Telegram Web
قال تعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}..

ولا يكمل التزين الظاهر إلا بتزين الباطن بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى، وتطهيره من أدناس الذنوب وأوضارها.
فإن زينة الظاهر مع خراب الباطن= لا تغني شيئا قال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}

إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى ... تقلب عريانا وإن كان كاسيا

[لطائف المعارف (ص/189) لابن رجب]
[ تعرّض لنفحات الله وسله العفو والمغفرة والعتق ]

لما كثرت أسباب المغفرة في رمضان، كان الذي تفوته المغفرة فيه محروما غاية الحرمان، وفي صحيح ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال:
"آمين آمين آمين" قيل: يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت: "آمين آمين آمين؟ فقال: "إن جبريل أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت آمين".

[لطائف المعارف (ص/211) لابن رجب]
لما دفن عبد الله بن غالب كان يفوح من تراب قبره رائحة المسك، فرُؤي في المنام فسئل عن تلك الرائحة التي توجد من قبره؟ فقال: تلك رائحة التلاوة والظمأ.

[لطائف المعارف (ص/39) لابن رجب]
تقدم بعض التابعين ليصلي بالناس إمامًا، فالتفت إلى المأمومين يعدّل الصفوف وقال: استووا؛ فغُشي عليه فسئل عن سبب ذلك فقال: لما قلت لهم استقيموا فكرت في نفسي فقلت لها: فأنت هل استقمت مع الله طرفة عين؟

[لطائف المعارف (ص/18) لابن رجب]
إخواني المعوّل على القبول لا على الاجتهاد، والاعتبار ببر القلوب لا بعمل الأبدان.
رب قائم حظه من قيامه السهر!
كم من قائم محروم، وكم من نائم مرحوم؛ هذا نام وقلبه ذاكر وهذا قام وقلبه فاجر!

إن المقادير إذا ساعدت ... ألحقت النائم بالقائم

لكن العبد مأمور بالسعي في اكتساب الخيرات، والاجتهاد في الأعمال الصالحات، وكل ميسر لما خلق له؛ أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة، {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}.

[لطائف المعارف (ص/193) لابن رجب]
لا تقنط ..!

{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً}

فيا أيها العاصي -وكلنا ذلك- لا تقنط من رحمة الله بسوء أعمالك فكم يعتق من النار في هذه الأيام من أمثالك فأحسن الظن بمولاك وتب إليه فإنه لا يهلك على الله إلا هالك.

إذا أوجعتك الذنوب فداوها ... برفع يد في الليل والليل مظلم

ولا تقنطن من رحمة الله إنما ... قنوطك منها من ذنوبك أعظم

[لطائف المعارف (ص/375) لابن رجب]
واعلم أن سؤالَ اللهِ تعالى دونَ خلقه هو المتعين، لأن السؤال فيه إظهار الذلِّ من السائل والمسكنة والحاجة والافتقار، وفيه الاعترافُ بقدرةِ المسؤول على دفع هذا الضَّرر، ونيل المطلوب، وجلبِ المنافع، ودرء المضارِّ، ولا يصلح الذلُّ والافتقار إلَّا لله وحدَه، لأنه حقيقة العَبادة، وكان الإِمامُ أحمد يدعو ويقول: اللهمَّ كما صُنتَ وجهي عَنِ السُّجود لغيرك فصُنْه عن المسألة لغيرك، ولا يقدر على كشف الضرِّ وجلب النفع سواه. كما قال: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ} [يونس: ١٠٧]، وقال: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} [فاطر: ٢].

والله سبحانه يحبّ أن يُسأل ويُرْغَبَ إليه في الحوائج، ويُلَحَّ في سؤاله ودُعائه، ويَغْضَبُ على من لا يسأله، ويستدعي مِنْ عباده سؤاله، وهو قادر على إعطاء خلقه كُلِّهم سُؤْلَهم من غير أن يَنْقُصَ من ملكه شيء، والمخلوق بخلاف ذلك كله: يكره أن يُسأل، ويُحبُّ أن لا يُسأَلَ، لعجزه وفقره وحاجته. ولهذا قال وهب بن منبه لرجل كان يأتي الملوك: ويحك، تأتي من يُغلِقُ عنك بابَه، ويُظهِرُ لك فقرَه، ويواري عنك غناه، وتدع من يفتحُ لك بابه.. ويُظهر لك غناه، ويقول: ادعني أستجب لك؟!

‏[جامع العلوم والحكم (481/1) لابن رجب]
مرَّ أبو جعفر محمد بن علي بمحمد بن المنكدر وهو مغموم، فسأل عن سبب غمه، فقِيلَ لَهُ: الدَّين قد فدحه، فَقَالَ أبو جعفر: أفتح له في الدعاء؟ قيل: نعم.

قال: لقد بورك لعبد في حاجة أكثر فيها من دعاء ربه كائنة ما كانت.

[مجموع الرسائل (171/3) لابن رجب]
المؤمن إذا استبطأ الفرج، وأيس منه بعدَ كثرة دعائه وتضرُّعه، ولم يظهر عليه أثرُ الإجابة يرجع إلى نفسه باللائمة، وقال لها: إنَّما أُتيتُ من قِبَلِكَ، ولو كان فيك خيرٌ لأُجِبْتُ، وهذا اللومُ أحبُّ إلى الله من كثيرٍ من الطَّاعاتِ، فإنَّه يُوجبُ انكسار العبد لمولاه واعترافه له بأنَّه أهلٌ لما نزل به من البلاء، وأنَّه ليس بأهلٍ لإجابة الدعاء، فلذلك تُسرِعُ إليه حينئذٍ إجابةُ الدعاء وتفريجُ الكرب، فإنَّه تعالى عندَ المنكسرةِ قلوبهم من أجله.

‏[جامع العلوم والحكم(589/2) لابن رجب]
[بيت المقدس]

فإنّه عين الشام، وواسطة عقد النظام.
وقد صنف العُلَمَاء في فضله تصانيف كثيرة، وممن أفرد فضله بالتصنيف:
أبو الفرج بن الجوزي،
وأبو محمد القاسم بن عساكر.

[فضائل الشام (ص/168) لابن رجب]
كان كثير من السّلف يكرهُ أن يُطلب منه الدُّعاء، ويقول لمن يسأله الدُّعاء: أمِنِّي أنا؟!..

[مجموع الرسائل (88/1) لابن رجب]
عباد الله شهر رمضان قد انتصف، فمن منكم حاسب نفسه فيه لله وانتصف..
ألا إنّ شهركم قد أخذ في النقص، فزيدوا أنتم في العمل، فكأنّكُم به وقد انصرف،
فكل شهر فعسى أن يكون منه خلف، وأما شهر رمضان فمن أين لكم منه خلف؟!

تنصف الشهر والهفاه وانهدما … واختص بالفوز بالجنات من خدما

وأصبح الغافل المسكين مُنْكسِرا ... مثلي فيا ويحه ياعظم ماحرما

من فاته الزرع في وقت البذار فما ... تراه يحصد إلا الهم والندما

طوبى لمن كانت التقوى بضاعته ... في شهره وبحبل الله معتصما

[لطائف المعارف (ص/184) لابن رجب]
لا تترك نفسك بلا توبة..!

"فمن فعل محرَّماً مرَّةً، ثم عزم على فعله متى قَدَرَ عليه، فهو مُصِرٌّ على المعصية، ومعاقَبٌ على هذه النية، وإن لم يَعُدْ إلى عمله إلاّ بعد سنين عديدة. وبذلك فسّر ابنُ المبارك وغيرُه الإصرار على المعصية".

‏[جامع العلوم والحكم(327/2) لابن رجب]
قال الشعبي: إذا أحبّ الله عبداً لم يضره ذنب.

وتفسير هذا الكلام أنّ الله عزّوجل له عناية بمن يحبه من عباده، فكلما زلق ذلك العبد في هوة الهوى أخذ بيده إلى نجوة النجاة، ييسر له أسباب التوبة، وينبهه على قبح الزلّة، فيفزع إلى الاعتذار، ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى.

[مجموع الرسائل (69/3) لابن رجب]
العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملا صالحا، ولا حالا، ولا مقالا، فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر.
قال يحيى بن معاذ: ليس بعارف من لم يكن غاية أمله من الله العفو.

إن كنت لا أصلح للقرب ... فشأنكم عفو عن الذنب

كان مطرف يقول في دعائه: اللهم، ارض عنا، فإن لم ترض عنا فاعف عنا.

[لطائف المعارف (ص/363) لابن رجب]
أصحّ ما روي في الحوادث في [ليلة سبع عشرة من رمضان] أنّها ليلة بدر.. وقيل: تسع عشرة، والمشهور أنّها كانت ليلة سبع عشرة..

وصبيحتها هو يوم الفرقان، يوم التقى الجمعان. وسمي يوم الفرقان؛ لأنّ الله تعالى فرّق فيه بين الحقّ والباطل، وأظهر الحق وأهله على الباطل وحزبه، وعلت كلمة الله وتوحيده، وذلّ أعداؤه من المشركين وأهل الكتاب، وكان ذلك في السنة الثانية من الهجرة.

[لطائف المعارف (ص/316) لابن رجب]
بات [النبي ﷺ] تلك الليلة الجمعة سابع عشر رمضان قائما يصلّي ويبكي ويدعو الله ويستنصره على أعدائه.
وفي «المسند» عن علي بن أبي طالب، قال: «لقد رأيتنا وما فينا إلا نائم، إلاّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تحت شجرة يصلّي ويبكي حتى أصبح».

[لطائف المعارف (ص/318) لابن رجب]
قصّة بدر يطول استقصاؤها، وهي مشهورة في التفسير وكتب الصحاح والسنن والمسانيد والمغازي والتواريخ وغيرها.

[لطائف المعارف (ص/320) لابن رجب]
قال أبو عثمان النهدي:

كانوا يُعظّمون ثلاث عشرات:

العشر الأخير من رمضان

والعشر الأول من ذي الحجة

والعشر الأول من محرم .

[لطائف المعارف (ص/35) لابن رجب]
[العشر الأواخر]

خرّج الطبراني من حديث علي: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان..

قال سفيان الثوري: أحبّ إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك .

وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يطرق فاطمة وعليا ليلا فيقول لهما "ألا تقومان فتصليان".

وكان يوقظ عائشة بالليل إذا قضى تهجده وأراد أن يوتر.

وورد الترغيب في إيقاظ أحد الزوجين صاحبه للصلاة ونضح الماء في وجهه.

وفي الموطأ أن عمر بن الخطاب كان يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة يقول لهم: الصلاة الصلاة ويتلو هذه الآية: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} الآية.

[لطائف المعارف (ص/186) لابن رجب]
2025/07/14 12:34:19
Back to Top
HTML Embed Code: