يكون الرسول بين للناس ما نزل إليهم، ولا بلغ البلاغ المبين.
وعلى هذا التقدير؛ فيقول كل ملحد ومبتدع: الحق في نفس الأمر ما علمته برأيي وعقلي، وليس في النصوص ما يناقض ذلك، لأن تلك النصوص مشكلة متشابهة لا يعلم أحد معناها، وما لا يعلم أحد معناه لا يجوز أن يستدل به.
فيبقى هذا الكلام سدا لباب الهدى والبيان من جهة الأنبياء، وفتحا لباب من يعارضهم ويقول: إن الهدى والبيان في طريقنا لا في طريق الأنبياء، لأنا نحن نعلم ما نقول ونبينه بالأدلة العقلية، والأنبياء لم يعلموا ما يقولون: فضلا عن أن يبينوا مرادهم.
فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد».
«درء تعارض العقل والنقل» ٢٠١/١.
ــــــــــــــــــــــــ
(١) وذكره ابن تيمية في «بيان تلبيس الجهمية» ٣٧٦/٢:
«ولهذا كان يقول غير واحد من أفاضل زماننا من الفضلاء العالمين بالفلسفة والشريعة: «ما ثم إلا مذهب المثبتة أو الفلاسفة، وما بينهما متناقض».
لهث اللذات
قال النبي ﷺ: «إذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته؛ فليأت أهله؛ فإن معها مثل الذي معها».
رواه أبو داود والترمذي -وصححه وهذا لفظه-.
ورواه مسلم وعنده: «فإن ذلك يرد ما في نفسه».
هذا التعليل في توجيه النبي ﷺ من فهمه وطبقه؛ هدأت نفسه، وأقبل على بقية أموره، وذهب عنه لهيب الرغبة في التنويع والتجديد الذي لن ينتهي ما بقيت النساء وبقي فيه حراك!
قال النبي ﷺ: «إذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته؛ فليأت أهله؛ فإن معها مثل الذي معها».
رواه أبو داود والترمذي -وصححه وهذا لفظه-.
ورواه مسلم وعنده: «فإن ذلك يرد ما في نفسه».
هذا التعليل في توجيه النبي ﷺ من فهمه وطبقه؛ هدأت نفسه، وأقبل على بقية أموره، وذهب عنه لهيب الرغبة في التنويع والتجديد الذي لن ينتهي ما بقيت النساء وبقي فيه حراك!
ابن رشد الحفيد صاحب كتاب «بداية المجتهد»
قال ابن تيمية في «بيان تلبيس الجهمية» ١٦٥/٢ معلقا على كلام ابن رشد:
«وأما الفرقة الرابعة -وهي الباطنية- فلم يذكر لهم مقالة تعقبها برد، وذلك لأنه منهم؛ فإنه يرى أن ظواهر الشريعة في وصف الله تعالى واليوم الآخر له باطن يخالف ظاهره، وأن فرض الجمهور اعتقاد ظاهره ومن تأوله فقد كفر.
وفرض الذين سماهم أهل البرهان اعتقاد باطنه ووجوب تأويله ومن لم يتأوله فقد كفر..
-ثم قال بعد ذكر أنواع الباطنية-:
وأما عقلاء هذه الطائفة الباطنية مثل ابن رشد هذا وأمثاله؛ فإنهم إنما يقولون بالباطن المخالف للظاهر في العلميات، وأما العمليات فيقرونها على ظاهرها.
وهذا قول عقلاء الفلاسفة المنتسبين إلى الإسلام.
مع أنهم في التزام الأعمال الشرعية مضطربون لما في قلوبهم من المرض والنفاق، وتارة يرون سقوطها عنهم أو عن بعضهم دون العامة، وابن سينا كان مضطربا في ذلك -لكن له عهد قد التزم فيه موافقة الشريعة-.
وهم في الجملة يرون موافقة الشريعة العملية أولى من مخالفته.
وليس هذا موضع تفصيل مقالات الناس ولايكاد تفصيل الباطل ينضبط».
وقال عنه في ص٤٥٠:
«قد عرف أن هذا الرجل يرى رأي الفلاسفة، وأن ما أخبرت به الرسل في الإيمان بالله واليوم الآخر أكثره أمثال مضروبة، وهذا من أفسد الآراء.
وهو قول حذاق المنافقين الزنادقة، وإن كانوا قد لايعلمون أن ذلك نفاقا وزندقة؛ بل يحسبونه كمال التحقيق والمعرفة، كما يحسب ذلك هؤلاء المتفلسفة، وليس هذا الموضع موضع بيان لذلك».
وقال ابن تيمية في «درء تعارض العقل والنقل» ٢٤٢/٦:
«والمقصود هنا أن ابن رشد هذا مع اعتقاده أقوال الفلاسفة الباطنية -لا سيما الفلاسفة المشائين أتباع أرسطو صاحب التعاليم الذين لهم التصانيف المعروفة في الفلسفة -ومع أن قول ابن رشد هذا في الشرائع من جنس قول ابن سينا وأمثاله من الملاحدة، من أنها أمثال مضروبة لتفهيم العامة ما يتخيلونه في أمر الإيمان بالله واليوم الاخر، وأن الحق الصريح الذي يصلح لأهل العلم، فإنما هو أقوال هؤلاء الفلاسفة».
وقد ذكر نحو هذا عنه في مواضع متعددة.
قال ابن تيمية في «بيان تلبيس الجهمية» ١٦٥/٢ معلقا على كلام ابن رشد:
«وأما الفرقة الرابعة -وهي الباطنية- فلم يذكر لهم مقالة تعقبها برد، وذلك لأنه منهم؛ فإنه يرى أن ظواهر الشريعة في وصف الله تعالى واليوم الآخر له باطن يخالف ظاهره، وأن فرض الجمهور اعتقاد ظاهره ومن تأوله فقد كفر.
وفرض الذين سماهم أهل البرهان اعتقاد باطنه ووجوب تأويله ومن لم يتأوله فقد كفر..
-ثم قال بعد ذكر أنواع الباطنية-:
وأما عقلاء هذه الطائفة الباطنية مثل ابن رشد هذا وأمثاله؛ فإنهم إنما يقولون بالباطن المخالف للظاهر في العلميات، وأما العمليات فيقرونها على ظاهرها.
وهذا قول عقلاء الفلاسفة المنتسبين إلى الإسلام.
مع أنهم في التزام الأعمال الشرعية مضطربون لما في قلوبهم من المرض والنفاق، وتارة يرون سقوطها عنهم أو عن بعضهم دون العامة، وابن سينا كان مضطربا في ذلك -لكن له عهد قد التزم فيه موافقة الشريعة-.
وهم في الجملة يرون موافقة الشريعة العملية أولى من مخالفته.
وليس هذا موضع تفصيل مقالات الناس ولايكاد تفصيل الباطل ينضبط».
وقال عنه في ص٤٥٠:
«قد عرف أن هذا الرجل يرى رأي الفلاسفة، وأن ما أخبرت به الرسل في الإيمان بالله واليوم الآخر أكثره أمثال مضروبة، وهذا من أفسد الآراء.
وهو قول حذاق المنافقين الزنادقة، وإن كانوا قد لايعلمون أن ذلك نفاقا وزندقة؛ بل يحسبونه كمال التحقيق والمعرفة، كما يحسب ذلك هؤلاء المتفلسفة، وليس هذا الموضع موضع بيان لذلك».
وقال ابن تيمية في «درء تعارض العقل والنقل» ٢٤٢/٦:
«والمقصود هنا أن ابن رشد هذا مع اعتقاده أقوال الفلاسفة الباطنية -لا سيما الفلاسفة المشائين أتباع أرسطو صاحب التعاليم الذين لهم التصانيف المعروفة في الفلسفة -ومع أن قول ابن رشد هذا في الشرائع من جنس قول ابن سينا وأمثاله من الملاحدة، من أنها أمثال مضروبة لتفهيم العامة ما يتخيلونه في أمر الإيمان بالله واليوم الاخر، وأن الحق الصريح الذي يصلح لأهل العلم، فإنما هو أقوال هؤلاء الفلاسفة».
وقد ذكر نحو هذا عنه في مواضع متعددة.
أمتع جليس وأنفع جليس
أكثر جليس تمتعك مجالسته؛ الموافق لك في المعارف والأفكار والاهتمام..
وأكثر جليس تنفعك مجالسته؛ المخالف في ذلك..
ويتنوع انتفاعك منه.. فاعتراضه إما أن يقوي يقينك بما تقرِّر ويزيده صلابة، أو يبين لك أوجه خلله؛ فتدعه أو تكاد..
والمقصود المخالف المحسن، أما المخالف الجاهل أو المتعالم، فهو كحمى الرِّبْع أو هو أثقل!
أكثر جليس تمتعك مجالسته؛ الموافق لك في المعارف والأفكار والاهتمام..
وأكثر جليس تنفعك مجالسته؛ المخالف في ذلك..
ويتنوع انتفاعك منه.. فاعتراضه إما أن يقوي يقينك بما تقرِّر ويزيده صلابة، أو يبين لك أوجه خلله؛ فتدعه أو تكاد..
والمقصود المخالف المحسن، أما المخالف الجاهل أو المتعالم، فهو كحمى الرِّبْع أو هو أثقل!
العين وأوهامها
قال ابن الجوزي: «العين لا تصيب إلا ما يستحسن، ولا يكفي الاستحسان في إصابة العين حتى يكون من حاسد، ولا يكفي ذلك حتى يكون من شرير الطبع؛ فإذا اجتمعت هذه الصفات؛ خيف من إصابة العين».
«صيد الخاطر» ص٥٠٥.
وقال نحوه ابن القيم في «زاد المعاد» ٢٣٧/٥.
والناس في العين طرفان ووسط:
فقسم كلما غص أو شرق أو أصيب بأدنى عرض؛ قال: عين، وقد يقول: فلان أصابني!
وقسم ينكرها ويزعم ألا وجود لها، ويدعي النفي نيابة عن البشرية كلها، وكأن علمها يعرض عليها غدوا وعشيا!
والوسط وهم من يؤمن بها ويثبتها من حيث الأصل، وفي الواقع إذا دل دليل عليها.
فتحصن بالأذكار، وتوكل على الله، فلن يستطيع أحد أن يضرك إلا بإذن الله.
قال ابن الجوزي: «العين لا تصيب إلا ما يستحسن، ولا يكفي الاستحسان في إصابة العين حتى يكون من حاسد، ولا يكفي ذلك حتى يكون من شرير الطبع؛ فإذا اجتمعت هذه الصفات؛ خيف من إصابة العين».
«صيد الخاطر» ص٥٠٥.
وقال نحوه ابن القيم في «زاد المعاد» ٢٣٧/٥.
والناس في العين طرفان ووسط:
فقسم كلما غص أو شرق أو أصيب بأدنى عرض؛ قال: عين، وقد يقول: فلان أصابني!
وقسم ينكرها ويزعم ألا وجود لها، ويدعي النفي نيابة عن البشرية كلها، وكأن علمها يعرض عليها غدوا وعشيا!
والوسط وهم من يؤمن بها ويثبتها من حيث الأصل، وفي الواقع إذا دل دليل عليها.
فتحصن بالأذكار، وتوكل على الله، فلن يستطيع أحد أن يضرك إلا بإذن الله.
عجيبة في إخفاء العمل الصالح
قال أبو عمرو بن الصلاح: «وذكر [الحاكم] أنه سمع أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يذكر أن جده أبا عثمان [الحيري] طلب شيئا لبعض الثغور، فتأخر عنه، فضاق صدره، وبكى على رؤوس الناس، فأتاه أبو عمرو بن نجيد بعد العتمة بكيس فيه ألفا درهم، ففرح به أبو عثمان، ودعا له.
ولما جلس في مجلسه قال: أيها الناس، لقد رجوت لأبي عمرو، فإنه ناب عن الجماعة في ذلك الأمر، وحمل كذا وكذا، فجزاه الله عني خيرا، فقام أبو عمرو على رؤوس الناس، وقال: إنما حملت ذلك من مال أمي وهي غير راضية به، فينبغي أن ترده علي لأرده عليها !
فأمر أبو عثمان بذلك الكيس فأخرج إليه، وتفرق الناس.
فلما جن الليل جاء إلى أبي عثمان في مثل ذلك الوقت، وقال: يمكن أن تجعل هذا في ذلك الوجه من حيث لا يعلم به غيرنا، فبكى أبو عثمان.
وكان يقول بعد ذلك: أنا أخشى من همة أبي عمرو».
«طبقات الفقهاء الشافعية» ٤٣١/١.
قارن بين فعل هذا العالم الزاهد، وكيف أظهر الله حسن عمله، وأبقى ذكره، وتداوله العلماء ليقتدى به..
وبين من أنفق ولم يعلم به أحد، ثم جاء لمواقع التواصل يقول: أنفقت وأنفقت.. بلا داع لهذا الإعلان!
وقد قال النبي ﷺ: «من سمّع الناس بعمله؛ سمع الله به سامع خلقه يوم القيامة، فحقره وصغره».
رواه أحمد، وهو صحيح.
قال أبو عمرو بن الصلاح: «وذكر [الحاكم] أنه سمع أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يذكر أن جده أبا عثمان [الحيري] طلب شيئا لبعض الثغور، فتأخر عنه، فضاق صدره، وبكى على رؤوس الناس، فأتاه أبو عمرو بن نجيد بعد العتمة بكيس فيه ألفا درهم، ففرح به أبو عثمان، ودعا له.
ولما جلس في مجلسه قال: أيها الناس، لقد رجوت لأبي عمرو، فإنه ناب عن الجماعة في ذلك الأمر، وحمل كذا وكذا، فجزاه الله عني خيرا، فقام أبو عمرو على رؤوس الناس، وقال: إنما حملت ذلك من مال أمي وهي غير راضية به، فينبغي أن ترده علي لأرده عليها !
فأمر أبو عثمان بذلك الكيس فأخرج إليه، وتفرق الناس.
فلما جن الليل جاء إلى أبي عثمان في مثل ذلك الوقت، وقال: يمكن أن تجعل هذا في ذلك الوجه من حيث لا يعلم به غيرنا، فبكى أبو عثمان.
وكان يقول بعد ذلك: أنا أخشى من همة أبي عمرو».
«طبقات الفقهاء الشافعية» ٤٣١/١.
قارن بين فعل هذا العالم الزاهد، وكيف أظهر الله حسن عمله، وأبقى ذكره، وتداوله العلماء ليقتدى به..
وبين من أنفق ولم يعلم به أحد، ثم جاء لمواقع التواصل يقول: أنفقت وأنفقت.. بلا داع لهذا الإعلان!
وقد قال النبي ﷺ: «من سمّع الناس بعمله؛ سمع الله به سامع خلقه يوم القيامة، فحقره وصغره».
رواه أحمد، وهو صحيح.
فهم العلم
قال ابن الجوزي: «أقل موجود في الناس الفهم والغوص على دقائق المعاني».
«صيد الخاطر» ص٧٥٨.
واليوم؟!
قال ابن الجوزي: «أقل موجود في الناس الفهم والغوص على دقائق المعاني».
«صيد الخاطر» ص٧٥٨.
واليوم؟!