Telegram Web
‏قال المَعرِّي مُخاطبًا الدنيا:

«يَموجُ بَحرُكِ وَالأهواءُ غالِبَةٌ
لِراكِبَيهِ فَهَلْ لِلسُفْنِ إرساءُ؟

إذا تَعَطَّفتِ يَومًا كُنتِ قاسِيَةً
وَإنْ نَظَرتِ بِعَينٍ فَهيَ شَوساءُ»
‏وَكَذا الحَياةُ قَديمُها وَحَديثُها
ذِكرى نُسَرُّ بِها وَذِكرى تُؤلِمُ

- إيليا أبو ماضي
‏قيل لعبيد اللّٰه بن عبد اللّٰه بن عتبة بن مسعود: كيف تقول الشعر مع الفقه والنسك؟ فقال: «لا بُدَّ لِلْمَصْدُورِ مِنْ أنْ يَنْفُثَ».
أَعزِزْ عَليَّ بأنْ تبيتَ عَليلا
أَو أَن يَحِلَّ بِكَ السَّقَامُ نَزِيلا

وَلئِن سُئِلْتُ أُجيبُ عنكَ بِلَوْعةٍ
إذْ قِيْلَ أوْعَكَ أو أحَسَّ غليلا

فَودِدْتُ أنِّي مالكٌ لِسَلامتي
فَأُعيرُكاها بُكرةً وأَصيلا

هذا أخٌ لك يَشتكي إذ تشتكي
وكذا الخليلُ إذا أَحَبَّ خَلِيلا

- هارون الرشيد
‏لم يسمع الناس بكلامٍ قطُّ أعم نفعًا، ولا أقصد لفظًا، ولا أعدل وزنًا، ولا أجمل مذهبًا، ولا أكرم مطلبًا، ولا أحسن موقعًا، ولا أسهل مخرجًا، ولا أفصح معنىً، ولا أبين في فحوى من كلامه صلَّى اللّه عليه وسلَّم

- الجاحظ
ولقد خَلَوْتُ مع الحَبيبِ وبَيْنَنَا
سِرٌّ أرَقَّ مِنَ النَّسيمِ إذا سرى

وأباحَ طَرْفِي نَظْرْةً أمَّلْتُها،
فَغَدَوْتُ مَعرُوفًا وكُنْتُ مُنَكَّرا

فَدُهِشْتُ بينَ جَمالِهِ وجَلالِهِ،
وغدا لسانُ الحالِ عَنِّي مُخْبِرا

فأَدِرْ لِحَاظَكَ في محاسنِ وجْهِهِ،
تَلْقَى جميعَ الحُسْنِ فِيهِ مُصَوَّرا

لو أنَّ كُلَّ الحُسْنِ يَكمُلُ صُورَةً،
ورآهُ كانَ مُـهَلِّلاً ومُكَبِّـرا

- ابن الفارض
فَقُلْ ما شِئْتَ فِيَّ فَلِي لِسَانٌ
مَلِيٌّ بالثَّنَاءِ عَليكَ رَطْبُ

وَعَامِلني بِإنْصَافٍ وَظُلْمٍ
تَجِدْنِي في الجَمِيعِ كَمَا تُحِبُّ

- أبو فراس الحمْداني
‏«وما استسلمتُ مِن يأسٍ، ولكنْ
‏ يحنّ لراحـةٍ مَن خاض حربَا»
المَرْءُ يأمُلُ، وَالآمالُ كاذِبَةٌ
والمرءُ تصحبُهُ الآمالُ ما بَقيَا

يا رُبَّ باكٍ علَى ميتٍ وباكيةٍ
لمْ يلبَثَا بعدَ ذاكَ الميتِ أنْ بُكِيَا

ورُبَّ ناعٍ نَعَى حينا أحبَّتهُ
ما زالَ يَنعى إلى أن قيلَ قد نُعيَا

عِلْمي بأني أذوقُ الموتَ نغَّصَ لي
طِيبَ الحَياةِ فما تَصْفوا الحياةُ لِيَا

كم منْ أخٍ تَغتَذي دودُ التّرابِ بِهِ
وَكانَ صَبًّا بحُلوِ العَيشِ مُغتَذِيَا

يَبلَى مَعَ المَيتِ ذِكْرُ الذّاكرينَ لَهُ
من غابَ غيبة مَنْ لا يُرتجى نُسيَا

- أبو العتاهية
قال دعبل الخزاعي:

ولستُ أرجو انتصافًا منك ما ذَرَفتْ
عيني دموعًا وأنتَ الخَصْمُ والحَكَمُ

وقال أبو الطيّب المتنبي:

يا أعدل الناس إلا في مُعاملتي
فيك الخِصامُ وأنت الخَصْمُ والحَكَمُ

وقال أبو فِراس الحَمْداني:

يئِستُ من الإنصافِ بيني وبينَهُ
ومن ليَ بالإنصافِ والخَصْمُ يحكمُ
كان شعرُه أنقى من الراحة، وأصفى من الزجاجة، وأسلسَ على اللسانِ من الماء العذب.

- ابن المعتزّ يصف شعر بشار
‏«وَيَجهَدُ الناسُ في الدُنيا مُنافَسَةً
وَلَيسَ لِلناسِ شَيءٌ غَيرَ ما رُزِقوا»
ألم تعلمي أني أرى البُخلَ سُبّةً
وأُبغضُ ذا اللونَين والمتنقِّلا

إذا انصرفتْ نفسي عن الشيءِ مرةً
فلستُ إليه آخرَ الدهرِ مُقبِلا

- حسان بن ثابت
‏أرُومُ امتِداحَ المصطفى ويرُدُّني
‏قُصوري عن إدراكِ تلك المَناقِبِ

‏ومَن لي بحَصْرِ البحر والبحرُ زاخرٌ
‏ومَن لي بإحصاء الحَصىٰ والكواكبِ

‏ولو أنّ أعضائي غَدَتْ ألسُنًا، إذًا
‏لَمَا بلغتْ في المدحِ بعض مَٱرِبِي

‏ولَوْ أنّ كلَّ العالَمين تسابقوا
‏إلى مدحِه لم يبلُغوا بعضَ واجبِ

‏فأمسكتُ عنه هَيبةً وتأدُّبًـا
‏وعجزًا وإعظامًا لا رَفْعَ جانبي

‏ورُبَّ سكوتٍ كان فيه بلاغةٌ
‏وربَّ كلامٍ فيه عَتْبٌ لِعاتبِ

‏- ابن جزي الغرناطي الأندلسي
لَيسَتْ بِأوطَانِكَ الَّلاتي نَشَأتَ بِها
لكنْ دِيارُ الذي تَهْواهُ أوطَانُ

خَيرُ المَواطِنِ ما لِلنَّفسِ فِيهِ هَوًى
سَمُّ الخِياطِ مع الأحبابِ مَيدَانُ

كُلُّ الدِّيارِ إذا فَكَّرتَ وَاحِدَةٌ
مع الحَبيبِ وكُلُّ النَّاسِ إخوَانُ

أفْدِي الذينَ دَنَوا والهَجرُ يُبْعِدُهُمْ
والنَّازِحِينَ وَهُمْ في القَلبِ سُكَّانُ

كُنَّا وكانُوا بِأحْلىٰ العَيشِ ثُمَّ نَأوْا
كأنَّنا قَطُّ ما كُنَّا وما كانُوا

- إبراهيم الغَزِّي
وما كلُّ فعَّالٍ يُجازَى بِفِعلِه
ولا كلُّ قوَّالٍ لديَّ يُجابُ

ورُبَّ كلامٍ مرّ فوق مَسامِعي
كما طَنَّ في لَوْحِ الهَجيرِ ذُبابُ!

- أبو فراس الحمداني

‏وقريب من معنى البيت الثاني قول أحدهم:

فدَعِ الوعيدَ، فما وعيدُك ضائري
أطَنينُ أجنِحةِ الذبابِ يَضِيرُ؟
- قال أبو الطيب المتنبي:
كلُّ جريحٍ تُرجَى سَلامتُهُ / إلَّا فُؤادًا رَمتهُ عيناها!

- قال سبط بن التعاويذي:
وأبعَدُ ما يُرامُ لهُ شِفاءٌ / فُؤادٌ فيهِ مِن عَينيْكِ جُرحُ!
Forwarded from مَتْن

يقول أحد البلغاء: من شرائط المروءة أن تتعف عن الحرام، وتتظلف عن الأثام، وتنصف في الحكم، وتكفَّ عن الظلم، ولا تطمع فيما لا يستحق، ولا تستطيل على من يسترق، ولا تعين قويًا على ضعيف، ولا تؤثر دنيًا على شريف، ولا تُسِّر ما يعقب الوزر والأثم، ولا تفعل ما يقبح الذكر والأسم.

وسئل بعض الحكماء عن الفرق بين العقل والمروءة فقال: (العقل يأمرك بالأنفع، والمروءة تأمرك بالأجمل)
.
- روضة العقلاء لابن حبان (ت٣٥٤)
كان رجل صالح يتوسل إلى الله من باب رحمته، فيقول:

اللهم إنك تقول: (فَمَن تَابَ مِنۢ بَعۡدِ ظُلۡمِهِ وَأَصۡلَحَ فَإِنَّ ٱلله یَتُوبُ عَلَیۡهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمٌ).
وأنا تبتُ من بعد ظلمي.. فارحمني.

فإن لم أكن أهلًا لذلك، فإنك تقول: (وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَحِیمࣰا).
وأنا مؤمن.. فارحمني.

فإن لم أكن أهلًا لذلك، فإنك تقول: (وَرَحۡمَتِی وَسِعَتۡ كُلَّ شَیۡءࣲ).
وأنا شيء.. فارحمني.

فإن لم أكن أهلًا لذلك، فأي مصيبة أعظم من مصيبتي؟! أن تضيق عني الرحمة التي وسعت كل شيء فلم تسعني!

وأنا أقول كما علمتنا: إنا لله وإنا إليه راجعون، وأنت تقول: (ٱلَّذِینَ إِذَاۤ أَصَـٰبَتۡهُم مُّصِیبَةࣱ قَالُوۤا۟ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّاۤ إِلَیۡهِ رَاجِعُونَ، أُو۟لَـٰۤئكَ عَلَیۡهِمۡ صَلَوَاتࣱ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةࣱ).

فارحمني.

[الشيخ سعيد الكملي]
2025/07/13 01:38:57
Back to Top
HTML Embed Code: