tgoop.com/bayanquraan/19849
Last Update:
حديث خاص عن طوفان الأقصى (35)
مشاركة النساء في الغزوات
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ»، قَالَ: «وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا، شَدِيدَ النَّزْعِ، وَكَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا»، قَالَ: " فَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الْجَعْبَةُ مِنَ النَّبْلِ، فَيَقُولُ: انْثُرْهَا لِأَبِي طَلْحَةَ "، قَالَ: " وَيُشْرِفُ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَى الْقَوْمِ، فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لَا تُشْرِفْ، لَا يُصِبْكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ "، قَالَ: «وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، وَأُمَّ سُلَيْمٍ وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ، أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا، تَنْقُلَانِ الْقِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا، ثُمَّ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِهِمْ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآَنِهَا، ثُمَّ تَجِيئَانِ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ، وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ أَبِي طَلْحَةَ إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلَاثًا مِنَ النُّعَاسِ» رواه مسلم
الشرح والتعليق
1- هذا الحديث يدل على جواز مشاركة النساء في الجهاد في سبيل الله والغزو مع الرجال.
2- قوله (مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ) أي مترَّس عنه ليقيه سلاح الكفار، وأصل التجويب الاتقاء بالجَوْب وهو الترس
3- قوله (شديد النزع) أي شديد الرمي بالسهام
4- قوله (الجعبة) هي الكنانة التي تجعل فيها السهام
5- قوله (لا تشرف) أي لا تتشرف من أعلى موضع، أي لا تتطلع
6- قوله (نحري دون نحرك) أي أقرب منه، والنحر أعلى الصدر وموضع القلادة منه، وقد يطلق على الصدر أيضا، والجملة دُعائية أي: جعل الله نحري أقرب إلى السهام من نحرك لأصاب بها دونك.
7- (وإنهما لمشمرتان) تثنية (مشَمِّرة) على صيغة الفاعل من: شَمَّرتُ ثيابي إذا رفعتها، واللام فيه للتأكيد.
8- قوله (خَدَمَ سُوقِهِمَا) خَدَمُ جمعٌ، والواحدة خَدَمَة، وهي الخلخال، والسوق جمع ساق.
9- تشمير عائشة وأم سليم عن ساقهما وظهور جزء من ساقهما كان في غزوة أحد، كما في هذا الحديث، وهذا قبل أن تنزل آية الحجاب التي تفرض على المرأة تغطية قدميها وألا تظهر شيئا منها، ولا شك أن هذا التشمير إنما هو لسهولة حركتهما لإنقاذ جرحى المسلمين،
10- رؤية أنس بن مالك لساقي عائشة وهي تنقل الماء في الغالب أنه دون قصد النظر، لأن هول المعركة لا يحتمل تعمد النظر، كما أنه قبل فرض الحجاب بمعنى أن النظر إليه ذلك الوقت لم يكن محرما، أما نظره لساقي أم سليم فهو جائز لأنها أمه.
11- قوله (تنقلان القِرَبَ) القِرَب جمع قِربة وهي الجلد الذي يوضع به الماء.
12- قوله (على متونهما) أي على ظهورهما.
13- قوله (من النعاس) هو النعاس الذي منَّ الله به على أهل الصدق واليقين من المؤمنين يوم أحد؛ فإنه تعالى لما علم ما في قلوبهم من الغم وخوف كَرِّ الأعداء عليهم صَرَفَهُم عن ذلك بإنزال النعاس عليهم لئلا يوهنهم الغم والخوف ويضعفهم قال تعالى {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم}، وكان هذا النعاس بعد انتهاء المعركة وليس أثناءها.
14- قال القسطلاني في إرشاد الساري : النعاس في القتال أمنة، والنعاس في الصلاة من الشيطان؛ وذلك لأنه في القتال لا يكون إلا من الوثوق بالله تعالى والفراغ عن الدنيا، ولا يكون في الصلاة إلا من غاية البعد عن الله، ثم ذلك النعاس كان فيه فوائد لأن السهر يوجب الضعف والكلال والنوم يفيد عود القوّة والنشاط، ولأن المشركين كانوا في غاية الحرص على قتلهم فبقاؤهم في النوم مع السلامة في تلك المعركة من أدل الدلائل على حفظ الله تعالى لهم، وذلك مما يزيل الخوف من قلوبهم ويورثهم الأمن، ولأنهم لو شاهدوا قتل إخوانهم الذين أراد الله تعالى إكرامهم بالشهادة لاشتد خوفهم.
15- قال ابن بطال في شرحه لصحيح البخاري: (النساء لا غزو عليهن، وإنما غزوهن تطوع وفضيلة وعونهن للغزاة بسقيٍ، وسقيُهن وتشميرُهن هو ضرب من القتال؛ لأن العون على الشيء ضَرْبٌ منه، وقد روى عن أم سليم أنها كانت تسبق الشجعان في الجهاد، وثبتت يوم حنين والأقدام قد زلت، والصفوف قد انتقضت والمنايا قد فغرت) اهـ.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الشهادة، وأن يبلغنا منازل الشهداء
والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين
مع تحيات د. عمر حماد
الجمعة 12/7/2024م
الموافق 6/محرم/1446هـ
BY لطائف ونفحات قرآنية
Share with your friend now:
tgoop.com/bayanquraan/19849