tgoop.com/dmaje/38914
Last Update:
س: ما هي خصائص الأشهر الحرم؟ وهل تختص هذه الأشهر بعبادة؟
ج: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد، فيقول الله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (السنة اثنا عشر شهرا؛ منها أربعة حرم؛ ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان). وحُرُم جمع حرام، أي مـُحَرَّم، ومعنى مـُحَرَّم أنه يحرم فيه ما لا يحرم في غيره، هذا في الزمان، وأما تحريم المكان فمثل تحريم المسجد الحرام، والبلدُ الحرام، وهذه الأشهر الحرم تشترك في جنس الحرمة، فالظلم والمعاصي فيها أغلظ تحريما منها في غيرها، ومما نص الله على تحريمه فيها: القتال، قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ)، والمراد ابتداء القتال، وقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن ذلك الحكم منسوخ، واستدلوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم حاصر أهل الطائف في ذي القعدة، وذهب آخرون من أهل العلم إلى تحريم القتال في أشهر الحرم، وأنه لم ينسخ، مستدلين بالآيتين الكريمتين، وأجابوا عن محاصرة النبي صلى الله عليه وسلم أهل الطائف بأنه ابتدأ ذلك في شوال، وهذا هو الراجح، وهو ما قرره ابن القيم في زاد المعاد. ولا تختص الأشهر الحرم بعبادة، لا بصلاة ولا بصيام ولا صدقة، إلا عشر ذي الحجة والمحرم، فقد جاء في فضلها وفضل صيامها أحاديث معروفة، كقوله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام) يعني أيام العشر. رواه أبو داود، وأصله في البخاري، وقوله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم) رواه مسلم. والله أعلم .
أملاه
عبد الرحمن بن ناصر البراك
BY التوحيد الخالص
Share with your friend now:
tgoop.com/dmaje/38914