Telegram Web
"تبدي الأضداد محاسن بعضها؛ ومن تمام الحسن أن يجتمع في الإنسان لطفٌ ووقار، يتنقّل بينهما بانسيابٍ متّسقٍ مع السياق العام والحالة الفردية الخاصّة، كأن يغدو عند النّاس مهابًا وعند خاصّته عطوفًا ودودًا، أو يكون حازمًا ويلين:
‏«وتُدركني من هيبتي لك وحشةٌ
‏فتؤنسني بالعطف منك وباللطفِ»"
«وما نابَ عنكَ الغيرُ عندي، وقلّما
‏ينوبُ عن الماءِ القراحِ صعيـدُ

‏إذا كنتُ في أهلي ورهطي ولم تكنْ
‏لديَّ، فإنّي بينهم لوحيدُ

‏وإن كنتَ في قفرِ الفلاةِ مقرّبًا
‏إليّ، فعيشي في الفلاةِ رغيدُ»

- صفيّ الدّين الحلّي
‏«تتوقُ إليك النَّفسُ ثُمَّ أرُدُّها
حياءً ومثلي بالحياءِ حَقيقُ

‏أذودُ سَوامَ الطَّرفِ عَنك وَمَا لهُ
على أَحَدٍ إلّا عَلَيك طَريقُ»

- قيس لبنى
فما أبصرتُ في الإخوان ندبًا
‏يجلُّ عن الملامة والعتابِ

ولكنّا نعاشرُ من لقينا
‏على حكم المروءة والتغابي

- البارودي
‏ألا رُبَّ مشغوفٍ بنا لا ينالُنا
‏وآخر قد نشفى بهِ يتباعدُ!

‏- أبو نواس
وغدوت في بحر الحياة سفينة
الموج يبعدها عن الشطآنِ

فالناس تشرب في الدروب دموعها
والدرب ملّ مرارة الأحزانِ

والزهر في كل الحدائق يشتكي
ظلم الربيع وجفوة الأغصانِ

والطفل في برد المدينة حائر
ما زال يبحث عن زمان حاني

ومآذن الصلوات تبكي حسرة
جهل الإمام حقيقة الإيمانِ

زمن يعربد في الأماني كلها
ما أتعس الدنيا بغير أماني

يا بحر أسكرني الزمان بخمره
مغشوشة عصفت بكل كياني

كم خادعتني في الظلام ظلالها
كم أمسكت عند الحديث لساني

ما كنت أحسب ذات يوم أنني
سأصير إنسانا.. بلا إنسانِ

- فاروق جويدة
- ابن زيدون
وما كلُّ ما تُحسُّهُ واضِحًا في نفسكَ تستطيعُ أن تُحسنَ الإبانَةَ عنه، ورحم الله إمامَنا الشافعيَّ؛ فقد قال عندما سُئِل عن مسألةٍ: إنّي لأجدُ بيانَها في قلبي، ولكن ليس ينطلقُ بها لِساني

- محمود شاكر
تيهي وصُدّي إذا ما شئتِ، واحتَكِمي
على النّفوسِ؛ فإنّ الحُسْنَ وَلَّاكِ

وطَوِّلي مِن عذابي في هواكِ، عسى
يَطول في الحَشرِ إيقافي وإيّاكِ

‏ - ابن نباتة المصري رحمه الله
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قيل: ليس هناك أكثر ألمًا من أن تكون أعمى في غرناطة
وكنتُ أرَى مِن وَجهِ مَيَّةَ لمحةً
فأبرقُ مَغشِيًّا عليَّ مَكانِيا

وأسمَعُ مِنها لفظةً فكأنَّما
يُصِيبُ بها سَهمٌ طريقَ فُؤادِيا

- ذو الرمة
صحائِفُ عندي للعِتابِ طَوَيتُها
سَتُنشَرُ يومًا والعِتابُ يَطولُ

عِتابٌ لَعَمري لا بَنانٌ تَخُطُّهُ
وليسَ يُؤَدّيهِ إليك رسولُ

سَأسكُتُ ما لم يجمعِ اللهُ بينَنا
فإن نلتقي يومًا فسوفَ أقولُ

- العباس بن الأحنف
أرِقتُ ونامَ الأخلياءُ وعادني
‏مع الليلِ همٌّ في الفؤادِ وجيعُ

