Telegram Web
كثير من الشقاء أوهام أو أعراض جانبية تحدث لغياب الامتنان بنعمة العافية، نعمة تعجز الكلمات عن الوفاء بحقها، ولن يدرك معناها إلا من واجه افتقاد العافية واصطلى بنار الابتلاء بالألم والأوجاع، فإنكم والله في نعمة لا تقدر بثمن، فعيشوا حياتكم بفرح وانفضوا عنكم الأوهام التي تبدد أعماركم.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ). رواه البخاري
علاقة الأبناء بالأمهات والآباء تتعلق بأمور ثلاثة:

١-الحقوق الواجبة: وهو ما ورد في الآيات الكريمة والأحاديث النبوية التي توجب البر والإحسان وحسن الصحبة، فهنا يجب حق الأم وتفضيلها ومضاعف، مع بقاء حق الأب وعدم إهداره، فالإحسان لهما ليس من باب التضاد بل التكامل.

٢-المحبة الفطرية للمحسن وتفسير ما واقع حب الأطفال لأمهاتهم: وهي مما فطر وجبل عليه الإنسان، فالإنسان يُحِبُّ ويُحَبُّ، ويُحِبُّ أن يُحَبَّ، لا غنى للمرء عن ذلك، فهي من مقتضيات الاجتماع ولوازم العلاقات، لا تنفك عن البشر. ومما فطر الله عليه الإنسان حب من أحسن إليه ومن بذل روحه وصحته ووقته ونومه وغذاءه له، ولا يجحد ذلك إلا اللئيم، ولا يشك عاقل أن أعظم من بذل ذلك الأم لأطفالها، هذا هو الأصل الذي عليه معظم الأمهات، ومن هذه أخلاقها وأفعالها فإنها تستوجب فطرة أن تحب فضلاً أن يحبها أبناؤها بمقدار يفوق الأب، وهذا أمر مشهود معروف مفطورة عليها القلوب لما للأم من لطف، ورحمة، ومودة، وإحسان بأطفالها، ورقة في تعاملها، فكان لزامًا أن تستحق المحل الأعظم من محبة أبنائها، والأم تحب ذلك من أبنائها ويحزنها أن يظهر منهم خلاف ذلك.

٣-محبة القلوب لا إرادية: المحبة لا تقع غالبًا بإرادة الشخص، فالقلوب تميل لمحبة المحسن لها الودود معها، وليس أعظم من الأمهات في ذلك، لكن ربما تختلف الأمهات في ذلك، ويكون الأب أكثر مودة ولطفًا فيميل القلب لمحبته أكثر، ولا إثم في ذلك إذا لم يفرط الأبناء في الحقوق الواجبات، فالأدلة واضحة في استحقاق الأم لتلك الحقوق أعظم من الأب، لكن المحبة ربما لا يملكها الإنسان فيميل إلى أبيه قلبيًا أكثر من أمه ولا حرج عليه -إذا لم يظهر هذا منه؛ لأنه بما يحزنها- ولم يفرط في حقوقها الواجبة لها عليه من البر وحسن الصحبة والإحسان بما هو أعظم من حقوق الأب.
الفراغ أوسع مدخل للحزن والكآبة؛ لأنه الباب الذي تلج منه الأفكار السلبية، فالحزن بالدرجة الأولى فكرة وخاطرة عابرة، سمحت لها بالدخول فاستقرت وتحولت إلى شعور مزعج لك، وهكذا تتكون المشاعر بالتتابع والتراكم مع الزمن، فراقب عقلك وما فيه من أفكار وخواطر واردة، ولا تسمح بالفراغ في حياتك.
"الحرُّ عبدٌ ما طمع، والعبدُ حرٌّ ما قنع". الإمام المحدث الزاهد أبو الحسن بُنان بن محمد الواسطي
من يقرأ العهد القديم يرى تدميرًا ممنهجًا لسيرة وسمعة النماذج العليا: الأنبياء عليهم السلام، ونسبتهم إلى سلوك لا يفعله إلا أشد الناس فجورًا. ومثله التدمير الممنهج للنماذج في تراث الباطنية، إذ يتم تصوير أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم -وهم أفضل الخلق بعد الأنبياء- بأبشع طريقة.
"لا تشف غيظك بسقم دينك". ابن الجوزي
أوصى ابن الجوزي أن يكتب على قبره :
يا كثير العفو عمن
كثر الذنب لديه
جاءك المذنب يرجو ال
صفح عن جرم يديه
أنا ضيف وجزاء ال
ضيف إحسان إليه
يقول ابن الجوزي مخاطبًا صديقًا له: "أنت في أوسع العذر من التأخر عني لثقتي بك، وفي أضيقه من شوقي إليك".
"من قنع طاب عيشه، ومن طمع طال طيشه". ابن الجوزي
"لا ينبغي أن يعد كتاب الفصوص من أعمال الفارابي الأصيلة، فهي تجميع لاحق". لويس ماسينيون
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
'آية الله السيد' ياسين الموسوي مُعَلِّقًا على كلام الشيخ كمال الحيدري في المهدي المنتظر!
"من كان موغلاً في بلاد الشمال، فافراط بعد الشمس عن مسامتة رؤوسهم برد هواءهم، وكثف جوهم، فصارت لذلك أمزجتهم باردة، وأخلاقهم فجة، فعظمت أبدانهم، وابيضت ألوانهم وانسدلت شعورهم، فعدموا بهذه دقة الأفهام وثقوب الخواطر، وغلب عليهم الجهل والبلادة، وفشا فيهم العمى والغباوة". صاعد الأندلسي
الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، ويعرف جيدًا كيف يتعامل مع اضطرابات قلبه، فيزيد فيه من جنس ما يركن له قلبه ويميل إليه بطبعه، فإن كان خائفًا زاده رعبًا، وإن كان حزينًا زاد في تشاؤمه، وإن كان حريصًا زاد في قلقه، وإن كان متشككًا زاده شكًا وريبة، ولن يفلح من فتح قلبه للشيطان.
وليس أعظم في دفع تسلط الشيطان ووسوسته من العلاج الرباني القرآني والهدي النبوي، وذلك بالاستعاذة من الشيطان وعمله وكيده الخبيث، والتأكيد الواعي على اليقين والإيمان القلبي الذي هو الأصل في قلب المؤمن، والانتهاء مباشرة وفورًا من مجاراة والاسترسال مع همزات الشياطين ومصارعتها، والبدء سريعًا بالانشغال المباشر بالعمل النافع الصالح.
فالشيطان يهدف من همزاته ووسواسه أن يفسد على الإنسان إيمانه في يومه بإفساد مزاجه وخاطره، باشغاله بصراع مرضي بأوهام وأفكار سلبية، لا أصل لمعظمها، ولم يدخل الشيطان إلى قلب أو عقل إنسان إلا والإنسان قد سمح له ذلك بالاسترسال معه، فإن الشيطان لا يفرض وساوسه قهرًا على قلب الإنسان.
والشيطان لا يقدر أن يضر ابن آدم إلا بخواطر الحزن والأسى والشكوك والريب والمخاوف، التي أصلها قد يكون طبيعًا، فينفخ فيها ويبالغ فيها ويعظمها حتى يحطم قلب الإنسان ويدمر حدود تفكيره، فيصير مترقبًا للكوارث متوقعًا للآفات التي يتخيل أنها تحيط بها وتهدده وستنال منه، وذلك كيد الشيطان!
ومن خبث الشيطان وكيده أن أول خيطٍ يمسكه ليقود زمام الإنسان هو الحرص والخوف على الدنيا، وهو في أصله حرص طبيعي في جبلة الإنسان، فيعظم ذلك له ويخوفه من فوات مصالحه ويرعبه من حصول مضاره وخسائره، فيجعل هم الدنيا في قلبه كالجبال، فلا يزيده إلا رعبًا وهمًا وخوفًا وقلقًا، فيفسد حياته.
وتأمل كيد الشيطان كيف بدأ بما هو محبوب لقلب الإنسان وهو الحرص على الدنيا وسلامتها، ثم ساقه بالتدريج للمبالغة فيها، إلى أن ضيع حياته في طريق وهم الحرص عليها، فجعلها محاطة بالأحزان والغموم والأكدار والمخاوف المرعبة، حتى دفع بعضهم من الحرص على الدنيا إلى محاولة التخلص من الحياة!
فالشيطان يبدأ مع الإنسان فيما يتفق معه، بالتأكيد على الشيء الذي يحبه وأهميته، ثم يقوده إلى هلاكه عن طريق محبوباته ورغباته نفسها، بأن يجعلها في عينه أعظم مما عند الله، وخوفه عليها أعظم من خوفه من الله، والرجاء فيها أعظم من الرجاء في الله، حتى يدعه لنفس وحيدًا تهلكه أطماعه ومخاوفه.
يعده الشيطان ويمنيه وما بعده الشيطان إلا غرورًا ووهمًا كاذبًا وسرابًا خادعًا، وتلك هي وعود الشيطان: أولها إغراء وحرص، ووسطها آلام وعذاب ومخاوف وأحزان، ونهايتها هلاك وجحيم قلبي ونفسي وعقلي. والله يعد الإنسان بالخير والفلاح السعادة والفرح، لكن معظم الناس إنما ينساقون لوعود الشيطان.
(ٱلشَّيْطَٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِٱلْفَحْشَآءِ ۖ والله يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً منه وَفَضْلًا ۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ)، (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ…وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا).
"إنَّ أي جنين بشري هو أقل إنسانية من خنزير بالغ". عالم الأحياء البريطاني الملحد ريتشارد دوكينز
"لا يوجد سبب للقول بأنَّ البشر لديهم قيمة أو مكانة أخلاقية أعلى من الحيوانات". الفيلسوف الملحد بيتر سنجر
"اقتراح [الفيلسوف الملحد] بيتر سينجر المثير للجدال، الذي يقضي بتسامح الإنسان مع العلاقات الجنسية بين الحيوانات ما لم تكن تنطوي على قسوة". عالم الاجتماع بيرس بيرن
"إذا أنكرتَ أيها الملحد وجود الله، فحينها لا وجود للقانون الأخلاقي، وإذا ذهب القانون الأخلاقي فلا وجود للخير، وإذا كان الخير لا وجود له فإنَّ الشر لا وجود له أيضًا!". فريدريك أنتوني زاكارياس
2024/10/06 19:27:34
Back to Top
HTML Embed Code: