Telegram Web
🔸🔸الحلقة الحادية والسبعون بعد المائة🔸🔸
**********
السيرة النبوية العطرة (( غزوة ذات الرقاع ، والسرايا ))
_______
انتهينا في الجزء السابق من {{ رسالة النجاشي }}
وتحدثنا قبل الرسائل عن غزوة {{ خيبر }} والتي انتهت بانتصار ساحق للمسلمين وهزيمة منكرة لليهود
وتخلص النبي - صل اللهم عليه وسلم - من اليهود الذين قاموا بتجميع الأحزاب على المدينة المنورة واستطاع قبل خيبر ان يدخل مع قريش في صلح {{ الحديبية }} والتي في بنودها وقف القتال بين المسلمين وقريش {{١٠ سنوات }} وبدأت أعداد كبيرة من العرب في الدخول في الإسلام وأخذت قوة المسلمين تكبر وتنمو
______
ولكن نبينا - صل اللهم عليه وسلم - ، لا ينسى من غدر به ، ولا يقبل المذلة صلوات ربي وسلامه عليه ..أتذكرون قبيلة {{ غطفان }} ؟؟
كم مرة غدورا بالمسلمين ؟؟
ثم كان لهم الدور الأكبر في غزوة {{ الأحزاب }} حين حاصروا المدينة {{ ٦ آلاف }} مقاتل ، وكانوا على وشك الإشتراك مع اليهود في خيبر ..وغطفان هي مجموعة كبيرة من القبائل الشرسة المرتزقة الذين يعيشون على السلب والنهب وقطع الطرق
لم ينسى لهم هذه المواقف - صل اللهم عليه وسلم - ، من الغدر
نبينا - صل اللهم عليه وسلم - لا يرضى الذل فهو قدوة لكل القادة صلوات ربي وسلامه عليه
_________
ولذلك قرر الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم - ، تأديب {{ غطفان }} وبعض القبائل التي تأمرت على المدينة
فلم تكن هناك لحظة ضائعة في حياة النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، وحياة هذا الجيل من الصحابة، وهذا يفسر لنا هذا الكم الهائل من الأحداث والانجازات التي وقعت في تلك الفترة القصيرة
وكان النبي - صل اللهم عليه وسلم - قد سمع ايضا باجتماع قبيلتين من غطفان وهي {{ بني أنمار }} و {{ بني مُحارب }} وأنهم يريدون الإغارة على المدينة
__________
فخرج - صل اللهم عليه وسلم - ، بنفسه الى ديار {{ غطفان }} في جيش قوامه {{٧٠٠ }} مقاتل وهو عدد قليل نسبيا في مواجهة {{ غطفان }} لأن النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، لم يكن يريد ترك المدينة بلا جيش يحميها ولم يكن مع المسلمين سوى {{ ٦٠ أو ٧٠ }} بعير ..فكان كل ستة من الصحابة يتناوبون ركوب البعير الواحد وسار الرسول - صل اللهم عليه وسلم - مسافة كبيرة بجيشه في عمق الصحراء ..وتوغل حتى بلغ ديار {{ غطفان }} وهي إلى الشمال الشرقي من المدينة المنورة على مسافة حوالي {{ ٣٠٠ كم }} من المدينة المنورة وهذه المسافة كبيرة جدا، والصحابة يسيرون على أقدامهم، حتى بليت نعالهم وتلفت أقدامهم، وسقطت أظافرهم، وأخذوا يلفون الخرق وقطع القماش على أقدامهم ، فلذلك سميت هذه الغزوة {{ بذات الرقاع }}
_______
وعندما وصل الجيش الإسلامي إلى ديار {{ غطفان }}
كانت الظروف كلها في صالح غطفان فأعدادهم كبيرة، والمعركة في ديارهم، وفي الطرق والدروب التي يعرفونها جيدا
والمسلمون أعدادهم قليلة، وهم قادمون من مسافة بعيدة، ومرهقون وقد تلفت أقدامهم من السير في الصحراء
ومع كل هذه الظروف التي في صالح {{ غطفان }}
فإن غطفان اصابها الرعب وانسحبت من أمام المسلمين
ولم تكن هذه المرة الأولى التي ينسحب فيها أعداء المسلمين خوفا منهم ..وكان ذلك توفيقا من الله تعالى
لذلك كان يقول الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم -
{{ نصرت بالرعب مسيرة شهر }} [[يعني أي قوم سمعوا بتحرك جيش محمد - صل اللهم عليه وسلم - من مسيرة شهر ، كانت تنخلع قلوبهم رعباً وفزعاً ]] وهذا هو الإعداد الذي أمر الله به نبيه ، لا كما يفهمه الناس اليوم .. قال تعالى {{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}}
الإعداد هنا القوة الإيمانية ومعطوف عليها رباط الخيل هو السلاح
فالمؤمن الحق صاحب الإيمان الصادق ، الذي يقفو اثر رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، واصحابه
إيمانه يهز قلوب الاعداء واذنابهم وشياطينهم ، وله رهبة في قلوبهم
هذا ما يخيفهم ويرعبهم ، المؤمن الصادق لأنهم يعلمون أن هذه الفئة لا تلتفت لتطور السلاح ، وقوة العدو ، متوكلون على الله و بإيمانهم فقط ، لو وقفت الجبال في وجههم لأزالوها
وكيف يصل المؤمن لهذا الايمان ؟؟ بأتباعه سنة الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم - وتعلم سيرته
عاد المسلمون الى المدينة دون قتال
وكان - صل اللهم عليه وسلم - في هذه الغزوة {{ ذات الرقاع }}
قد كسر الجناح الثالث ممن اشتركوا في غزوة الاحزاب
١_ اليهود الذين حزبوا الأحزاب كسر جناحهم
٢_وقريش التي اشتركت بأربعة آلاف مقاتل ، كسر جناحهم
٣_ثم غطفان التي اشتركت بستة آلاف مقاتل، كسر جناحهم
_________
ولم ينتهي الأمر عند رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - في هذه الغزوة بل ارسل {{ ٦ }} سرايا متتالية الى قبائل غطفان وغيرها
ولم تجتريء قبائل غطفان بعد غزوة {{ ذات الرقاع }} وبعد هذه السرايا أن ترفع رأسها مرة أخرى أمام المسلمين، بل استكانت شيئا فشيئا حتى استسلمت، ثم أسلمت واحدة بعد الأخرى
ونذكر بعض هذه السرايا بأختصار حتى ننهي هذا الجزء
______
١_ سرية {{ غالب بن عبد الله الليثي }} رضي الله عنه
الى {{ بني الملوح }} طبعا هذه السرية قبل غزوة {{ ذات الرقاع }}
وكان سبب السرية ان {{ بني ملوح }} قد قتلوا بعض أصحاب النبى - صل اللهم عليه وسلم - فأرسل اليهم النبي - صل اللهم عليه وسلم -
{{ غالب بن عبد الله الليثي }} ومعه {{ ١٧ رجل }} فوصلوا اليهم قبل غروب الشمس فلما كان الليل أرسلوا أحد الصحابة و اسمه
{{ جندب الجهني }} ليستطلع فبينما هو منبطح خرج رجل من القوم من خيمته فقال لأمرأته: _اني أرى على التل سوادا [[ اي خيال ]]
لم أره في أول يومي، فانظري الى أوعيتك لعل الكلاب تكون قد جرت منها شيئا فنظرت ثم قالت :_ ما فقدت من أوعيتي شيئا
فقال لها:_ ناوليني قوسي وسهمين ، فأرسل أحد السهام فأصابت {{ جندب }} فانتزعه جندب وثبت مكانه لا يتحرك فارسل سهم آخر فوقع في منكبه فانتزعه وثبت مكانه
فقال الرجل لأمرأته :_ لو كان ربيئة للقوم لتحرك [[ الربيئة هو العدو الذي يراقب من بعيد ]]
لقد خالطه سهمان ولم يتحرك، فاذا أصبحت فاتي بالسهام لا تمضغها الكلاب ثم دخل الى خيمته مرة أخرى
فلما اطمأنوا وناموا شن المسلمين عليهم الغارة في الليل وقتلوا منهم من قتلوا وساقوا الانعام ثم طاردهم عدد كبير من {{ بني الملوح }}
حتى اذا قربوا من المسلمين نزل سيل عظيم
ولم يكن في السماء سحابة واحدة
وكان بين الفريقين وادي فامتلأ الوادي بالماء فحال بين الفريقين، ونجا المسلمين من مطارديهم وشاهد الأعداء المسلمين وهم يسوقون أنعامهم متوجهين الى المدينة، ولم يستطيعوا الإقتراب منهم
________
٢_ سرية {{ ابو بكر الصديق }} الى {{ بني فزارة }} يتبعون لغطفان
وقد اغاروا عليهم بعد صلاة الفجر و غنم منها المسلمون ورجعوا
_______
٣_ سرية {{عمر بن الخطاب }} الى {{ هوازن }}
ارسل النبي - صل اللهم عليه وسلم - {{ عمربن الخطاب }} ومعه
{{ ٣٠ رجل }} الى هوزان فلما وصل الخبر الى {{ هوزان }} هربوا جميعا من الخوف ..فلما وصل {{ عمر بن الخطاب }} الى مكان لهم اسمه {{ تُربَة }} لم يجدوا أحد منهم فانصرفوا راجعين الى المدينة
_______
٤_ سرية {{ غالب بن عبد الله الليثي }} هذا الصحابي رضي الله عنه خرج على رأس سريتين ذكرنا الاولى وهذه الثانية
ارسله - صل اللهم عليه وسلم - الى {{ بني عوال }} و {{ بني عبد بن ثعلبة }} في ناحية نجد وكان معه {{ ١٣٠ رجل }} من الصحابة
فهجموا عليهم جميعا ، وقتلوا جمعا من أشرافهم واستاقوا الانعام والشاة ، ولم يأسروا أحدا وفي هذه السرية قتل أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما الرجل الذي قال:_ لا إله إلا الله
يقول اسامة :_ كان رجل من القوم اسمه {{ نهيك بن مرداس }} إذا أقبل القوم كان من أشدهم علينا [[ أي يقاتلهم بقوة وشجاعة ]]
فعندما انهزموا يقول اسامة :_ فتبعته أنا ورجل من الأنصار، فرفعت عليه السيف فقال :_ لا إله إلا الله ، فكف الأنصاري [[ اي توقف عن قتله ]] يقول اسامة :_ فطعنته برمحي حتى قتلته
[[ لما وجد هذا الرجل انه سيقتل قال: لا أله إلا الله كي لا يقتله اسامة ، ولكن أسامة بن زيد قتله ]]
يقول اسامة :_ ثم وجدت في نفسي من ذلك موجدة شديدة حتى ما أقدر على أكل الطعام [[ شعر اسامة انه قام بفعل منكر ، نفسه تلومه ، حتى لم يستطيع ان ياكل من الهم]]
فلما قدمت المدينة استقبلني رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - وقبلني واعتنقني [[ لان اسامة يعتبر عند رسول مثل ابن ابنه ، ابوه زيد بن حارثة ، تربى في بيت النبي - صل اللهم عليه وسلم - وكان يطلق عليه زيد بن محمد فأبطل الله التبني ولكن بقيت المشاعر كما هي ]] وكان النبي - صل اللهم عليه وسلم - إذا بعث {{أسامة بن زيد }} يسأل عنه أصحابه ،ويحب أن يُثنى عليه خيرا [[ كان يحب رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ان يسمع اخبار اسامة بالقتال وانه قام بأعمال بطولية ايمانية ]]
فلما رجعوا لم يسألهم عنه ..فأخذ الصحابة يحدثون رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - عن اسامة وبطولته [[ لأنهم يعلمون ان النبي - صل اللهم عليه وسلم - يحب ان يثنى عليه خيرا ]]
واسامة بن زيد ، كان في مقتبل العمر شاب صغير
قالوا :_ يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم
- لو رأيت ما فعل أسامة ولقيه رجل ..فقال الرجل {{ لا إله إلا الله }} فشد عليه أسامة فقتله [[ هم يظنون ان هذا العمل بطولي لأسامة ]]
يقول الصحابة فما لبثنا إلا والنبي - صل اللهم عليه وسلم - رفع راسه الشريف ونظر الى اسامة مغضبا
وصاح بأسامة وقال :_ يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟؟
فقال أسامة رضي الله عنه: _ إنما قالها خوفا من السلاح
[[ أي لم يؤمن قالها خوفا ]]
فقال له النبي :_ فهلا شققت عن قلبه فتعلم أصادق هو أم كاذب ؟
[[ انت فتحت قلبه وعرفت نيته ، نحن علينا بالظواهر والله يتولى السرائر هكذا فليكن المؤمن ]] فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟ أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟؟ !!!!
أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟؟ !!!
قال أسامة:_فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم [[ يعنى تمنى لو كان قد أسلم بعد هذا اليوم لأن الإسلام يجب ما قبله ]]
حتى تعلموا يا خير أمة ، كم قدرك كبير عند الله ، يا من اكرمكم الله بقول {{ لا اله إلا الله محمد رسول الله }} - صل اللهم عليه وسلم -
وكيف ان دم المؤمن عند الله عظيم
كان يطوف - صل اللهم عليه وسلم - حول الكعبة فنظر إليها
قال:_ مرحبا بك من بيت، ما أعظمك، وأعظم حرمتك ، والذي نفس محمدا بيده للمؤمن أعظم عند الله حرمة منك - صل اللهم عليه وسلم
محمد - صل اللهم عليه وسلم - {{ حبيب الله }} فهو في اعلى درجة
ولكن انتم يا من آمنتم بالله ، وعبدتموه ولم تروه وتحبوه وتخافوه ، انتم ايضا من {{ احباب الله المقربين }} لم تأتي أمة من البشر كلهم مثلكم ، كل الأمم كانوا يقولون الرب ، الآلهة
انتم فقط اكرمكم بأن تنطقوا بأسمه بألسنتكم {{ الله }} وليس فقط اسمه وعلمكم اسماءه الحسنى لتدعوه بها ، لم يعطي هذه الكرامة لأمة غيركم من عظيم حبه لكم من بين سائر البشر
فكنتم خير أمة أخرجت للناس
اعتز بدينك فأنت عزيز ، ممتدة عزتك من الله ورسوله وملائكته ، وسترى بعينك يوم القيامة مقامك بين كل الأمم إن كنت عبدا صادقا لله وكيف يرفعك بين الخلق جميعا كل الخلق ينظرون إليك
يباهي بك الخلائق ، قال تعالى {{يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }} فقدم محبته فإذا أحبك رزقك حبه وحب نبيه - صل اللهم عليه وسلم -
يتبع ان شاء الله...
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
🔸🔸الحلقة الثانية والسبعون بعدالمائة🔸🔸
******
السيرة النبوية العطرة (( عمرة القضاء ))
______
تحدثنا عن الحديبية من السنة السادسة من الهجرة في ذي القعدة
وانتهى الأمر بعقد {{ صلح الحديبية }} مع قريش
وكان أحد بنود هذا الصلح هو
ألا يدخل المسلمون مكة لأداء العمرة هذا العام
و على أن يعودوا في العام المقبل لأداء العمرة ، ويدخلون مكة بسيوفهم فقط، والسيوف في القرب
ويظلون في مكة {{ ٣ }} ايام فقط ، ثم يخرجوا بعد ذلك وتترك قريش لهم مكة هذه الأيام الثلاثة
وكان هذا البند من بنود الصلح هو أهم بند عند قريش
[[ لأن دخول المسلمين لأداء العمرة كان من وجهة نظرهم سيهز هيبتهم، ويكسر كبريائهم في الجزيرة العربية ]]
بينما كان هذا البند في صالح المسلمين
لأنهم وإن عادوا عامهم هذا فهم سيأتون العام القادم ، وتترك لهم قريش مكة، فيضمن المسلمون ألا يحدث احتكاك مع قريش، وبذلك يؤدي المسلمين عمرتهم في هدوء وبدون منغصات
ومر عام على {{ صلح الحديبية }} وفي ذي القعدة من السنة السابعة
اعلن النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، أنه سيخرج لأداء العمرة وأمر النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، ألا يتخلف عنها أحد شهد الحديبية
______
وكانت اول عمرة يقوم بها - صل اللهم عليه وسلم -
وهنالك سؤال يتكرر في المناسبات كم عمرة اعتمرها النبي - صل اللهم عليه وسلم - ؟؟
النبي - صل اللهم عليه وسلم - قد حج حجة واحدة {{ حجة الوداع }} واعتمر {{ ٤ }} عمرات
١_عمرة الحديبية
[[ وقد ذكرناها لم يدخل مكة ، ولكن أحتسبت عمرة لانهم احصروا ، فقد وقع اجرهم على الله لقوله تعالى
{{ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ }} فالعمرة معقودة ومحسبوة ، وإن لم تكن تمت بشعائرها فعمرة الحديبية واحدة ]]
٢_ وعمرة القضاء [[ موضوعنا اليوم يقال لها عمرة القضية لأن النبي قاضى قريشا عليها، أي صالحهم عليها، ومن ثم قيل لها عمرة الصلح، ويقال لها عمرة القصاص ، ولكن اشتهرت بعمرة القضاء ]]
٣_ وعمرة ثالثة أدها - صل اللهم عليه وسلم - بعد فتح مكة عندما رجع من {{ غزوة حنين }}
٤_ عمرة مقرونة بحجه - صل اللهم عليه وسلم - في {{ حجة الوداع }} فكانت له {{ ٤ }} عمرات وحجة واحدة
________
وخرج - صل اللهم عليه وسلم - ومعه {{ ٢٠٠٠ من الصحابة }}
غير النساء والصبيان وأحرم المسلمون من {{ ذي الحليفة }} وهي المعروفة الآن {{ أبيار علي }} وبدؤا التلبية
وقلد واشعر هديهُ [[ شرحنا من قبل قلد كانوا في الجاهلية يجعلوا شيء من جلد على عنق الناقة او حذاء قديم ليعلم الناس ان هذا الابل للهدي فلا يعتدي عليهم احد ، نبينا قلدها بطوق من خرز ، والاشعار ان تجرح سنام الناقة جرح صغير وتأخذ من دمها وتدهن شعرها منه ]] قلد واشعر هديهُ
فقدم {{ ٦٠ }} ناقة هديً بالغ الكعبة على عدد سنين عمره - صل اللهم عليه وسلم - وقد بلغ في هذا العام من عمره {{ ٦٠ }} عاما
وعندما حج كان {{ ٦٣ }} عام فنحر بيده الشريفة ٦٣ بدناً مع انه ساق معه {{ ١٠٠ }} ناقة في حجة الوداع فنحر {{ ٦٣ }}
ثم قال قم :_ يا علي فأتمم المئة
فعد ابو بكر عدد الابل التي نحرها النبي - صل اللهم عليه وسلم -
فقال :_ هذه آخر سنة في حياته - صل اللهم عليه وسلم -
[[ لانه ألف النبي ينحر بعدد سنين عمره ]]
فقدم ٦٠ بدناً ، وامر اصحابه أن يشتركوا في الهدي فكل خمسة في بدنة
_______
واتجهوا الى {{ مكة }} وظلوا طوال الطريق من المدينة الى مكة يلبون لمدة {{ ١٠ }} أيام كاملة ، هي المسافة من المدينة الى مكة
وعندما خرج - صل اللهم عليه وسلم - ، أمر اصحابه أن يخرجوا بالسلاح الكامل وهي السيوف والرماح والسهام والدروع وغير ذلك
كما خرجوا بمائة فارس ، ولم يخرجوا بالسيوف فقط
وقد كان الإتفاق ألا يدخل المسلمون الى مكة الا بالسيوف فقط
فقال له اصحابه :_ يارسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ألم تشترط قريش ، أن نخرج للعمرة بسلاح المسافر ؟؟
وها انت تخرج اليهم بسلاح الغازي ؟؟
فقال لهم :_ إن لاندخل فيه الحرم [[ اي السلاح]] فيكون قريب منا فإن هاجنا من قريش هيجٌ [[ الهيج اسم للحرب ]] كان سلاحنا وخيلنا قريبة منا [[ هل رأيتم المؤمن كَيِّس فَطِن ، اي ذا بصيرة نافذة ينتبه لأمور غابت عن غيره ]]
النبي - صل اللهم عليه وسلم - كان حذر من قريش ، فهي ما زالت على كفرها ، فمن الذي يضمن أنها لاتغدر ؟؟
فقدم مئة فارس مدججين بالسلاح ، ولكنهم محرمين [[ حتى لا يحرموا العمرة ]] قال :_ نضع السلاح والخيل بمر الظهران [[ ما نعرفه اليوم التنعيم ]] فأخبرهم - صل اللهم عليه وسلم - أنه لن يدخل مكة بالسلاح، وأنه سيترك هذا السلاح خارج مكة
وبالفعل عندما اقترب - صل اللهم عليه وسلم - من مكة ، نزل بمر الظهران ..ترك السلاح باستثناء السيوف فقط، وترك لحراسة السلاح
{{ ٢٠٠ }} من الصحابة بقيادة {{ محمد بن مسلمة }} وبعد أن انتهى من العمرة تبادل هؤلاء الحراس أماكنهم مع مجموعة من المسلمين الذين أدوا العمرة وكان الهدف المعلن من اصطحاب السلاح
١_ هو الخوف من غدر قريش
٢_ اظهار قوة المسلمين، والقاء الرهبة والخوف في قلوب قريش
[[ تماما كحال الدول الآن باقامة عروض عسكرية، الهدف منها هو اظهار قوتها، والقاء الخوف والرهبة في قلوب أعدائها ]]
______
فلما اقتربوا من مر الظهران كانت هناك عيون لقريش ، ترصد الطريق ، فلما نظروا من بعيد و رأوا الخيل والسلاح تتقدم في الأمام
أسرعوا الى قريش منذرين قالوا :_ قد قدم إليكم محمداً - صل اللهم عليه وسلم - بسلاح الغازي لا بسلاح المسافر
فلما سمعت بذلك قريش فزعت واعتقدت أن النبي - صل اللهم عليه وسلم - جاء يغزوهم وقالوا: _ما أحدثنا حدثا، ففيم يغزونا محمد - صل اللهم عليه وسلم - في أصحابه ؟
[[ ما عملنا شي لماذا قدم محمد ليغزونا ]] - صل اللهم عليه وسلم -
وأسرعت قريش وأرسلت {{ مكرز بن حفص }} ومعه رجال من رجالات قريش ...وكان النبي - صل اللهم عليه وسلم - قد نزل {{ بمر الظهران }} وأمر ان تبقى الخيل والسلاح هناك ، وأخذ يستريح استعداداً لدخول مكة ...فلما وصل {{ مكرز بن حفص }} ورجال من قريش وجد النبي قد أحرم واصحابه محرمون ، والهدي مقلد ومشعر بين ايديهم والناس يلبون ، ولكن بجانبهم كان الخيل والسلاح
فقال :_ والله يا محمد - صل اللهم عليه وسلم - ما عُرفت صغيراً ولا كبيراً بالغدر فما هذا السلاح الذي نرى ؟؟
وقد شرطت على قريش ، أن لا تدخل إلا بسلاح المسافر و السيوف في القرب [[ أي في اغمادها ]]
قال له النبي - صل اللهم عليه وسلم -:_ إن لا ندخل عليكم الحرم بالسلاح ، ولكن يكون قريب منا ، فإن هاجنا منكم هيج يكون قريب منا ..فقال له :_ هكذا عُرفت براً صغيراً وكبيراً ، لست بغادر
فحيهلا [[ اهلا وسهلا ]]
فانطلق {{ مكرز }} يطمئن قريش ويفتح له الطريق حتى لا يعارضه أحد .. وقال: _إن محمدا - صل اللهم عليه وسلم - لا يدخل بسلاح وهو على الشرط الذي شرط لكم
_________
فلما أقترب - صل اللهم عليه وسلم - من مكة ، لأداء مناسك العمرة
هنا قامت قريش بترك مكة كما كان الإتفاق في {{ الحديبية }}هو أن تترك قريش للمسلمين مكة لمدة {{ ٣ أيام }}
وهي مدة بقاء المسلمين في مكة
وقلنا أن هذا البند فيه كسر لكبرياء قريش أكثر مما لو كانت قد سمحت لهم بأداء العمرة عندما جاءوا أول مرة في العام السادس
[[ لأن قريش ستترك بيوتها وتخرج من مكة، وتبيت في شعاب الجبال المحيطة بمكة، وهذا لم يحدث في تاريخ قريش من قبل ]]
فتركت قريش مكة للنبي - صل اللهم عليه وسلم - واصحابه
[[ حتى لا يقع تماس من بعض سفهاء مكة ، او منافق بين صفوف المسلمين يستفز قريش فيقع بينهم حرب ]]
هكذا خرج أهل مكة جميعا الى جبال مكة
_________
ودخل - صل اللهم عليه وسلم - مكة راكبا على ناقته {{ القصواء }}
و من حوله الصحابة وهم يلبون في مشهد مهيب رائع
وكان يقود زمام راحلته {{ عبدالله بن رواحة }} شاعره الانصاري
فلما دخل - صل اللهم عليه وسلم - ونظر للجبال وعليها رجال قريش ، وكانوا قد اشاعوا مقالة
سترون اليوم قوماً يطوفون بالبيت ، قد أوهنهتم حمى يثرب
[[وكانت المدينة المنورة مشهورة في الحمة يعني قصدهم رجال ليس لديهم قدرة حتى لو قاتلناهم لا يستطيعون ان يدفعوا عن انفسهم ، قوم ضعاف اهلكهم المرض ]]
واطلع الله نبيه عن طريق جبريل ما تقوله قريش
ولكن {{ عبدالله بن رواحة }} كان قبل ان يسمع هذه المقالة من قريش عندما سمع النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، يلبي وأمرهم - صل اللهم عليه وسلم - ان يكبروا
فقال شعراً معتزاً بنبيه - صل اللهم عليه وسلم - ، ودينه
قال :_ خَلّوا بَني الكُفّارِ عَن سَبيلِهِ [[ اي افتحوله الطريق ]]
خَلّوا فَكُلُّ الخَيرِ في رَسولِهِ - صل اللهم عليه وسلم -
قَد أَنزَلَ الرَحمَنُ في تَنزيلِهِ ..في صُحُفٍ تُتلى عَلى رَسولِهِ - صل اللهم عليه وسلم -بِأَنَّ خَيرَ القَتلِ في سَبيلِهِ
يا رَبُّ إِنّي مُؤمِنٌ بِقيلِهِ [[ اي بنبؤاته ]] أَعرِفُ حَقَّ اللَهِ في قَبولِهِ
فلما قال هذا الشعر وهو يقود زمام ناقة النبي - صل اللهم عليه وسلم - وكان بجانبه عمر بن الخطاب
فقال عمر معترضاً :_ يا ابن رواحة ، مه شعرٌ بين يدي رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - وهو محرم ملبي ، وقد اشرفنا على الحرم ؟؟!! [[ ما بيصير بهذا الموقف تقول شعر مش وقته ]]
فقال النبي - صل اللهم عليه وسلم - :_ إني اسمع يا عمر فخلي عنه [[ اي اترك ابن رواحة في شعره ]]
والذي نفس محمداً- صل اللهم عليه وسلم - بيده لشعره أسبق الى قلوبهم من نضح النبل
[[ يعني هذا الشعر سيرعب قلوبهم ويعطي المسلمون الهيبة اكثر من أن ترمونهم بالسهام ]] أما بلغك يا عمر ما يقولون ؟
قال عمر :_ ماذا يقولون يارسول الله ؟ - صل اللهم عليه وسلم -
قال :_ أتاني جبريل ، وأخبرني انهم يقولون سيطوف اليوم بالبيت قوم أوهنتهم حمى يثرب ، قل يا ابن رواحة [[ اي اكمل لا تتوقف ]]
فأخذ ابن رواحة يردد الشعر
[[ سبحان الله المؤمن عزيز ، ليس بالذليل ]]
________
دخل النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، مكة راكباً على ناقته وحوله الصحابة وهم يلبون في مشهد رائع
فلما دخل الحرم من جهة المسعى ونظر الى الحرم
قال :_ إيهاً يا ابن رواحة [[ يعني كفى توقف عن قول الشعر ]] ومجد لنا الله
قل :_ لا اله الا الله وحده ، صدق وعده ونصر عبده واعز جنده وهزم الاحزاب وحده
كلمات لها معنى وأصبحت شعار لنا بعد تكبيرات العيد
لا اله الا الله وحده [[يعلن التوحيد رغم أنف قريش وتنكيلاً بآلهتم ]]
صدق وعده [[ لأنه وعدنا وقال {{ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ }} فهذا الوعد قد انجز ]] ونصر عبده [[ لان صلح الحديبية كان فتحا ونصرا ]]
واعز جنده [[ اي المؤمنين لان عزتهم ممتدة من الله ]]
وهزم الاحزاب وحده [[ يذكرهم بيوم الاحزاب وكيف هزمهم الله بالريح ، وهي جند من جنود الله ]]
فأخذ بن رواحة يقول ، والصحابة يرددون خلفه
بصوت اهتزت له مكة كلها
{{ لا اله الا الله وحده ، صدق وعده ونصر عبده واعز جنده وهزم الاحزاب وحده }}
والنبي - صل اللهم عليه وسلم - راكب على ناقته القصواء
________
تذكرون يوم الهجرة ..خرج - صل اللهم عليه وسلم - قبل {{ ٧ }} سنين مهاجرا من مكة مع ابو بكر ، متخفياً ، ثم هاجر على ناقته القصواء ... واليوم يدخل مكة معتمراً على ناقته القصواء وحوله {{ ٢٠٠٠ }} من اصحابه يلبون ، ويكبرون ، على مسمع قريش
انظروا وتفكروا {{ ٧ سنين }} فقط وقد جاء بدين جديد وبنى بهذا الدين قوة
________
رجع - صل اللهم عليه وسلم - بعد {{ ٧ }} سنين ليدخل مكة علناً في وضح النهار ملبياً مكبراً مذكرهم بهزيمتهم فلما اقترب من الكعبة نزل عن راحلته واقترب منها وفاجئ الصحابة شي جديد
الإحرام يعرف من ايام ابراهيم عليه السلام
ان يلبس الانسان إزاراً ، ويضع على منكبيه رداء يستر كتفيه
واذا بالحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم - ، يكشف عن كتفه الايمن ، ما يسمى {{ بالإضطباع }} وهو أن يجعل الرداء أسفل المنكب الأيمن، وتبقى الكتف اليمنى مكشوفة وقال بصوت مرتفع ومسموع :_ رحم الله امرأً أراهم اليوم من نفسه قوة
[[ رد عملي على دعايتهم سيطوف بالبيت قوم {{ أوهنتهم حمى يثرب }} فكشف عن كتفه وكانت رسالة ، و الهدف منها هو اظهار قوة المسلمين، كما يفعل بعض الشباب الآن عندما يقومون بارتداء تي شيرتات تظهر عضلاتهم، فحتى لو لم يكونوا أقوياء فشعورهم بالقوة يعطيهم ميزة، ولو كان له عدو فهو يعلم هذا ، وذلك يخيفه ]]
ثم دنى واستلم الركن ثم رأوا شيئا جديداً من رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
الناس تطوف مشياً حول الكعبة وللمرة الاولى يستلم النبي الحجر الاسود ويقبله ثم يرمل رملا [[ هرولة ]]
وأمر النبي - صل اللهم عليه وسلم - صحابته {{ بالرَّمل }}
وهو الهرولة في الثلاثة أشواط الأولى من الطواف
ولم يأمرهم بالرمل في بقية الأشواط شفقة عليهم
وفي الشوط الرابع ستر كتفيه ومشى الهوينة
وبقي {{ الرمل والإضطباع }} من سنن الطواف المستحبة
وقلنا قبل دخول الصحابة مكة أشاع أهل مكة أن المسلمين قد أوهنتهم حمَى المدينة ..فلما رأى المشركون المسلمين وهم يطوفون بهذه السرعة وكانوا على الجبال وقد كشفوا عضلاتهم
قالوا لبعضهم :_ أهؤلاء الذين زعمتم أن الحمَى قد أوهنتهم ؟؟ ونراهم يقمزون حول البيت قمز الظبي [[ اي الغزلان ]] لا والله هؤلاء أجلد من كذا وكذا ....وترك ذلك أثرا كبيرا في المشركين
______
واتم طوافه - صل اللهم عليه وسلم - سبعاً ،ثم مكث عند الحجر الاسود ملياً يقبله صلوات ربي وسلامه عليه ، ويسكب دموعه لقد فارق البيت {{ ٧ }} سنين فهو مشتاق
وكان بجانبه عمر
فقال لعمر :_ هاهنا تسكب العبرات يا عمر ، إن هذا الحجر الاسود يمين الله في الارض ، فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه [[ هذا الحديث عن ابن عباس والبعض قال ذكر بهذه المناسبة ، ومعناه كما جعل الله للناس بيتاً يطوفون به ، جعل تقبيل هذا الحجر بمنزلة تقبيل يد العظماء ، وهو تكريم للحاج والمعتمر ، فمن صافح هذا الحجر كأنما صافح الله، يعني في حصول الفضل والتقرب إلى الله والأجر ، لذلك قال {فكأنما صافح } ولم يقل فقد صافح الله، قال كأنما صافح الله ]] وتقبيل
الحجر الاسود {{ سنة }}
والنهي عن ايذاء مسلم {{ فرض }}
مزاحمة المرأة للرجال والاحتكاك بهم {{ محرم }}
واليوم الإزدحام كما نرى عند الكعبة
فلا يجوز لك كمسلم ان تأذي الناس وتدافعهم ، لتصل للحجر الاسود وتقبله لتطبق السنة وتنتهك الفرض وتقع بالأثم ، عند بيت الله الحرام
{{لا تقدم السنة على الفرض }}
ولا يجوز للمرأة مزاحمة الرجال لتطبق السنة وتقبل الحجر وتقع في الحرام ، عند بيت الله الحرام
يكفيك في الطواف أن تشير للحجر من بعيد بيدك ، وتقول بسم الله الله اكبر ..فهذا يكفيك ، المصافحة
________
وبعد ان انتهى- صل اللهم عليه وسلم - من الطواف ثم صلى ركعتين عند مقام ابراهيم وشرب من زمزم ثم مضى للمسعى وجاء الى الصفا اولاً وقال- صل اللهم عليه وسلم - ابدؤا بما بدأ الله به
ثم قرأ قوله تعالى
{{ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا }}
فلما رقى الصفا ، واستقبل الكعبة حتى اذا وقع نظره على الكعبة
رفع يديه وقال :_ الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر ، لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده ونصر عبده واعز جنده وهزم الأحزاب وحده
ورددها اصحابه من خلفه بصوت عالي حتى سمعتها كل اهل مكة وارتج المسعى بصوتهم
[[ وهكذا يجب على الشباب عندما يذهبون للعمرة ، إذا كانوا مجموعة يجتمعوا مع بعضهم البعض ، و يجب علينا ان نعجُ ونضجُ ونهز المسعى باصواتنا اقتداء بالنبي - صل اللهم عليه وسلم - لان العزة لله ورسوله وللمؤمنين ]] ثم سعى سبعاً ورمل بين الميلين [[ من ذهب للعمرة او الحج يعرف الميلين بالضوء الاخضر في المسعى ]]
_______
حتى انتهى عند المروة قدموا له الهدي فنحر {{٦٠ }} بدناً بيده قائماً
وتعجب اصحابه اي رجولة هذه ؟؟ نحر الابل ليس بالسهل وليس كذبح الغنم ..الابل تنحر وهي واقفة
قال تعالى {{ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ }} اي قائمة
ينحر بيده قائمة {{ ٦٠ }} بدناً بيد واحدة ، بيده اليمنى
ينحر واحدة تلو الاخرى ، واحدة تلو الاخرى
وهو يقول :_ بسم الله ، الله اكبر ، منك وإليك
بسم الله ، الله اكبر ، منك وإليك
بسم الله ، الله اكبر ، منك وإليك {{ ٦٠ }} ناقة !!!
يقول اصحابه :_-ما علمنا رجولةً كرجولة رسول الله - صل اللهم عليه وسلم ______
فلما انتهى قال :_ نحرت هاهنا ومكة كلها منحر
ثم دعى حالقه فحلق له رأسه وكان ذو جمة - صل اللهم عليه وسلم - [[ والجمة اي الشعر الوفير ]] لقد حلق يوم الحديبية اتذكرون ؟؟
كان في ذلك الوقت شعره يسيل على كتفيه اما الآن فقد مضى عليه عام واحد فكان شعره قد تجاوز شحمة الأذن الى رؤوس الاكتاف
وكان اجمل الناس خَلقاً وأجلهم خُلقاً ، وقريش تنظر اليه وقد سطعت مكة كلها بنوره المحمدي وهيبته - صل اللهم عليه وسلم -
ينظرون إليه من أعلى الجبال وكيف اصحابه حوله إذا ألتفت الى جهة ألتفت اصحابه كلهم جميعا ، واذا تكلم صمتوا واصغوا جميعاً
[[ لذلك كثير من قريش في تلك العمرة للرسول - صل اللهم عليه وسلم - اعجبوا بهذا الدين ومنهم خالدبن الوليد سيف الله المسلول وسنذكر اسلامه ان شاء الله ]]
فلما رأت قريش هذا اهتزت قلوبهم من جماله وهيبته
فمنهم من قال :_ لِمَ نكابر على أنفسنا ، حقاً ان محمداً - صل اللهم عليه وسلم - ليس كالبشر !!!!
{{ صلوا على حبيبكم المصطفى ، صلوا عليه وسلموا تسليما ،
صلوا عليه من اعماق قلوبكم }} - صل اللهم عليه وسلم -
حقاً ان محمداً - صل اللهم عليه وسلم - ليس كالبشر ، إنه رسول كما يقولون
- صل اللهم عليه وسلم -
[[ وكانوا لا يستطيعون ان يعلنوا ذلك فلما اسلموا اخبروا الصحابة ، بما قالوا في انفسهم ]]
______
ثم اخذ الناس يحلقون ويقصرون
فألتفت النبي - صل اللهم عليه وسلم - الى عمر وقال :_
هل صدقك الله وعده يا ابن الخطاب ؟؟
فقال عمر :_ أشهد أنك رسول الله - صل اللهم عليه وسلم
وصدق الله تعالى وعده في سورة الفتح التي نزلت قبل ذلك التاريخ بعام واحد { لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }
_______
ثم حل احرامه واغتسل ولبس ثيابه وذهب الى حيث وضعت له قبته عند الابطح [[ في الجهة التي تخرج منها من المسعى جهة سوق الليل قديما ، الآن تغيرت مع التوسعة ، نسأل الله ان يرزقنا زيارتها قريبا ]]
ثم رجع الى الحرم وقد انتصف النهار
وانظروا الى خلقه - صل اللهم عليه وسلم - خير من وفى بعهد
لم يستفز احد من قريش ، ولكنه إذا استفز لا يقبل {{ المذلة }} ابدا
قدم للكعبة ظهراً والشرط عند قريش ، أن يتعبد محمدا- صل اللهم عليه وسلم - ويتطوف ويعتمر في مكة هو واصحابه ثلاثة ايام كما يشاءون لا تعترض عليهم قريش ..ولكنه قيد نفسه وقيد اصحابه
طاف بالبيت والبيت حوله الاصنام فلم يعثروا بصنم ولم يحركوه من مكانه ..والآن يريد ان يصلي حول الكعبة ، و اصنام قريش تحيط بالكعبة ..فصلى والاصنام امامه [[ لانه يصلي لله لا يصلي للاصنام ]] ولم يأذن لصحابي ان يحرك صنم من مكانه ..وعندما أراد ان يرفع بالآذان ..لم يقل لبلال اصعد على الكعبة{{ كما في فتح مكة وحجة الوداع }} لا
قال :_يا بلال ارقى الصفا فأذن للظهر فصعد بلال ، وأذن
{{ بلال الحبشي }} الذي في نظر قريش عبد من العبيد لا قيمة له
{{ بلال }} المعذب في اسلامه على رمال مكة
يرفع الآن بأعلى صوته فترتج مكة كلها بصوت آذانه
وكان بلال صيِّتً [[ يعني صاحب صوت عالي ، جميل الصوت رقيقا فيه لذة لمن سمعه ، من سمع بلال يؤذن لا يملك نفسه من البكاء ]]
نادى بلال على مسمع قريش كلها ولأول مرة في مكة
الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر
تخيلوا انكم تسمعوا الآن الآذان بصوت بلال ذلك الصوت الجميل ، وجبال مكة تطرب بذكر الله ، وقريش تسمع
لماذا كان بلال ؟؟ لا لان صوته جميل فقط ، ربما كان غيره أيضا جميل الصوت ..ولكن بلال الذي عذب على رمضاء مكة
والذي كان شعاره {{ أحد احد }}
قم يا بلال بأمر من الله {{ العزيز الحميد }} نادي بها في العلن
{{ اشهد ان لا إله إلا الله ، اشهد ان محمدا رسول الله }} - صل اللهم عليه وسلم -فأنت مع الله يا بلال وانت العزيز ، وكل من كان الله معه فهو عزيز في الارض وفي السماء
_________
فأذن بلال وصلى بهم النبي - صل اللهم عليه وسلم -
وثلاث ايام يصلي بهم ولكن قصرا
[[ الظهر ركعتين والعصر ركعتين والعشاء ركعتين اما المغرب والصبح فلا تقصر لانه مسافر واقامته في مكة ثلاثة ايام فقط ]]
واخذ - صل اللهم عليه وسلم - يحدث اصحابه عن بناية هذا البيت وقصة ابراهيم وجدهم اسماعيل ولماذا نطوف سبعاً ونسعى سبعاً وماقصة زمزم ، ولماذا نهرول في المسعى بين الميلين
فكان يعطيهم {{ الدروس الميدانية }}
فالعمرة يجب ان تكون عبادة ودراسة للسيرة {{ ميدانية }} لا للطواف والسعي فقط ، حتى ان في مكة والمدينة معالم كثيرة يجهلها الناس
________
وقضى اليوم الاول والثاني في مكة
وفي اليوم الثالث جاءه عمه العباس رضي الله عنه ..
يحدثه عن ميمونة رضي الله عنها
يتبع بإذن الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
🔸🔸الحلقة الثالثة والسبعون بعد المائة🔸🔸
********
السيرة النبوية العطرة (( أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث ))
________
توقفنا في السيرة عند أنتهاء النبي - صل اللهم عليه وسلم - من عمرة {{ القضاء )) وبقي هو و أصحابه في مكة ثلاث أيام
فجاء {{ العباس }} عم النبي - صل اللهم عليه وسلم - في اليوم الثالث للنبي - صل اللهم عليه وسلم -
وحدثه عن اخت زوجته ام الفضل [[ زوجة العباس اسمها ام الفضل ]]
لها اخت اسمها {{ برة }} وغيّرَ النبي - صل اللهم عليه وسلم - اسمها بعد ذلك وسماها {{ ميمونة }} ولكن في ذلك الوقت كان اسمها {{ برة بنت الحارث }}
______
كانت قد اسلمت وزوجها بقي مشرك ، فلم تستطع الهجرة وكانت تكتم ايمانها ومات زوجها خلال هذه الاعوام ، وكان عمرها {{ ٢٦ عام }} فلجأت لبيت {{ العباس }} لانه زوج اختها ، والعباس كان في مكة مقيم يكتم ايمانه
فجاء العباس وحدث النبي - صل اللهم عليه وسلم - عن برة
قال :_ يارسول الله إن برة اخت ام الفضل [[ اي اخت زوجته]]
امرأة تكتم ايمانها وهي الآن أيِّم [[ اي لا زوج لها ]] تريد صحبتك للمدينة او تأذن لها بالهجرة
فقال له النبي - صل اللهم عليه وسلم - وقد استشف هذه الرسالة
وهو صاحب الفراسة الكاملة
وهو القائل لنا {{ اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله تعالى }}
قال له النبي :_ بل خيرٌ من ذلك يا عباس
إذهب إليها يا علي وقل لها ان رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - يخطبك لنفسه
فجاءها علي رضي الله عنه واخبرها أن النبي - صل اللهم عليه وسلم - يخطبها لنفسه ..وكانت تركب على بعير ، فلما سمعت الخبر فرحت فرحاً شديداً
وقالت: _البعير وما عليه لله ولرسوله - صل اللهم عليه وسلم -
[[ يعني هي تريد أن تتزوجه بلا صداق اي مهر ]]
_______
واقر الله عز وجل هذا الزواج ..فشروط النكاح في الإسلام اربعة
١_ قبول وأيجاب [[ يعني موافقة الزوجين ]]
٢_المهر
٣_ ولي أمر للزوجة
٤_شهود
إذا فقد إحدى هذه الشروط الاربعة فالنكاح يكون {{باطل غير شرعي }} و هنا لا يوجد مهر لميمونة
وليس لها ولي فجعل النبي- صل اللهم عليه وسلم - وليها العباس
فأنزل الله مقراً هذا الزواج
قال الله تعالى
{{ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ }} والآية شهادة لها رضي الله عنها بالإيمان ..وقوله تعالى {{ إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ }} يعني بغير صداق
وقوله تعالى {{ خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ }}
يعني هذه خصوصية فقط للنبي - صل اللهم عليه وسلم - وليس لأحد من أمته أن يتزوج امرأة بغير ولي ولا صداق
تكملت الآيات من سورة الاحزاب
{{ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا }}
[[يعني نحن فرضنا المهر ونحن فرضنا عدد النساء اربعة
ولكن هذه خصيصة لك يا رسول الله ولا ينبغي لأحد من أمتك ان يتزوج امرأة من غير ولي امر ولا مهر ، لكي لا يكون عليك حرج
_________
تزوج النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، من السيدة {{ ميمونة }}
وكما قلنا كان اسمها {{ برة }}
فبعد زواج النبي - صل اللهم عليه وسلم - منها سماها {{ ميمونة }}
لأن الزواج وقع في مناسبة ميمونة [[أي مباركة وهي العمرة]] وكانت السيدة {{ ميمونة }} هي آخر من تزوجها النبي صل اللهم عليه وسلم
_____
و{{ ميمونة بنت الحارث }} رضي الله عنها ، كانت من قبيلة عزيزة قوية، وهي قبيلة {{ بني هلال }} وقد تزوجها النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، تأليفاً لقلوب قبيلتها، بل تأليفا لقلوب قريش أيضا
لأنها كانت ترتبط بصلات نسب مع كثير من سادة وأشراف قريش
[[ وقد ذكرنا من قبل أن الزواج بين البطون والقبائل المختلفة كانت وسيلة لتأليف القلوب والتقارب بين البطون والقبائل المختلفة]]
وبالفعل بعد ذلك الزواج دخلت قبيلة {{ بني هلال}} في الإسلام تباعاً
وأسلم بعض أقاربها مثل ابن أختها {{ خالد بن الوليد }} سيف الله المسلول رضي الله عنه ، خالته تكون السيدة ميمونة
فهذا الزواج ترك اثر في نفس {{ خالد }} فأسلم خالد بعدها بشهر واحد ..وتم النكاح [[ اي العقد ]] وليس البناء [[ اي الدخول ]]
_______
وانقضت الأيام الثلاثة التي اتفقت قريش مع النبي - صل اللهم عليه وسلم - وهي أن يؤدي المسلمين فيها العمرة ثم يخرجوا من مكة فجاء الى النبي - صل اللهم عليه وسلم - {{ سهيل بن عمرو }}ومعه رجال من قريش ...جاء الى خيامهم في {{ الابطح }}
فوقف وقال :_ يا محمد - صل اللهم عليه وسلم - قد أنتهت زيارتك فأرحل عنا [[ يطلبون منه الخروج ]]
فنظر إليه - صل اللهم عليه وسلم - ، مسالماً متبسماً مشرق الوجه
وقال :_ يا سهيل وما عليك لو زدت فيها بعض اليوم
[[ يعني بقيت هذا اليوم بس ]]
فلقد تزوجت من بنت الحارث ، فماعليكم لو أعرست بين أظهركم ، وصنعنا لكم طعاماً ، فحضرتموه وشاركتمونا أياه
فرد عليه في جفاء
:_ لا حاجة لنا في طعامك فأخرج من أرضنا ، وأعرس حيث شئت وفارق بلادنا [[ فلم يطق سعد بن عبادة هذا الجفاء للنبي - صل اللهم عليه وسلم - ]] فغضب سعد ، و وثب قائماً في وجه سهيل
وقال :_ لا أمك لك ، يخرج من بلدك ؟؟
والله ليست ارضك ولا أرض آبائك، انها ارض الله الحرام ..وبلده ومسقط رأسه ، والله لا يخرج منها الا طائعا راضياً
فأشار النبي - صل اللهم عليه وسلم - الى سعد ، أن أسكت وأشار اليه ان اجلس ..ثم ابتسم لسهيل مرة اخرى
- صل اللهم عليه وسلم - صاحب الخلق العظيم
فأبتسم مرة اخرى مخاطباً سعد ، وسهيل يسمع
قال: _ يا سعد لا تؤذي قوماً زارونا في رحالنا ، من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه [[ اعتبر قدومهم الى الخيام ضيوف والضيف لا يهان ]] ثم نظر لسهيل
وقال له :_ حباً وكرامةً يا سهيل ..قم يا ابا رافع فأذن بالرحيل
فقام ابو رافع ، ونادى بالناس بالرحيل
وقال النبي لسهيل:_ ولكن تأذنوا لابي رافع أن يبقى الى المساء ، حتى يخرج بابنة الحارث [[ أي السيدة ميمونة ]]
______
وامر أصحابه ان لا تغيب شمس ذلك اليوم ، ورجل من اصحابه في مكة ..فأتى الى منطقة اسمها {{ سرف }} وهي قريبة من التنعيم ما يعرفه الناس اليوم [[ مسجد السيدة عائشة ]]
فنزل في سرف وضرب خيامه بها وانتظر قدوم ابا رافع بأم المؤمنين {{ ميمونة بنت الحارث }} وبنى بها - صل اللهم عليه وسلم - في {{ سرف }} وعاشت ام المؤمنين ميمونة الى عهد امير المؤمنين عمر
وعندما شعرت بأقتراب أجلها
قالت :_ اي بني امير المؤمنين [[ لان ازواج النبي امهات المؤمنين ]]
أرى ان أجلي قد دنى ، وإني احب أن ادفن في البقعة التي بنى بها عليٌَ النبي - صل اللهم عليه وسلم - [[اي في سرف ]] فما عليك لو حملتني الى هناك ففاضت روحي في سرف ودفنت هناك ؟؟
قال عمر :_ السمع والطاعة يا ام المؤمنين
فأمر عمر ان تجهز وتحمل الى {{ سرف }} مع رجال
وضربوا لها خيمة في نفس البقعة التي ضربت خيمة الزواج فيها واقاموا من حولها ..وتوفت هناك فدفنت في مكان ما تزوجها النبي - صل اللهم عليه وسلم - بالتمام ، وقبرها اليوم معروف ويزار
[[وانت داخل لمكة قبل ان تصل التنعيم على يدك اليمين ، جدار طويل مدهون بالابيض في سرف مقابله محطة بنزين هناك قبر ام المؤمنين ميمونة بنت الحارث خاتمة امهات المؤمنين ]]
______
يتبع إن شاء الله
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
🔸🔸الحلقة الثالثة والسبعون بعد المائة🔸🔸
********
السيرة النبوية العطرة (( أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث ))
________
توقفنا في السيرة عند أنتهاء النبي - صل اللهم عليه وسلم - من عمرة {{ القضاء )) وبقي هو و أصحابه في مكة ثلاث أيام
فجاء {{ العباس }} عم النبي - صل اللهم عليه وسلم - في اليوم الثالث للنبي - صل اللهم عليه وسلم -
وحدثه عن اخت زوجته ام الفضل [[ زوجة العباس اسمها ام الفضل ]]
لها اخت اسمها {{ برة }} وغيّرَ النبي - صل اللهم عليه وسلم - اسمها بعد ذلك وسماها {{ ميمونة }} ولكن في ذلك الوقت كان اسمها {{ برة بنت الحارث }}
______
كانت قد اسلمت وزوجها بقي مشرك ، فلم تستطع الهجرة وكانت تكتم ايمانها ومات زوجها خلال هذه الاعوام ، وكان عمرها {{ ٢٦ عام }} فلجأت لبيت {{ العباس }} لانه زوج اختها ، والعباس كان في مكة مقيم يكتم ايمانه
فجاء العباس وحدث النبي - صل اللهم عليه وسلم - عن برة
قال :_ يارسول الله إن برة اخت ام الفضل [[ اي اخت زوجته]]
امرأة تكتم ايمانها وهي الآن أيِّم [[ اي لا زوج لها ]] تريد صحبتك للمدينة او تأذن لها بالهجرة
فقال له النبي - صل اللهم عليه وسلم - وقد استشف هذه الرسالة
وهو صاحب الفراسة الكاملة
وهو القائل لنا {{ اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله تعالى }}
قال له النبي :_ بل خيرٌ من ذلك يا عباس
إذهب إليها يا علي وقل لها ان رسول الله- صل اللهم عليه وسلم - يخطبك لنفسه
فجاءها علي رضي الله عنه واخبرها أن النبي - صل اللهم عليه وسلم - يخطبها لنفسه ..وكانت تركب على بعير ، فلما سمعت الخبر فرحت فرحاً شديداً
وقالت: _البعير وما عليه لله ولرسوله - صل اللهم عليه وسلم -
[[ يعني هي تريد أن تتزوجه بلا صداق اي مهر ]]
_______
واقر الله عز وجل هذا الزواج ..فشروط النكاح في الإسلام اربعة
١_ قبول وأيجاب [[ يعني موافقة الزوجين ]]
٢_المهر
٣_ ولي أمر للزوجة
٤_شهود
إذا فقد إحدى هذه الشروط الاربعة فالنكاح يكون {{باطل غير شرعي }} و هنا لا يوجد مهر لميمونة
وليس لها ولي فجعل النبي- صل اللهم عليه وسلم - وليها العباس
فأنزل الله مقراً هذا الزواج
قال الله تعالى
{{ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ }} والآية شهادة لها رضي الله عنها بالإيمان ..وقوله تعالى {{ إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ }} يعني بغير صداق
وقوله تعالى {{ خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ }}
يعني هذه خصوصية فقط للنبي - صل اللهم عليه وسلم - وليس لأحد من أمته أن يتزوج امرأة بغير ولي ولا صداق
تكملت الآيات من سورة الاحزاب
{{ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا }}
[[يعني نحن فرضنا المهر ونحن فرضنا عدد النساء اربعة
ولكن هذه خصيصة لك يا رسول الله ولا ينبغي لأحد من أمتك ان يتزوج امرأة من غير ولي امر ولا مهر ، لكي لا يكون عليك حرج
_________
تزوج النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، من السيدة {{ ميمونة }}
وكما قلنا كان اسمها {{ برة }}
فبعد زواج النبي - صل اللهم عليه وسلم - منها سماها {{ ميمونة }}
لأن الزواج وقع في مناسبة ميمونة [[أي مباركة وهي العمرة]] وكانت السيدة {{ ميمونة }} هي آخر من تزوجها النبي صل اللهم عليه وسلم
_____
و{{ ميمونة بنت الحارث }} رضي الله عنها ، كانت من قبيلة عزيزة قوية، وهي قبيلة {{ بني هلال }} وقد تزوجها النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، تأليفاً لقلوب قبيلتها، بل تأليفا لقلوب قريش أيضا
لأنها كانت ترتبط بصلات نسب مع كثير من سادة وأشراف قريش
[[ وقد ذكرنا من قبل أن الزواج بين البطون والقبائل المختلفة كانت وسيلة لتأليف القلوب والتقارب بين البطون والقبائل المختلفة]]
وبالفعل بعد ذلك الزواج دخلت قبيلة {{ بني هلال}} في الإسلام تباعاً
وأسلم بعض أقاربها مثل ابن أختها {{ خالد بن الوليد }} سيف الله المسلول رضي الله عنه ، خالته تكون السيدة ميمونة
فهذا الزواج ترك اثر في نفس {{ خالد }} فأسلم خالد بعدها بشهر واحد ..وتم النكاح [[ اي العقد ]] وليس البناء [[ اي الدخول ]]
_______
وانقضت الأيام الثلاثة التي اتفقت قريش مع النبي - صل اللهم عليه وسلم - وهي أن يؤدي المسلمين فيها العمرة ثم يخرجوا من مكة فجاء الى النبي - صل اللهم عليه وسلم - {{ سهيل بن عمرو }}ومعه رجال من قريش ...جاء الى خيامهم في {{ الابطح }}
فوقف وقال :_ يا محمد - صل اللهم عليه وسلم - قد أنتهت زيارتك فأرحل عنا [[ يطلبون منه الخروج ]]
فنظر إليه - صل اللهم عليه وسلم - ، مسالماً متبسماً مشرق الوجه
وقال :_ يا سهيل وما عليك لو زدت فيها بعض اليوم
[[ يعني بقيت هذا اليوم بس ]]
فلقد تزوجت من بنت الحارث ، فماعليكم لو أعرست بين أظهركم ، وصنعنا لكم طعاماً ، فحضرتموه وشاركتمونا أياه
فرد عليه في جفاء
:_ لا حاجة لنا في طعامك فأخرج من أرضنا ، وأعرس حيث شئت وفارق بلادنا [[ فلم يطق سعد بن عبادة هذا الجفاء للنبي - صل اللهم عليه وسلم - ]] فغضب سعد ، و وثب قائماً في وجه سهيل
وقال :_ لا أمك لك ، يخرج من بلدك ؟؟
والله ليست ارضك ولا أرض آبائك، انها ارض الله الحرام ..وبلده ومسقط رأسه ، والله لا يخرج منها الا طائعا راضياً
فأشار النبي - صل اللهم عليه وسلم - الى سعد ، أن أسكت وأشار اليه ان اجلس ..ثم ابتسم لسهيل مرة اخرى
- صل اللهم عليه وسلم - صاحب الخلق العظيم
فأبتسم مرة اخرى مخاطباً سعد ، وسهيل يسمع
قال: _ يا سعد لا تؤذي قوماً زارونا في رحالنا ، من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه [[ اعتبر قدومهم الى الخيام ضيوف والضيف لا يهان ]] ثم نظر لسهيل
وقال له :_ حباً وكرامةً يا سهيل ..قم يا ابا رافع فأذن بالرحيل
فقام ابو رافع ، ونادى بالناس بالرحيل
وقال النبي لسهيل:_ ولكن تأذنوا لابي رافع أن يبقى الى المساء ، حتى يخرج بابنة الحارث [[ أي السيدة ميمونة ]]
______
وامر أصحابه ان لا تغيب شمس ذلك اليوم ، ورجل من اصحابه في مكة ..فأتى الى منطقة اسمها {{ سرف }} وهي قريبة من التنعيم ما يعرفه الناس اليوم [[ مسجد السيدة عائشة ]]
فنزل في سرف وضرب خيامه بها وانتظر قدوم ابا رافع بأم المؤمنين {{ ميمونة بنت الحارث }} وبنى بها - صل اللهم عليه وسلم - في {{ سرف }} وعاشت ام المؤمنين ميمونة الى عهد امير المؤمنين عمر
وعندما شعرت بأقتراب أجلها
قالت :_ اي بني امير المؤمنين [[ لان ازواج النبي امهات المؤمنين ]]
أرى ان أجلي قد دنى ، وإني احب أن ادفن في البقعة التي بنى بها عليٌَ النبي - صل اللهم عليه وسلم - [[اي في سرف ]] فما عليك لو حملتني الى هناك ففاضت روحي في سرف ودفنت هناك ؟؟
قال عمر :_ السمع والطاعة يا ام المؤمنين
فأمر عمر ان تجهز وتحمل الى {{ سرف }} مع رجال
وضربوا لها خيمة في نفس البقعة التي ضربت خيمة الزواج فيها واقاموا من حولها ..وتوفت هناك فدفنت في مكان ما تزوجها النبي - صل اللهم عليه وسلم - بالتمام ، وقبرها اليوم معروف ويزار
[[وانت داخل لمكة قبل ان تصل التنعيم على يدك اليمين ، جدار طويل مدهون بالابيض في سرف مقابله محطة بنزين هناك قبر ام المؤمنين ميمونة بنت الحارث خاتمة امهات المؤمنين ]]
______
يتبع إن شاء الله
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
🔸🔸الحلقة الرابعة والسبعون بعد المائة🔸🔸

احداث وقعت في عمرة
القضاء
*********
ومما حدث في {{ عمرة القضاء }}
اثناء رحيل النبي - صل اللهم عليه وسلم - من مكة تبع المسلمون فتاة صغيرة وهي {{ عُمارة بنت حمزة بن عبدالمطلب }}
ابوها حمزة سيد الشهداء واسد الله ورسوله - صل اللهم عليه وسلم -
[[عندما هاجر حمزة لم تكن زوجته قد اسلمت ، فلم تتبعه وكان له منها ابنة واحدة ]] وبما ان كنيته {{ ابا عمارة }} اشتهر هذا الاسم على ابنته ، فكانوا يقولون لها {{ عُمارة }} ولكن اسمها الحقيقي
{{ امامة بنت حمزة }} عندما علمت ان النبي - صل اللهم عليه وسلم - سيخرج خرجت و وقفت له بالطريق ونادت بأعلى صوتها للنبي - صل اللهم عليه وسلم - :_ يا عم يا عم
[[ لان ابوها حمزة رضي الله عنه هو اخو النبي - صل اللهم عليه وسلم - بالرضاعة ، فقد ارضعتهما ثويبة جارية ابو لهب التي اعتقها عمه ابو لهب يوم بشرته بولادة النبي - صل اللهم عليه وسلم - ،
فكانت ثويبة قد ارضعت حمزة وارضعت سيدنا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - فهو عمها ]] خرجت و وقفت له بالطريق ونادت بأعلى صوتها :_ يا عم يا عم
فسمعها علي.. فتناولها {{علي بن أبي طالب}} من يدها، وهو ابن عمها بعد ان استأذن النبي - صل اللهم عليه وسلم -
وقال علي :_ علامَ نترك بنت عمنا يتيمة بين أظهر المشركين ؟؟
وذهب بها الى فاطمة وقال لها :_ دونك ابنةَ عمكِ
[[ بمعنى خذي بنت عمك اعتني بها وكانت عُمارة صبية لكن دون سن التمييز يعني تجاوزت السابعة ولكن دون سن البلوغ ،لم تبلغ بعد ]]
كانت تقيم في {{ مكة }} مع أمها {{سلمى بنت عميس}} وكانت أمها مسلمة ولكن لاشك أن {{عمارة}} هذه الطفلة كانت تعاني وهي تقيم بين المشركين في مكة لأنها ابنة {{ حمزة}} الذي قتل كثير من قريش في {{بدر}} وفي {{احد}} فهم يرون فيها ابنة من قتل منهم
و ايضا {{قريش}} هي التي قتلت أباها في {{احد}} فهي تراهم الذين قتلوا أباها.. ولكن بعد أن أخذها {{علي بن أبي طالب }} رضي الله عنه ، ووصلوا المدينة المنورة اختصم في كفالة {{ عمارة }}
١_ جعفر بن أبي طالب [[ شقيق علي الأكبر ]]
٢_ وزيد بن حارثة
٣_ وعلي بن أبي طالب
الكل يريد أن تكون في بيته
فقال جعفر :_ ابنة عمي وخالتها تحتي
[[ اي خالة البنت زوجتي ، وكانت خالتها {{أسماء بنت عميس}} زوجة لجعفر بن أبي طالب ]] وقال زيد بن حارثة :_ ابنة أخي
[[لأن الرسول - صل اللهم عليه وسلم - كان قد آخى بين زيد بن حارثة وبين حمزة بن ابي طالب ]]
وقال علي :_أنا أخذتُها ، وهي ابنةُ عمي
________
ولننظر الآن الى الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم -
انظروا الى صاحب الخلق العظيم ، والمشرع الحكيم كيف ارضى كل واحد ، وكيف اختار للفتاة اين تكون
فقال لعلي:_ أنت مني وأنا منك
وقال لزيد :_ أنت أخونا ومولانا
ثم قال لجعفر: _ إنك أشبهت خَلقي وخُلقي
[[ فأثنى على الثلاثة ]]
ثم قال :_ أما الفتاة او الجارية [[ الشك من راوي الحديث وليس مني ذكروا اللفظين واللفظ في البخاري ]]
قال :_ اما الفتاة او الجارية ، فإنها لخالتها وإن الخالة بمنزلة الام
[[ ولم يقل لهم هي لجعفر فنسبها لخالتها ]]
فالخالة بمنزلة الام كما ان العمة بمنزلة الوالد
ففاز بها جعفر ومالبث جعفر بعد اشهر حتى استشهد في {{مؤتة }} التي سنأتي على ذكرها
_____
وهكذا قضى النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، بأن تكون عند {{جعفر بن أبي طالب }} لأن جعفر متزوج من خالتها فالأولى أن الذي يتولى رعايتها هو خالتها كما أن {{جعفر }} لا يحل لها لأنه متزوج من خالتها
وقد قال النبي - صل اللهم عليه وسلم - {{ إن المرأة لا تنكح على عمتها ولا على خالتها }} ومن هنا أخذ الفقهاء من ذلك
{{ أن الخالة مقدمة في الحضانة على سائر الأقارب بعد الأبوين }}
وكان أول شيء فعلته {{ عمارة }} عندما عادت الى المدينة، أن سألت عن قبر أبيها، وذهبت الى قبر أبيها لزيارته
________
وهكذا كان الصحابة يتنافسون على كفالة اليتيم وكانت الكفالة حقيقية ليست بأن يدفع لليتيم [[ ٢٠ دينار او ٥٠ او ١٠٠ بالشهر ، لا لا ، هو صحيح كله خير ومأجورين عليه ، ولكن ليست هذه الكفالة الحقيقية في الاسلام ]]
الكفالة الحقيقية الكاملة هي أن يكون اليتيم في بيتك
ومع أبنائك، فينشأ نشأة طبيعية، كما نشأ النبي - صل اللهم عليه وسلم - ولذلك لم نجد في الإسلام {{ دور للأيتام }} على كثرة الأيتام في زمن النبي - صل اللهم عليه وسلم -
لأن حركة الجهاد كانت كبيرة وكان هناك الكثير من الشهداء، ولكن كانوا لا يتركون امراة مات عنها زوجها بلا زواج
لأنه لم تكن هناك مشكلة عند النساء في تعدد الزوجات
فكانوا يتنافسون كما رأينا على كفالة اليتيم
ونصيحة لكل إنسان يملك القدرة على أن يكفل يتيم في بيته
فوالله سترى الخيرات والبركات والرحمات تتنزل عليك صباً من السماء ، وسترى التوفيق والنجاح في كل أمور حياتك
هذا في الدنيا أما في الآخرة فحدث ولا حرج
______
وترك النبي - صل اللهم عليه وسلم - مكة وقد ظهرت عزة المسلمين وقوتهم أمام قريش وأمام كل العرب وارتفعت أسهم المسلمين الى السماء حتى ان البعض قال :_ أن {{عمرة القضاء}} كانت البذرة أو تهيئة الأرض لفتح مكة بعد هذا التاريخ بعشرة شهور فقط
يتبع إن شاء الله
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
🔸🔸الحلقة الخامسة والسبعون بعد المائة🔸🔸
********
السيرة النبوية العطرة (( الخروج الى مؤتة -1))
_______
بعد {{عمرة القضاء }} كان هناك عدة سرايا
بعضها كان فيها قتال ، وبعضها لم يكن قتال
وفي شهر {{جمادى الآخرة }} من السنة الثامنة من الهجرة كانت معركة {{مؤتة}} وهي أول مواجهة للمسلمين مع الإمبراطورية الرومانية، وهي اكبر دولة في العالم في ذلك الوقت
وكان سبب هذه المعركة أن النبي - صل اللهم عليه وسلم - أرسل أحد الصحابة وهو {{الحارث بن عمير }}
برسالة الى أمير بصرى ، يدعوه فيها إلى الإسلام ، وقد ذكرناها مع الرسائل و اعترض طريقه {{شرحبيل بن عمرو}} وهو ملك الغساسنة
ومملكة الغساسنة هي مملكة تدين بالنصرانية ، كانت داخل وموالية للإمبراطورية الرومانية
وقد سقطت بعد ذلك وانتهت في معركة اليرموك، في الفتح الإسلامي للشام ، وقبض {{شرحبيل }} على حامل رسالة النبي - صل اللهم عليه وسلم - {{ الحارث بن عمير}} وقال له: _ أين تريد ؟
قال:_ الشام
قال: _لعلك أحد رسل محمد ؟ - صل اللهم عليه وسلم -
قال: _ نعم أنا رسول رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -
فأمر به فأوثق وقتل صلباً
[[وكان العرف في العالم كله في ذلك الوقت وحتى الآن أن الرسل لا تقتل، واذا حدث وقتل رسول دولة، فان ذلك يمثل اهانة كبيرة واعلان حرب على تلك الدولة ]]
ليس هذا فحسب بل بدأت الدولة الرومانية، ومعها القبائل العربية الموالية لها في شمال الجزيرة وهي قبائل تدين بالنصرانية، في تعقب وقتل كل من يسلم حتى قتل والي {{معان}} بالأردن ، لأنه أعلن إسلامه وكان قد أسلم دون أن يرسل اليه النبي صل الله عليه وسلم _____
وكان رد النبي - صل اللهم عليه وسلم - على هذه التصرفات
هي ضرورة ارسال جيش الى هذه المنطقة
والحروب في الإسلام تكون بهدف الدفاع عن النفس ضد أي اعتداء
ولتأمين حركة الدعوة الإسلامية، ومنح الناس حقهم في الاعتقاد، وحقهم في اختيار الدين الذي يريدونه
ومما جعل الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم - ، يسرع بارسال هذا الجيش هو أنه كان واضحاً أن المواجهة مع الإمبراطورية الرومانية العملاقة، ومع القبائل القوية الموالية لها في شمال الجزيرة أمر حتمي ولا بد منه ..فأراد النبي - صل اللهم عليه وسلم - أن تكون هذه المواجهة في حياته هو ..وألا يتركها لمن يأتي بعده ، حتى يكسر حاجز الخوف من مواجهة الإمبراطورية الرومانية في الغرب أو الفارسية في الشرق، أو أي دولة مهما بلغت قوتها
_____
قام - صل اللهم عليه وسلم - ، باعداد جيش قوي قوامه
{{ ٣ آلاف }} مقاتل ..وهو أكبر جيش اسلامي حتى ذلك الوقت ، وجعل على رأس الجيش {{ زيد بن حارثة}} رضي الله عنه
وكان النبي - صل اللهم عليه وسلم - ، قد أعد {{ زيد بن حارثة }} اعداداً خاصاً ..حيث قاد {{ ٧ سرايا }} قبل هذه السرية
وهو أكثر قائد أرسله النبي - صل اللهم عليه وسلم - في سرايا
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها
{{ما بعث رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ، زيد بن حارثة في جيش قط الا أمره عليهم، ولو بقي حياً بعد الرسول لأستخلفه }}
وكان زيد رجلا قصيرا، أسمرا، أفطس الأنف، وكان عمره في ذلك الوقت {{ ٤٣ عام }} رضي الله عنه
________
كذلك لم يجعل النبي - صل اللهم عليه وسلم - على هذه السرية أميرا واحدا وإنما عيَّن {{ ٣ }} من الأمراء إن قتل أحدهم تولى الآخر من بعده ..وعقد لهم لواء ابيض مكتوب عليه لا اله إلا الله محمد رسول الله ، وأعطاه لزيد ..وأوصاهم أن يأتوا مكان مقتل الصحابي {{ الحارث بن عمير}} رضي الله عنه
ويدعوا من هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا عليهم بالله تبارك وتعالى وقاتلوهم ثم قال - صل اللهم عليه وسلم - :_
إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس ، وإن أصيب جعفر فعبدالله بن رواحة على الناس ، فإن أصيب ابن رواحة فليرتضِ المسلمون برجل منهم فليجعلوه عليهم
[[ يعني إذا قتل القادة الثلاثة يختارون رجل من الجيش يكون القائد فيهم ]] طبعا كان من ضمن الجيش {{ خالد بن الوليد }} ولكنه كان حديث عهد بالإسلام كما ذكرنا في الجزء السابق
وهذه هي المرة الأولى والأخيرة التي يولي فيها النبي - صل اللهم عليه وسلم - {{ ٣ }} من الأمراء على سرية واحدة
وهذا يعني أن الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم - كان يتوقع حرباً ضروساً في هذه المعركة
لذلك قال :_ إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس ، وإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس
فإن أصيب ابن رواحة فليرتضِ المسلمون برجل منهم
_________
وانظروا الى هذا الموقف لنعرف كم كان حقد و علم وخبث {{ يهود }} الموصفون بالمغضوب عليهم بالقرآن الكريم
كان يقف بجانب {{ عبدالله بن رواحة }} حبر من احبار يهود
كان صديقا له قبل الاسلام
عندما سمع النبي - صل اللهم عليه وسلم - يقول إن أصيب زيد فجعفر وإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة فإن أصيب ابن رواحة يرتض المسلمون رجل فهمس هذا {{ الحبر اليهودي }} في أذن عبد الله بن رواحة وقال :_يا ابن رواحة إن كنت موصي في أهلك شيئا فأوصي فوالذي خلقك لن ترى وجه محمداً - صل اللهم عليه وسلم - بعد اليوم ..ما كان لنبي أن يقول إذا أصيب فلان ، فيرجع الى اهله حياً ..ولو عد مائة أصيبوا جميعاً
[[ إذن يا سفيه يا مغضوب ، أنت عارف أن محمد- صل اللهم عليه وسلم - نبي وتعرف انه ما ينطق الهوى مالذي حملك على الكفر ؟؟ ]]
هم يعلمون أنه نبي مؤيد من السماء
ولكن كما قال الله تعالى
{{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }}
وقال تعالى
{{ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا }}
_______
إذن بشرهم النبي - صل اللهم عليه وسلم - بالشهادة زيد ثم جعفر ثم عبد الله ولم يخرج النبي - صل اللهم عليه وسلم - بنفسه في هذه المعركة ..والرسول - صل اللهم عليه وسلم - ، لم يخرج في جميع الغزوات ..والسبب
١_ حتى لا يشق على أمته
[[ لأنه لو خرج في كل غزوة لخرج كل المسلمين معه، وهذا أمر لا يتحمله كل الناس ]]
٢_ لكي يتعود المسلمون على الاعتماد على أنفسهم، ويستطيع تربية وأعداد صف من القادة ينهضون بالرسالة بعده -
صل اللهم عليه وسلم
يتبع ان شاء الله
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
🔸🔸الحلقة السادسة والسبعون بعد المائة🔸🔸
*********
السيرة النبوية العطرة
الخروج الي مؤتة -2
*******
وخرج - صل اللهم عليه وسلم - بنفسه لتوديع الجيش وكان يوم {{ الخميس }} وودعهم الناس وقالوا لهم:_ صحبكم الله، ودفع عنكم، وردكم إلينا صالحين ..فلما قيل لعبد الله بن رواحة ذلك رد على من يدعون له ان يرجع إليهم بشعر فقال :_
لكنني أسأل الرحمن مغفرة ، وضربة ذات فزع تقذف الزبدا
أو طعنة بيدي حران مجهزة ، بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا
حتى يقال إذا مروا على جدثي ، أرشده الله من غاز وقد رشدا
لكنني أسأل الرحمن مغفرة ، وضربة ذات فزع تقذف الزبدا
[[ يعني ضربة كبيرة لا تلتئم ، تكون واسعة يتدفق الدم منها تدفق ]]
أو طعنة بيدي حران مجهزة [[ حران هو الانسان المشتاق للقتل والدماء ]] بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا [[ ضربة تطلع كبدي واحشائي برا ]] حتى يقال إذا مروا على جدثي ، أرشده الله من غاز وقد رشدا
[[ جدثي اي قبري قال تعالى { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ } الأجداث ،مفردها جدث وهو القبر ]]
ودع عبدالله بن رواحة الصحابة بهذه الابيات
[[ اي انه يتمنى الشهادة في سبيل الله ]]
_______
وأوصى النبي - صل اللهم عليه وسلم - الجيش وقال:_
{{ انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - ولا تقتلوا شيخاً فانياً ، ولا طفلاً صغيراً ، ولا امرأة ، ولا تمثلوا ، ولا تغلوا ، وضموا غنائمكم ، وأصلحوا وأحسنوا ، إن الله يحب المحسنين }} وانطلق الجيش على بركة الله الى {{ مؤتة }}
______
وكان الطريق من {{ المدينة }} الى {{ مؤتة }}
يبلغ {{ ١٢٠٠ كم }} في صحراء قاحلة
وهي اكبر مسافة سارها جيش مسلم حتى ذلك الوقت
وكان ذلك أيضا في شهر آب [[ وهو شهر ٨ ، الذي نقول عنه آب اللهاب يحرق المسمار في الباب ]] جو شديد الحرارة
انطلق الجيش كما قلنا يوم {{ الخميس }}
قبل سقوط القرص حتى يبيت الجيش خارج المدينة ثم ينطلقوا يوم الجمعة ..ووقف النبي - صل اللهم عليه وسلم - يوم الجمعة بين الناس على منبره يخطب الجمعة
واذا {{ عبدالله بن رواحة }} بين الصفوف فلما فرغ من صلاته
قال له النبي - صل اللهم عليه وسلم - :_ ما أبطأك عن صحبك يا بن رواحة لما لم ترح معهم ؟؟
لان السفر بعد الظهر اسمه { روحة }
والسفر صباحا يسمى { غدوة }
لذلك قال - صل اللهم عليه وسلم - {{ لَغَدْوَةٌ في سبِيلِ اللَّهِ، أوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِن الدُّنْيَا وَمَا فِيها }}
قال له لما لم ترح مع اصحابك ؟؟
فقال ابن رواحة :_ احببت ان اجمع معك يارسول الله فلعلها تكون اخر جمعة [[ اي اصلي الجمعة معك ممكن ما ارجع حابب اسمع اخر موعظة لك ]]
يقول الصحابة فرفع النبي - صل اللهم عليه وسلم - ،صوته بلهجة المعاتب المغضب وهو يقول :_ والذي نفسي بيده لو أنفقت مافي الارض جميعاً ما أدركت غدوتهم
[[ هنا قال غدوتهم هم صحيح انطلقوا بعدظهر الخميس في الرواحة ، ولانه جيش وهو شخص واحد يستطيع ان يلحق بهم فهم يوم الجمعة انطلقوا قبل الظهر فكانت غدوة ، وعبدالله بن رواحة مازال بالمدينة ولكن يستطيع اللحاق بهم ]]
قال :_ والذي نفسي بيده لو أنفقت مافي الارض جميعا ما أدركت غدوتهم انطلق عبدالله بن رواحة مسرعاً ،وقد اشعلت هذه الكلمات النور في قلبه اذا غدوتهم فقط تعدل ما على الارض ، إذن ما قيمة الجهاد في سبيل الله
وانطلق الجيش الى مؤتة
وكان الطريق يبلغ كما قلنا {{ ١٢٠٠ كم }} في صحراء قاحلة
_______
ووصل الجيش بعد أسبوعين الى منطقة {{ معان}} في جنوب الأردن
وكان الهدف كما ذكرنا هو قتال {{شرحبيل بن عمرو }} ملك غسان الذي قتل حامل الرسالة {{ الحارث بن عمير }} رسولَ رسولِ الله - صل اللهم عليه وسلم - ولكن في هذا المكان نقلت الاستخبارات الإسلامية الى {{زيد بن حارثة}} مفاجأة غير متوقعة
وهي أن الدولة {{ الرومانية }} قد قررت الإشتراك في المعركة بنفسها ، بل وألقت بثقلها في المعركة، وأرسلت جيشا قوامه
{{ ١٠٠ ألف }} مقاتل ..طبعا أذناب الروم من العرب دائماً جاهزين للولاء
فتجمع العرب مع {{ هرقل }} وأعدوا جيشا آخر قوامه {{ ١٠٠ ألف }}
فأصبح عدد العدو {{ ٢٠٠ ألف }} منهم {{ ٥٠ ألف }} فارس
مقابل كم من المسلمين ؟؟ {{ ٣ آلاف }} مسلم
هكذا أجمعت كل كتب السيرة
والبعض قال كان عدد الروم اكثر من {{ ٢٠٠ ألف }}
[[خلينا نعتبرهم من عندي اقل ونقول ١٥٠ الف مقابل ٣ الاف يعني كل صحابي لازم يقاتل كم ؟؟ ٥٠ رجل ]]
والعجيب أن يعد الروم والعرب الموالين لهم كل هذا الجيش لقتال جيش قوامه فقط {{ ٣ آلاف }} مقاتل ..على ماذا يدل هذا ؟؟
يدل على مدى الرعب الذي كان فيه هؤلاء الروم وأتباعهم وخوفهم من المسلمين ..والهيبة العظيمة التي استطاع الحبيب المصطفى - صل اللهم عليه وسلم - تحقيقها للدولة الإسلامية
______
عندما علم المسلمون بعدد الروم
جمع {{ زيد بن حارثة }} الصحابة، ليعرض عليهم مستجدات الموقف
واستشارهم كما فعل - صل اللهم عليه وسلم - في بدر وفي أحد وفي الخندق ، وكانت هناك ثلاثة آراء مختلفة
_____
الرأي الأول كان يرى أن يرسل المسلمون رسالة الى النبي - صل اللهم عليه وسلم - في المدينة ويخبرونه بالوضع ويطلبون رأيه
فإما أن يأمرهم بالقتال أو الإنسحاب أو يرسل اليهم مدد
وقد تم رفض هذا الرأي لأن المسافة بين معان والمدينة كبيرة
_______
الرأي الثاني كان يرى أن ينسحب الجيش ويعود الى المدينة، لأن الجيش جاء لمحاربة مملكة {{غسان }} وعقاب {{شرحبيل بن عمرو}} الذي قتل {{الحارث بن عمير}}
ولذلك أتى بجيش قوامه ٣ آلاف مقاتل ، ولم يأت لقتال تحالف بين الإمبراطورية الرومانية العملاقة وكل القبائل العربية المتحالفة معها
ودخول معركة كهذه معناه اهلاك الجيش الذي هو كل عماد الدولة الإسلامية في ذلك الوقت، ولا يأمن اذا حدث هذا أن يجتاح أعداء الدولة الإسلامية من قريش وغطفان وغيرهم المدينة
وقال أصحاب ذلك الرأي لزيد بن حارثة: _ قد وطئت البلاد، وأخفت أهلها ، فانصرف ، فإنه لا يعدل العافية شيء [ يعني يكفي الروم خوفهم منا وخروجهم بهذا العدد يعتبر نصر لنا فلنرجع ]]
________
فوقف عبد الله بن رواحة وقال: _ يا قوم
والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون {{ الشهادة }} وما نقاتل الناس بعدد ولا بقوة ولا كثرة، وما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين ، إما ظهورٌ وإما شهادة
وكانت الأغلبية في الجيش مع هذا الرأي الأخير، وهو الدخول في الحرب، وكان هذا القرار كان هو أجرأ قرار عسكري على مر التاريخ كله
_________
وصل المسلمون الى قرية تسمى {{ شارف }} بعدما اقاموا يومين في {{ معان }} وكانت هذه القرية شارف قد اشتهرت بصناعة السيوف كان يقال سيوف مشرفية [[ اي صنعت في شارف ]]
ولكن وجد المسلمون أن هذا المكان غير مناسب للقتال بالنسبة لهم فانحازوا الى قرية يطلق عليها {{ مؤتة }} مدينة معروفة في جنوب الاردن ، وأقاموا معسكرهم هناك ..وكان سبب اختيار هذه القرية هو استغلال مزارع القرية وبيوتها لتكون حماية طبيعية للجيش
فلا يتمكن الرومان من تطويق الجيش، وتكون المواجهة بنفس أعدادهم، وهي نفس خطة الرسول في بدر وفي أحد
______
ووصلت جيوش العدو، أمواج بشرية هائلة تنساب الى أرض المعركة ، والمسلمون واقفون ثابتون كالجبال
تخيلوا {{ ٢٠٠ الف }} عددهم وكثرتهم
وكان ممن حضر المعركة {{ أبو هريرة }}
يقول أبو هريرة:_ شهدت مؤتة ، فلما رأينا المشركين ، ما لا قبل لنا به من العدد ، والسلاح ، والكراع ، والديباج ، والحرير ، والذهب ، فبرق بصري فقال لي ثابت بن أقرم [[ وهو صحابي كان ممن شهد بدر ]]
فقال لي :_ يا أبا هريرة ، مالك ، كأنك ترى جموعاً كثيرة ؟؟
قلت :_نعم
قال :_ لم تشهدنا ببدر إنا لم نُنصر بالكثرة
[[ اسمعتم نحن أمة لا ننتصر بالكثرة ، ولا بالعدة ، ننتصر بالعقيدة الصادقة ، واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ، وهي قوة العقيدة ، قلب قد تمكن فيه الايمان هذه هي قوة الامة ، لذلك قال ابن رواحة
وما نقاتل الناس بعدد ولا بقوة ولا كثرة، وما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به ، كن مع الله ترى الله معك ]]
وجاءت ساعة الصفر ، وأعطى {{زيد بن حارثة}} اشارة البدء الى أصحابه، وبدء القتال ، ما الذي حدث بعد ذلك ؟
يتبع إن شاء الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
2024/12/26 12:59:10
Back to Top
HTML Embed Code: