tgoop.com/bwh2020/680
Last Update:
إعادة نشر
قابلته منذ ١٨ عامًا
في محل ملابس وأحذية في مصر الجديدة
كان بدينًا جدًا لكنه كان طيبًا وبريئًا إلى آخر مدى
كان في مثل عمري
وفي أول الطريق مثلي
يقبض على أحلام ألف رجل وطموح قبيلة
كان بشوشًا لدرجة مذهلة
كان خجولًا
ابن بلد بامتياز
لم أر شخصًا يحب أولاده وزوجته ووالديه لهذا الحد
كان يقبل قدم أمه كل صباح
كان يعشق بيته
يعشق التنزه يوميا في المساء مع أسرته الصغيرة
يعشق مشاركتهم تفاصيل الحياة الصغيرة
كان يقول لبعض عملاءه المتدينين : أنا أقبل أن أبيع لكم بأقساط طويلة المدى لأني أعرف أنني إذا مت فسوف تذهب الأموال التي لي عندكم لأولادي دون عناء
مضى يشق طريقه
حفر في الصخر بكل معنى الكلمة
صعد سلم النجاح التجاري حتى بلغ ذروة المجد
خاض في بحر من العرق حتى بلغ شاطئ النجاح المذهل
كنت كلما دخلت عليه وهو جالس خلف مكتبه ينهض كوحش أو مارد ليعانقني
نجلس نتذكر بدايات صعبة لكنها طاهرة وبريئة
وجبة كباب ولا أروع
قرر التقاعد بعد سنتين من الآن كي يتفرغ لأسرته في الخامسة والأربعين
كان يستعد من 3 شهور لاستلام مفاتيح المرسيدس الجديدة وفيلا التجمع الخامس
كان يقول لصاحبه : أنا مش عارف الفلوس دي كلها بتيجي منين
من 3 شهور اشتكى بوجع في الحلق
أشعة
تحليل
سرطان
عملية في ألمانيا
عودة لمصر
محاولات مستميتةللعودة للحياة
أمل في البقاء لاستكمال الجزء الأهم من الحلم
وأخيرا وبعد كل المحاولات وصل ليقين بأن آوان الرحيل قد أزف
نظرات متبادلة بينه وبين زوجته رفيقة الحلم الذي أوشك على النهاية
رغبة أخيرة لعزومة واحدة في المطعم المفضل يتبادلان فيها الحكي والأسى
أول أمس رافقناه إلى الحفرة إياها وواريناه هناك بكل أحلامه التي لم تكتمل وكل أمانيه التي لم تر النور
أشعر بزهد في كل شيء
لكن تلك هي الحياة
أ. خالد الشافعي
BY بَوْح 💭
Share with your friend now:
tgoop.com/bwh2020/680