مولاتنا خديجة الكبرى(ع)

مولاتنا خديجة الكبرى(ع)

Photo

🔰 موسى الكليم 🔰

🔗 سلسلة حلقات كتبية تتناول سيرة العبد الصالح موسى بن عمران (عليه السلام).

📎 الحلقة الثانية : ولادة المُنقِذ.

بيّنا فيما سبق أنّ بني إسرائيل قوم بدوٌ جاء بهم يوسف إلى مصر وعاشوا فيها منعّمين فهم عائلة عزيز مصر ومخلّصها يوسف، ولكنّ هذا الحال لم يدم - فدوام الحال من المحال - إذ سرعان ما سيطر الفراعنة على سدّة الحكم مجدداً وانتقموا من الملوك الهكسوس الذين كان يوسف مقرباً منهم، فحَكَمَ الفراعنة وانتهى عصر الملوك، وجاء زمن رمسيس الذي حكم مصر بالحديد والنار جاعلاَ من نفسه ربّاً أعلى لمصر وأهلها وقرر أن يكون بنو إسرائيل خدماً لسلطانه بعد أن كانوا مترفين، فالرجال منهم يعملون في شق الطرق وحمل الحجر وغيرها، والنساء يخدمن في بيوت المصريات من الأقباط.

ليحلّ يوم أسود على بني إسرائيل في مصر تمثلَ في أنّ العرافين المصريين أخبروا فرعون أنّ طفلاً ما سيولد في بني إسرائيل هذا العام وهو الذي سينهي ملكك ويحطم مجدك، ليفزع فرعون خائفاً ويصدر أمراً جللاً وهو ذبح جميع الأطفال الذين سيولدون هذا العام من بني إسرائيل، وشرع رجال الظلم يجوسون دور بني إسرائيل بحثاً عن أمّ حامل كي يُسقطوا جنينها أو مرضع فيذبحوا وليدها، قال تعالى مذكراً بني إسرائيل بنعمه عليهم: 📖 { وَإِذْ نَجَّيْناكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوٓءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذلِكُم بَلَآءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ } [ البقرة : ٤٩ ]

كانت امرأة عمران بن قهات بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل واسمها (يوكابد) -وهي من خيرة نساء الأرض- على موعد مع الولادة في بيت بسيط يضمّ بنتاً عاقلة اسمها مريم ومعناه (خادمة) أو(عابدة) وطفلاً ذا ثلاث سنوات اسمه هارون ومعناه (أسد) فيما حزنها على فقد زوجها الذي توفي قبل وقت قريب ما زال يكسر قلبها.

لم تكن يوكابد قد أطلقت اسماً على مولودها الجديد فهي مذهولة من شدة الخوف عليه خشية قتله على يد جيش آل فرعون الذي يبحث عن طفل ذكر سيكون له شأن كبير خطير.

أصوات الحرس تتعالى في الخارج باحثة عن أيّ طفل كان لوضع حد لصوت صراخه، وهذا الطفل كما الأطفال الآخرين يبكي بصوت عالٍ، فيما تحاول أمه أن تجد وسيلة ما أيّ وسيلة كانت لكي يبقى على قيد الحياة وطار عقلها وخلا قلبها من كل شيء عداه فهو الطفل المحبوب الذي يحبّه كل من يراه : 📖 { وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي } ويزداد التوتر والقلق والخوف من الأم على وليدها: 📖 { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسٰى فارِغًا ۖإِن كَادَتْ لَتُبْدِى بِه لَوْلَآ أَن رَّبَطْنَا عَلٰى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } [ القصص : ١٠ ]

وفجأة وإذا بسَكِينة وطمأنينة نزلت على قلبها دلّتها على ما يلي:
١. 📖 {وَأَوْحَيْنَآ إِلٰىٓ أُمِّ مُوسٰىٓ أَنْ أَرْضِعِيهِ}.
٢. 📖 {فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى الْيَمِّ}.
٣. 📖 {وَلَا تَخَافِى وَلَا تَحْزَنِىٓ}.
٤. 📖 {إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ}.
٥. 📖 {وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}
[القصص: ٧].

فلم تجد الأم نفسها إلا وهي تُرضع وليدها الذي لم تضع له اسماً حتى إذا شبع وضعته في التابوت (المهد) وألقت المهد بما فيه في نهر النيل.
كان قلبها يذوب ويذوي وهي ترى قرة عينها بين خطرين؛ خطر الغرق في نهر النيل وخطر القتل ذبحاً على يد آل فرعون.
لتقول لابنتها العاقلة مريم : 📖 {قُصّيه} أي تتبعي أثره واعرفي محلّه: 📖 { فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }
وإذا بالأمر يزداد تعقيداً والمشهد تصعيداً فها هو التابوت بقدرة قادر ينحاز نحو قصر فرعون حيث عيالاته على الشاطئ وإذا بهم يسمعون صوت بكاءه والبنت تذهل من شدة الفزع وتحار في ما ستخبر به أمها لو سألتها أين استقر به النوى!

ترى ما حال الأم الآن وهي ترقب خبراً من البنت عن الرضيع؟ وما حال الأخت وهي ترى أخاها بيد عدوها؟ وما حال آل فرعون وهم يحملون الطفل؟ وما حال الطفل في قصر الظالمين؟
سنعرف هذا في الحلقة القادمة.

