Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
2484 - Telegram Web
Telegram Web
• إذا كانت صفات المُصلحين تُستمد من مرجعيّة الوحي، فأين نجد هذه الصفات في الوحي؟

١)
ما ذكره الله عن أنبيائه من الصّفات المُتعلّقة بالسّياق الإصلاحيّ.
- قال الطبريّ في تفسيره لقول الله تعالى: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: 22]: "وكما جزَيتُ يوسُف، آتيتُه بطاعته لي الحُكم والعِلم، ومكّنته في الأرض، واستنقذته من أيدي إخوته الذين أرادوا قتله، كذلك نجزي مَن أحسن في عمله، فأطاعني في أمري، وانتهى عما نهيته من معاصي. وهذا وإن كان ظاهره على كلّ محسن، فإنّ المُراد به محمد نبيّ الله ﷺ، يقول له عز وجل: كما فعلتُ هذا بيوسُف من بعد ما لقِيَ من إخوته ما لقي، وقاسى من البلاء ما قاسى، فمكّنته في الأرض، ووطّأتُ له في البلاد، فكذلك أفعل بك؛ فأُنجيك من مُشركي قومك الذين يقصدونك بالعداوة، وأُمكِّن لك في الأرض، وأوتيك الحُكم والعِلم، لأنّ ذلك جزائي لأهل الإحسان في أمري ونهيي".

٢)
ما ذكره الله تعالى من توجيهاتٍ خاطب بها المؤمنين، وخاصةً الصّحابة، في سِياق الأحداث الإصلاحيّة.

← ففي المعارك والغزوات، يُنزل الله قرآنًا ليُعالج نفوس المُصلحين، ويُراعي فيه البناء الدّاخلي الإيمانيّ بين المؤمنين.

٣)
السيرة النّبويّة.

ومن خارج الوحي:
١) سِيَر المُصلحين على مرّ التاريخ.
٢) النّظر إلى الواقع ومشكلاته.

• بنائِـيون | #بوصلة_المصلح
المادّة: بُوصلة المُصلِح ح٩.
الشّيخ: أحمد بن يوسف السّيد.
العُنوان: صِفات المُصلحين ١.
• إنّ النّاحِية العمليّة في هذا الجزء من الحقيبة الإصلاحيّة كبيرة ومُتعلّقة بحياة الإنسَان المُصلِح.

• يتمّ تناول كلّ صِفة من صِفَات حمَلة الإصلاح مِن أربع جهاتٍ:
١)
بيَان هذه الصّفة وما يدخُل فيها.
٢)
مُستند الصّفة من مرجعيّة الوحي.
٣)
أهميّة وجود الصّفة في السّياق الإصلاحيّ وخُطورة فُقدان الصّفة على هذا السّياق.
٤)
كيفيّة تحقِيق هذه الصّفة (الجانِب الفَرديّ، الجانِب التربويّ).

• بنائِـيون | #بوصلة_المصلح
▫️صفات حَمَلة الإصلاح:

الصِّفة الأولى
؛ العُبوديّة لله سبحانه وتعالى:


• بيان ما يدخُل فيها:
١)
الذلّ والانقيَاد والخُضوع والاستسلام لشَرع الله.
-> والتّسليم قِسمان:
- تسليمٌ شرعيّ.
- تسليمٌ قدَريّ.

٢)
دوام الإخلاص لله وابتغاء وجهه في الأعمال الصّالحة.

٣)
الولاء والبراء، التّوكل والاعتصَام والالتِجَاء.

• بنائِـيون | #بوصلة_المصلح
• أدلّةٌ على هذه الصِّفة:
١)
الخشيَة من الله تعالىٰ:
‏﴿ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَٰلَٰتِ ٱللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُۥ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبًا‌‏﴾ [الأحزاب:٣٩].

٢)
التّوكل والاعتصَام و الالتِجاء:
﴿وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَّكَلَ عَلَىٰ اللهِ وقَد هَدَانَا سُبُلَنَا ولَنَصبِرَنّ عَلىٰ مَا آذَيتُمُونا وَعَلَىٰ اللهِ فَليَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلُونَ﴾ [إبراهيم: ١٢].

• كيفيّة تحقِيق صِفة العُبوديّة:

هناك أمُورٌ مُجمَلةٌ يمكن أن تُغذّي صِفة العُبوديّة ويكُون اكتسابُها على سيَاقين إمّا فرديّ وإمّا تربويّ وهي:

١)
العلمُ بالله سُبحانه وتعالىٰ:
فأشرفُ العُلوم هي العِلمُ بالله؛ وذلك يعني أنّه الأسَاس لكلّ أنوَاع الخَير، مثل الصّبر والإنابَة والتّوكل الذي يُمكن أن يناله المُؤمن، وهي الأسَاس لبقيّة صِفَات المُصلِحين.

٢)
مركزيّة الآخرة:
وهو معنى مُهمّ تَمَحوَر عليه القُرآن الكرِيم في الفَترة المكيّة، وهذا من أهمّ ما ساهَم في بنَاء المُصلِحين وحمَلة الدّين من الصّحابة رضي الله عنهم، واختصَرت عائشة رضي الله عنها ذلك بقول: «إِنَّمَا نَزَلَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنْهُ سُورَةٌ مِنَ المُفَصَّلِ، فِيهَا ذِكْرُ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، حَتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ إِلَى الإِسْلاَمِ نَزَلَ الحَلاَلُ وَالحَرَامُ، وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلَ شَيْءٍ: لاَ تَشْرَبُوا الخَمْرَ، لَقَالُوا: لاَ نَدَعُ الخَمْرَ أَبَدًا، وَلَوْ نَزَلَ: لاَ تَزْنُوا، لَقَالُوا: لاَ نَدَعُ الزِّنَا أَبَدًا، لَقَدْ نَزَلَ بِمَكَّةَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ أَلْعَبُ: ‏﴿بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ‏﴾ وَمَا نَزَلَتْ سُورَةُ البَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ إِلَّا وَأَنَا عِنْدَه».

٣)
الاقتراب الدّائم من كتاب الله سُبحانه وتعالى وتقدِيمه في الاهتمَام.

٤)
التّركيز على مركزيّة القلب وأنّه أساس الصّلاح.

• بنائِـيون | #بوصلة_المصلح
الصِّفة الثانية؛ الانطلاق مِن مرجعيّة الوحي:

• بَيانها:

- هذه الصّفة تحتاجُ إلى إفراد؛ فهي المِعيارٌ الأساسيٌّ للصّفات الّتي يجبُ أن يسعى المُصلِح لإخراجِها من طلابه، فهي مُستمدّةٌ من صِفات الوَحي ومن صِفات المُرسلين والمَدرسة النّبويّة وهذا رُكنٌ أساسٌيّ في الإصلاح.
وهي صِفة الانطلاق من مرجعيّة الوَحي، والتّسليم لها، والاحتفاء والاستغناء بها بالنّسبة للمُصلِح.

 • من أهمّ ما يدخُل فيها:
١)
وضوح المرجعيّة والإيمان بها بالنّسبة للمُصلح.

٢)
تعظيم الحُدود التّفصيليّة الدّاخلة في هذه المرجعيّة لأنّها حدود الله عز وجلّ.

٣)
الاستمداد الإصلاحيّ من مرجعيّة الوحي.

• بنائِـيون | #بوصلة_المصلح
• المُستند من الوَحي على تثبيت مرجعيّة الوَحي في السّياق الإصلاحِيّ:
١)
﴿قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ [يوسف: ١٠٨]
هذه البَصيرة من أهمّ ما يدخُل فيها وضوح المُستند والمُنطلق الذي انطلق منه، وهذا مُتكرّرٌ في خطاب الأنبياء مع أقوامهم؛ فقال تعالى على لِسان نوح: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي﴾ [هود: ٢٨]؛ فهُم على بيّنة من الله لذلك نجِدُ أنّ الله سبحانه وتعالى يُقدّر لبعض الأنبياء والرّسل في بداية طريقهم الإصلاحيّ من الأمُور ما يزيد من إيمانِهم ويقينهم.

٢)
﴿وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ﴾ [الأنعام: ٧٥]؛
البَصيرة والَبيّنة والقاعِدة التي ينطلقُ منها المُصلِح هي من أهمّ الصّفات التي ينبغي تكون لديه، وإذا ضَعُف هذا المعنى؛ كثُرَ التّخبّط واختلّت البوصَلة وتقلّبت الأفكار.
فالآيات كثيرةٌ في كتاب الله التي يخُاطب فيها نبيّه ﷺ بأنّه على الحقّ وعلى الطّريق المُستقيم، وبعضها فيها الأمر بهذا الاستمساك.

٣)
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [النساء: ٥٩]؛
فهذا دليلٌ من كتاب الله على الرّجوع إلى الوحي عند التّنازع والاختلاف.

٤)
﴿إِنَّ فِي هَٰذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٦]؛
يقول الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية: "إنّ في هذا القرآن الذي أنزلناه على عبدنا مُحمّد ﷺ لبلاغًا أي لمنفعةً وكفايةً لقومٍ عابدين وهم الذين عبدوا الله بما شَرَعهُ وأحبّه ورضِيَ به".

• بنائِـيون | #بوصلة_المصلح
• أهميّة هذه الصِّفة في السّياق الإصلاحيّ وجودًا وعدمًا:
١)
نظرًا لكثرة الفتن والإشكالات قد تنحرفُ البُوصلة إلى مرجعيّةٍ أخرى إذا لم تكن هذه المرجعيّة واضحةً ويقينيّة.

٢)
أن يكُون المنهج الإصلاحيّ صحيحًا.

• كيفيّة تحقيق هذه الصِّفة:
١)
تعزيز اليَقين بمكانتها وأهميتها.

٢)
النّظر إلى المرجعيّات الأخرى ومآلاتها بالنّسبة للإنسان.

٣)
العناية البالغة بمجالِس القرآن وتدبره والاستهداء به.

٤)
الاستمداد التفصيليّ في الدّروس والكتابات والبرامج من مرجعيّة الوحي.

٥)
تنشئة الأجيال على الولاء لمرجعيّة الوحي وتقديمها على أيّ مرجعيّة أخرى.

• بنائِـيون | #بوصلة_المصلح
الصفة الثالثة من صفات حملة الإصلاح؛ اليقين:

• بَيان ما يدخل فيها:
١)
اليقين بمعيِّةِ الله لمن حمل دينهُ.

٢)
اليقين بصحة الطّريق.

٣)
اليقين بصحة المُنطلق الذي ينطلق منه الإنسان؛ أيّ اليقين بعظمة هذا الدّين، وصحته، وأنّك تعمل له.

• وينقسم اليقين إلى:
١) اليقين العام:
هو اليقين بأنَّ الله حقّ، وبأنَّ هذا الدّين حقّ، بأنَّ هذا الإسلام حقّ، بأنَّ هذا الرسالة حقّ، والمعروف معروف، والمُنكر مُنكر.

٢) اليقين الخاص:
هو المُتعلّق بسير الإنسان المُصلح، وثقته بربّه.
- فمَعيّة الله العامّة مع الخلق معيّة الإحاطة، وإنّ الله بكلّ شيءٍ عليم، يعلم بكُلّ شيء، مِثلما جاء في قوله تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ [الحديد: ٤]؛ فيُراد بها معيّةً عامّة للمُؤمن والكافر.
- أمّا المعيّة الخاصّة مِثلما كان النّبيّ ﷺ في الغار وقال: ﴿لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ [التوبة: ٤٠]؛ بمعنى بتأييده وتوفيقه وحفظه ونصره.

• بنائِـيون | #بوصلة_المصلح
• مستندات من الوحي تدخل فيها صفة اليقين:
١)
قال تعالى: ﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: ٢٤٩]؛
فالصِّفة هُنا اليقين بالله.

٢)
قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة: ٢٤]؛
الذي أوجب لهم الإمامة في الدّين:
أ- الصبر.
ب- اليقين.

٣)
﴿وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ﴾ [الأنعام: ٧٥].

٤)
وقال تعالى في مُحمّد ﷺ: ﴿لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ﴾ [النجم: ١٨].

٥)
وقال تعالى عن نبيه موسى عليه السلام: ﴿لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى﴾ [طه: ٢٣].

• أهميّة اليقين في السّياق الإصلاحيّ وجودًا وعدمًا:
١)
هذا اليقين؛ من أعظم الأسباب التي تؤدّي إلى إقبال المُصلح وقت الإدبار، وثباته وقت الأزمات والشدائد الكُبرى.

٢)
إذا انعدم اليقين أو قلّ؛ قد يؤدّي ذلك إلى الانتكاس أو الارتداد.

• بنائِـيون | #بوصلة_المصلح
• كيفيّة تحقيق صفة اليقين:
١)
العناية بالبراهين المُثبتة لأصول الإسلام.

٢)
التفكّر في آيات الله الكونيّة.

٣)
التدبّر في آيات الله الشرعيّة.

٤)
الوقوف الدائم على هدي الأنبياء والمُرسلين وتعبدهم لله تعالى.

٥)
القنوت والإخبات لله تعالى.

٦)
الحبل الخاصّ بين الإنسان والرحمن (أيام الله)، والأقدار الخاصّة بالإنسان التي جاءت نتيجة صدقه وإقباله؛ من أهمّ ما يُغذّي اليقين لدَى الإنسان، العناية بتذكّر عناية الله الخاصّة، وبنعم الله الخاصّة أعظم ما يُغذيّ الإنسان باليقين، وهذا الحبل إنّما يأتي بالعمل التعبديّ، العمل للإسلام ولنُصرة الدّين هذا أعظم ما يعود على القلب الإيمان واليقين، وممّا جاء في كتاب الله قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة: ١٢٢].

أما قولهُ: ﴿لِيتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ﴾ فإنّ أوّل الأقوال في ذلك بالصواب قول مَن قال: لتتفقّه الطائفة النّافرة بما تعاين من نصر الله أهل دينه وأصحاب رسوله على أهل عداوته والكفر به، فيفقّه بذلك من معاينته حقيقة علم أمر الإسلام وظهوره على الأديان من لم يكن فقه. و﴿لِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ﴾ وليحذروهم من أن ينزلَ بهم من بأس الله؛ مثل الذي نزل بمن شاهدوا وعاينوا ممّن ظفر بهم المسلمون من أهل الشرك، إذا هم رجعوا من غزوهم لعلهم يحذرون.

• بنائِـيون | #بوصلة_المصلح
-> الفكرة:
إنَّ الذي يُغذي اليقين عِند الإنسان ليس مُجرّد المعارف؛ حتى الأدلّة والبراهين النّظريّة، وإنَّما جزءٌ أساسيّ ممّا يُغذَّى به اليقين؛ هو أيام الله التي تحدث ويراها الإنسان، وآثار معيّة الله ونصره وتوفيقه وبركته؛ لأنّ ما يأتي على الإنسان من أنواع الإشكالات والشُّبهات والضغوط من علوٍ، وأعداء الله وبأسهم وكيدهم وكثرة الباطل وأهله، أحيانًا يُزحزح موارد اليقين بالنّسبة له، فيحتاج أن يتشبث بشيءٍ يقبض عليه ويجمع عليه جهده وطاقته، ويأوي إليه ويقول: هذا مُستمَدي في اليقين.

• من الحبال المُغذّية للإنسان المؤمن في اليقين؛ الحبل الخاص بينك وبين الله.

لذلك ما أكثر ما يلوم الله من ينسى نعمته، سواءٌ نسيانٌ عام مُتعلّق بمسيرة الإنسان منذ ولادته، أو بالنّعم التي أنعم الله بها عليه.

• بنائِـيون | #بوصلة_المصلح
حيّا الله الأحبة الكِرام بقناتي بِنائيون وبُنيات الإصلاح، نحيّيكم بتحية الإسلام، وبعد..

بما أنه بقي على فتح التسجيل في برنامج البناء المنهجي يومين.. نُعلن عن إطلاق حملة «هات يدَك» لنشر مطويات تخصّ البناء المنهجي بكل مكان تقدرون عليه.

ونحبّ استقبال مشاركاتكم وجمال توزيعاتكم على البوت هنا:
@binayiyuwn_bot

لننشرها بقناتكم «أثـر البنائيون وبُنيات الإصلاح».

فانطلقوا واهجموا على كل من تعرفون.😁
حملة البناء المنهجي.. (1).pdf
3 MB
الورقة التي تُشاركون بها في الحملَة.. وشعارنا فيها: «يا أخ/أخت الإسلام؛ هــاتِ يـدَك».
حملتنا تكون بهذه الورقة👆🏻.
لنوصل لكلّ شخص نحبّ له الخير كلماتنا التي نأمل أن تكون له حافزًا ودافعًا كي يسجّل وينضمّ لأسرة البناء المنهجي.

ولا مانع في إضافة أي ورقة تحبون، وبعض الحلوى اللذيذة :)
الصفة الرابعة؛ الصّبر وهي صفةٌ مركزيّةٌ في سياق حمَلة الإصلاح.

• ويدخل في الصّبر من جهة السّياق الإصلاحيّ:
١)
الصّبر على القيام بالدّعوة وإقامة الحُجّة، وإيصال الحقّ إلى الخلق بالدأب والاستمرار، وعدم التوقّف في حين قلّة السّالكين.|

٢)
الصّبرُ على الأذى والتحدّيات التي تعترض طريق المُصلح.

٣)
التضحية؛ بمعنى أنّ طريق الإصلاح فيه نوع من التضحية، وهو إيثار الآخرة على الدُّنيا.

٤)
الصّبر على تحقّق الثّمرة وعدم الاستعجال للمُصلح.

• الأدلة على الصّبر في السّياق الإصلاحيّ:
١)
﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الأنعام: ٣٤].
تعليق الطبري عليها: قال: هذه تسليةٌ من الله ذكره لنبيّه مُحمَّد وتعزيةٌ له عمّا ناله من المساءة بتكذيب قومه إيَّاه على ما جاءهم به من الحقّ من عند الله.

٢)
﴿وَمَا لَنَا أَلّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّـهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمْنَا وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ [إبراهيم: ١٢].

٣)
كما أنَّ الله يثبت نبيه في القرآن بالأنبياء فقط، ثبت أصحابه بأصحاب الأنبياء.
﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رُبِيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ [آل عمران: ١٤٦].

إذاً؛ فالصّبر صفة مركزيّة في أيّ إنسان يريد أن يكون مُصلحًا، ومن لم يُوطِّئ نفسه على الصّبر فلا ينتظر أن يكملَ طريق الإصلاح.

• بنائِـيون | #بوصلة_المصلح
• كيفيّة تحقيق صفة الصّبر:
١)
الاهتمام بهدي الأنبياء في القرآن والاقتداء بصبرهم في الدّعوة والإصلاح؛ وهذا مبنيٌّ على معنى غرسه الله في النّفس؛ أنّها تستأنس بوجود من يشاركها في مثل هذا المعنى، لأنّها تستوحش حين تكون وحدها؛ حين تعيش على الاستمداد ممّن سبقك وثبت وكان أفضل منك في هذا الطريق، وعلى برد البشائر المُستقبليّة وتجمع بينهما، فهذا من أعظم ما يُنمّي الصّبر في المُؤمن.

٢)
التّصبّر:
قال النّبيّ ﷺ: «مَن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ»؛ أحيانًا يجب عليك أن تتجرّع الصّبر تجرعًا وتعيش مرارته، وستكون النتيجة الحتمي بعد ذلك أن ينزّل الله على الإنسان الّصبر.

٣)
الرِّضا:
لا ينتظر الإنسان المُصلح في يومٍ من الأيّام أن يتخلّى عن الصّبر، حتى وإن جاءت الثّمرات والنّتيجة، فسيظلّ الإنسان مُحتاجًا إليه، لأنّ النّتيجة النّهائيّة في الجنَّة.

• بنائِـيون | #بوصلة_المصلح
Forwarded from أَثَـرْ
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
هلمّوا بنا لدربٍ هو درب الأنبياء، ودرب نبيّنا وقائدنا وقدوتنا ﷺ، هلمّوا بنا فمن مشى بدربِ أحمدَ ما عثَر.. قد جاءك يا صاح سبيلًا تتعلّم فيه دينك، وتنفض به غبار الشتات عن روحك، وتطلّق فيه الخطوات المنعرجة بطريقك.. قد فُتح أمامك درب هو سبيلُ كل من ابتغى عبادة الله على هدًى وبصيرة، هو سبيل كل من آلمته جراح أمّته وأوجعه نزيفها، فعقد العصابة على قلبه ومضى يشقّ طريقه لا ينثني، وتلامس الجوزاء همّته.. هو سبيلُ كل من جعل على ناصية حلمه ثغره النابض بجانبه الأيسر؛ "قلبه"، فسعى متعلمًا عاملًا باذلًا لجعله ينبض همّة وحياة، ليليق بروحٍ هي فرد من أمّة الإسلام.. قد جاءك البناء المنهجي، تفصلنا عن فتح التسجيل به سويعات، فاعقلها وتوكّل.🪴

وفي الختام..
يا أخ/أخت الإسلام؛ هَـاتِ يـدَك!
وسجّل بالبناء المنهجي :)
حملة البناء المنهجي...pdf
3 MB
نسخة تمّ فيها إضافة رابط قناة البناء المنهجي -فقد تعذّر على البعض مسح الباركود-.
2025/02/04 23:01:35
Back to Top
HTML Embed Code: