Telegram Web
‏قال ابن القيم : الجنة ليست اسما لمجرد الأشجار والفواكه، والطعام والشراب، والحور العين، والأنهار والقصور. وأكثر الناس يغلطون في مسمى الجنة. فإن الجنة اسم لدار النعيم المطلق الكامل. ومن أعظم نعيم الجنة التمتع بالنظر إلى وجه الله الكريم، وسماع كلامه، وقرة العين بالقرب منه وبرضوانه.
‏قال أبو العالية سألت أصحاب محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن قول الله عز وجل: {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب}الآية فقالوا: كل من عصى الله فهو جاهل ، وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب.
قال أبو الجوزاء : ما لعنت شيئا قط ، ولا أكلت شيئا ملعونا قط ، ولا آذيت أحدا قط !
قال الذهبي : انظر إلى هذا السيد واقتد به . انتهى
وكما كان قويا في نفسه فقد كان قويا في بدنه حتى انه كان مع وصاله إذا قبض على ذراع الشاب كاد يحطمها .
‏قال تعالى : ﴿وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلْمُنتَهَىٰ﴾ في معناه قولان ؛ أحدهما : أن معناه إلى الله المصير في الآخرة . والآخر : أن معناه أن العلوم تنتهي إلى الله، ثم يقف العلماء عند ذلك، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: تفكروا في كل شيء ولاتفكروا في ذات الله . قال ابن حجر : سنده جيد.
للدعاء حلاوة يجدها المؤمن في قلبه إذا أقبل على الله بصدق ويقين ، وكان بعض السلف يستدل على قبول الدعاء بوجود هذه الحلاوة ، كما استدل سعيد بن جبير على أنه سيموت شهيدا بأنه سأل الله الشهادة وهو يجد حلاوة الدعاء .
‏قال ابن القيم : على قدر حسن ظنك بربك ورجائك له يكون توكلك عليه ؛ ولذلك فسر بعضهم التوكل بحسن الظن بالله.
‏قال ابن القيم : كان شيخنا - رضي الله عنه - يقول: المقدور يكتنفه أمران ؛ التوكل قبله، والرضى بعده، فمن توكل على الله قبل الفعل ، ورضي بالمقضي له بعد الفعل فقد قام بالعبودية.
‏قال الأعمش : كان يحيى بن وثاب من أحسن الناس قراءة ، ربما اشتهيت أن أقبل رأسه من حسن قراءته ، وكان إذا قرأ لا تُسمع في المسجد حركة ، كأنْ ليس في المسجد أحد .
‏العبد آفته إما من عدم الهداية، وإما من عدم التوكل، فإذا جمع التوكل إلى الهداية فقد جمع الإيمان كله ؛ قال تعالى عن المصطفين الأخيار : {وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا} .

مدارج السالكين
ج ٢ ص ١٢٧
يقول كثير من الناس : قبر فلان هو الترياق المجرب !!
وهذا القول ليس له أصل في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قاله أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا أحد من أئمة المسلمين المشهورين بالإمامة في الدين؛ ولم يكن في الصحابة والتابعين والأئمة والمشايخ المتقدمين من يقول: إن الدعاء مستجاب عند قبور الأنبياء والصالحين لا مطلقا ولا معينا.

لمزيد تفصيل
مجموع فتاوى ابن تيمية
ج ٢٧ ص ١١٥
‏قيل لخالد بن يزيد: ما أقرب شيء؟
‏قال: الأجل.
‏قيل: فما أبعد شيء؟
‏قال: الأمل.
‏قيل: فما أرجى شيء؟
‏قال: العمل .
قال المهلب بن أبي صفرة : يعجبني في الرجل أن أرى عقله زائدا على لسانه
‏قال ابن القيم : أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه بالصبر الجميل، والصفح الجميل، والهجر الجميل. فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول: الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه ، والصفح الجميل هو الذي لا عتاب معه ، والهجر الجميل هو الذي لا أذى معه.
الشكوى إلى الله عز وجل لا تنافي الصبر ؛ فإن يعقوب - عليه السلام - وعد بالصبر الجميل ، والنبي إذا وعد لا يخلف. ثم قال: {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله} ، وكذلك أيوب أخبر الله عنه أنه وجده صابرا مع قوله: {مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} ، وإنما ينافي الصبر شكوى الله، لا الشكوى إلى الله. كما رأى بعضهم رجلا يشكو إلى آخر فاقة وضرورة. فقال: يا هذا، تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك؟


مدارج السالكين
رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية ــ قدس الله روحه ــ في المنام، وكأني ذكرت له شيئا من أعمال القلب وأخذت في تعظيمه ومنفعته، لا أذكره الآن، فقال: أما أنا فطريقتي: الفرح بالله والسرور به، أو نحو هذا من العبارة.
وهكذا كانت حاله في الحياة، يبدو ذلك على ظاهره وينادي به عليه حاله.

مدارج السالكين
ج ٢ ص ١٧٦
‏كتب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى أبي موسى - رضي الله عنه -: أما بعد، فإن الخير كله في الرضى ؛ فإن استطعت أن ترضى وإلا فاصبر .
كانت عاتكة بنت زيد تحت عبد الله بن أبي بكر قد غلبته على رأيه وشغلته عن سوقه، فأمره أبو بكر بطلاقها واحدة، ففعل فوجد عليها، فقعد لأبيه على طريقه وهو يريد الصلاة فلما أبصر به شكى وأنشد يقول:
فلم أر مثلي طلق اليوم مثلها
ولا مثلها في غير جرم تطلق
فرق له وأمره بمراجعتها .
أ . د / أحمد سير المباركي كان من ضمن كوكبة علمية أنعم الله بها علينا ونحن طلاب في كلية الشريعة بالرياض ، رأينا فيهم الدقة العلمية ، والصلاح الظاهر ، والانضباط في مواعيد المحاضرات ، والتوجيه التربوي السديد في أثناء المحاضرات ، خاصة في جانب التحذير من القول على الله بلا علم ، ولا زلنا نجد آثار توجيهاتهم وصدقهم في نفوسنا إلى اليوم ، كما نجد فيها الطريقة العلمية الصحيحة لفهم الكتب العلمية التي أخذناها عنهم . واليوم رحل معظم أولئك الأفاضل ، ولم يبق منهم إلا القليل ، ولكن بقي لهم منا ومن غيرنا من طلابهم الثناء والدعاء . اللهم اغفر لهم وارحمهم ، وارفع درجاتهم ، واجمعنا بهم في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
‏سئل بعض السلف عن الخيرات الثلاث ؟
‏فقال : اللسان الصدرق ، والقلب التقي ، والمرأة الصالحة .
اجتمع وهيب بن الورد، وسفيان الثوري، ويوسف بن أسباط، فقال الثوري: قد كنت أكره موت الفجأة قبل اليوم، وأما اليوم: فوددت أني ميت.
فقال له يوسف: ولم؟
فقال: لما أتخوف من الفتنة.
فقال يوسف: لكني لا أكره طول البقاء.
فقال الثوري: ولم تكره الموت؟
قال: لعلي أصادف يوما أتوب فيه وأعمل صالحا.
فقيل لوهيب: أي شيء تقول أنت ؟فقال: أنا لا أختار شيئا، أحب ذلك إلي أحبه إلى الله. فقبل الثوري بين عينيه وقال: روحانية ورب الكعبة!
2025/01/23 01:07:30
Back to Top
HTML Embed Code: