Telegram Web
مقترح بحثي:
دراسة نقدية تحليلية للكتابين، المشتركات والاختلافات، مع مقترحات تطويرية للفكرة الجوهرية.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
نتيجة حوارات علمية لسنوات قائمة على البحث والنظر في المرويات الإمامية حول وجود الإمام المهدي المنتظر محمد بن الحسن العسكري، بين العالمين الإماميين كمال الحيدري وأحمد الكاتب.
"أهل المعرفة يقولون: قيمة كل امرئ ما يطلب". ابن تيميَّة
في اللحظة التي تزول فيها العلاقات والأسباب المادية، ويحاط بالإنسان إحاطة المعصم باليد، لا ينفع الإنسان إلا ثقته بالله، وذلك ما يصنعه الإيمان الحقيقي. فالإيمان يصنع المعجزات، ويدفع الخذلان، ويقلب النتائج بعد أن تكون النفس وصلت إلى مرحلة اليأس وتبخر أملها في التعلق بحبال المخلوقين.
رؤى وأفكار pinned «الذي في خاطره شيء، يسعدني ويسرني سماع رأيه بصراحة وشفافية بدون أي مجاملة أو احترازات. هنا⬇️ https://curiouscawww.tgoop.com/ayedh»
استشارة:
"فيه رسالة نشرتها بقناتك وأبي أناقشك فيها؛ ولعلها "مشكلة" تحتاج حل أكثر من كونها نقاش. هذي الرسالة، الجزء فيما يتعلق (...لتحقيق الأنس والألفة بذاته بكسب مودة الناس...)، حقيقةً أنا أينما أكُن يظهر مني تصرفات الرغبة بمساعدة الأخير والتسهيل عليهم فيما أستطيع؛ وألقى ثناءً كبير جدًا على ذلك، وما إن يزداد التقارُب أكثر مع شخص أو عدة أشخاص، فجأة وبدون أي تصرُّف مُنفر أرى ابتعادهم بالرغم من أنه لم يكُن أي شيء يدعو لهذا النفور! ولكن هل أجد حلًا لهذا عندك؟"
الجواب:
حياكم الله، هناك أمران، واحد يتعلق بك كفرد، وآخر يتعلق بالناس. الاثنان يؤثران فيك، لكن واحد تمتلكينه والآخر لا.
الأول: ما تملكينه فهو تصرفاتك تجاه الناس، وهذه يجب فيها مراعاة ما يلي:
١-أن تكون خالصة لوجه الله، فيكون إحسانكم لهم لوجه، وليس لأجل سمعة أو رياء. لماذا؟ لأنها إذا كانت لله فلن تتأثري كثيرًا بجحودهم لو حصل ذلك، لأن أكثر من يحبط ويحزن ويكره الناس هو من ينتظر منهم الجزاء والشكر على إحسانه لهم، وطبع معظم الناس للأسف الجحود والنكران عند أدنى سبب، بل ربما بدون سبب، تنتهي المصلحة فيولي مدبرًا.
٢-أن فعلك للإحسان يجب يكون بلا تكلف، بل حسب قدرتك وما يسمح به مجهودك، ولمن يستحق، فأكثر من يرجع بالحسرة والخيبة هو من يبذل جهدًا عظيمًا لأي شخص، فيصدم لاحقًا بقسوته وجحوده.
أما الثاني: فهو الذي لا تملكينه مهما فعلت، وهو كيفية تصرف وتعامل الناس معك، فالناس كثير منهم مزاجيين وأصحاب مصالح، يأخذ مصلحته ثم يجحد المعروف وكأنه لا يعرفك، بل ربما صار معروفك له سببًا في عداوته ولله في خلقه شؤون. ويجب أن تنتبهي، فكثير منهم لديهم مشاكل نفسية وأنت لا تعرفين ذلك عنهم إطلاقًا، فتظنين أنهم يتصرفون معك كأسوياء، وهم في الحقيقة ليس كذلك، بل يحتاجون إلى رحمة وتفهم وفي الوقت نفسه عدم إهدار الجهود والنفسيات والعواطف في تفسير تصرفاتهم السلبية.
فهذ النوعيات بالفعل موجودة ومنتشرة ومزعجة،
ونصيحتي لك أن تكون علاقاتك مصنفة إلى نوعين:
١-نوع عابر، يحكمه الابتسامة وحسن الظن، وبذل الخير إذ تيسر، لكن دون دخول عميق في العلاقات ولا الخصوصيات ولا المشاعر القلبية، المحبة أو الكراهية، وتكون مثل علاقة في محطة سفر، تنتهي عند تلك المحطة وتتوقف ولا تتجاوزها، ولا ترجعين بها معك.
٢-علاقة متينة وثابتة، وهي الصداقة الحقيقية القائمة على معدن الشخص الأصيل، ومثل هذا الشخص يغفر له ذنبه، ويحسن الظن به، وتشفع له سيرته الطويلة الحسنة. وهذه العلاقة الأخيرة قليلة جدًا بالمقارنة مع العلاقة بالعابرين، وهذا أمر طبيعي، ولا بد أن نتأقلم معها.
أكثر ما يهلك الناس هو رغباتهم وخيالاتها؛ لأنها تظهر مشوقة، وبطبعها لحوحة جموحة، وشغوفة غامضة، ولا حدود لها، والانسياق وراءها يعمي المرء عن مآلاتها، ولولا لطف الله وستره وحفظه لهلك معظم الخلق بسببها، وكم من إنسان أنقذه الله من مغبتها أدرك خطرها وعاد من شغفه بها إلى عداوتها وكرهها.
"الْيَقِينُ يَدْعُو إِلَى قَصْرِ الْأَمَلِ، وَقَصْرُ الْأَمَلِ يَدْعُو إِلَى الزُّهْدِ. وَالزُّهْدُ يُورِثُ الْحِكْمَةَ، وَهِيَ تُورِثُ النَّظَرَ فِي الْعَوَاقِبِ". ذُو النُّونِ
الفرح لا بُدَّ أن يأتي من داخل بيت الأسرة، ليشتاق كل فرد فيها إليه، ولا يكون ذلك إلا إذا كانت الأسرة محاطة بالرحمة والإيمان وحسن الظن والمودة المتبادلة، ومن فقد فرحه وشوقه لبيته فقد شغفه به، وربما قاده ذلك للنظر خارجه، فتسبب في خسارته وندمه، وتذكروا: البيت هو مواطن الفرح والمودة.
النجاح لا يصل إليه المرء، بإذن الله وتوفيقه، إلا بواسطة طريقٍ مليءٍ بالأشواكِ والعثراتِ، الشوكُ يؤلم والعثرةُ تؤخر، لكن في النهايةِ لا بد لشمسِ الأملِ أن تشرقَ بتحقيق النجاح ونيل المراد والمطلوب.
"فريدريك نيتشه نشر كتاباته على حسابه الخاص، ولم يبع خلال حياته سوى ما يقارب الأربعين نسخة من كتابه هكذا تكلم زرادشت. وحين رفض سوق النشر الكلاسيكي استقباله، عرف أنه جاء في غير زمانه". ميشال أونفراي
استشارة: "كيف السبيل لأن لا أتكلم إلا بخير أو أصمت؟".

الجواب: هذا سؤال عظيم، وإهماله سبب عظيم لشقاء كثير من الناس وتعاستهم. وذلك أن أعظم موارد الحسرة والندامة والحزن هي اللسان، في الدنيا والآخرة، ولهذا فإن الاهتمام بهذا الموضوع من التوفيق البين.
والحل يجب أن يبدأ من معرفة أن كثير الكلام أو قليله يعتبر من العادات الثانية وليس الأولى، أن أنه عادة مكتسبة يكتسبها الإنسان في حياته، فقد يتعود على كثرة الكلام بإهماله ملاحظة المآلات والعواقب، وقد يقل كلامه لحكمته وفطنته ولحظه العواقب والمآلات الوخيمة لكثرة حركة اللسان.
ولهذا، فالحل يكمن في تغيير هذه العادة الثانية، وتغييرها يحتاج إلى أمرين:
١-التدرج.
٢-الصبر والمحاولة وعدم اليأس.
ولتبدأ، وهو نصيحتي، بالتزام الصمت الطويل، حتى تُعرف به ويعرفك الناس بقليل الكلام وندرته، فإذا طال عليك ذلك، فانظر حينها موجبات الكلام في أقل نطاقاته، فابدأ بأهمها وأولاها شرعًا وعقلاً، واقتصد في الكلام بمقداره إذا كان لا يقوم به غيرك وفيه منفعة لك ومنفعة متعدية إلى غيرك، ولا تتكلم إلا عن علم بما تقوله، فإذا جهلت أو شككت فلا تتكلم، وإذا رجح عندك أن فيه خطأ أو ضرر أو زلل فلا تستعجل في الكلام، فالإسراع إلى السكوت غالبًا خيرٌ وأسلم من الإسراع إلى الكلام.
وسوف تجد نفسك بعد التدرج والمحاولة والصبر والتمرين قد اكتسبت عادة جديدة، وهي الصمت الطويل والكلام القليل فيما فيه حق وخير وفائدة.
فالإنسان ليس إلا وليد عاداته وخبراته التي يكتسبها في هذه الحياة، وهو المسؤول الأول عن هذه العادات وتغييرها للأفضل، بالتدريج والصبر والمحاولة، وقبل كل ذلك التوكل على الله.
"المؤسسة الفلسفية لا تحب نيتشه حقاً، وتفضل المسيح أو بوذا أو كانط، وهم ثلاث صياغات لمثل أعلى واحد عن الفقر واحتقار الجسد، وتحوّل الأكثر اعتدالاً من بينهم إلى بوذي، محب للغبطة واليأس، ولغواية الوجود وراحة الضمير الشرقية، ومتبن بذلك للافتراضات المسيحية". ميشال أونفراي
"أنا لستُ شغل الناس الشاغل، فمن الناس من يولد بعد مماته. وينتابني هلعٌ شديدٌ من تقديسي ذات يوم، إذ لن تجيء الآمال من سواي". فريدريك نيتشه
من أهم مصادر السعادة الاستغناء.
الغَفْلةُ عن تَطَلُّبِ الاهتِمامِ َيَقظَةٌ.
الإنسان المُعلَّق على جسر العبور، تسكنه روح فقدت معرفة الاتجاهات الصحيحة التي تريد أن تسلكها، فتراها دومًا تتردد في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، فهل ترجع إلى الماضي، أم تيسير إلى مستقبل مجهول وغير مألوف لها، أم تبقى معلقة حائرة أمام جميع المنعطفات ذات النهايات المجهولة!
"ما أحببتَ شيئاً إلا وكنتَ عبدًا له". ابن عجيبة
2024/10/06 19:19:40
Back to Top
HTML Embed Code: