Telegram Web
هل حرمة الطعام لذاته، أو لكونه إسرافا وكفرا للنعمة؟ 👇
هل حرمة الطعام لذاته، أو لكونه إسرافا وكفرا للنعمة؟

قال ابن عبدالبر: «‌‌في غسل اليد بالنخالة
ذكر العتبي عن سحنون أنه كرهه، وذكر عن ابن نافع أنه لا بأس به. وذكر ابن عبدالحكم  عن ابن وهب قال: سئل مالك عن الدقيق يغسل به اليد، فقال: غيره أعجب إلي، فإن فعله لم أر به بأسا.
قال ابن وهب: وسمعت مالكا يقول في الجلبان والفول وما أشبهه من الطعام: لا بأس أن يتوضأ به، ويتدلك به في الحمام».

«اختلاف أقوال مالك وأصحابه» ص٥٣.

وفي «المغني» لابن قدامة ٢١٨/١٠:
«وقيل لأبي عبد الله [الإمام أحمد]: ما تقول فى غسل اليد بالنخالة؟ فقال: لا بأس به، نحن نفعله».

قال الخطابي في «معالم السنن» ١٦٠/١:
«فيه من الفقه أنه استعمل الملح في غسل الثوب وتنقيته من الدم، والملح مطعوم، فعلى هذا يجوز غسل الثياب بالعسل إذا كان ثوباً من إبريسم يفسده الصابون، وبالخل إذا أصابه الحبر ونحوه، ويجوز على هذا التدلك بالنخالة وغسل الأيدي بدقيق الباقلاء.
قلت: والبطيخ في نحو ذلك من الأشياء التي لها قوة الجلاء.
وحدثونا عن يونس بن عبد الأعلى قال: دخلت الحمام بمصر فرأيت الشافعي يتدلك بالنخالة».

قال ابن تيمية: «.. يستدل على كراهة الاغتسال بالأقوات؛ بأن ذلك يفضي إلى خلطها بالأدناس والأنجاس؛ فنهي عنه كما نهى عن إزالة النجاسة بها.
والملح ليست قوتا، وإنما يصلح بها القوت، نعم ينهى في الاستنجاء عن قوت الآدميين والبهائم للإنس والجن، لهذا لا يستنجى بالنخالة وإن غسل يده بها.
فأما إن دعت الحاجة إلى استعمال القوت، مثل الدبغ بدقيق الشعير أو التطبب للجرب باللبن والدقيق، ونحو ذلك؛ فينبغي أن يرخص فيه؛ كما رخص في قتل دود القز بالتشميس؛ لأجل الحاجة؛ إذ لا تكون حرمة القوت أعظم من حرمة الحيوان.
وبهذا قد يجاب عن الملح أنها استعملت لأجل الحاجة.
وعلى هذا، فقد يستدل بهذا الأصل الشرعي على المنع من إهانتها بوضع الإدام فوقها، كما ذكره الشيخ عبدالقادر، ودليل آخر، وهو أن النبي ﷺ «أمر بلعق الأصابع والصحفة، وأخذ اللقمة الساقطة، وإماطة الأذى عنها»؛ كل ذلك؛ لئلا يضيع شيء من القوت، والتدلك به إضاعة له لقيام غيره مقامه، وهو من أنواع التبذير الذي هو من فعل الشيطان».

«الآداب الشرعية» ٢١١/٣.

هذه لمعة من كلام العلماء حول المسألة.
والذي يتلخص من ذلك أن حرمته ليست ذاتية، فلا يعامل معاملة ما حرمته ذاتية كالمصحف.
لذلك فتجنب بعضهم الجلوس على أكياس الرز مثلا، أو المرور على الثمر الساقط على الرصيف الملتصق بالأرض، وعلى كسر الخبز اليابس الملقى على الأرض للنمل والطيور، وسكب بواقي القهوة والشاي ونحوها في المغسال؛ تضييق لا حاجة إليه، ولا دليل عليه.
قناة عبدالرحمن السديس
‏حيلة الشيخ السعدي -رحمه الله- في نقل المجلس من مجلس لغط إلى مجلس علم.
.

وهذه أيضا كلمة للشيخ السعدي رحمه الله في «الفتاوى السعدية».

استفدتها من رد د.عبدالله الجودي حين نشرت هذا في تويتر.
موعظة للإمام الأوزاعي ت١٥٧ 

قال أبو بكر ابن أبي الدنيا: حدثنا محمد بن إدريس، قال: سمعت أبا صالح كاتب الليث يذكر عن الهقل بن زياد، عن الأوزاعي، أنه وعظ فقال في موعظته: «أيها الناس، تقووا بهذه النعم التي أصبحتم فيها على الهرب من نار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة، فإنكم في دار الثواء فيها قليل، وأنتم تؤجلون خلائف بعد الذين استقبلوا من الدنيا أنفها وزهرتها، فهم كانوا أطول منكم أعمارا، وأمد أجساما، وأعظم آثارا، فجردوا الجبال، وجابوا الصخور، ونقبوا البلاد، مؤثرين ببطش شديد، وأجسام كالعماد.

فما لبثت الأيام والليالي أن طوت مدنهم، وعفت آثارهم، وأخوت منازلهم، وأنست ذكراهم، فما تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا، كانوا بلهو الأمل آمنين، لبيات قوم غافلين، ولصباح قوم نادمين، ثم إنكم قد علمتم الذين نزل بساحتهم بياتا من عقوبة الله، فأصبح كثير منهم في ديارهم جاثمين، وأصبح الباقون ينظرون في آثار نعمة، وزوال نعمة، ومساكن خاوية، فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم، وعبرة لمن يخشى.

وأصبحتم من بعدهم في أجل منقوص، ودنيا منقوصة، في زمان قد ولى عفوه، وذهب رجاؤه، فلم يبق منه إلا حمة شر، وصبابة كدر، وأهاويل عِبر، وعقوبات غِيَر، وإرسال فتن، وتتابع زلازل، ورذالة خلف، بهم ظهر الفساد في البر والبحر، فلا تكونوا أشباها لمن خدعه الأمل، وغره طول الأجل، وتبلغ بالأماني، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن وعى نفسه فانتهى، وعقل مسراه فمهد لنفسه».

«الشكر» (٢٩).
الفوائد المنتقاة من كتاب «الشرح الممتع» للشيخ العثيمين رحمه الله

https://al-maktaba.org/book/31621/62233
إذا بهر عينك ما متِّع به أهل الدنيا؛
فتذكر قول أهل العلم للمتمنين كزينة قارون: {ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا}، {متاع الدنيا قليل}.
.
خبران طريفان في ولاية القضاء
مروءة عالية.
عدو عاقل ولا صديق جاهل!



قال أبو الفرج الأصفهاني: «حضرت أبا عبدالله الباقطائي وهو يتقلّد ديوان المشرق وقد تقلد ابن أبي السلاسل ماسبذان ومهرجان قذف، وجاءه ليأخذ كتبه، فجعل يوصيه كما يوصي أصحاب الدواوين والعمال.
فقال ابن أبي السلاسل: كأنك قد استكثرت لي هذا العمل! أنت أيضا قد كنت تكتب لأبي العبّاس ابن ثوابة، ثم صرت صاحب ديوان. 
فقال له الباقطائي: يا جاهل يا مجنون لولا أنه قبيح بمثلي مكافأة مثلك لراجعت الوزير- أيده الله- في أمرك حتى أزيل يدك، ومن لي أن أجد مثل ابن ثوابة في هذا الوقت فأكتب له ولا أريد الرياسة!

ثم أقبل علينا يحدثنا فقال: دخلت مع أبي العبّاس ابن ثوابة إلى المهتدي -وكان سليمان بن وهب وزيره- وكان يدخل إليه الوزير وأصحاب الدواوين والعمال والكتاب فيعملون بحضرته ويوقّع إليهم في الأعمال. 
فأمر سليمان بأن يكتب عنه عشرة كتب مختلفة إلى جماعة من العمال.. [إلى قال]

اكتب إلى فلان العامل بقبض ضيعة فلان العامل المصروف المعتقل في يده بباقي ما عليه من المصادرة.
فقال له أبو العبّاس ابن ثوابة: كلنا يا أمير المؤمنين خدمك وأولياؤك، وكلّنا حاطب في حبلك، وساع فيما أرضاك وأيّد ملكك، أفنمضي ما تأمر به على ما خيّلت أم نقول بالحقّ؟
قال: بل قل الحقّ يا أحمد، 
فقال: يا أمير المؤمنين الملك يقين والمصادرة شكّ، أفترى أن نزيل اليقين بالشك؟
قال: لا، فقال: فقد شهدت للرجل بالملك وصادرته عن شكّ فيما بينك وبينه، وهل خانك أم لا، فتجعل المصادرة صلحا، فإذا قبضت ضيعته بهذا، فقد أزلت اليقين بالشكّ، فقال له: صدقت.

ولكن كيف الوصول إلى المال؟
فقال له: أنت لا بدّ لك من عمّال على أعمالك، وكلّهم يرتزق ويرتفق، فيحوز رفقه ورزقه إلى منزله، فاجعله أحد عمالك ليصرف هذين الوجهين إلى ما عليه، ويسعفه معاملوه؛ فيخلص نفسه وضيعته ويعود إليك مالك.
فأمر سليمان بن وهب أن يفعل ذلك.

فلما خرجنا عن حضرة المهتدي، قال له سليمان: عهدي بهذا الرجل عدوّك، وكلّ واحد منكما يسعى على صاحبه، فكيف زال ذاك حتى نُبت عنه في هذا الوقت نيابة أحييته بها وتخلّصت نفسه ونعمته؟

فقال: إنما كنت أعاديه وأسعى عليه وهو يقدر على الانتصاف مني، فأما وهو فقير إليّ؛ فهو مما يحظره الدين والصناعة والمروءة.
فقال له سليمان: جزاك الله خيرا، أما والله لأشكرنّ هذه النية لك، ولأعتقدنّك من أجلها أخا وصديقا، ولأجعلنّ هذا الرجل لك عبدا ما بقي.

ثم قال له الباقطائي: أفمن كان هذا وزنه وفضله يعاب من كان يكتب له؟!».

«الأغاني» ١٤٦/٢٣.
حكم التداوي

كلام أهل العلم في حكمه منتشر..

لكن ينبغي للمتحدث فيه اليوم أن ينتبه للفارق الكبير في الطب بين تلك الأزمنة وما بلغه الطب اليوم.
فكثير من العلاجات اليوم؛ تأثيرها في الشفاء؛ قطعي، عادة.
أما قديما فأكثرها مظنون، وبعضها دون بعض!
أحوال ذكر الفقهاء أنه يكره السلام فيها

في «كشاف القناع» 4/ 252:
«(و) يكره السلام (على مَنْ يأكل أو يقاتل) لاشتغاله. (وفيمن يأكل نظر) قاله في "الآداب الكبرى". أي: في كراهة السلام عليه نظر.
قال: وظاهر التخصيص أنه لا يكره على غيرهما، ومقتضى التعليل خلافه، أي: تعليلهم باشتغالهما.
(و) يكره السلام (على تالٍ) للقرآن (و) على (ذاكر) لله تعالى (و) على (مُلَبٍّ ومُحَدِّث) أي: مُلْقٍ لحديث النبي ﷺ (وخطيب وواعظ، وعلى مَنْ يستمع لهم) أي: للمذكورين من التالي ومَنْ بعده.
(و) يكره السلام على (مُكَرِّرِ فقه ومدرِّس) في أي علم كان. ولَعَلَّ المراد: إذا كان مشروعًا أو مباحًا.
(وعلى مَنْ يبحثون في العلم، وعلى مَنْ يؤذن أو يقيم) وتقدم حكم المصلي، وأن المذهب: لا يكره السلام عليه (وعلى مَنْ هو على حاجته) ويكره أيضًا رده منه. نص عليه، وتقدم في باب الاستنجاء. وقدم في "الرعاية الكبرى": لا يكره، ذكره في "الآداب" (.. أو مشتغل بالقضاء ونحوهم) أي: نحو المذكورين مع كل مَنْ له شغل عن رد السلام.
(ومن سلَّم في حالة لا يُستحب فيها السلام) كالأحوال السابقة (لم يستحق جوابًا) لسلامه».

والغرض أن يُعلم هذا، ويلتمس العذر لمن لم يرد؛ فلعل هذا رأيه، أو لم يسمع لشغله.
قناة عبدالرحمن السديس
حكم التداوي
قال ابن تيمية: «فكل ما قاله بعد النبوة وأُقر عليه ولم ينسخ؛ فهو تشريع لكن التشريع يتضمن الإيجاب والتحريم والإباحة، ويدخل في ذلك ما دل عليه من المنافع في الطب.
فإنه يتضمن إباحة ذلك الدواء والانتفاع به؛ فهو شرع لإباحته، وقد يكون شرعا لاستحبابه؛ فإن الناس قد تنازعوا في التداوي هل هو مباح أو مستحب أو واجب؟

والتحقيق: أن منه ما هو محرم، ومنه ما هو مكروه، ومنه ما هو مباح؛ ومنه ما هو مستحب.
وقد يكون منه ما هو واجب؛ وهو: ما يعلم أنه يحصل به بقاء النفس لا بغيره؛ كما يجب أكل الميتة عند الضرورة؛ فإنه واجب عند الأئمة الأربعة وجمهور العلماء، وقد قال مسروق: «من اضطر إلى أكل الميتة؛ فلم يأكل حتى مات دخل النار».
فقد يحصل أحيانا للإنسان إذا استحر المرض ما إن لم يتعالج معه؛ مات.

والعلاج المعتاد تحصل معه الحياة؛ كالتغذية للضعيف، وكاستخراج الدم أحيانا».
«مجموع الفتاوى» ١٢/١٨.

وهذا الذي ذكر الشيخ أنه واجب؛ يحدث كثيرا كالأحوال التي تحتاج تدخل جراحي سريع.
أخطاء الظنون

كم مرة انكشف لك خطأ ظنك؟
وما يدريك فلعل ما لم ينكشف لك مثله أو أكثر!
فلهذا {ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم}.

وقال النبي ﷺ: «إياكم والظن! فإن الظن أكذب الحديث».
متفق عليه.
يقول بعض من ينكر تلبس الجن بالإنس والسحر

لماذا لا يتلبس بفلان؟ أو لماذا لا يأخذون أموال المصارف؟ أو أتحدى أن يفعل كذا..

وهذا خطأ فاحش في الفهم، فنحن نقول بإمكان وقوع التلبس والسحر، لكن لم يقل أحد: إن الجن والسحرة لديهم القدرة التامة المطلقة لفعل كل ما أرادوا!
{وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله}.
قناة عبدالرحمن السديس
وبحسبك من أخيك أكثره
.
وإذا خبرت الناس لم تلق امرأ .. ذا حالة ترضيك لا تتحول
لكنهم نكبت بهم أحوالهم .. كل يعيب ولا يرى ما يفعل!
قال الإمام الشافعي: «من إذالة العلم أن تناظر كل من ناظرك، وتقاول كل من قاولك».

«مناقب الشافعي» للبيهقي ١٥١/٢.
عوارض الأفعال

قال النبي ﷺ: «اللهم إنما أنا بشرٌ؛ فأيما رجل من المسلمين سببته أو لعنته أو جلدته؛ فاجعلها له زكاة ورحمة».
متفق عليه واللفظ لمسلم.

فمن يطالب الناس أن يكونوا في الرضا والسخط وعوراض الأحوال على نمط واحد؛ يطالبهم بما ليس من شأن البشر !

وفي هذا الحديث سنة حسنة، وهي أن يراجع المرء نفسه، ويستغفر لمن أخطأ عليهم، ويدعو لهم ويعتذر إليهم..

وهذا يبين أن من يحكم على أخلاق شخص من خلال موقف أو رد أو تغريدة ونحوها؛ مخطئ؛ إذ لا بد من استقراء أحواله والنظر في تعامله عموما.
.
من أسباب إصرار بعض الناس على الضلالات الواضحة، والعقائد الباطلة، والأفكار الساقطة 👆

وكذلك الردود الضعيفة عليهم؛ فالرد الذي لا يقطع دابرهم يغريهم بأن هذا منتهى ما عند المخالفين لهم!

وليس كل عالم يحسن الرد والجدال، وأما اليوم فأكثر الخائضين لا علم ولا جدل!

الصورة من كتاب «الاعتصام» للشاطبي ٣.
قناة عبدالرحمن السديس
قاعدة في عدم الالتفات للرؤى ونحوها إذا خالفت ظاهر الأحكام الشرعية..

الشاطبي - «الموافقات».
.
.
هذه فتوى ابن رشد الجد التي أشار إليها 👆 «فتاوى ابن رشد» ص٦١١-٦١٢

وقد ذكرها في «الاعتصام» أيضا ٩٦/٢.
2025/07/14 11:31:45
Back to Top
HTML Embed Code: