tgoop.com/byan_alsamaa/1807
Last Update:
من جماليّات هذه الآية: ﴿عُرُبًا أترابا﴾، ما قاله القرطبي في تفسيره لمعنى: (العُرُب)، وهنّ المُتَحبّبات إِلى أزواجهنَّ، واشتقاقها من أَعرَبَ إِذا (بَيَّنَ)، فالعَرُوبُ (تُبيِّنُ محبَّتَها) لزوجها بشَكل وغُنجٍ وحُسن كلام".
وفي تفسير ابن عاشور معنى بَديع، يقول في معنى العُرُب: المرأة المتحبّبة إلى الزوج، أو التي لها كيفية المتحبِّبة، وإن لم تقصد التحبَُب، بأن تُكثر الضحك بمرأى الزوج أو المزاح أو اللهو والخضُوع في القول أو اللثغ في الكلام بدون علّة"
وهذا جمالٌ رسَمَه القُرآن في وصف نساء أهل الجنّة، والمؤمنة تحرص على التمثّل بهدايات هذه الآية، من حسن التبعّل والتودّد، وهذا الكمال الدنيوي متبوعٌ بكمال أخروي، لو لم يكن من تصوير القُرآن لجمَال الحور العين إلا أنهنّ مُتحبِّبات إلى أزواجهنّ، متودّدات، لكفى، والقُرآن بيّن في هذا الموضع جمالٌ باطني، من حسن الأخلاق وطيب المعشر، وأَصَالة الفطرة، كما في قوله تعالى في وصف نساء أهل الجنّة: ﴿حورٌ مّقصوراتٌ في الخيام﴾، و ﴿قاصراتُ الطَّرفِ عين﴾، وقاصرات الطرف هنّ اللاتي لا ينظرن إلا لأزواجهنّ!
وكلّ هذه الجماليّات القُرآنية وصفت مكنون المرأة وما فيها من طبائع، والعَروب بفتح العين عبّر عنها ابن عبّاس بأنّها العاشقة لزوجها، وقيل: هي الحسَنة الكلام".. وفي تفسيره لمعنى العَروب فائدة: أنّ الخضوع إذا تمثّلت به المرأة واعتنت بهذا الجانب؛ كان سببًا من أسباب دوام الألفة، لأنّ الخضوع لا يأتي إلا عن فهم لطبيعة هذه النّفس وما جُبلت عليه من ضعف، وبضعفها يكون كمالها وحسن تبعّلها، بخلاف المُكابرة والعِناد فإنّه يهدم صروح المحَبَّة، ولهذا السّبب نهى الله سبحانه أن يخضعن بالقول (لغير أزواجهنّ)، وحين قال تعالى: ﴿عُرُبًا أترابا﴾، وصفهنّ بكمال التودّد وحسن التبعّل، وهذا تشريفٌ لها، بقدر ما تتمثّل المرأة بهدايات هذه الآية مضمونًا ومعنى؛ كانت لنعيم الجنّةِ أقرب.
BY قناة | بَيــان.
Share with your friend now:
tgoop.com/byan_alsamaa/1807