Audio
أحاديث الأخلاق | الدرس 12 | ليس المؤمن بالطعان واللعان | الشيخ عبد الرزاق البدر
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
أحاديث الأخلاق | الدرس 12 | ليس المؤمن بالطعان واللعان | الشيخ عبد الرزاق البدر
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
Audio
أحاديث الأخلاق | الدرس 13 | إصلاح ذات البين | الشيخ عبد الرزاق البدر
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
أحاديث الأخلاق | الدرس 13 | إصلاح ذات البين | الشيخ عبد الرزاق البدر
○ تنبيه مهم جدا ونصيحة من عالم فاضل ..
قال الشيخ الخلوق الفاضل عبد الرزاق البدر -حفظه الله- :
"بعض الإخوة الأفاضل الكرام ممن نلتقي بهم وتلتقون بهم يعانون حقيقة من شدات وضوائق وبعضهم ربما أن الأمر والكرب طال به ؛ لأن بعض الإخوة ربما يعاني من أمراض آلمته مدة من الزمن وربما بعضهم لا يتيسر لهم النوم ولا يطيب له فراش من معاناة يجدها وبعضهم عنده ضوائق مالية وهو في كرب شديد وفي ألم ينظر إلى حاله وحال أولاده ووضع أسرته وأفراد بيته.
من يعول ويجد أنه في ضوائق شديدة وأيضاً متحمل لديون فيجد نفسه ضائقات وشدات وكرب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى وآخرون مصاب من سنوات بنوع من الأمراض ربما يكون مصاباً بعين أو بعضهم مصاباً بسحر ويكون في شدة وكرب ما يعلم به إلا رب العالمين سبحانه وتعالى والمؤمنون آلامهم واحدة وآمالهم واحدة دعوتهم واحدة ولهذا ينبغي أن يحرص المسلم ولا سيما في خلوته أن يدعو لإخوانه وأن يكون لهم من دعوته نصيب وهذا أمر بينه الله سبحانه وتعالى وذكره في نهج الأنبياء { رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } [ نوح : 28]
{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } [ محمد : 19]
وفي دعاء المؤمنين { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا } [ الحشر : 10]
ولهذا ينبغي للمسلم أن يحس بشدات إخوانه وآلام إخوانه وكربهم وأن يكون لهم من دعائه نصيب وكما أنه يحب فيما لو كان به ضائقة أو شدة يحظى بدعوة إخوانه له بالفرج والتيسير والتوفيق والعون فليكن مع إخوانه كذلك والمؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه وإننا في هذا المقام نتوجه إلى الله جل وعلا..
🤲 نسأله بأنه جل وعلا له الحمد لا شريك له المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام الحي القيوم نسأله تبارك وتعالى وهو فارج الهم وكاشف الغم أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء نسأله جل وعلا بكل اسم هو له سمى به نفسه أو أنزله في كتابه أو علمه أحداً من خلقه نسأله جل وعلا وهو مجيب الدعاء القائل : { وَإِذا سَأَلكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ } [ البقرة : 186]
نسأله جل وعلا بأنه الله الذي لا إله إلا هو الذي وسع كل شيء رحمة وعلما أن يفرج هم المهمومين وأن ينفس كرب المكروبين وأن يقضي الدين عن المدينين وأن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين نسأله تبارك وتعالى أن يكون لكل مبتلى من إخواننا حافظا ومعينا ومؤيدا ومسددا ونسأله تبارك وتعالى أن يأتي لنا جميعاً بالفرج والتوفيق والعون والتيسير وألا يكلنا إلا إليه فإنه سبحانه وتعالى نعم المعين و نعم الموفق لا شريك له".
[ شرح القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن للإمام السعدي رحمه الله ]
قال الشيخ الخلوق الفاضل عبد الرزاق البدر -حفظه الله- :
"بعض الإخوة الأفاضل الكرام ممن نلتقي بهم وتلتقون بهم يعانون حقيقة من شدات وضوائق وبعضهم ربما أن الأمر والكرب طال به ؛ لأن بعض الإخوة ربما يعاني من أمراض آلمته مدة من الزمن وربما بعضهم لا يتيسر لهم النوم ولا يطيب له فراش من معاناة يجدها وبعضهم عنده ضوائق مالية وهو في كرب شديد وفي ألم ينظر إلى حاله وحال أولاده ووضع أسرته وأفراد بيته.
من يعول ويجد أنه في ضوائق شديدة وأيضاً متحمل لديون فيجد نفسه ضائقات وشدات وكرب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى وآخرون مصاب من سنوات بنوع من الأمراض ربما يكون مصاباً بعين أو بعضهم مصاباً بسحر ويكون في شدة وكرب ما يعلم به إلا رب العالمين سبحانه وتعالى والمؤمنون آلامهم واحدة وآمالهم واحدة دعوتهم واحدة ولهذا ينبغي أن يحرص المسلم ولا سيما في خلوته أن يدعو لإخوانه وأن يكون لهم من دعوته نصيب وهذا أمر بينه الله سبحانه وتعالى وذكره في نهج الأنبياء { رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } [ نوح : 28]
{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } [ محمد : 19]
وفي دعاء المؤمنين { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا } [ الحشر : 10]
ولهذا ينبغي للمسلم أن يحس بشدات إخوانه وآلام إخوانه وكربهم وأن يكون لهم من دعائه نصيب وكما أنه يحب فيما لو كان به ضائقة أو شدة يحظى بدعوة إخوانه له بالفرج والتيسير والتوفيق والعون فليكن مع إخوانه كذلك والمؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه وإننا في هذا المقام نتوجه إلى الله جل وعلا..
🤲 نسأله بأنه جل وعلا له الحمد لا شريك له المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام الحي القيوم نسأله تبارك وتعالى وهو فارج الهم وكاشف الغم أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء نسأله جل وعلا بكل اسم هو له سمى به نفسه أو أنزله في كتابه أو علمه أحداً من خلقه نسأله جل وعلا وهو مجيب الدعاء القائل : { وَإِذا سَأَلكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ } [ البقرة : 186]
نسأله جل وعلا بأنه الله الذي لا إله إلا هو الذي وسع كل شيء رحمة وعلما أن يفرج هم المهمومين وأن ينفس كرب المكروبين وأن يقضي الدين عن المدينين وأن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين نسأله تبارك وتعالى أن يكون لكل مبتلى من إخواننا حافظا ومعينا ومؤيدا ومسددا ونسأله تبارك وتعالى أن يأتي لنا جميعاً بالفرج والتوفيق والعون والتيسير وألا يكلنا إلا إليه فإنه سبحانه وتعالى نعم المعين و نعم الموفق لا شريك له".
[ شرح القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن للإمام السعدي رحمه الله ]
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
Audio
أحاديث الأخلاق | الدرس 14 | العفو عن الناس | الشيخ عبد الرزاق البدر
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
#أحاديث الأخلاق | الدرس 14 | العفو عن الناس | الشيخ عبد الرزاق البدر
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
الددو والطريفي على منهج الإخوان
الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله
الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله
📌 لِلَّه دَرُّه وعلى اللَّه أجره
🔶 كُلَّما ضاق صدري من بعض من يرمي أهل السُّنَّة بمثل هذه الأوصاف أطالع هذه الكلمات من شيخنا الحبيب أبي عبد الرحمن عبد المجيد جمعة حفظه الله في مقدمة تحقيقه لكتاب «بيان الفرقة الناجية من النَّار» لابن حامدٍ المقرئ، وقد قرأتها حوالي خمس مرات.
◾ وها أنا أنقلها لك أخي وما أصدقها على واقعنا اليوم فتأمَّل فيها رحمك الله، فوالله إنَّها لتستحق التأمل والقراءة بل وشرحها لبعض أهل الزمان كما تُشرَحُ المتون
📚 يقول الشيخ بعد خطبة الحاجة:
أَمَّا بَعْدُ، فَهَذِهِ الطَّبْعَةُ الثَّانِيَةُ مِنَ الرِّسَالَةِ الْمَوْسُومَةِ بِبَيَانُ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ مِنَ النَّارِ، وَبَيَانُ فَضِيلَةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ عَلَى سَائِرِ الْمَذَاهِبِ وَمَنَاقِبِهِمْ»، أُقَدِّمُهَا لِلْقُرَّاءِ الْكِرَامِ الْمُنْتَسِبِينَ لِمَنْهَجِ أَهْلِ الْحَدِيثِ ذَوِي الْهِمَمِ الْعِظَامِ الْمُقْتَفِينَ لِآثَارِهِمْ، وَالْمُتَّبِعِينَ لِطَرِيقَتِهِمْ ، تَسْلِيَةً لِنُفُوسِهِمْ، وَتَثْبِيتًا لِقُلُوبِهِمْ فِي وَقْتٍ تَكَالَبَتْ عَلَيْهِمُ الْجَمَاعَاتُ، وَتَدَاعَتْ عَلَيْهِمُ الْأَحْزَابُ وَالْحَرَكَاتُ؛ لِتَشْوِيهِ سُمْعَتِهِمْ، وَصَدَّ النَّاسِ عَنْ دَعْوَتِهِمْ؛ فَمَلَثُوا مَوَاقِعَ التَّوَاصُلِ وَالشَّبَكَةَ الْعَنْكَبُوتِيَّةَ بِالطُّعُونِ فِي عُلَمَائِهِمْ وَشُيُوخِهِمْ ، وَإِظْهَارِ مَسَاوِئِهِمْ، وَالِاسْتِطَالَةِ فِي أَعْرَاضِهِمْ، وَتَتَبُّعِ عَوْرَاتِهِمْ؛ وَذَلِكَ بِنَشْرِ الْكَذِبِ وَالزُّورِ، وَالتَّمَادِي فِي اللَّجَاجِ وَالْفُجُورِ، بِعِبَارَاتٍ دَنِينَةٍ، وَأَلْفَاظٍ بَذِينَةٍ، مَا يَنْدَى لَهَا الْجَبِينُ وَتَضِيقُ لَهَا الصُّدُورُ، تُخَطُّ بِقَلَمِ مَأْجُورٍ، وَتُحَاكِيهَا أَيَادِي الْغَرُورِ؛ مِنَ الْأَصَاغِرِ فِي الْعِلْمِ)، حُدَثَاءِ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءِ الْأَحْلَامِ الْهَمَجِ الرَّعَاعِ ، أَتْبَاعِ كُلِّ نَاعِقِ، وَأَشْيَاعِ كُلِّ بَائِقٍ، لَا يَرْقُبُونَ فِيهِمْ ذِمَّةً، وَلَا يُرَاعُونَ لَهُمْ حُرْمَةٌ، وَلَا يَنْظُرُونَ فِي عَوَاقِبِ الْأُمُورِ؛ فَيَا وَيْحَهُمْ يَوْمَ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ! يَوْمَ يُبَعْثَرُ مَا فِي الْقُبُورِ ، وَيُحَصَّلُ مَا فِي الصُّدُورِ؛ فَيَوْمَئِذٍ يَعَضُّ
الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ، وَيَدْعُو الْوَيْلَ وَالنُّبُورَ.
لَقَدْ أَوْقَدُوا نَارَ الْفِتْنَةِ، وَأَطْلَقُوا سِهَامَ الْمِحْنَةِ، وَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ أَنْ يَنَالُوا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، فَقَدْ قَامُوا عَلَى أَمْشَاطِ أَرْجُلِهِمْ، لِلذَّبِّ عَنْ دَعْوَتِهِمْ، فَكَشَفُوا شُبَهَهُمْ، وَفَضَحُوا إِفْكَهُمْ ، وَبَيَّنُوا جَهْلَهُمْ، وَفَنَّدُوا بَاطِلَهُمْ، وَنَافَحُوا وَدَافَعُوا عَنْ مَنْهَجِهِمْ، وَلَمْ يَضُرَّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ، وَلَا مَنْ كَذَّبَهُمْ، وَلَا مَنْ نَا وَأَهُمْ؛ فَلَمْ يَقْدِرْ هَؤُلَاءِ أَنْ يُقَارِعُوهُمْ بِالْحُجَّةِ وَالْبُرْهَانِ إِلَّا بِاخْتِلَاقِ الْإِفْكِ وَالْبُهْتَانِ، فَسَمَّوْهُمْ حَدَّادِيَّةٌ ، وَ جَمَاعَةَ الْإِقْصَاءِ»، وَالْمُفَرِّقِينَ»؛ وَمَا ذَنْبُهُمْ، وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ تَمَسَّكُوا بِمَنْهَجِهِمْ ، وَاتَّخَذُوهُ دَلِيلًا، وَلَمْ يَرْتَضُوا غَيْرَهُ مِنْ مَنْهَجِ التَّمْيِيعِ وَالتَّضْيِيعِ بَدِيلًا، وَدَعَوُا النَّاسَ إِلَى التَّمَسُّكِ بِهِ، وَاتِّخَاذِهِ سَبِيلًا، وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِهِمْ وَمَنْهَجِهِمْ تَحْوِيلًا، وَلَمْ يَهِنُوا وَلَمْ يَسْتَكِينُوا، أَوْ يُغَيِّرُوا وَيُبَدِّلُوا تَبْدِيلًا، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَى حَرْبِهِمْ كُلُّ الطَّوَائِفِ قَبِيلًا؛ وَلَوْ أَنْصَفُوا لَعَلِمُوا أَنَّ تَلْقِيبَهُمْ بِهَذِهِ الْأَلْقَابِ الشَّنِيعَةِ، هُمْ أَحَقُّ بِهَا، وَهِيَ أَلْصَقُ بِهِمْ، وَأَقْوَمُ قِيلًا.
قَالَ الشَّيْخُ رَبِيعٌ حَفِظَهُ اللَّهُ - كَمَا فِي «مَجْمُوعِ فَتَاوَى الشَّيْخِ رَبِيعِ» ((٥٤٧/٢): «وَالْآنَ فِيهِ جَمَاعَةٌ فِي الْإِنْتَرْنِتٌ عَلَى هَذَا الْمِنْوَالِ، فِي الْإِنْتَرْنِتُ جَمَاعَةٌ يَصِفُونَ أَهْلَ السُّنَّةِ : أَنَّهُمْ حَدَّادِيَّةٌ ؛ وَصِفَاتُ الْحَدَّادِيَّةِ مُتَوَفِّرَةٌ فِيهِمْ الْغُلُو، وَالْكَذِبُ، وَرَدُّ الْحَقِّ؛ نَفْسُ الطَّرِيقَةِ الْحَدَّادِيَّةِ ؛ فَافْهَمُوا هَذَا، وَاضْبِطُوا صِفَاتِ الْحَدَّادِيَّةِ ؛ فَمَنْ وُجِدَتْ فِيهِ فَهُمْ مِنَ الْحَدَّادِيَّةِ، أَوْ شَبِيهُ بِهِمْ، أَوْ أَسْوَأُ مِنْهُمْ».
🔶 كُلَّما ضاق صدري من بعض من يرمي أهل السُّنَّة بمثل هذه الأوصاف أطالع هذه الكلمات من شيخنا الحبيب أبي عبد الرحمن عبد المجيد جمعة حفظه الله في مقدمة تحقيقه لكتاب «بيان الفرقة الناجية من النَّار» لابن حامدٍ المقرئ، وقد قرأتها حوالي خمس مرات.
◾ وها أنا أنقلها لك أخي وما أصدقها على واقعنا اليوم فتأمَّل فيها رحمك الله، فوالله إنَّها لتستحق التأمل والقراءة بل وشرحها لبعض أهل الزمان كما تُشرَحُ المتون
📚 يقول الشيخ بعد خطبة الحاجة:
أَمَّا بَعْدُ، فَهَذِهِ الطَّبْعَةُ الثَّانِيَةُ مِنَ الرِّسَالَةِ الْمَوْسُومَةِ بِبَيَانُ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ مِنَ النَّارِ، وَبَيَانُ فَضِيلَةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ عَلَى سَائِرِ الْمَذَاهِبِ وَمَنَاقِبِهِمْ»، أُقَدِّمُهَا لِلْقُرَّاءِ الْكِرَامِ الْمُنْتَسِبِينَ لِمَنْهَجِ أَهْلِ الْحَدِيثِ ذَوِي الْهِمَمِ الْعِظَامِ الْمُقْتَفِينَ لِآثَارِهِمْ، وَالْمُتَّبِعِينَ لِطَرِيقَتِهِمْ ، تَسْلِيَةً لِنُفُوسِهِمْ، وَتَثْبِيتًا لِقُلُوبِهِمْ فِي وَقْتٍ تَكَالَبَتْ عَلَيْهِمُ الْجَمَاعَاتُ، وَتَدَاعَتْ عَلَيْهِمُ الْأَحْزَابُ وَالْحَرَكَاتُ؛ لِتَشْوِيهِ سُمْعَتِهِمْ، وَصَدَّ النَّاسِ عَنْ دَعْوَتِهِمْ؛ فَمَلَثُوا مَوَاقِعَ التَّوَاصُلِ وَالشَّبَكَةَ الْعَنْكَبُوتِيَّةَ بِالطُّعُونِ فِي عُلَمَائِهِمْ وَشُيُوخِهِمْ ، وَإِظْهَارِ مَسَاوِئِهِمْ، وَالِاسْتِطَالَةِ فِي أَعْرَاضِهِمْ، وَتَتَبُّعِ عَوْرَاتِهِمْ؛ وَذَلِكَ بِنَشْرِ الْكَذِبِ وَالزُّورِ، وَالتَّمَادِي فِي اللَّجَاجِ وَالْفُجُورِ، بِعِبَارَاتٍ دَنِينَةٍ، وَأَلْفَاظٍ بَذِينَةٍ، مَا يَنْدَى لَهَا الْجَبِينُ وَتَضِيقُ لَهَا الصُّدُورُ، تُخَطُّ بِقَلَمِ مَأْجُورٍ، وَتُحَاكِيهَا أَيَادِي الْغَرُورِ؛ مِنَ الْأَصَاغِرِ فِي الْعِلْمِ)، حُدَثَاءِ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءِ الْأَحْلَامِ الْهَمَجِ الرَّعَاعِ ، أَتْبَاعِ كُلِّ نَاعِقِ، وَأَشْيَاعِ كُلِّ بَائِقٍ، لَا يَرْقُبُونَ فِيهِمْ ذِمَّةً، وَلَا يُرَاعُونَ لَهُمْ حُرْمَةٌ، وَلَا يَنْظُرُونَ فِي عَوَاقِبِ الْأُمُورِ؛ فَيَا وَيْحَهُمْ يَوْمَ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ! يَوْمَ يُبَعْثَرُ مَا فِي الْقُبُورِ ، وَيُحَصَّلُ مَا فِي الصُّدُورِ؛ فَيَوْمَئِذٍ يَعَضُّ
الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ، وَيَدْعُو الْوَيْلَ وَالنُّبُورَ.
لَقَدْ أَوْقَدُوا نَارَ الْفِتْنَةِ، وَأَطْلَقُوا سِهَامَ الْمِحْنَةِ، وَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ أَنْ يَنَالُوا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، فَقَدْ قَامُوا عَلَى أَمْشَاطِ أَرْجُلِهِمْ، لِلذَّبِّ عَنْ دَعْوَتِهِمْ، فَكَشَفُوا شُبَهَهُمْ، وَفَضَحُوا إِفْكَهُمْ ، وَبَيَّنُوا جَهْلَهُمْ، وَفَنَّدُوا بَاطِلَهُمْ، وَنَافَحُوا وَدَافَعُوا عَنْ مَنْهَجِهِمْ، وَلَمْ يَضُرَّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ، وَلَا مَنْ كَذَّبَهُمْ، وَلَا مَنْ نَا وَأَهُمْ؛ فَلَمْ يَقْدِرْ هَؤُلَاءِ أَنْ يُقَارِعُوهُمْ بِالْحُجَّةِ وَالْبُرْهَانِ إِلَّا بِاخْتِلَاقِ الْإِفْكِ وَالْبُهْتَانِ، فَسَمَّوْهُمْ حَدَّادِيَّةٌ ، وَ جَمَاعَةَ الْإِقْصَاءِ»، وَالْمُفَرِّقِينَ»؛ وَمَا ذَنْبُهُمْ، وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ تَمَسَّكُوا بِمَنْهَجِهِمْ ، وَاتَّخَذُوهُ دَلِيلًا، وَلَمْ يَرْتَضُوا غَيْرَهُ مِنْ مَنْهَجِ التَّمْيِيعِ وَالتَّضْيِيعِ بَدِيلًا، وَدَعَوُا النَّاسَ إِلَى التَّمَسُّكِ بِهِ، وَاتِّخَاذِهِ سَبِيلًا، وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِهِمْ وَمَنْهَجِهِمْ تَحْوِيلًا، وَلَمْ يَهِنُوا وَلَمْ يَسْتَكِينُوا، أَوْ يُغَيِّرُوا وَيُبَدِّلُوا تَبْدِيلًا، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَى حَرْبِهِمْ كُلُّ الطَّوَائِفِ قَبِيلًا؛ وَلَوْ أَنْصَفُوا لَعَلِمُوا أَنَّ تَلْقِيبَهُمْ بِهَذِهِ الْأَلْقَابِ الشَّنِيعَةِ، هُمْ أَحَقُّ بِهَا، وَهِيَ أَلْصَقُ بِهِمْ، وَأَقْوَمُ قِيلًا.
قَالَ الشَّيْخُ رَبِيعٌ حَفِظَهُ اللَّهُ - كَمَا فِي «مَجْمُوعِ فَتَاوَى الشَّيْخِ رَبِيعِ» ((٥٤٧/٢): «وَالْآنَ فِيهِ جَمَاعَةٌ فِي الْإِنْتَرْنِتٌ عَلَى هَذَا الْمِنْوَالِ، فِي الْإِنْتَرْنِتُ جَمَاعَةٌ يَصِفُونَ أَهْلَ السُّنَّةِ : أَنَّهُمْ حَدَّادِيَّةٌ ؛ وَصِفَاتُ الْحَدَّادِيَّةِ مُتَوَفِّرَةٌ فِيهِمْ الْغُلُو، وَالْكَذِبُ، وَرَدُّ الْحَقِّ؛ نَفْسُ الطَّرِيقَةِ الْحَدَّادِيَّةِ ؛ فَافْهَمُوا هَذَا، وَاضْبِطُوا صِفَاتِ الْحَدَّادِيَّةِ ؛ فَمَنْ وُجِدَتْ فِيهِ فَهُمْ مِنَ الْحَدَّادِيَّةِ، أَوْ شَبِيهُ بِهِمْ، أَوْ أَسْوَأُ مِنْهُمْ».
فَوَاللَّهِ مَا سَمِعْنَا بِالطَّعْنِ فِي الْعُلَمَاءِ، وَالِانْتِقَاصِ مِنْهُمْ، وَغَمْزِهِمْ وَعَدَمِ احْتِرَامِهِمْ إِلَّا مِنَ الْحَدَّادِيَّةِ.
وَمَا عَرَفْنَا إِقْصَاءَ السَّلَفِيِّينَ، وَالتَّشَدُّدَ مَعَهُمْ، وَالتَّحْذِيرَ مِنْ مَجَالِسِهِمْ، حَتَّى وَصَفَهُمْ كَبِيرُهُمْ بِ مَرْضَى الْقُلُوبِ إِلَّا مِنْ أَهْلِ التَّمْيِيعِ وَالتَّشْنِيعِ.
مَعَ مَا اتَّصَفُوا بِهِ مِنَ الْكَذِبِ، وَالْبَغْيِ، وَالْجَهْلِ، وَالْعِنَادِ، وَالتَّلَوُّنِ، وَالْكَيْدِ وَالْمَكْرِ، وَرَدَّ الْحَقِّ، وَإِثَارَةِ الشُّبُهَاتِ، وَالسَّعْيِ بِالنَّمِيمَةِ، وَفُحْشِ اللَّسَانِ، وَبَذَاءَةِ الْأَقْوَالِ، وَالْفُجُورِ فِي الْخُصُومَةِ، وَالطُّعُونِ فِي أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفَضْلِ، وَالتَّفْرِيقِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ، وَإِيغَارِ الصُّدُورِ، وَالتَّجَسُّسِ، وَالتَّسْجِيلِ دُونَ عِلْمِ الْمَشَايِخِ، مَعَ الْقَطْعِ وَالْبَتْرِ، وَالتَّنْسِيقِ وَالتَّلْفِيقِ ، ثُمَّ إِخْرَاجِ صَوْتِيَّاتِهِمْ لِإِدَانَتِهِمْ، وَالتَّسَتَّرِ بِالْعُلَمَاءِ مَعَ مُخَالَفَةِ مَنْهَجِهِمْ فِي الْبَاطِنِ، وَإِنْكَارِهِمُ التَّحْذِيرَ مِنَ الْمُخَالِفِينَ، وَغَيْرِهَا مِنَ الصِّفَاتِ الَّتِي تَمَيَّزُوا بِهَا.
وَمَا فَرَّقَ الدَّعْوَةَ السَّلَفِيَّةَ إِلَّا أَهْلُ التَّمْيِيعِ؛ وَمَا تَفَرَّقُوا عَنْهَا إِلَّا مِنْ بَعْدِمَا جَاءَتْهُمُ الْحُجَجُ وَالْبَرَاهِينُ الَّتِي تُدِينُهُمْ.
قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾.
فَأَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ لَمْ يَتَفَرَّقُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ الَّذِي بَيَّنَ لَهُمُ الْحَقَّ؛ وَحَمَلَهُمْ عَلَى ذَلِكَ الْبَغْيِ وَالتَّعَنُّتُ.
قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ» (١٩٥٧) : «أَيْ: إِنَّمَا كَانَ مُخَالَفَتُهُمْ لِلْحَقِّ بَعْدَ بُلُوغِهِ إِلَيْهِمْ ، وَقِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ؛ وَمَا حَمَلَهُمْ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا الْبَغْيُ، وَالْعِنَادُ، وَالْمُشَاقَّةُ».
وَهَذَا نَظِيرُ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: ﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا
جَاءَ لَهُمُ الْبَيِّنَةُ .
وَقَوْلِهِ : ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) .
وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ : وَمُحَمَّدٌ فَرَّقَ بَيْنَ النَّاسِ»؛ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (۷۲۸۱) عَنْ جَابِرٍ . قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ» (٢٥٦/١٣): «قَوْلُهُ:وَمُحَمَّدٌ فَرَّقَ بَيْنَ النَّاسِ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ : بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ، فِعْلًا مَاضِيًا؛ وَلِغَيْرِهِ: بِسُكُونِ الرَّاءِ، وَالتَّنْوِينِ: «فَرْقٌ»؛ وَكِلَاهُمَا مُتَّجِهُ».
فَالسَّلَفِيَّةُ الْحَقَّةُ تُفَرِّقُ بَيْنَ النَّاسَ؛ نَعَمْ ! تُفَرِّقُ بَيْنَ السَّلَفِيَّ وَالْخَلَفِيِّ، وَبَيْنَ الصَّادِقِ وَالْكَاذِبِ، وَبَيْنَ الْمُهْتَدِي وَالْمُضِلَّ، وَبَيْنَ الْمُحِقِّ وَالْمُبْطِلِ، وَبَيْنَ الثَّابِتِ وَالْمُمَيِّعِ الْمُتَلَوِّنِ؛ فَهِيَ كَالْبَحْرِ يَلْفِظُ خَبَثَهُ، وَيُلْقِي غُثَاءَهُ: كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ) .
وَقَدْ كَانَ السَّلَفِيُّونَ أُمَّةً وَاحِدَةً، فِي نُصْرَةِ السُّنَّةِ وَأَتْبَاعِهَا، وَقَمْعِ الْبِدْعَةِ وَأَنْوَاعِهَا، وَمُحَارَبَةِ الْحَدَّادِيَّةِ وَأَشْيَاعِهَا ، وَدَكَ حُصُونِ الْحِزْبِيَّةِ وَأَوْضَاعِهَا، حَتَّى عَمَّتِ السُّنَّةُ فِي نَوَاحِي الْأَرْضِ وَأَصْقَاعِهَا، وَتَجَلَّتْ آثَارُهَا عَلَى أَبْصَارِ الطَّوَائِفِ وَأَسْمَاعِهَا وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ حَتَّى ظَهَرَتْ هَذِهِ الْفِئَةُ الْمُمَيِّعَةُ، وَالطَّائِفَةُ الْمُخَدِّلَةُ الَّذِينَ هَوَّنُوا مِنَ الْقَضَايَا الْمَنْهَجِيَّةِ ، وَتَظَاهَرُوا بِالِانْتِسَابِ إِلَى السَّلَفِيَّةِ، وَتَسَتَرُوا بِاحْتِرَامِ عُلَمَائِهَا ، وَهُمْ حَرْبٌ عَلَى أَهْلِهَا وَأَوْلِيَائِهَا، يُدْخِلُونَ فِي مَنْهَجِهِمْ كُلَّ حِزْبِيٌّ مُخَالِفٍ، وَيُبْعِدُونَ عَنْهُمْ كُلَّ سَلَفِيٌّ مُحَالِفٍ، فَلَا السَّلَفِيَّةَ نَصَرُوهَا وَلَا الْحِزْبِيَّةَ كَسَرُوهَا ، يَتَمَيَّعُونَ تَمَيُّعَ الْمَاءِ، وَيَتَلَوَّنُونَ تَلَوُّنَ الْحِرْبَاءِ؛ فَهُمْ مَنْ فَرَّقَ السَّلَفِيَّةَ، وَتَفَرَّقَ عَنْهَا .
وَمَا عَرَفْنَا إِقْصَاءَ السَّلَفِيِّينَ، وَالتَّشَدُّدَ مَعَهُمْ، وَالتَّحْذِيرَ مِنْ مَجَالِسِهِمْ، حَتَّى وَصَفَهُمْ كَبِيرُهُمْ بِ مَرْضَى الْقُلُوبِ إِلَّا مِنْ أَهْلِ التَّمْيِيعِ وَالتَّشْنِيعِ.
مَعَ مَا اتَّصَفُوا بِهِ مِنَ الْكَذِبِ، وَالْبَغْيِ، وَالْجَهْلِ، وَالْعِنَادِ، وَالتَّلَوُّنِ، وَالْكَيْدِ وَالْمَكْرِ، وَرَدَّ الْحَقِّ، وَإِثَارَةِ الشُّبُهَاتِ، وَالسَّعْيِ بِالنَّمِيمَةِ، وَفُحْشِ اللَّسَانِ، وَبَذَاءَةِ الْأَقْوَالِ، وَالْفُجُورِ فِي الْخُصُومَةِ، وَالطُّعُونِ فِي أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفَضْلِ، وَالتَّفْرِيقِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ، وَإِيغَارِ الصُّدُورِ، وَالتَّجَسُّسِ، وَالتَّسْجِيلِ دُونَ عِلْمِ الْمَشَايِخِ، مَعَ الْقَطْعِ وَالْبَتْرِ، وَالتَّنْسِيقِ وَالتَّلْفِيقِ ، ثُمَّ إِخْرَاجِ صَوْتِيَّاتِهِمْ لِإِدَانَتِهِمْ، وَالتَّسَتَّرِ بِالْعُلَمَاءِ مَعَ مُخَالَفَةِ مَنْهَجِهِمْ فِي الْبَاطِنِ، وَإِنْكَارِهِمُ التَّحْذِيرَ مِنَ الْمُخَالِفِينَ، وَغَيْرِهَا مِنَ الصِّفَاتِ الَّتِي تَمَيَّزُوا بِهَا.
وَمَا فَرَّقَ الدَّعْوَةَ السَّلَفِيَّةَ إِلَّا أَهْلُ التَّمْيِيعِ؛ وَمَا تَفَرَّقُوا عَنْهَا إِلَّا مِنْ بَعْدِمَا جَاءَتْهُمُ الْحُجَجُ وَالْبَرَاهِينُ الَّتِي تُدِينُهُمْ.
قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾.
فَأَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ لَمْ يَتَفَرَّقُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ الَّذِي بَيَّنَ لَهُمُ الْحَقَّ؛ وَحَمَلَهُمْ عَلَى ذَلِكَ الْبَغْيِ وَالتَّعَنُّتُ.
قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ» (١٩٥٧) : «أَيْ: إِنَّمَا كَانَ مُخَالَفَتُهُمْ لِلْحَقِّ بَعْدَ بُلُوغِهِ إِلَيْهِمْ ، وَقِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ؛ وَمَا حَمَلَهُمْ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا الْبَغْيُ، وَالْعِنَادُ، وَالْمُشَاقَّةُ».
وَهَذَا نَظِيرُ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: ﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا
جَاءَ لَهُمُ الْبَيِّنَةُ .
وَقَوْلِهِ : ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) .
وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ : وَمُحَمَّدٌ فَرَّقَ بَيْنَ النَّاسِ»؛ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (۷۲۸۱) عَنْ جَابِرٍ . قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ» (٢٥٦/١٣): «قَوْلُهُ:وَمُحَمَّدٌ فَرَّقَ بَيْنَ النَّاسِ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ : بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ، فِعْلًا مَاضِيًا؛ وَلِغَيْرِهِ: بِسُكُونِ الرَّاءِ، وَالتَّنْوِينِ: «فَرْقٌ»؛ وَكِلَاهُمَا مُتَّجِهُ».
فَالسَّلَفِيَّةُ الْحَقَّةُ تُفَرِّقُ بَيْنَ النَّاسَ؛ نَعَمْ ! تُفَرِّقُ بَيْنَ السَّلَفِيَّ وَالْخَلَفِيِّ، وَبَيْنَ الصَّادِقِ وَالْكَاذِبِ، وَبَيْنَ الْمُهْتَدِي وَالْمُضِلَّ، وَبَيْنَ الْمُحِقِّ وَالْمُبْطِلِ، وَبَيْنَ الثَّابِتِ وَالْمُمَيِّعِ الْمُتَلَوِّنِ؛ فَهِيَ كَالْبَحْرِ يَلْفِظُ خَبَثَهُ، وَيُلْقِي غُثَاءَهُ: كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ) .
وَقَدْ كَانَ السَّلَفِيُّونَ أُمَّةً وَاحِدَةً، فِي نُصْرَةِ السُّنَّةِ وَأَتْبَاعِهَا، وَقَمْعِ الْبِدْعَةِ وَأَنْوَاعِهَا، وَمُحَارَبَةِ الْحَدَّادِيَّةِ وَأَشْيَاعِهَا ، وَدَكَ حُصُونِ الْحِزْبِيَّةِ وَأَوْضَاعِهَا، حَتَّى عَمَّتِ السُّنَّةُ فِي نَوَاحِي الْأَرْضِ وَأَصْقَاعِهَا، وَتَجَلَّتْ آثَارُهَا عَلَى أَبْصَارِ الطَّوَائِفِ وَأَسْمَاعِهَا وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ حَتَّى ظَهَرَتْ هَذِهِ الْفِئَةُ الْمُمَيِّعَةُ، وَالطَّائِفَةُ الْمُخَدِّلَةُ الَّذِينَ هَوَّنُوا مِنَ الْقَضَايَا الْمَنْهَجِيَّةِ ، وَتَظَاهَرُوا بِالِانْتِسَابِ إِلَى السَّلَفِيَّةِ، وَتَسَتَرُوا بِاحْتِرَامِ عُلَمَائِهَا ، وَهُمْ حَرْبٌ عَلَى أَهْلِهَا وَأَوْلِيَائِهَا، يُدْخِلُونَ فِي مَنْهَجِهِمْ كُلَّ حِزْبِيٌّ مُخَالِفٍ، وَيُبْعِدُونَ عَنْهُمْ كُلَّ سَلَفِيٌّ مُحَالِفٍ، فَلَا السَّلَفِيَّةَ نَصَرُوهَا وَلَا الْحِزْبِيَّةَ كَسَرُوهَا ، يَتَمَيَّعُونَ تَمَيُّعَ الْمَاءِ، وَيَتَلَوَّنُونَ تَلَوُّنَ الْحِرْبَاءِ؛ فَهُمْ مَنْ فَرَّقَ السَّلَفِيَّةَ، وَتَفَرَّقَ عَنْهَا .
فَالسَّلَفِيَّةُ وَسَطٌ بَيْنَ التَّمْيِيعِ وَالْحَدَّادِيَّةِ ؛ كَمَا أَنَّ السُّنَّةَ وَسَطٌ بَيْنَ الْجَافِي عَنْهَا وَالْغَالِي فِيهَا؛ وَكَمَا أَنَّ مَنْهَجَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَسَطٌ فِي الْفِرَقِ وَالطَّوَائِفِ كُلُّهَا.
فَدَعُوا عَنْكُمُ التَّشْنِيعَ وَالْمَلَامَ ، وَارْفَعُوا التَّحَامُلَ وَالاتِّهَامَ؛ فَإِنَّ كُلَّ سَلَفِيٌّ بَصِيرٍ بِعَقِيدَتِهِ وَمَنْهَجِهِ ، وَكُلَّ مُنْصِفٍ عَاقِلٍ ، يَعْلَمُ وَيَقْطَعُ أَنَّهُ اتِّهَامُ عَاطِلٌ، وَإِفْكٌ مُفْتَرَى بَاطِلٌ.
وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ، وَعَلَيْهِ التَّكْلَانُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ،
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ، وَصَحْبِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
وَكَتَبَه:
عبد المجيد جمعة
صَبِيحَةَ يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ ٢٢ مِنْ شَهْرِ صَفَرٍ سَنَةَ ١٤٤٠هـ
منقول
فَدَعُوا عَنْكُمُ التَّشْنِيعَ وَالْمَلَامَ ، وَارْفَعُوا التَّحَامُلَ وَالاتِّهَامَ؛ فَإِنَّ كُلَّ سَلَفِيٌّ بَصِيرٍ بِعَقِيدَتِهِ وَمَنْهَجِهِ ، وَكُلَّ مُنْصِفٍ عَاقِلٍ ، يَعْلَمُ وَيَقْطَعُ أَنَّهُ اتِّهَامُ عَاطِلٌ، وَإِفْكٌ مُفْتَرَى بَاطِلٌ.
وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ، وَعَلَيْهِ التَّكْلَانُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ،
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ، وَصَحْبِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
وَكَتَبَه:
عبد المجيد جمعة
صَبِيحَةَ يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ ٢٢ مِنْ شَهْرِ صَفَرٍ سَنَةَ ١٤٤٠هـ
منقول
سألت شيخنا حسن آيت علجت حفظه الله:
- بماذا تنصحون طالب العلم إذا أراد أن يتفقه على مذهب الإمام مالك ؟
فأجاب حفظه الله:
أنا أنصح طالب العلم أن يأخذ الأحكام مقرونة بأدلتها من الكتاب والسنة، فأنا أنصحه بأن يقرأ في كتب أحاديث الأحكام التي تذكر الأدلة على الأحكام.
وإذا كان الطالب أخذ قسطا من الأحكام المقرونة بأدلتها وأراد أن يعرف أقوال المذهب فأنصحه بقراءة كتاب الذخيرة للقرافي لأنه يذكر الأقوال في المذهب وخارج المذهب ويذكر الأدلة ويناقشها وهذا جيد لطالب العلم. اهـ بمعناه
منقول
- بماذا تنصحون طالب العلم إذا أراد أن يتفقه على مذهب الإمام مالك ؟
فأجاب حفظه الله:
أنا أنصح طالب العلم أن يأخذ الأحكام مقرونة بأدلتها من الكتاب والسنة، فأنا أنصحه بأن يقرأ في كتب أحاديث الأحكام التي تذكر الأدلة على الأحكام.
وإذا كان الطالب أخذ قسطا من الأحكام المقرونة بأدلتها وأراد أن يعرف أقوال المذهب فأنصحه بقراءة كتاب الذخيرة للقرافي لأنه يذكر الأقوال في المذهب وخارج المذهب ويذكر الأدلة ويناقشها وهذا جيد لطالب العلم. اهـ بمعناه
منقول
Forwarded from قناة عبد القادر الجنيد العلمية
🔶 احذر أنْ يُطمَس على قلبك فتُحب البدع، وتَعبد الله بها.
- قيل لإمام أهل الحجاز سفيان بن عُيينة - رحمه الله -:
«ما بال أهل الأهواء لهم محبَّة شديدة لأهوائهم؟
- يَعني: لِبدعهم -.
فقال أنسيت قول الله تعالى: { وأُشرِبوا في قلوبهم العِجل بكفرِهم }».
وأهل الأهواء عند السَّلف الصالح هُم:
«أهل البدع».
وسمَّوهم بذلك:
لأنهم في باب البدع يتبعون أهوائهم، وليست أدلة الشريعة، وما كان عليه النبي ﷺ وأصحابه مِن الاعتقاد والقول والعمل.
- وقال الإمام الشافعي - رحمه الله - مُرهبًا مِن الموت على البدع:
«لأنْ يَلقى اللهَ العبدُ بكل ذنْب ما خلا الشُّرك خير مِن أنْ يَلقاه بشيء مِن الأهواء».
- أي: بشيء مِن البدع -.
✏️ وكتبه:
عبد القادر الجنيد.
- قيل لإمام أهل الحجاز سفيان بن عُيينة - رحمه الله -:
«ما بال أهل الأهواء لهم محبَّة شديدة لأهوائهم؟
- يَعني: لِبدعهم -.
فقال أنسيت قول الله تعالى: { وأُشرِبوا في قلوبهم العِجل بكفرِهم }».
وأهل الأهواء عند السَّلف الصالح هُم:
«أهل البدع».
وسمَّوهم بذلك:
لأنهم في باب البدع يتبعون أهوائهم، وليست أدلة الشريعة، وما كان عليه النبي ﷺ وأصحابه مِن الاعتقاد والقول والعمل.
- وقال الإمام الشافعي - رحمه الله - مُرهبًا مِن الموت على البدع:
«لأنْ يَلقى اللهَ العبدُ بكل ذنْب ما خلا الشُّرك خير مِن أنْ يَلقاه بشيء مِن الأهواء».
- أي: بشيء مِن البدع -.
✏️ وكتبه:
عبد القادر الجنيد.
Forwarded from قناة عبد القادر الجنيد العلمية
🔷 بعض نصوص القرآن في تبيين أنَّ دعاء غير الله مع الله شِرك وكُفر مُخرِج عن مِلَّة الإسلام.
وأنَّه مِن دِين المشركين لا المسلمين.
كقول بعضهم يدعون غير الله:
[ مدَد يا بدوي - فرِّج عنَّا يا جيلاني - أغثنا يا عيدروس - شيئًا لله يا رفاعي - اشفنا يا حسين ]
أولًا -
قال الله تعالى في سورة "الجن" مُبيِّنًا أنَّ دعاء غيره معه شِرك وكُفر:
{ وأنَّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا وأنَّه لمَّا قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لِبدًا قل إنِّما أدعوا ربي ولا أشرك به أحدًا }.
ثانيًا -
قال الله سبحانه في سورة "فاطر" مُبيِّنًا أنَّ دعاء غيره معه شِرك وكُفر:
{ ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون مِن دونه ما يملكون مِن قِطمير إنْ تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم }.
ثالثًا -
قال الله تعالى في سورة "غافر" مُبيِّنًا أنَّ دعاء غيره معه مِن دِين المشركين:
{ ذلكم بأنَّه إذا دُعِي الله وحدَه كفرتم وإنْ يُشرك به تؤمنوا }.
رابعًا -
قال الله سبحانه في سورة "العنكبوت" مُبيِّنًا أنَّ دعاء غيره معه مِن دِين المشركين:
{ فإذا ركبوا في الفُلك دعوا الله مخلصين له الدِّين فلما نجَّاهم إلى البَر إذا هُم يشركون }.
✏️ وكتبه:
عبد القادر الجنيد.
وأنَّه مِن دِين المشركين لا المسلمين.
كقول بعضهم يدعون غير الله:
[ مدَد يا بدوي - فرِّج عنَّا يا جيلاني - أغثنا يا عيدروس - شيئًا لله يا رفاعي - اشفنا يا حسين ]
أولًا -
قال الله تعالى في سورة "الجن" مُبيِّنًا أنَّ دعاء غيره معه شِرك وكُفر:
{ وأنَّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا وأنَّه لمَّا قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لِبدًا قل إنِّما أدعوا ربي ولا أشرك به أحدًا }.
ثانيًا -
قال الله سبحانه في سورة "فاطر" مُبيِّنًا أنَّ دعاء غيره معه شِرك وكُفر:
{ ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون مِن دونه ما يملكون مِن قِطمير إنْ تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم }.
ثالثًا -
قال الله تعالى في سورة "غافر" مُبيِّنًا أنَّ دعاء غيره معه مِن دِين المشركين:
{ ذلكم بأنَّه إذا دُعِي الله وحدَه كفرتم وإنْ يُشرك به تؤمنوا }.
رابعًا -
قال الله سبحانه في سورة "العنكبوت" مُبيِّنًا أنَّ دعاء غيره معه مِن دِين المشركين:
{ فإذا ركبوا في الفُلك دعوا الله مخلصين له الدِّين فلما نجَّاهم إلى البَر إذا هُم يشركون }.
✏️ وكتبه:
عبد القادر الجنيد.