Telegram Web
ذو القعدة من الأشهر الحرم بغير خلاف، وهو أول الأشهر الحرم المتوالية.
وهل هو أول الحرم مطلقا أم لا؟ فيه خلاف..
وهو أيضا من أشهر الحج التي قال الله تعالى فيها: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} [البقرة: ١٩٧]،

وقيل: إن تحريم ذي القعدة كان في الجاهلية لأجل السير إلى الحج، وسمي ذا القعدة لقعودهم فيه عن القتال.

وتحريم المحرم لرجوع الناس فيه من الحج إلى بلادهم، وتحريم ذي الحجة لوقوع حجهم فيه،
وتحريم رجب كان للإعتمار فيه من البلاد القريبة.

[لطائف المعارف (ص/259) لابن رجب]
من خصائص ذي القعدة أن عُمَر النبي صلى الله عليه وسلم كلها كانت في ذي القعدة، سوى عمرته التي قرنها بحجته مع أنه صلى الله عليه وسلم أحرم بها أيضا في ذي القعدة وفعلها في ذي الحجة مع حجته،

وكانت عمره صلى الله عليه وسلم أربعا:

عمرة الحديبية ولم يتمها بل تحلل منها ورجع.

وعمرة القضاء من قابل.

وعمرة الجعرانة عام الفتح لما قسم غنائم حنين. وقيل: إنها كانت في آخر شوال، والمشهور أنها كانت في ذي القعدة، وعليه الجمهور.

وعمرته في حجة الوداع كما دلت عليه النصوص الصحيحة، وعليه جمهور العلماء أيضا.

وقد روي عن طائفة من السلف منهم:
ابن عمر، وعائشة، وعطاء، تفضيل عمرة ذي القعدة وشوال على رمضان.

[لطائف المعارف (ص/259) لابن رجب]
وإذا كان الإنسان تسوءه سيئته، ويعمل لأجلها عملاً صالحاً كان ذلك دليلاً على إيمانه.

[فتح الباري (28/3) لابن رجب]
كان يقول [الشافعي]: ما ناظرت أحدًا فأحببت أن يخطئ، وما ناظرت أحدًا فباليت أظهرَ الحقُّ عَلَى لسانه أو عَلَى لساني.

قال ابن رجب رحمه الله:
لأنّ تناظرهم كان لظهور أمر الله ورسوله، لا لظهور نفوسهم ولا الانتصار لها.

وكذلك المشايخ والعارفون كانوا يوصون بقبول الحق من كل من قال الحق صغيرًا أو كبيرًا وينقادون لقوله.

[مجموع الرسائل (245/1) لابن رجب]
فإذا أيقن القلب بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر= انبعثت الجوارح كلها للاستعداد للقاء الله تعالى بالأعمال الصالحة فنشأ ذلك كله عن اليقين.

[فتح الباري (15/1) لابن رجب]
قال الحسن: لا يكونُ حظُّ أحدِكُم من العلم أن يُقال عالم..

[مجموع الرسائل (82/1) لابن رجب]
من حقق التوكّل على الله لم يكله إلى غيره، وتولاّه بنفسه.

وحقيقة التوكّل: تكِلَة الأمُور كُلِّها إلى من هي بيده؛ فمن توكّل على الله في هدايته وحِراسته وتوفيقه وتأييده ونصره ورزقه، وغير ذلك من مصالح دينه ودنياه تولّى الله مصالحه كلَّها؛ فإنّه تعالى ولي الذين آمنوا.

[مجموع الرسائل (141/1) لابن رجب]
قالَ بعضُهُم: (كانَ الصِّدِّيقونَ يَسْتَحْيونَ مِن اللهِ أنْ يَكونوا اليومَ على مثلِ حالِهِمِ بالأمسِ)

يُشيرُ إلى أنَّهُم كانوا لا يَرْضَوْنَ كلَّ يومٍ إلَّا بالزِّيادةِ مِن عملِ الخيرِ، ويَسْتَحْيون مِن فقدِ ذلكَ ويَعُدُّونَهُ خسرانًا، كما قيلَ:

ألَيْسَ مِنَ الخُسْرانِ أنَّ لَيالِيًا … تَمُرُّ بِلا نَفْعٍ وَتُحْسَبُ مِنْ عُمْري

[لطائف المعارف (ص/658) لابن رجب]
رُئِيَ بعضُ الموتى في المنامِ، فقالَ: ما عندَنا أكثرُ مِن النَّدامةِ، وما عندَكُم أكثرُ مِن الغفلةِ.

[لطائف المعارف (ص/660) لابن رجب]
يا من إذا تشبه بالصالحين فهو عنهم متباعد، وإذا تشبه بالمذنبين فحاله وحالهم واحد، يا من يسمع ما تلين به الجوامد وطرفه جامد، وقلبه أقسى من الجلامد، يا من برد قلبه عن التقوى، كيف ينفع الضرب في حديد بارد؟

يا نفس أنى تؤفكينَا … حتى متى لا ترعوينَا
حتى متى لا تعقلينا … وتبصرين وتسمعينا
يا نفس إن لم تصلحي ... فتشبهي بالصالحينا

[مجموع الرسائل (255/1) لابن رجب]
في رواية ابن القاسم: أن أحمد ذكر قبر الحسين، وما يفعل الناس عنده -يعني: من الأمور المكروهة المحدثة-.

وهذا فيه إشارة إلى أن الإفراط في تتبع مثل هذه الآثار يخشى منه الفتنة، كما كره اتخاذ قبور الأنبياء مساجد، وقد زاد الأمر في ذلك عند الناس حتى وقفوا عنده، واعتقدوا أنه كاف لهم، واطرحوا ما لا ينجيهم غيره، وهو طاعة الله ورسوله.

[فتح الباري (179/3) لابن رجب]
في سماع أخبار الأخيار مقوّياً للعزائم ومعيناً على اتباع تلك الآثار، وقال بعض العارفين: الحكايات جندٌ من جنود الله تقوى بها قلوب المريد.
ثم تلا قوله عزوجل لرسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيكَ مِن أَنباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ في هذِهِ الحَقُّ وَمَوعِظَةٌ وَذِكرى لِلمُؤمِنينَ﴾.

[مجموع الرسائل (477/2) لابن رجب]
يا لله! العجب لو ادعى رجل معرفة صناعة من صنائع الدُّنْيَا -ولم يعرفه الناس بها، ولا شاهدوا عنده آلاتها- لكذبوه في دعواه ولم يأمنوه عَلَى أموالهم، ولم يمكنوه من تلك الصناعة، فكيف بمن يدعي معرفة أمر الرسول ﷺ، وما شوهد قط يكتب علم الرسول، ولا يجالس أهله ولا يدارسه؟! فللَّه العجب، كيف يقبل أهل العقول دعواه ويحكمونه في أديانهم يفسدها بدعواه الكاذبة.

[مجموع الرسائل (248/1) لابن رجب]
من خرج إلى سفر من أسفار الدُّنيا بغير زاد، ندم حيث يحتاج إلى الزاد، فلا ينفعه الندم وربما هلك.

فكيف بمن رحل إلى سفر الآخرة مع طوله ومشقته بغير زاد؟!

[مجموع الرسائل (430/2) لابن رجب]
{وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ}

لا همَّ للمحبِّ غيرُ ما يُرضي حبيبه، رضي من رضي، وسَخِطَ من سخط.. من خاف الملامة في هوى من يُحبُّه، فليس بصادقٍ في المحبَّةِ:

وقف الهوي بي حيثُ أنت فَلَيسَ لي … مُتَأَخَّرٌ عنه ولا مُتقدَّمُ
أَجِدُ الملامَةَ في هَواكِ لَذيذةً … حُباً لِذكرك فليلُمْني اللُّوَّمُ

[جامع العلوم والحِكَم (ص/778) لابن رجب]
من أعظم ما يُتقرَّب به العبد إلى الله تعالى مِنَ النَّوافل: كثرة تلاوة القرآن، وسماعهُ بتفكُّر وتدبُّرٍ وتفهُّمٍ، قال خباب بن الأرت لرجل: تقرَّب إلى الله ما استطعتَ، واعلم أنَّك لن تتقرب إليه بشيءٍ هو أحبُّ إليه من كلامه… لا شيءَ عند المحبين أحلى من كلام محبوبهم، فهو لذَّةُ قلوبهم، وغايةُ مطلوبهم.

[جامع العلوم والحِكَم (ص/781) لابن رجب]
قال بعضُ العارفين لمريدٍ: أتحفظُ القرآن؟ قال: لا، فقال: واغوثاه بالله! مريد لا يحفظ القرآن.. فَبِمَ يتنعَّم؟ فَبِمَ يترنَّم؟ فَبِمَ يُناجي ربّه عز وجل.

[جامع العلوم والحِكَم (ص/781) لابن رجب]
منِ اجتهدَ بالتقرُّب إلى الله بالفرائضِ، ثمَّ بالنوافل، قَرَّبه إليه، ورقَّاه من درجة الإيمان إلى درجة الإحسان، فيصيرُ يَعبُدُ الله على الحضورِ والمراقبة كأنه يراه، فيمتلئُ قلبُه بمعرفة الله تعالى، ومحبَّته، وعظمته، وخوفه، ومهابته، وإجلاله، والأُنس به، والشَّوقِ إليه، حتّى يصيرَ هذا الذي في قلبه من المعرفة مشاهداً له بعين البصيرة.. ولا يزالُ هذا الذي في قلوب المحبين المقرَّبين يقوى حتّى تمتلئ قلوبُهم به، فلا يبقي في قلوبهم غيرُه، ولا تستطيع جوارحُهُم أنْ تنبعثَ إلا بموافقة ما في قلوبهم، ومن كان حالُه هذا، قيل فيه: ما بقي في قلبه إلا الله، والمراد معرفته ومحبته وذكره.

[جامع العلوم والحِكَم (ص/784) لابن رجب]
متى امتلأ القلبُ بعظمةِ الله تعالى، محا ذلك مِنَ القلب كلَّ ما سواه، ولم يبقَ للعبد شيءٌ من نفسه وهواه، ولا إرادة إلاَّ لما يريدهُ منه مولاه، فحينئذٍ لا ينطِقُ العبدُ إلاّ بذكره، ولا يتحرَّك إلا بأمره، فإنْ نطقَ، نطق بالله، وإنْ سمِعَ، سمع به، وإنْ نظرَ، نظر به، وإنْ بطشَ، بطش به، فهذا هو المرادُ بقوله: «كنت سمعه الذي يسمعُ به، وبصره الذي يُبصرُ به، ويده التي يبطش بها، ورجلَه التي يمشي بها».

[جامع العلوم والحِكَم (ص/784) لابن رجب]
2025/07/13 20:23:47
Back to Top
HTML Embed Code: