قناة د.عبدالله الغفيلي

*أقسام الرخصة*

☘القسم الأول:
رخصة واجبة، أي: يجب الأخذ بها، فإن امتنع عن ذلك، ثم مات، أو لحقه ضرر، فإنه يأثم بذلك، ومن أمثلة ذلك:
▪️1 - أكل الميتة للمضطر؛ فهو حكم ثابت على خلاف الدليل وهو قوله تعالى: (حرمت عليكم الميتة) لعذر، وهو الاضطرار.
▪️2 - شرب الخمر لمن غص بلقمة، وخشي علي نفسه الهلاك، ولم يجد ما يسيغها إلا به، لقوله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم)
▪️3 - التيمم للمريض، أو الذي به جراحة مع القدرة على استعمال الماء، لقوله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم)، وقوله: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)

☘القسم الثاني:
رخصة مندوبة، إن أخذ بها فله أجر. ومن أمثلة ذلك:
▪️1 - قصر الصلاة الرباعية للمسافر؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "صدقة تصدق
الله بها عليكم فاقبلوا صدقته ".
▪️2 - الإبراد في صلاة الظهر في شدة الحر، لورود الأمر به مع ذكر العلة، وهي: أن شدة الحر من فيح جهنم، حيث قال - صلى الله عليه وسلم -: "ابردوا فإن شدة الحر من فيح جهنم ".

☘القسم الثالث:
رخصة مباحة، ومن أمثلة ذلك:
▪️1 - التلفظ بكلمة الكفر لمن أكره على ذلك وقلبه مطمئن بالإيمان؛ حيث إن الدليل على وجوب الإيمان قائم، وحرمة التلفظ بالكفر قائمة، وإنما أبيح التلفظ بكلمة الكفر حالة الإكراه - فقط - مراعاة لحق نفسه؛ حيث يفوت ذلك الحق عند الامتناع صورة ومعنى بتخريب بدنه، وإزهاق روحه، ثم إن إجراء كلمة الكفر على اللسان لا يوجب خللا في الإسلام؛ فبقاء الإسلام ببقاء العقيدة، ولا تفوت بهذا. ولو صبر وامتنع عن التلفظ بكلمة الكفر فإنه يكون آخذا بالعزيمة وهو أفضل وأولى؛ حيث إنه إذا صبر وبذل نفسه في دين الله وقتل وهو صابر محتسب.
▪️2 - رؤية الطبيب لعورة الرجل أو المرأة عند الحاجة. فالدليل قائم على تحريم النظر إلى عورة المرأة والرجل، ولكن إذا احتاج أي واحد منهما إلى طبيب لمعالجة، أو ولادة، فقد أبيح ذلك رخصة.
▪️3 - الجمع بين الصلاتين في السفر، فهذا من الرخص المباحة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - جمع في سفره إلى تبوك بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء جميعا.
▪️4- تعجيل الزكاة قبل تمام الحول؛ حيث رخص الرسول - صلى الله عليه وسلم - للعباس- رضي الله عنه - في تعجيل الزكاة قبل أن تحل.
▪️5- النظر إلى المخطوبة؛ حيث ثبت أن النبي- صلى الله عليه وسلم -قال للمغيرة ابن شعبة -لما علم أنه خطب امرأة -: " انظر إليها، فإنه أجدر أن يؤدم بينكما ".

☘القسم الرابع:
رخصة خلاف أولى، أي: أن ترك الأخذ بالرخصة أولى وأفضل من. فجلها، ومن أمثلة ذلك:...
▪️1 - الإفطار في رمضان للمسافر الذي لا يشق عليه الصيام ولا يتضرر به، وقلنا: إنه رخصة خلاف الأولى؛ لقوله تعالى: (وأن تصوموا خير لكم)، ولما روي عن أنس، وعثمان بن أبي العاص الثقفي - رضي الله عنهما - أنهما قالا: " الصوم في السفر أفضل لمن قدر عليه ".
▪️2 - التلفظ بكلمة الكفر لمن أكره عليه قد سبق أن ذلك خلاف الأولى؛ لأن الأولى والأفضل عدم التلفظ بكلمة الكفر.
▪️3 - المسح على الخفين، رخصة خلاف الأولى؛ لأن الأولى والأفضل غسل الرجلين.

☘القسم الخامس:
الرخصة المكروهة، ومن أمثلته:
▪️1 - السفر للترخص فقط، أي: يسافر لأجل أن يفطر أو يقصر، وليس له غرض إلا ذلك، فهذا له أن يفطر ويقصر رخصة، ولكن هذه الرخصة مكروهة، لأنه ضيع وقته بلا فائدة.
▪️2 - غسل الخف بدلا من مسحه، فهذا يعتبر من الرخص المكروهة؛ لأنه قد يفسد ماله، ومع ذلك فهو مجزئ؛ لأنه مسح.
وفي الأقسام السابقة، والأمثلة خلاف عند البعض ((راجع " الرخص الشرعية وإثباتها بالقياس "))

ــــــــــــ•••ــــــــــــ•••ــــــــــــ
الشيخ عبد الكريم النملة، المهذب في علم أصول الفقه (٤٥٥: ٤٥٩) بتصرف

T.me/dr_alghfaily