‏وهيّج لي حزنًا تذكُّرُ مالكٍ
‏فما نِمتُ إلا والفؤادُ مَرُوعُ

‏إذا عَبرةٌ ورَّعتُها بعد عبرةٍ
‏أبَت واستهلّت عبرةٌ ودموعُ

‏لِذكرى حبيبٍ بعد هَدءٍ ذكرتُهُ
‏وقد حان من تالي النجومِ طُلوعُ

‏كأن لم أُجالسهُ ولم أُمسِ ليلةً
‏أراهُ ولم نُصبِح ونحنُ جميعُ

‏فتًى لم يعِش يومًا بذمٍّ ولم يزَل
‏حوالَيهِ مِمّن يَجْتديهِ رُبوعُ

‏وكان إذا ما الضيفُ حَلَّ بمالكٍ
‏تضمّنَهُ جارٌ أشمُّ مَنيعُ

‏- مُتَمّم بن نويرة يرثي أخاه مالكًا
‏• قيل لأعرابي: هل تحدّث نفسك بدخول الجنة؟

‏قال: والله ما شككتُ قطّ أني سوف أخطو في رياضها، وأشرب من حياضها، وأستظل بأشجارها، وآكل من ثمارها، وأتفيأ بظلالها، وأترشف من قلالها، وأستمتع بحورها في غرفها وقصورها.

‏قيل له: أفبحسنة قدّمتها أم بصالحة أسلفتها؟

قال: وأي حسنة أعلى شرفًا، وأعظم خطرًا من إيماني بالله تعالى، وجحودي لكل معبود سوى الله تعالى.

‏قيل له: أفلا تخشى الذنوب؟

‏قال: جعل الله المغفرة للذنوب، والرحمة للخطأ، والعفو للجرم، وهو أكرم من أن يعذب محبيه في نار جهنم.

‏فكان الناس في مسجد البصرة يقولون: لقد حسن ظن الأعرابي بربه، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺇﻻ ﺍﻧﺠﻠﺖ ﻏﻤﺎﻣﺔ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻋﻨﻬﻢ، ﻭﻏﻠﺐ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ.
‏"والأرض على رحبها تُختَصر أحيانًا في مكان، والسعادة على تفرُّقها تجتمع كلها في وجودك مع إنسان".

- الزيات
كشَف ابن عقيل الحَنبلي العِمامةَ عَن رأسِه فإذا فيه شَيب، فقال تلميذٌ له: شِبْتَ!
‏وكان في الثمانينَ من عُمُرِه فأنشد قائلاً:

‏ما شابَ عزمي ولا حَزمي ولا خُلُقي
‏ولا وَلائي ولا دِيني ولا كَرَمي

‏وإنّما اعتاضَ شَعري غيرَ صِبغتِه
‏والشَّيبُ في الشّعرِ غير الشيب في الهِمَمِ
‏القلب يمرض كما يمرض البدن، وشفاؤه في التوبة والحمية، ويصدأ كما تصدأ المرآة، وجلاؤه بالذكر، ويعرى كما يعرى الجسم، وزينته التقوى، ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن، وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة والخدمة.

- ابن القيم -رحمه الله-
لا تلُمْ أمسَكَ فيما صَنَعا
أمسِ قد ولَّى ولن يُسْتَرْجَعا

أمسِ قد فاتَ ولن يَبْعَثَهُ
حَمْلُكَ الهَمَّ لهُ والجَزَعا

فاطَّرِحْهُ واستَرِحْ من ثِقْلِهِ
لا تُضِعْ أمْسَكَ واليومَ مَعَا

- الجواهري
2025/07/13 08:29:06
Back to Top
HTML Embed Code: