0/0
Video
أعتقد أنّ أفضل طريقة للدفاع عن اللغة العربية هي أنْ تستخدمها جيدًا. هي لا تريد مؤتمرات أو تحذيرات. هي تريد منك أنْ تفكّر بها؛ أنْ تحبّ حبيبتكَ بها، وأنْ تكتب مشروعك السياسي بها، وأنْ تنزل إلى الشارع بها، وأنْ تصعد إلى بيتك بها، وأنْ تكتب شعرًا وفلسفةً بها...
— محمد عبد الباري
— محمد عبد الباري
باللغويات يقسّمون بعض اللغات إلى ميتة ومنقرضة. الفرق بينهم أنّ اللغة الميتة هي لغة ماتوا كل متحدثيها الأصليين، فماتت بموتهم، مثل اللاتينية اللي تعتبر ميتة، لكنها ما تعتبر منقرضة لأن ما زال يوجد مَن يدرسها ويتعلمها وإنْ كانوا قليلين ويستخدموها بسياق ضيق ما يشمل الحياة اليومية.
باختصار، اللغة تعيش وتنمو بالحياة اليومية وبتعاملات الناس مع بعضهم بالبيت وبالشارع، وتموت لما نحصرها فقط بالكتب والأدب.
باختصار، اللغة تعيش وتنمو بالحياة اليومية وبتعاملات الناس مع بعضهم بالبيت وبالشارع، وتموت لما نحصرها فقط بالكتب والأدب.
0/0
باللغويات يقسّمون بعض اللغات إلى ميتة ومنقرضة. الفرق بينهم أنّ اللغة الميتة هي لغة ماتوا كل متحدثيها الأصليين، فماتت بموتهم، مثل اللاتينية اللي تعتبر ميتة، لكنها ما تعتبر منقرضة لأن ما زال يوجد مَن يدرسها ويتعلمها وإنْ كانوا قليلين ويستخدموها بسياق ضيق ما…
العربية الفصحى تعتبر حالة خاصة بهذا السياق، لأننا وإنْ كنا نستخدم لهجاتنا العامية بالتعاملات اليومية، بس بنفس الوقت احنة هم نستخدم العربية الفصحى (بقدر ما يمكن وصفها بالفصحى) لما نصلي، أو لما نذكر آية أو حديث نبوي أو بيت شعر أو مَثَل قديم بكلامنا، ونستخدمها لما نحجي بموضوع جدي مثل المعاملات الرسمية والأخبار (مو كلش جديّة ولا كلش فصيحة) أو لما نكتب بوست على قناة تلي ونحاول نخليه يبدو مهم وذو قيمة...
باختصار، الفصحى ما زالت تُستَخدَم يوميًا لكن بسياقات معينة فقط خلال اليوم؛ سياقات الدين والقداسة والأدب والإحترام، لهذا ما نكدر نسمّيها لغة ميتة لكن بنفس الوقت ما نكدر نوصفها تمامًا بأنها هي وحدها لغة الإستخدام اليومي؛ هي واحدة من عدة لغات ننتقل فيما بينها خلال اليوم.
باختصار، الفصحى ما زالت تُستَخدَم يوميًا لكن بسياقات معينة فقط خلال اليوم؛ سياقات الدين والقداسة والأدب والإحترام، لهذا ما نكدر نسمّيها لغة ميتة لكن بنفس الوقت ما نكدر نوصفها تمامًا بأنها هي وحدها لغة الإستخدام اليومي؛ هي واحدة من عدة لغات ننتقل فيما بينها خلال اليوم.
0/0
https://thmanyah.co/post-5d7352
مقالة كلش حلوة، تونست واني اقراها
0/0
https://thmanyah.co/post-5d7352
كلمة «عرنجيّة» دمجٌ لكلمتيّ عربيّة وإفرنجيّة، تعبيرًا عن التهجين فيها. وقد سهُل عليها الدخول على الألسنة والأقلام، إذ ظنّوها عربيّةً فصيحةً، وما هي إلّا اقتفاء لمفردات الإفرنج وأساليبهم وتراكيبهم. وسنضرب لك الأمثال في هذه المقالة حتى ترى شدة فساد هذه اللغة.
والذي يُظهر لك اتباع العرنجيّة للغات الأعاجم أن تقارن بينها وبين فصحى القرآن. ولو تأملت لوجدت اختلافًا كثيرًا في أساليب الكلام وتراكيبه ومفرداته. انظر مثلًا قوله تعالى «إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا» وانظر ترجمة الإنقليز إذ قالوا:
(You certainly cannot be patient enough with me)
وأصحاب العرنجيّة لو لم يسمعوا هذه الآية من قبل لقالوا متّبعين الإنقليز: «أنت حقًا لا يمكنك أن تكون صابرًا بما فيه الكفاية معي».
والذي يُظهر لك اتباع العرنجيّة للغات الأعاجم أن تقارن بينها وبين فصحى القرآن. ولو تأملت لوجدت اختلافًا كثيرًا في أساليب الكلام وتراكيبه ومفرداته. انظر مثلًا قوله تعالى «إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا» وانظر ترجمة الإنقليز إذ قالوا:
(You certainly cannot be patient enough with me)
وأصحاب العرنجيّة لو لم يسمعوا هذه الآية من قبل لقالوا متّبعين الإنقليز: «أنت حقًا لا يمكنك أن تكون صابرًا بما فيه الكفاية معي».
0/0
https://thmanyah.co/post-5d7352
فالعرنجيّة تُسرف من الابتداء بـ«جعل»، لأن الإنقليزية ما فيها صيغة الفعل لكلمات كثيرة فتبعوهم. فمثلًا ما عندهم كلمة «Difficulting»، أمّا عندنا فيصح أن تقول «أُصعّب» لذلك تبعوهم وقالوا: «سأجعل الأمور صعبة».
والإنقليز يكثرون الاستثناء باستعمال لفظة «Only»، فتبعهم أصحاب العرنجيّة وصاروا يستثنون بكلمة «فقط». على أن في اللغة العربية باب كبير اسمه حروف الاستثناء، كقوله تعالى: «إنما أنا بشر مثلكم»، الذي لو كُتب بالعرنجيّة لكان: «أنا فقط بشر مثلكم».
والإنقليز يكثرون الاستثناء باستعمال لفظة «Only»، فتبعهم أصحاب العرنجيّة وصاروا يستثنون بكلمة «فقط». على أن في اللغة العربية باب كبير اسمه حروف الاستثناء، كقوله تعالى: «إنما أنا بشر مثلكم»، الذي لو كُتب بالعرنجيّة لكان: «أنا فقط بشر مثلكم».
0/0
https://thmanyah.co/post-5d7352
صحيح أن العرنجية والعاميّة بدأتا من الفصحى، إلّا أن العرنجية شذّت ذات الشمال فأخذت من أساليب العجم، والعاميّة شذّت ذات اليمين فتغيّرت مع مرور الأزمان. فالعرنجيّة أبعد ما تكون عن العاميّة، لأن العوام لا علم لهم بلغات الأعاجم.
وشاهد هذا أنك لو أخذت تعبيرًا عرنجيًّا وقلته لأحد في باديتنا لما فهم مرادك. فلو قلت له: «القبيلة تلعب دورًا مهمًّا بين القبائل» لغضب ونفى اللعب واللهو في أمور القبيلة. ولو واسيت أهل الميت في عزاء فقلت: «أنا آسف على وفاته»، لما فهم أحد مرادك، إلا لو كان عالمًا باستعمال الإنقليز للأسف في التعزية.
بينما تجد الفصحى والعاميّة يعبّرون عن هذا بألفاظ أخرى، فكلهم يقولون: «القبيلة لها أمرها أو ثقلها أو مكانتها بين القبائل». ونعزّي فنقول: «عظّم الله أجرك». فانظر كيف تُستبدل كلمات مشتركة بين العاميّة والفصحى بأخرى من لغات الأعاجم.
وشاهد هذا أنك لو أخذت تعبيرًا عرنجيًّا وقلته لأحد في باديتنا لما فهم مرادك. فلو قلت له: «القبيلة تلعب دورًا مهمًّا بين القبائل» لغضب ونفى اللعب واللهو في أمور القبيلة. ولو واسيت أهل الميت في عزاء فقلت: «أنا آسف على وفاته»، لما فهم أحد مرادك، إلا لو كان عالمًا باستعمال الإنقليز للأسف في التعزية.
بينما تجد الفصحى والعاميّة يعبّرون عن هذا بألفاظ أخرى، فكلهم يقولون: «القبيلة لها أمرها أو ثقلها أو مكانتها بين القبائل». ونعزّي فنقول: «عظّم الله أجرك». فانظر كيف تُستبدل كلمات مشتركة بين العاميّة والفصحى بأخرى من لغات الأعاجم.
0/0
https://thmanyah.co/post-5d7352
وأشد من هذا، أن مشاعرنا في العاميّة والفصحى واحدة، ثم إذا تعرنجنا صرنا كالأعاجم. ففي الفصحى والعامية نقول: «أحببتك أو حبيتك» و«أحزنني الذي أو اللي أصابك». أمّا إذا سقطنا في العرنجية قلنا «وقعت في حبك» و«شعرت بالحزن بسبب ما حصل لك». فيظن الناس أن المشاعر من دون أدوات مساعدة لغة دنيا ضعيفة، لذلك يزيدون «وقعت» و«أشعر».
بل أكثر الأخطاء المنتقدة في العربيّة لا تكاد تجدها في العاميّات، لأنها أقرب إلى الفصحى. مثال ذلك استعمال «تم» كقولهم: «تم بناء العمارة»، و«تمت الموافقة على الطلب». ولو أراد الواحد فينا قول هذا في عاميّته لقال وهو مطابق للفصحى: «بُنيت أو انبنت العمارة» و«وافقوا على الطلب». لا تجد أحدًا في العاميّة يستعمل هذه الـ«تم» إلا إذا تفاصح.
بل أكثر الأخطاء المنتقدة في العربيّة لا تكاد تجدها في العاميّات، لأنها أقرب إلى الفصحى. مثال ذلك استعمال «تم» كقولهم: «تم بناء العمارة»، و«تمت الموافقة على الطلب». ولو أراد الواحد فينا قول هذا في عاميّته لقال وهو مطابق للفصحى: «بُنيت أو انبنت العمارة» و«وافقوا على الطلب». لا تجد أحدًا في العاميّة يستعمل هذه الـ«تم» إلا إذا تفاصح.
Forwarded from 𖤓 المُرَعَّث 𖤓 (Abdullah Ghali)
لو أن أضعفنا علمًا أقام على ما يعلم لَبَلغ الغاية من أمره، فما منّا أحد إلا ويعلم أنَّ العمل أنفع من الكسل، وأنَّ الأمانة أشرف من الخيانة، وأنَّ الصدق أرفع من الكذب، وأنَّ الوفاء أنبل من الغدر، وأن المودة أكرم من الجفاء.