Telegram Web
اقتران الأذى بالمخالطة...

ثبت في الحديث عند أحمد والترمذي وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
الْمُسْلِمُ إِذَا كَانَ مُخَالِطًا النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ خَيْرٌ مِنَ الْمُسْلِمِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ "

فدل الحديث على اقتران المخالطة بالأذى ولابد؛
ولذا ينبغي للمؤمن أن تقتصر مخالطته على من يرجو في ذلك الأجر مع الاحتمال والصبر وتوقع الأذى وانتظاره.
أما المخالطة لطلب الراحة واللذة فحسب فبعيدة المنال والعزلة أقرب للذة منها والله المستعان.
ودل على أن الأحوال ثلاثة
من يخالط ويصير فهو أمثلهم
من لا يخالط ويسلم وهو دونه
من يخالط ولا يصبر وهو دونهما
ومن علم من نفسه عدم الصبر فالعزلة خير له.
الإمام عبدالله العمري الزاهد 👆

قال ابن أبي الدنيا: حدثني محمد بن يحيى المروزي، قال: بلغني عنه، يعني: العمري، أنه كان يلزم الجَبَّان كثيرا، وكان لا يخلو من كتاب يكون معه ينظر فيه، فقيل له في ذلك؟
فقال: «إنه ليس شيء أوعظ من قبر، ولا أسلم من وحدة، ولا آنس من كتاب».

«العزلة والانفراد» (٨٤).

«والجَبَّانة، بِالتَّشْدِيدِ: الصَّحْرَاءُ، وَتُسَمَّى بِهِمَا الْمَقَابِرُ لأَنها تَكُونُ فِي الصَّحْرَاءِ تَسْمِيَةً لِلشَّيْءِ بِمَوْضِعِهِ». «اللسان».
إن كانت سلامتك في ترك مخالطة ما

قال ابن القيم: «وكل سبب يعود بصلاح قلبك وحالك مع الله؛ فلا تؤثر به أبدا، فإنما تؤثر الشيطان على الله وأنت لا تعلم.
وتأمل أحوال أكثر الخلق في إيثارهم على الله من يضرهم إيثارهم له ولا ينفعهم، وأي جهالة وسفه فوق هذا؟»

«مدارج السالكين» ١٥/٣.
قاعدة

قال الشاطبي: «الأصل في العبادات بالنسبة إلى المكلف؛ التعبد دون الالتفات إلى المعاني.
وأصل العادات الالتفات إلى المعاني».

واستدل بالاستقراء..

‏«الموافقات» ٦٥٩/٢ و٦٨٠/٣.
في هذه القطعة 👆 تاريخ وعبرة وتربية!

قاله الشاطبي في ‏«الموافقات» ٨٦٦/٣
قناة عبدالرحمن السديس
الناسُ في غَفَلاتِهِم .. وَرَحى المَنِيَّةِ تَطحَنُ
.
«العاقبة في ذكر الموت والآخرة» ص٣٦.
للإمام عبدالحق الإشبيلي.
سوء الخاتمة

قال عبد الحق الإشبيلي: «واعلم أن سوء الخاتمة -أعاذنا الله منها- لا يكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه، وإنما يكون ذلك لمن كان له فساد في العقل، وإصرار على الكبائر، وإقدام على العظائم.

فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة، ويثب عليه قبل الإنابة، ويأخذه قبل إصلاح الطوية؛ فيصطلمه الشيطان عند تلك الصدمة، ويختطفه عند تلك الدهشة، -والعياذ بالله ثم العياذ بالله-.
[أو] يكون لمن كان مستقيما [ثم] يتغير عن حاله، ويخرج عن سنته، ويأخذ في غير طريقه؛ فيكون ذلك سببا لسوء الخاتمة، وشؤم العاقبة، والعياذ بالله!
 {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال}.

«العاقبة في ذكر الموت والآخرة» ص١٨٠.
الرياء الجماعي
بعض البيئات محفزة على الرياء
الجالسون يتداولون الحديث عن أعمالهم الصالحة عن إنجازاتهم عن تضحياتهم عن قصص نجاحاتهم الخيرية
عن أثرهم العميق والواسع عن قصص هنا وهناك ممن لعبوا فيها دور البطولة
مجرد مجلس عابر ليس هناك حاجة لهذه الأحاديث حتى يقال ربما تحتاج لذلك
هذا يقول قصة وأقول قصة وثالث
وتمضي بنا سكرة الحديث عن النفس نفقد إحساسنا بخطورة الرياء
ننزلق جماعيا في هذه الزفة المهلكة
التي تشاركنا في صناعتها.
انتبه من هذه المجالس وأيقظ جلساءك
اطو أخبارك الجميلة حتى تبقى في كتابك
وتقول حينها
هاؤم اقرؤا كتابيه.
وهذه الآفة أيضا 👆 في مواقع  التواصل يبتدئ الحديث عن أعماله الصالحة ويسترسل في السرد بلا داع، ومن حوله يبدون الإعجاب والانبهار، وهو في غاشية من السرور والبهجة!
الزاد أو الدليل؟

سألني شاب هل أحفظ «زاد المستقنع» لأنه.. أو «دليل الطالب» لأنه..

فقلت:
خذا أنف هَرشى أو قفاها فإنه .. كلا جانبي هرشى لهن طريق. 
أي: للإبل.

وهرشى: ثنية في طريق مكة، قريبة من الجحفة، يُرى منها البحر، ولها طريقان؛ فكل من سلكهما كان مصيبا.
وهذا مثل يضرب لذلك.

وكذا العلم، طرقه كثيرة، عامتها توصل للمطلوب، المهم الانضباط والالتزام.
«إياك والتلون في دين الله»

كل يوم تتلون ... غير هذا بك أجمل!

يومًا يمان إذا لاقيت ذا يمن ... وإن لقيت معديا فعدناني 


قال ابن تيمية: «من لم يكن لسانه وراء قلبه؛ كان كلامه كثير التقلب والتناقض».

«بيان تبيس الجهمية» ٥٩٧/٣.

قال أبو تمام:
ومما كانت الحكماء قالت ... لسان المرء من تبع الفؤاد.

{واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم}.
من آيات الوعيد

{ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون}.

وفيها استهانة عظيمة بالدنيا وقصرها.
الدهر ذو دول

«وَيَا لله كم هُنَالك من ملك طويل النجاد، رفيع الْعِمَاد، عَظِيم الأجناد، كثير الأمداد، قد ملك الْبِلَاد، وقهر الْعباد، وَوصل من دُنْيَاهُ إلى كثير مما أراد.

قعد ونهض، وأبرم وَنقض، وَجعل أمره المفترض، وَحكمه الَّذِي لَا يرد وَلَا ينْقض.

وطالما حرق وَهدم، وَكسر وحطم، وزلزل ودمدم، واسترحم فَلم يرحم، وَمضى على مَا شَاءَ من رَأْيه وصمم.

بنى الْمَدَائِن والحصون، وَأكْثر من مَاله المخزون، واستعد لما قد يكون أَو لَا يكون.

حَتَّى إِذا استحكمت لَهُ الْأُمُور، وَأطَال الْفَرح وَالسُّرُور، وزخرف الدساكر والقصور، وَظن أَن قد ساعده فِيمَا بَقِي من أمله الْمَقْدُور؛

قلبت لَهُ الدُّنْيَا ظهر الْمِجَن، وكسته من خطبهَا مَا أجن، وسقته من كربها مَا يسكر بِهِ ويجن.

نظرت بِعَينهَا الشوساء إِلَيْهِ، وقبضت مَا كَانَ فِي يَدَيْهِ وَأَتَتْ بُنْيَانه من قَوَاعِده فألقته عَلَيْهِ.

فَأصْبح وَقد هدم ذَلِك الْبُنيان، وَسقط ذَلِك الإيوان، وتبددت تِلْكَ الْمُقَاتلَة والفرسان، وَتَفَرَّقُوا شذر مذر بِكُل مَكَان، وَأصْبح كل مَا كَانَ كَأَنَّهُ مَا كَانَ، وَقيل ملك فِي سالف الزَّمَان، ملك يُقَال لَهُ فلَان بن فلَان.

لم يحصل مِمَّا ملك من الْبِلَاد، وَلَا مَا ادخر من المَال وَأعد من العتاد، إِلَّا على حنوط وكفن، وحفرة ضيقَة العطن، يحتبس فِيهَا ويرتهن، بِكُل مَا عمل من قَبِيح أَو حسن».

«العاقبة في ذكر الموت والآخرة» ص٥٢.
«واعلم أن طول الأمل حجاب على قلبك، يمنعك من رؤية الموت ومشاهدته، ووقر في أذنيك يمنعك من سماع وجبته ودوي وقعته.
وبقدر ما يرفع لك من الحجاب ترى، وبقدر ما يخفف عن أذنيك من الوقر تسمع.

فانظر رحمك الله نظر من رفع الحجاب وفتح بابه، واستمع سماع من أزيل وقره وخوطب سره، وبادر قبل أن يبادر بك، وينزل عليك، وينفذ حكم الله فيك، فتطوى صحيفة عملك، ويختم على ما في يديك، ويقال لك: اجن ما غرست، واحصد ما زرعت، وأقرأ كتابك الذي كتبت، {كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} وبربك تبارك وتعالى شهيدا ورقيبا..

واعلم أن الأمل يكسل عن العمل، ويورث التراخي والتواني، ويعقب التشاغل والتقاعس، ويخلد إلى الأرض، ويميل إلى الهوى.
وهذا أمر قد شوهد بالعيان؛ فلا يحتاج إلى بيان، ولا يطلب صاحبه ببرهان،
كما أن قصره يبعث على العمل، ويحمل على المبادرة، ويحث على المسابقة».

«العاقبة في ذكر الموت والآخرة» ص٧٣.
.

مشاهد الفراعنة تتكرر

{ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار}.
عند رؤية هروب المجرمين وذعرهم، وفرح المقهورين وبهجتهم..

تذكرت هذا الحديث، فكأنه مشهد مصغر!

قال رسول الله ﷺ: «يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم، هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب.
ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم، هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط».

رواه مسلم.
إن في الموت والمعاد لشغلا .. وادكارا لذي النهى وبلاغا
فاغتنم نعمتين قبل المنايا .. صحة الجسم يا أخي والفراغا
درس من النسائي لما أراد تغليط إمام

قال النسائي: «ابن المبارك أجل وأعلى عندنا من حجاج، وحديث حجاج أولى بالصواب عندنا.
ولا نعلم في عصر ابن المبارك رجلا أجل من ابن المبارك ولا أعلى منه، ولا أجمع لكل خصلة محمودة منه، ولكن لا بد من الغلط».

«السنن الكبرى» ٧٤/٥، وذكره في ٤١١/٥:

«ابن المبارك أجل وأنبل عندنا من حجاج، وحديث حجاج أولى بالصواب».
مكانة النسائي في الحديث


قال الذهبي في «سير أعلام النبلاء» ١٣٣/١٤:
«ولم يكن أحد في رأس الثلاث مائة أحفظ من النسائي، هو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم، ومن أبي داود، ومن أبي عيسى [الترمذي]، وهو جار في مضمار البخاري، وأبي زرعة».

وكتابه «السنن الكبرى» حافل ببيان علل الأحاديث وأسبابها، والرواة ..

مثلا أحاديث الصيام في «السنن الكبرى» تجاوزت ألف حديث ورواية، ساق ألفاظها وعللها.. ولعله أوسع كتاب في ذلك.. فاطلاع طالب علم الحديث عليها مفيد جدا.
نموذج 👇
2025/07/14 06:40:59
Back to Top
HTML Embed Code: