Telegram Web
‏قال الربيع بن أنس : علامة حب الله كثرة ذكره ؛ فإنك لا تحب شيئا إلا أكثرت من ذكره .
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يوما لامرأته عاتكة : والله لأسوأنك.
فقالت: أتستطيع أن تصرفني عن الإسلام، بعد أن هداني الله؟
قال: لا .
فقالت: فأي شيء تسوؤني به إذا؟
قال ابن القيم : تريد أنها راضية بمواقع القدر، لا يسوؤها منه شيء إلا صرفها عن الإسلام، ولا سبيل له إليه.
يقول الذهبي عن إمام المتكلمين الفخر الرازي : رأس في الذكاء والعقليات، لكنه عرى من الآثار، وله تشكيكات على مسائل من دعائم الدين تورث حيرة، نسأل الله أن يثبت الايمان في قلوبنا. وله كتاب السر المكتوم في مخاطبة النجوم، سحر صريح، فلعله تاب من تأليفه إن شاء الله تعالى .
دروس في الأسماء والصفات (١)
أسماء الله أعلام وأوصاف
جميع الخلق في نعم الله، وكل من أقر بالله ربا، وتفرده بالخلق والإحسان فإنه يضيف نعمته إليه، لكن الشأن في تمام حقيقة الشكر ، وهو الاستعانة بها على مرضاته ، وقد كتبت عائشة رضي الله عنها إلى معاوية رضي الله عنه: إن أقل ما يجب للمنعم على من أنعم عليه: أن لا يجعل ما أنعم عليه سبيلا إلى معصيته.
‏قال تعالى :( إن المجرمين في ضلال وسعر ) ؛ قال ابن كثير : يخبرنا تعالى عن المجرمين أنهم في ضلال عن الحق ، وسعر مما هم فيه من الشكوك والاضطراب في الآراء، وهذا يشمل كل من اتصف بذلك من كافر ومبتدع من سائر الفرق .
يقول مجاهد بن جبر : بينا أنا أصلي، إذ قام مثل الغلام ذات ليلة، فشددت عليه لآخذه، فوثب، فوقع خلف الحائط حتى سمعت وجبته، ثم قال: إنهم يهابونكم كما تهابونهم .
فائدة من مدارج السالكين

‏اللسان يراد به ثلاثة معان :-
‏١- الثناء الحسن ؛ قال تعالى ( وجعلنا لهم لسان صدق عليا ) ؛ والمراد باللسان هنا الثناء الحسن .
‏٢- اللغة ؛ كقوله تعالى ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) ، وقوله ( واختلاف ألسنتكم ) .
‏٣- الجارحة نفسها ، كقوله تعالى ( لاتحرك به لسانك ) .
‏قال ابن المبارك : سخاء النفس عما في أيدي الناس أفضل من سخاء النفس بالبذل .
‏قال النبي ﷺ: ( إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل ) . رواه البخاري
‏قال ابن حجر : الرفقة الجماعة المترافقون … وفيه أن رفع الصوت بالقرآن بالليل مستحسن ، لكن محله إذا لم يؤذ أحدا ، وأمن الرياء .
يقول بعض العباد : كنت في بداياتي بعيدا عن الله منغمسا في الشهوات ، حتى كان ذات يوم مررت برجل مقعد ، فقلت له : هل تشتهي شيئا ؟
فقال : نعم ، رمانا ، فجئته برمان ، فلما وضعته بين يديه رفع بصره وقال : تاب الله عليك ، فما أمسيت حتى تغير قلبي عما كنت عليه وأقبلت على الله تعالى .
قال ابن القيم : كان قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما من الأجواد المعروفين. حتى إنه مرض مرة، فاستبطأ إخوانه في العيادة. فسأل عنهم ، فقالوا: إنهم كانوا يستحيون مما لك عليهم من الدين. فقال: أخزى الله مالا يمنع الإخوان من الزيارة. ثم أمر مناديا ينادي: من كان لقيس عليه مال فهو منه في حل. فما أمسى حتى كسرت عتبة بابه، لكثرة من عاده.
‏قال الشاعر :
‏والمَرءُ يَصعَدُ رَيعَانُ الشَبَابِ به
‏ وكُلُّ مُصعدَةٍ يَوماً ستَنحَدِرُ
‏وكلُّ بيتٍ خَرَاب بَعدَ جِدَّتِه
‏ ومن وراء الشبابِ المَوتُ والكِبَرُ
‏قال الشاعر :
‏ما لي أرى الناسَ والدنيا مُوَلِّيةٌ
‏ وكلُّ حَبلٍ عليها سوف يَنبَتِرُ
‏لا يَشعُرونَ بِمَا في دِينهم نَقَصُوا
‏ جَهلاً وإن نَقَصت دُنياهُمُ شَعَروا
‏مَن عاشَ أدرك في الأعداءِ بُغيَتَهُ
‏ ومَن يَمُت فَلَهُ الأيَّامُ تَنتَصِرُ
قال ابن القيم : لا صلاح للنفس إلا بإيثار رضى بارئها ومولاها على غيره. ولقد أحسن أبو فراس في قوله، إلا أنه أساء كل الإساءة إذ يقوله لمخلوق لا يملك له ولا لنفسه ضرا ولا نفعا:
فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب
سئل طبيب العرب الحارث بن كلدة : ما الدواء ؟ قال : الأزم ؛ يعني الحمية .
‏من نعمة الله على العبد أن يجعله مظلوما يترقب النصر ، ولا يجعله ظالما يترقب المقت والأخذ ، ولو خير العاقل بين الحالتين لاختار أن يكون مظلوما .

‏مدارج السالكين
‏ج ٢ ص ٣٢٢
قال عروة بن الزبير : رأيت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على عاتقه قربة ماء، قلت: يا أمير المؤمنين، لا ينبغي لك هذا، فقال: لما أتاني الوفود سامعين مطيعين دخلت نفسي نخوة، فأحببت أن أكسرها .
قال الشاعر :
والذِّكرُ فيه حَيَاةٌ لِلقُلُوبِ كما
يُحيِي البِلادَ إذا ما ماتَت المَطَرُ
والعِلمُ يَجلُو العَمَى عن قلبِ صاحبِه
كما يُجلي سوادَ الظُّلمةِ القَمَرُ
والمَوتُ جِسرٌ لِمَن يَمشِي على قَدَم
إلى الأمور التي تُخشَى وتُنتَظَرُ
فهم يَمُرُّونَ أفواجاً وتَجمَعُهم
دَارٌ إليها يَصيرُ البَدوُ والحَضَرُ
2025/07/13 13:55:08
Back to Top
HTML Embed Code: