Telegram Web
رضاكَ راحَةُ نَفسي لا فُجِعتُ بِهِ
فهو -العَتادُ- الذي للدَّهرِ أدَّخِرُ

وَهُوَ المُدامُ التي أسلو بهَا فإذا
عَدِمتُها، وَقَدَتْ في قلبِي الفِكَرُ

قالها محمد بن عبَّاد (المعتمد) بعد أن علم عن غضب والده المعتضد بسبب هزيمة الجيش الذي أرسله إلى مالقة.
سمع الحسن بن وهب قول أعرابي: جمعتني وإياها ظلمةُ الليل، وكان البدر يُرينيها فلما غاب أرتنيه!

فقال:
أراني البدرُ سُنَّتَها عِشاءً
فلمَّا أزمَعَ البدرُ الأُفُولا

أرَتنِيهِ بسُنَّتِها فكانَت
من البدرِ المُنوِّرِ لي بَديلا

السُّنة: الوجه أو الصورة
قضى اللهُ يا أسماءُ أن لستُ زائلًا
أُحِبُّكِ حتى يُغمضَ العينَ مُغمِضُ

فَحُبُّكِ بَلوى، غيرَ أنْ لا يَسرُّني
-وإن كانَ بَلوى- أنَّني لكِ مُبغِضُ

فيا كَبِدًا مِن لَوعَةِ الحُبِّ كُلَّما
ذكرتُ، ومِن رَفْضِ الهوى حِينَ يَرْفُضُ

ومِن عَبْرَةٍ تُذْرِي الدُّموعَ وزَفْرَةٍ
تُقَضقِضُ أطرافَ الحَشا حِينَ تَنْهَضُ

فَمِنْ حُبِّها أبْغَضْتُ مَن كُنتُ وَامِقًا
وَمِن حُبِّها أحْبَبْتُ مَن كُنتُ أُبْغِضُ

إذا أنا رُضتُ النفسَ في حبِّ غيرِها
أتى حبُّها مِن دُونِهِ يَتعرَّضُ!

فيا ليتَني أقرَضتُ جَلدًا صَبابتي
وأقرَضَني صبرًا على الشوقِ مُقرِضُ

- الحسين بن مطير
وَأَصبِرُ مُستَيقِنًا أَنَّهُ؛
سَيَحظى بِنَيلِ المُنى مَن صَبَر..

- ابن زيدون
أبيتُ أرعى نُجومَ اللَّيلِ فى ظُلَمٍ
‏يَخشَى الضَّلاَلَةَ فيها كُلُّ مُدَّلِجِ

‏كَأنَّ أنجُمَهُ والجَوُّ مُعتَكِرٌ
‏غِيدٌ بِأخبِيَةٍ يَنْظُرْنَ مِن فُرَجِ

‏لَيلٌ غَياهِبُهُ حَيْرَى، وأنجُمُهُ
‏حَسْرَى، وساعاتُهُ في الطُّولِ كالحِجَجِ

‏- البارودي
قال أبو القاسم عامر بن هشام القرطبي:

وأنكَدُ الناسِ عيشًا مَن تكونُ له
نفسُ الملوك وحالاتُ المساكينِ

لذلك كان سعد بن عُبادة رضي اللّٰه عنه يدعو: اللهم هَب لي حمدًا، وهَبْ لي مجدًا، لا مجدَ إلا بفِعالٍ، ولا فِعالَ إلا بمالٍ، اللهم لا يُصلِحُني القليلُ ولا أصلُحُ عليه.
وَأفجَعُ الناسِ مَن وَلّى حَبائِبُهُ
‏وَلا عِناقٌ، وَلا ضَمٌّ، وَلا قُبَلُ

‏لا ناصِرٌ غَيرَ دَمعي إن هُمُ ظَلَموا
‏وَالدَّمعُ عَونٌ لِمَن ضاقَت بِهِ الحِيَلُ

- الشريف الرّضي
‏والعَيشُ ما فارقتَهُ فَذَكَرتَهُ
‏لَهَفًا، وليسَ العَيشُ ما تَنساهُ

‏ولَوَ أنَّني أُعطي التَجارِبَ حَقَّها
‏فيما أرَتْ لَرَجَوتُ ما أخشاهُ

‏والشيءُ تُمنَعُهُ يَكونُ بِفَوتِهِ
‏أجدى مِنَ الشيءِ الَّذي تُعطاهُ

‏خَفِّض أسىً عمّا شَآكَ طِلابُهُ
‏ماكُلُّ شائِمِ بارِقٍ يُسقاهُ!

‏- البحتري
من أبدع التَّشبيهات في شِعر العرب، قول لبيد بن ربيعة العامري -رضي اللّٰه عنه- مختصرًا حياة الإنسان في بيتٍ واحد:

وَما المَرءُ إلَّا كَالشِّهابِ وَضَوئِهِ
يَحورُ رَمادًا بَعدَ إذ هُوَ ساطِعُ
"شيخٌ بيثرب يهوانا ولم يرنا
‏هذي هداياهُ فينا لم تزَلْ جُدُدَا

‏يُحبنا وَيُحَابينا ويرحمنا
‏ويمنحُ الأَضْعَفِينَ المنصبَ الحَتِدَا

‏هو النبيُّ الذي أَفْضَى لكل فتىً
‏بِأنّ فيهِ نبيًا إِنْ هوَ اجتهدا"

‏- ﷺ
لا يوحِشَنَّكَ ما استَحمَلتُ مِن سَقَمٍ
فَإنَّ مُنزِلَهُ بي أحسَنُ النَّاسِ!

- ديك الجن
يقول ابن خلِّكان: حدّث عبد الله الزبيدي قال: كنتُ جالسًا عند ديك الجن فدخل عليه أبي تمام وهو حَدَثٌ فأنشده شِعرًا عمله؛ فأخرج ديك الجن من تحت مُصلّاه درجًا كبيرًا فيه كثير من شعره فسلمه إليه وقال: يا فتى تكسّب بهذا واستعن به على قولك.
تَرنو إليها نُجومُ الأُفْقِ مُعْجَبَةٌ
تَوَدُّ لو قَبَسَتْ مِن نورِ مَرآها

- علي الجارم
إشفاق المحبين

أقولُ لِمُفتٍ ذاتَ يومٍ لقِيتُهُ
بمكةَ، والأنضاءُ مُلقًى رِحالُها

برَبِّكَ أخبِرني: ألم تَأثَم الَّتِي
أضرَّ بِجِسمي مِن زمانٍ خيالُها؟

فقالَ: بلَى، واللهِ سوفَ يَمَسُّها
عذابٌ، وبَلوَى في الحياةِ تَنالُها

فقلتُ -ولم أملِك سَوابِق عَبرَةٍ
سَريعٍ إلى جَيبِ القميصِ انْهِمَالُها-:

عفا اللهُ عنها ذنبَها وأقالها
وإنْ كانَ فِي الدُّنيا قليلًا نَوالُها

- الأقرع بن معاذ
أَرى نَفسي تُطالِبُني بِأَمرٍ
‏قَليلٌ دونَ غايَتِهِ اِقتِصاري

‏وَما يُغنيكَ مِن هِمَمٍ طِوالٍ
‏إِذا قُرِنَت بِأَعمارٍ قِصارِ

- أبو فراس الحمداني
قال خلف الأحمر:
ما أحدٌ بَيَّن عن حقيقة الطّيفِ إلا قيس بن الخَطِيم في قوله:

ما تَمْنَعِي يَقْظَى فقد تُؤتِينَهُ
في النَّومِ غَيرَ مُكدَّرٍ محسُوبِ

كانَ المُنَى بلِقائها فلَقِيتُها
فلَهَوتُ من لَهْوِ امرئٍ مكذوبِ
قال أحمد شوقي رحمه اللّٰه في إحدى حِكَمِه:

كم ساهرٍ خائفٍ، والدهرُ في سِنَةٍ
وراقدٍ آمِنٍ، والدهرُ في سَهَرِ

فلا تبيتَنَّ محتالًا ولا ضَجِرًا
إنَّ التَّدابيرَ لا تُغني عنِ القَدَرِ

وللأبيوردي:
وكَم حَياةٍ جَنَتْها النَّفْسُ مِن تَلَفٍ
ورُبَّ أمْنٍ حَواهُ القَلبُ مِن وجَلِ!
لما قتلَ أبو لؤلؤةَ، غلامُ المغيرة بنِ شعبةَ، عمرَ بنَ الخطاب رضي اللّٰه عنه، قالت عاتكةُ بنتُ زيد بنِ عمرو بنِ نُفَيلٍ زوجتُه ترثيه:

وَفَجَّعَنِي فَيرُوزُ لا دَرَّ دَرُّهُ
بأبيضَ تَالٍ لِلكِتابِ مُنِيبِ

رَؤُوفٍ على الأدْنى غَليظٍ على العِدا
أخِي ثِقَةٍ في النَّائِباتِ نجيبِ

متى ما يَقُلْ لا يَكذِبُ القَولَ فِعلُهُ
سَرِيعٍ إلى الخَيرَاتِ غَيرِ قَطُوبِ

وعاتكةُ هذه: هي أختُ سعيدِ بنِ زيدٍ أحدِ العشرة الذين شهد لهم النبيُّ صلى اللّٰه عليه وسلم بالجنة، وكانت تحت عبدِ اللّٰه بنِ أبي بكرٍ، فأصابه سهمٌ في غزوة الطائف فمات منه، فتزوجها عمرُ رضي اللّٰه عنه فقُتل عنها، فتزوجها الزُّبَيرُ بنُ العوام فقُتل عنها، فكان عليٌّ رضي اللّٰه عنه يقول: مَن أحبَّ الشهادةَ الحاضرةَ فليتزوَّج بعاتكة!
2025/07/09 21:58:21
Back to Top
HTML Embed Code: