Telegram Web
أعجب ما بلغ من أمر دِعبل الخزاعي، أنه كان ينظم القصيدة بالهجاء والشتم خالية من الأسماء، فسُئل مرة، بمن قلتَ هذا الهجاء؟

فقال لم يستحقّهُ أحدٌ بعينه بعد، فإذا وَجدتُ مَن يستحقّهُ ألصقتهُ به :)
ما بين جنبيَّ اللذينِ هما
قفَصُ الهموم ومَجمَعُ الكُرَبِ

قلبٌ يَدُقُّ إلى العنا طربًا
ويَحِنُّ مشتاقًا إلى التعبِ!

- الجواهري
سَمِع المأمُون أبَا العَتاهِية يُنشِد:

وإنّي لمشتاقٌ إلى ظِلّ صاحبٍ
يروقُ ويَصفُو إن كدِرتُ عليهِ

فَقَالَ: خُذ مِنّي الخِلافَة، وأعطِنِي هَذا الصَّاحِب!
أما الشوق فَليس حَصرًا للغائِب فقد ذكرَ ابن القيّمِ في روضة المحبين

"وقالت طائفة: بل يَزيد بِالقربِ واللقاء" واستدلوا بقولِ الشَّاعِر: 

وأعظم ما يكون الشوق يومًا
إذا دنَت الخِيامُ مِن الخيامِ
قيلَ إنَّ معاويَة سألَ عمرو بن العاص:
من أبلغُ النَّاسِ؟، فقالَ: أقلَّهم لفظًا، وأسهلهم معنَى، وأحسنهم بديهَة.

ولو لم يكُن فِي ذلكَ الفخرُ الكامل لما خصَّ بهِ سيدّ العرب والعَجَم "صلى الله عليه وسلم" وافتَخَر بهِ حيثُ قال
[[نصرتُ بالرُّعبِ، وأوتِيتُ جوامِعَ الكلم]]

وذلكَ أنه كان عليهِ الصلاةُ والسلام يتَلفَّظ باللفظِ اليَسير الدَّال على المعَانِي الكَثيرةْ

- المستطرف في كل فن مستظرف
في طيب حديثها

حديثٌ إذا لم تخشَ عينًا كأنَّهُ
إذا ساقطَتْهُ الشَّهدُ أو هوَ أطيَبُ!

لوَ انَّكَ تَستَشفي بهِ بعدَ سَكرَةٍ
مِن الموتِ كادَت سَكرَةُ المَوتِ تذهَبُ!

- أبو حية النميري
تَدانتْ بِنَا الأهواءُ والبُعدُ بيننا،
وما فُرقَةُ الأحبابِ حَزْنٌ ولا سَهبُ

ولكنَّما البينُ المُشِتُّ هو القِلى
وإنْ قَربُوا، والبُعدُ أنْ يَبعُدَ القلبُ

وكم مَهْمَهٍ تَستهوِلُ الشَّمسُ قَطعَهُ
طَوتهُ لنا الأشوَاقُ نَحوَكِ والحُبُّ!

- أسامة بن مُنقذ
يروى عن سليمانَ بن عبد الملك أنه قالَ عند موت ابنه أيوبَ لعمرَ بن عبد العزيز وابن حيوة: إنِّي لأجدُ في كبِدي جمرةً لا تُطفئُها إلا عبرة، فقال عمر: اذكرِ اللّٰه يا أمير المؤمنين وعليك الصبرَ، فنظر إلى رجاء كالمُستريح إلى مشورته، فقال: أفِضْها يا أمير المؤمنين فما بذاك من بأس، فقد دمعت عينا رسول اللّٰه على ابنه إبراهيم.

فأرسلَ سليمانُ عينه فبكى حتى قضى أربًا، ثم قال: لو لم أنزفْ هذه العبرةَ لانصدعت كبدي، ثمّ لم يبكِ بعدها، ولكنّه تمثلّ عند قبره لما دفنه فقال: السلام عليك يا أيوب، وقال:

"وقفتُ على قبرٍ مُقيمٍ بقفرةٍ
متاعٌ قليلٌ من حبيبٍ مُفارقِ!"
وفي الرضا بالقليل من الحبيب قال أبو دلف العجلي:

إنِّي وإنْ كنتُ لا أراكِ ولا
أطمَعُ في ذاكَ سائرَ الأبدِ

لَقانِعٌ بالسَّلامِ يَبلغُني
أشفِي غلِيلًا بهِ مِن الكمَدِ

وأدفَعُ الهمَّ بالسُّرورِ إذا
أيقَنتُ أنَّا جارَانِ في بَلدِ!
النفس الألوفة في أجلى الصور:

‏وَكَم مِن زائِرٍ بِالكُرهِ مِنّي
‏كَرِهتُ فِراقَهُ بَعدَ المَزارِ

‏- أبو فراس الحمداني
لم أدرِ ما طِيبُ العِناقِ على الهوى
حتى ترفَّقَ ساعدي فطواكِ

وتأوَّدَت أعطافُ بانِكِ في يدي
واحمرَّ من خفَرَيْهما خدَّاكِ

ودخَلتُ في ليلَينِ: فَرعِك والدُّجى
ولثِمتُ كالصُّبحِ المُنوِّرِ فاكِ

ووجدتُ في كُنهِ الجوانحِ نشوةً
من طيبِ فيكِ، ومن سُلافِ لَماكِ

وتعطَّلَت لغةُ الكلامِ وخاطبَت
عينيَّ في لغةِ الهوى عيناكِ

ومَحوتُ كلَّ لُبانةٍ من خاطري
ونسِيتُ كلَّ تعاتُبٍ وتشاكي

لا أمسِ من عُمرِ الزمان ولا غدٌ
جُمعَ الزمانُ فكانَ يومَ رضاكِ

- أحمد شوقي
الحمد للّٰه الذي بلَّغنا شهر رمضان بكرمه وفضله، جعلنا اللّٰه وإيَّاكم من صوَّامه وقوَّامه ومن عتقائه من النار، ومن المقبولين فيه يا رب العالمين.
عن أبي هريرة -رضي اللّٰه عنه-:
كان رسولُ اللّٰهِ ﷺ يقول: «اللهمَّ أصلِحْ لي ديني الذي هو عِصمةُ أمري، وأصلِحْ لي دُنيايَ التي فيها مَعاشي، وأصلِحْ لي آخرتي التي فيها مَعادي، واجعلِ الحياةَ زيادةً لي في كلِّ خير، واجعلِ الموتَ راحةً لي من كلِّ شرٍّ» - رواه مسلم
لنا باللّٰهِ آمالٌ وسلوى
‏وعندَ اللّٰهِ ما خابَ الرجاءُ

‏إذا اشتدَّتْ رياحُ اليأسِ فينا
‏سيعقبُ ضيقَ شدتِها الرخاءُ

‏أمانينا لها ربٌّ كريمٌ
إذا أعطى سَيُدهِشُنا العطاءُ

‏- ابن الجوزي
بابُ الدّعاء للمُسافر من كتاب الشَّوق والفِراق:

بأيمنِ طالعٍ وأسرِّ طائر، لا كَبا بك مركبٌ ولا اشتَّ بك مذهبٌ ولا تعذَّر عليك مطلب، سهَل اللّٰه لك المسير وآمل لك القَصد، وطَوى لك البُعد بمسرّةِ الظَّفر وكرامة المُدّخر.. على الطائر الميمون والكوكبِ السَّعد!

بسهولة المطلب ونجاح المُنقلَب، كان اللّٰه لك في سفرك خفيرًا وفي حضَرك ظهيرًا، رعاك اللّٰه دائبًا ودانيًا وحيثُ دارت بك النّوى، بسعيٍّ نجيحٍ وأوبٍ سريحٍ، سرَّ اللّٰه بأوبتك أهلك ولا تزالُ آمنًا، مقيمًا وظاعنًا بأسعد جَدٍّ، وأنجح مطلَب وأسرّ مُنقلب وأكرم بدأة، وأحمد عاقبةٍ..

"في كَنفِ اللّٰه وفي سِترهِ
من ليسَ يخلو القلبُ من ذِكره"

"سِرّ بسَعد السُّعود في صُحبة الواحد الصّمد
وابقَ في العزِّ والعُلوّ إلى آخر الأبَد"
إلهي من الخذلان أن أظنَّ أن تدبيري لنفسي أصلحُ من تدبيرك، كيف يكون هذا الظنُّ صوابًا والعجز منِّي ظاهرٌ والقدرة منك شائعة.. هيهات!
أسلمتُ لك وجهي سائلًا رِفدك وأضرعت لك خدي طالبًا فضل ما عندك وهجرتُ كل من ثناني إلى غيرك -أي هجرت كل من حاول أن يصرفني عن طاعتك- وكذَّبتُ كل من أيأسني من خيرك، وعاديت فيك كلَّ من أشار إلى سواك.

- التوحيدي
ألا إن شهركم قد أخذ في النقص، فزيدوا أنتم في العمل | ابن رجب.
عَشرٌ أواخرُ تُذهبُ الأحزانا
تُنجي الكئيبَ البائسَ الحَيرانا

لكنَّ في تلكَ الأواخرِ غصّةً
أنّا نُودّعُ بعدَها رمضانا!

- عبدالله زمزم
2025/07/09 19:19:18
Back to Top
HTML Embed Code: