مولاتنا خديجة الكبرى(ع)

مولاتنا خديجة الكبرى(ع)

🔰 موسى الكليم 🔰 🔗 سلسلة حلقات كتبية تتناول سيرة العبد الصالح موسى بن عمران (عليه السلام). 📎 الحلقة الثالثة : بين التمرة والجمرة. دخلت أم الطفل التي فقدت وليدها بحالة ذهول عجيبة وفرغ قلبها من كل شيء ما عدا التفكير بحاله قال تعالى مصوراً حالها : 📖 {وَأَصْبَحَ…

🔰 موسى الكليم 🔰

🔗 سلسلة حلقات كتبية تتناول سيرة العبد الصالح موسى بن عمران (عليه السلام).

📎 الحلقة الرابعة : غريب في مدين.

في واحدة من جولات موسى الشاب المحبوب داخل أحد أحياء بني إسرائيل الفقيرة في مصر وحين كان ساعياً في خدمة أهلها (وهو منهم) وإذا به يجد أحد أعضاء مجلس الوزراء الفرعوني (الملأ) وهو يتعامل تعاملاً طاغوتياً مع أحد أبناء قومه وتطور الأمر إلى حد التقاتل فلم يصبر موسى - وهو يعرف تماماً أن هذا الطاغي يستحق القتل بسبب ظلمه الناس وكونه من كبار آل فرعون وهو 📖 { مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسى‏ فَقَضى‏ عَلَيْهِ } (القصص: ١٥).

لينتهي المشهد بهذه الصورة التي لم يحسب لها أحد حساباً، فموسى تربى مع آل فرعون ومن الطبيعي أن يكون مثلهم ولكنه لمّا كان قد صُنع على عين الله تعالى فقد آثر أن يكون مع المظلومين من بني قومه، فلما وصل الخبر إلى أسماع فرعون جُنّ جنونه وعقد اجتماعاً عاجلاً للملأ (مجلس الوزراء) وقرروا فيه قتل موسى لأنه متهم بنصرة الفقراء المظلومين على الحاكمين الظالمين، هذا كله وموسى لا يعلم ما يُحاك ضده ولكنه عموما 📖 { أَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ } فإذا به يجد نفس الشخص الذي دافع عنه بالأمس يختصم مع آخر ويطلب النجدة من موسى ولكن خصمه قال لموسى : 📖 { أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ } (القصص: ١٩).

وإذا برجل مقبل من جهة القصر يمشي بسرعة يبحث عن موسى وهو مؤمن آل فرعون ليسرّ موسى بسرّ هامّ.
- قالَ : 📖 { يا مُوسى‏ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ }.
- وماذا عليّ أن أعمل؟
- { فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ }.
- إلى أين أمضي؟
- لا أعلم لكني أقترح عليك مدينة مدين.
- { فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }.

مشى موسى ذاك الشاب الذي لم يرَ غير مصر طيلة سنين عمره التي قاربت الثلاثين سنة وقطع الصحراء وفتك به الجوع والعطش وتشققت أقدامه وتغير لون بشرته من حرارة الشمس حتى إذا بلغ مدينة مدين شمال الحجاز قاطعاً صحراء سيناء الواسعة الموحشة لوحده وإذا به يجد بئر ماء وحيد وقد ازدحمت عليه الرجال من الرعاء فقد كان دلوه كبيراً لدرجة ان عشرة رجال أشداء كانوا يتعاونون كي يرفعوه وهو مملوء بالماء فيدفعونه إلى حوض قريب كي تشرب منه شياههم ودوابهم، ولاحظ موسى - وهو الفطن - على بُعدٍ شابتين 🧕🧕 عليهما حياء عجيب وهما تذودان عن قطيع من الأغنام وانتبه إلى أن الرجال لا يساعدون هاتين البنتين فقرر أن يسألهما : 📖
- قالَ : { ما خَطْبُكُما }؟
- قالَتا : { لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَ أَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ }.

هذا كل ما كان من الحوار فلم يطمع بأكثر من معرفة شأنهما وقد لفته عدم وجود رجل يعينهما فعرف السبب فبطل منه العجب 📖 { فَسَقى‏ لَهُما }، { ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ }.
قرر موسى أن ينام تحت ظل شجرة 🌳 بعد أن شرب الماء وقضى حاجة ملهوفتين وطلب من ربه المعونة وإذا بالمفاجأة التي لم يحسب لها حساباً، فقد 📖 { جاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ } ودون مقدمات قالَتْ :
📖 { إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ }.
- مَن؟ أنا، لماذا؟ قال موسى.
قالت : { لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا }.

لم يكن موسى ليرفض مثل هذا العرض وهو في هذه البلدة البعيدة الغريبة فمضى معها، ولكن كيف كان الطريق إلى بيتها؟ ومن هو أبوها؟ ولأي موضوع ينفع هذا الدعاء هذا كله سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله.

✍خاصة بالقناة غير مبرء الذمة حذف الرابط

https://www.tgoop.com/banatkhadija1

www.tgoop.com/banatkhadija1/258273

244 viewsالحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة 146, Sep 28 at 11:14

🔰 موسى الكليم 🔰

🔗 سلسلة حلقات كتبية تتناول سيرة العبد الصالح موسى بن عمران (عليه السلام).

📎 الحلقة الرابعة : غريب في مدين.

في واحدة من جولات موسى الشاب المحبوب داخل أحد أحياء بني إسرائيل الفقيرة في مصر وحين كان ساعياً في خدمة أهلها (وهو منهم) وإذا به يجد أحد أعضاء مجلس الوزراء الفرعوني (الملأ) وهو يتعامل تعاملاً طاغوتياً مع أحد أبناء قومه وتطور الأمر إلى حد التقاتل فلم يصبر موسى - وهو يعرف تماماً أن هذا الطاغي يستحق القتل بسبب ظلمه الناس وكونه من كبار آل فرعون وهو 📖 { مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسى‏ فَقَضى‏ عَلَيْهِ } (القصص: ١٥).

لينتهي المشهد بهذه الصورة التي لم يحسب لها أحد حساباً، فموسى تربى مع آل فرعون ومن الطبيعي أن يكون مثلهم ولكنه لمّا كان قد صُنع على عين الله تعالى فقد آثر أن يكون مع المظلومين من بني قومه، فلما وصل الخبر إلى أسماع فرعون جُنّ جنونه وعقد اجتماعاً عاجلاً للملأ (مجلس الوزراء) وقرروا فيه قتل موسى لأنه متهم بنصرة الفقراء المظلومين على الحاكمين الظالمين، هذا كله وموسى لا يعلم ما يُحاك ضده ولكنه عموما 📖 { أَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ } فإذا به يجد نفس الشخص الذي دافع عنه بالأمس يختصم مع آخر ويطلب النجدة من موسى ولكن خصمه قال لموسى : 📖 { أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ } (القصص: ١٩).

وإذا برجل مقبل من جهة القصر يمشي بسرعة يبحث عن موسى وهو مؤمن آل فرعون ليسرّ موسى بسرّ هامّ.
- قالَ : 📖 { يا مُوسى‏ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ }.
- وماذا عليّ أن أعمل؟
- { فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ }.
- إلى أين أمضي؟
- لا أعلم لكني أقترح عليك مدينة مدين.
- { فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }.

مشى موسى ذاك الشاب الذي لم يرَ غير مصر طيلة سنين عمره التي قاربت الثلاثين سنة وقطع الصحراء وفتك به الجوع والعطش وتشققت أقدامه وتغير لون بشرته من حرارة الشمس حتى إذا بلغ مدينة مدين شمال الحجاز قاطعاً صحراء سيناء الواسعة الموحشة لوحده وإذا به يجد بئر ماء وحيد وقد ازدحمت عليه الرجال من الرعاء فقد كان دلوه كبيراً لدرجة ان عشرة رجال أشداء كانوا يتعاونون كي يرفعوه وهو مملوء بالماء فيدفعونه إلى حوض قريب كي تشرب منه شياههم ودوابهم، ولاحظ موسى - وهو الفطن - على بُعدٍ شابتين 🧕🧕 عليهما حياء عجيب وهما تذودان عن قطيع من الأغنام وانتبه إلى أن الرجال لا يساعدون هاتين البنتين فقرر أن يسألهما : 📖
- قالَ : { ما خَطْبُكُما }؟
- قالَتا : { لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَ أَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ }.

هذا كل ما كان من الحوار فلم يطمع بأكثر من معرفة شأنهما وقد لفته عدم وجود رجل يعينهما فعرف السبب فبطل منه العجب 📖 { فَسَقى‏ لَهُما }، { ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ }.
قرر موسى أن ينام تحت ظل شجرة 🌳 بعد أن شرب الماء وقضى حاجة ملهوفتين وطلب من ربه المعونة وإذا بالمفاجأة التي لم يحسب لها حساباً، فقد 📖 { جاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ } ودون مقدمات قالَتْ :
📖 { إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ }.
- مَن؟ أنا، لماذا؟ قال موسى.
قالت : { لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا }.

لم يكن موسى ليرفض مثل هذا العرض وهو في هذه البلدة البعيدة الغريبة فمضى معها، ولكن كيف كان الطريق إلى بيتها؟ ومن هو أبوها؟ ولأي موضوع ينفع هذا الدعاء هذا كله سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله.

✍خاصة بالقناة غير مبرء الذمة حذف الرابط

https://www.tgoop.com/banatkhadija1

BY مولاتنا خديجة الكبرى(ع)