✍البحث خاص بالقناة لا اسامح شرعًا حذف الرابط

https://www.tgoop.com/banatkhadija1

www.tgoop.com/banatkhadija1/258137

160 viewsالحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة 146, Sep 26 at 11:37

🔰 موسى الكليم 🔰

🔗 سلسلة حلقات كتبية تتناول سيرة العبد الصالح موسى بن عمران (عليه السلام).

📎 الحلقة الثانية : ولادة المُنقِذ.

بيّنا فيما سبق أنّ بني إسرائيل قوم بدوٌ جاء بهم يوسف إلى مصر وعاشوا فيها منعّمين فهم عائلة عزيز مصر ومخلّصها يوسف، ولكنّ هذا الحال لم يدم - فدوام الحال من المحال - إذ سرعان ما سيطر الفراعنة على سدّة الحكم مجدداً وانتقموا من الملوك الهكسوس الذين كان يوسف مقرباً منهم، فحَكَمَ الفراعنة وانتهى عصر الملوك، وجاء زمن رمسيس الذي حكم مصر بالحديد والنار جاعلاَ من نفسه ربّاً أعلى لمصر وأهلها وقرر أن يكون بنو إسرائيل خدماً لسلطانه بعد أن كانوا مترفين، فالرجال منهم يعملون في شق الطرق وحمل الحجر وغيرها، والنساء يخدمن في بيوت المصريات من الأقباط.

ليحلّ يوم أسود على بني إسرائيل في مصر تمثلَ في أنّ العرافين المصريين أخبروا فرعون أنّ طفلاً ما سيولد في بني إسرائيل هذا العام وهو الذي سينهي ملكك ويحطم مجدك، ليفزع فرعون خائفاً ويصدر أمراً جللاً وهو ذبح جميع الأطفال الذين سيولدون هذا العام من بني إسرائيل، وشرع رجال الظلم يجوسون دور بني إسرائيل بحثاً عن أمّ حامل كي يُسقطوا جنينها أو مرضع فيذبحوا وليدها، قال تعالى مذكراً بني إسرائيل بنعمه عليهم: 📖 { وَإِذْ نَجَّيْناكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوٓءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذلِكُم بَلَآءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ } [ البقرة : ٤٩ ]

كانت امرأة عمران بن قهات بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل واسمها (يوكابد) -وهي من خيرة نساء الأرض- على موعد مع الولادة في بيت بسيط يضمّ بنتاً عاقلة اسمها مريم ومعناه (خادمة) أو(عابدة) وطفلاً ذا ثلاث سنوات اسمه هارون ومعناه (أسد) فيما حزنها على فقد زوجها الذي توفي قبل وقت قريب ما زال يكسر قلبها.

لم تكن يوكابد قد أطلقت اسماً على مولودها الجديد فهي مذهولة من شدة الخوف عليه خشية قتله على يد جيش آل فرعون الذي يبحث عن طفل ذكر سيكون له شأن كبير خطير.

أصوات الحرس تتعالى في الخارج باحثة عن أيّ طفل كان لوضع حد لصوت صراخه، وهذا الطفل كما الأطفال الآخرين يبكي بصوت عالٍ، فيما تحاول أمه أن تجد وسيلة ما أيّ وسيلة كانت لكي يبقى على قيد الحياة وطار عقلها وخلا قلبها من كل شيء عداه فهو الطفل المحبوب الذي يحبّه كل من يراه : 📖 { وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي } ويزداد التوتر والقلق والخوف من الأم على وليدها: 📖 { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسٰى فارِغًا ۖإِن كَادَتْ لَتُبْدِى بِه لَوْلَآ أَن رَّبَطْنَا عَلٰى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } [ القصص : ١٠ ]

وفجأة وإذا بسَكِينة وطمأنينة نزلت على قلبها دلّتها على ما يلي:
١. 📖 {وَأَوْحَيْنَآ إِلٰىٓ أُمِّ مُوسٰىٓ أَنْ أَرْضِعِيهِ}.
٢. 📖 {فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى الْيَمِّ}.
٣. 📖 {وَلَا تَخَافِى وَلَا تَحْزَنِىٓ}.
٤. 📖 {إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ}.
٥. 📖 {وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}
[القصص: ٧].

فلم تجد الأم نفسها إلا وهي تُرضع وليدها الذي لم تضع له اسماً حتى إذا شبع وضعته في التابوت (المهد) وألقت المهد بما فيه في نهر النيل.
كان قلبها يذوب ويذوي وهي ترى قرة عينها بين خطرين؛ خطر الغرق في نهر النيل وخطر القتل ذبحاً على يد آل فرعون.
لتقول لابنتها العاقلة مريم : 📖 {قُصّيه} أي تتبعي أثره واعرفي محلّه: 📖 { فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }
وإذا بالأمر يزداد تعقيداً والمشهد تصعيداً فها هو التابوت بقدرة قادر ينحاز نحو قصر فرعون حيث عيالاته على الشاطئ وإذا بهم يسمعون صوت بكاءه والبنت تذهل من شدة الفزع وتحار في ما ستخبر به أمها لو سألتها أين استقر به النوى!

ترى ما حال الأم الآن وهي ترقب خبراً من البنت عن الرضيع؟ وما حال الأخت وهي ترى أخاها بيد عدوها؟ وما حال آل فرعون وهم يحملون الطفل؟ وما حال الطفل في قصر الظالمين؟
سنعرف هذا في الحلقة القادمة.

✍البحث خاص بالقناة لا اسامح شرعًا حذف الرابط

https://www.tgoop.com/banatkhadija1

BY مولاتنا خديجة الكبرى(ع)