tgoop.com/bayannewsz/41291
Last Update:
📖دروس من هدي القرآن الكريم
🗓درس اليوم الأحد
🍃القسم الثاني🍃
📃ملزمة "معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر"
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 4/2/2002م | اليمن - صعدة
http://ⓣ.me/bayannewsz
نحن سنضع شخصاً منا هو الذي يدبر شؤوننا، وهو الذي سيشرع لنا، أنتم وقرآنكم ابقوا هناك بعيداً داخل مساجدكم، داخل بيوتكم، على علماء الدين أن يبتعدوا هناك، نحن سنتولى تدبير شأن الأمة، ونحن سنضع الدساتير، ونحن سنصيغ القوانين، ونحن أعرف بمتطلبات العصر، ونحن أعرف بالمصالح لأمتنا ووطننا.
هكذا يقول الناس المؤمنون بالقرآن الكريم! وفي بقية الأمور يطلبون من الله أن يدبرها. أنزل لنا مطراً. أنبت لنا شجراً. اعمل لنا كذا وكذا وكذا. إلى آخره. أليس هذا من الجحود بالله؟ أليس هذا من التنكر لله سبحانه وتعالى؟ أليس معنى هذا أن يتحول الله - كما قلنا أكثر من مرة - إلى مجـرد عامـل معنا، مجرد عامـل معنـا؟ لا بأس دبر الأشياء تلك من أجل توفر ذلك لنا لأن ما باستطاعتنا نطلع الشجر لأنفسنا طلعها. لكن قيمتها وتصريف قيمتها أين تمشي؟ نحن الذين سنتولاها.
أليس هناك الملايين من الدولارات، الملايين تمشي في الإفساد في الأرض؟ ومن أين جاءت هذه الملايين، من أين جاءت؟ جاءت من البترول الذي خلقه الله وأودعه للناس في الأرض، جـاء مـن مختلـف المصادر التي هي أساساً من مخلوقات الله سبحانه وتعالى، من المعادن، من الثمار، من مختلف وسائل الإنتاج التي هي من مخلوقات الله سبحانه وتعالى.
فنحن قلنا لله: حقول البترول نحن نؤمن بأنها منك، هذه المزارع الكبيرة هي منك ونريد منك أن ترعاها، لكن فيما يتعلق بتصريف منتجاتها نحن. نحن الذين سنصرفها كما نشاء. أولسنا نحن المسلمين فيما يتعلق بالزكاة ننظر هذه النظرة؟
نقول لله في واقعنا. [طلع لنا قات، طلع لنا بُن، طلع لنا حبوب، طلعها]. فمتى ما أصبحت نقوداً في أيدينا أعرضنا بوجوهنا عنه، قلنا: [هذا إلينا أنت ما تتدخل من الآن ووراء لا تتدخل في شأننا]. هل هذا صحيح؟ متى مـا قـال: {آتوا الزكاة} قلنا لماذا نعطي الزكاة، نحاول أن نتهرب منها. والزكاة كم هي 10% أو 5% أو 2.5% نسبة بسيطة جداً. يقول لنا: أنفقوا في سبيلي، نقول: لا.
{قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} (عبس:17) قتل الإنسان ما أجحده، ما أبعده عن معرفة ربه. {ظَلُومٌ كَفَّارٌ} (إبراهيم: من الآية 34) كما وصفه الله في القرآن الكريم.
كلنا نحن بني البشر: يهود ونصارى، ووثنيين، ومسلمين نظرتنا إلى الله تقريباً واحدة. أليس هناك حكومات متعددة داخل البلاد الإسلامية هل هي تعمل بالقرآن، وتسير على نهج القرآن؟ لا.
هي من أبعدت نفسها وأبعدت شعوبها عن تدبير الله، وكما أسلفنا: أن تدبير الله للإنسان يختلف عن تدبيره للمخلوقات الأخرى. تدبيره لنا يتمثل جانـب كبيـر منـه جـداً فـي جانـب الهدايـة، توجيهـات، وإرشادات، وتشريعات، أليس هذا هو الجانب الأكثر الذي نحتاج إليه؟ ومما يشهد على أن هذا هو الجانب الأكثر: أن كل الشعوب من مختلف أجناس البشر كلهم ينطلقون لوضع تشريعات لأنفسهم. أليس كذلك؟ لأنهم يشعرون أنهم بحاجة إلى وضع دساتير ووضع قوانين ووضع لوائح، أليس هذا هو الذي يحصل؟ أي بنـو البشـر مسلِّمـون علـى أنهـم بحاجـة ماسـة إلـى تشريعات تنظم شؤونهم. تكون هي في واقعها تدبيراً لشأنهم الواسع، بل تتردد الكلمات ونسمعها كثيراً: أنه لا يستقيم وضع الشعب إلا إذا مشى على ماذا؟ وفق القانون. أليس كذلك؟ أن نلتزم جميعاً بالدستور. ما هذا الذي يحصل من توجيهات الرئيس، وتوجيهات الملك، وتوجيهات أي زعيم في أي بلد آخر؟ يوجه بالالتزام بالقانون، الالتزام بالدستور من أجل استقرار اقتصادي، من أجل التنمية، من أجل استقرار سياسي، من أجل سعادة الأمة. أليس هذا ما يقولون؟
وهذا هو ما سيكون شاهداً علينا بين يدي الله سبحانه وتعالى؛ لأنه مـا مـن شـيء ممـا وجهنا الله إليه ومما طلبه منا إلا ونحن نشهد على أنفسنا بأننا بحاجة ماسة إليه. هذا واحد من الشواهد.
كلنـا بنـو البشـر مجمعـون علـى أننـا بحاجـة إلـى تشريعات، ودساتير، ولوائح، وأنظمة على مستوى الشعب الواحد، ثم على مستوى المجموعة الواحدة الآسيوية أو العربية، ثم على مستوى الدول كلها، القانون الدولي أليس هذا حاصل؟
هناك حتى قوانين دولية تنظم شؤون الدول كدول. ألسنا نشهد على أنفسنا أننا بحاجة إلى هذا الجانب، وأن هذا الجانب، هـو الجانـب المهم الذي تستقيم به الحياة في كل مجالاتها؟
إذاً فنحن شهدنا على أنفسنا بما يريد الله منا أن نعتـرف بـه لـه، فلمـاذا ننكـره إذا كان من جانب الله ونراه ضرورياً إذا ما كان من جانبنا؟ الله الذي يدبر الشؤون لمخلوقاته الواسعة على هذا النحو الواسع: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ} (السجدة: من الآية 5) نتنكر له أن يدبر شأننا، هذا الذي نرى أنه ضروري.
BY شبكة بيان الاعلامية
Share with your friend now:
tgoop.com/bayannewsz/41291