Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
1368 - Telegram Web
Telegram Web
#نصوص_مختارة

🖊 الاستدلال العقلي على أصول العقيدة
..
https://www.tgoop.com/dr_alsolami
#مقال

الفقه وعلم الآخرة

ارتبط لفظ «الفقه» في الدراسات الشرعية بالأحكام الشرعية العملية وهي: العبادات والمعاملات، وهذا المفهوم هو جزء من معناه، والمعنى الأدق للفقه هو: فهم الدين أصولًا وفروعًا، فقد جاء في الصحيح قول الرسول ﷺ: ( النَّاسُ مَعَادِنُ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا) [رواه البخاري في صحيحه رقم: «3383»، ومسلم في صحيحه رقم: «2526»]، وفي الصحيح قوله ﷺ: (أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ، أَضْعَفُ قُلُوبًا وَأَرَقُّ أَفْئِدَةً، الْفِقْهُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ) [رواه البخاري في صحيحه رقم: «4390»، ومسلم في صحيحه رقم: «52»].

وقد يظن البعض أنَّ معنى هذين الحديثين الفقه بمعنى المعلومات النظرية للشريعة، ولكن الحق أنَّ الفقه هو علم الآخرة، فإذا لم تنفع المعلومات في الآخرة فإنَّ الفقه لا يتحقَّق، ويدل على صحة ذلك قوله تعالى: {لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ} [التوبة:122]؛ لأنَّ الإنذار المترتب على الفقه يدل على أنَّ الفقه المراد في الوحي هو: الفهم الذي يستلزم الإنذار، وهو علم الخوف من الآخرة، أمَّا مجرد المعرفة النظرية للأحكام فإنَّه لا يحصل بها الإنذار.
فالفقه هو: العلم بأحكام الشريعة الذي ينفع في الآخرة من جهة الإخلاص، والعمل بالعلم، وتوريث الخشية والتعظيم لله تعالى، وهو علم القلب الذي يزكِّي النفس، ويُطهِّر الظاهر والباطن من أدران الذنوب والفتن والنفاق.

وينحرف عن هذا المعنى الشرعي للفقه طائفتان:
- الطائفة الأولى: تجعل العلم هو المعلومات النظرية للأحكام مع إهمال آثاره في القلب والنفس والعمل، والانشغال عن فقه الآخرة، وهذا يحصل عند كثير من الفقهاء المتأخرين، وهو مظنة لتسرُّب الأهواء، والترخُّص والتساهل وتتبُّع الآراء الشاذة، كما أنَّه مظنة لابتذال العلم عند أصحاب الوجاهات والرئاسات، ومن هنا تنطلق ظاهرة علماء السوء، وفقهاء الدنيا، يقول تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الأعراف:175].
- والطائفة الثانية: تجعل العلم هو التعبد دون اعتبار لمعرفة أحكام الشريعة، والتعبد لله تعالى بالاستحسانات النفسية والعقلية، وفي هذه الطائفة تظهر المحدثات والبدع والشرك مثل: عبَّاد الصوفية، يقول تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف:103-104].
وقد قال سفيان بن عيينة -رحمه الله تعالى-: (كانوا يقولون: من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عُبَّادنا ففيه شبه من النصارى)، [انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية «1/ 197»].
والمنهج المستقيم هو الجمع بين علوم الشريعة لمعرفة الاعتقاد الصحيح، والحلال والحرام، والعلم بحدود الله، وبين علوم الآخرة وهي الإخلاص، والعمل بالعلم، والخشية، وأعمال القلوب.

ولهذا ينبغي عليك يا طالب العلم: الجمع بين العلم والعمل، ومعرفة الأحكام وتنزيلها علمًا ودعوةً وإصلاحًا، وهذا هو مسلك النجاة من الانحرافات.
..
https://www.tgoop.com/dr_alsolami/1352
#نصوص_مختارة

🖊 المرجعية الفكرية في المذاهب العقلانية

https://www.tgoop.com/dr_alsolami
#جديد
#كتاب_إلكتروني

📔| كتاب: شهر رمضان «معارف وأحكام»

🔖| إصدار عام 1446هـ

📌| لتحميل الملف: اضغط هنا
..
https://www.tgoop.com/dr_alsolami/1363
2025/07/14 07:07:02
Back to Top
HTML Embed Code: