Warning: mkdir(): No space left on device in /var/www/tgoop/post.php on line 37

Warning: file_put_contents(aCache/aDaily/post/fati_main/--): Failed to open stream: No such file or directory in /var/www/tgoop/post.php on line 50
فاطمئن️@fati_main P.61947
FATI_MAIN Telegram 61947
لا تقتلوا المروءة بين الناس!

عام ۱۸۸۰م ماتت ملكة تايلند غرقاً ، فقد انقلب بها القارب ولم يجرؤ أحد من حراسها على إنقاذها ، وقفوا جميعاً يتفرجون عليها وهي تلفظ أنفاسها لأن القانون كان يقول : لمس الملكة عقوبته الإعدام!
طبعا لست ضد قانون يحفظ لحاكم هيبته إن كان ضمن المعقول ولا يتنافى مع القيم الإنسانية ، ما أنا ضده هي تلك القوانين التي تقتل المروءة بين الناس!
لو أن سائق سيارة صدم أحد المارة وهرب ، وترکه صريعا يتخبط بدمه ورأيته أنت فأبت أخلاقك إلا أن تحمله وتنقله بسيارتك لأقرب مستشفى ومات في الطريق ، هل تضمن ألا يعاملوك كأنك الذي دهسته؟
لو حضرت الشرطة إلى المستشفى ، وأقسمت لهم بالله ، وحلفت على كل الكتب التي أنزلها أن دورك الوحيد في القضية أنك إنسان ، أتراهم يتركوك؟
هكذا هم الناس ، يقتلون المروءة في الناس ، سيعاقبونك وستدفع دينهم ، ليمر غيرك بإنسان ملقى على قارعة الطريق ويمضي لأنه لا يريد أن يصيبه ما أصابك!
إن كثيراً من قوانينا وتصرفاتنا تقتل المروءة بين الناس!

الذي يستدين مالأ ثم يقرر أن يأكله على صاحبه ، إنما يريد من الناس ألا يمد أحدهم يده إلى الآخر، وكما قال المثل العامي : لم أمت ولكني رأيت من مات!
الذي يطرق باباً طالباً زوجة فيحسن أهلها إليه ، ولا يكلفونه ما لا يطيق ، بل ويساعدونه لإتمام زواجه ، ثم لا يعاملها بالحسنى ، إنما يريد من الناس أن يتعاملوا مع بعضهم على مبدأ من لا يتعب في المهر يسهل عليه الطلاق! كل من كان قد قرر أن يكون شهماً مع خاطب بناته سيتريث لأن قليل مروءة قد قتل شيئا من المروءة فيه!

أسوأ ما في الأفعال الخسيسة أنها تجعل الناس ينظرون إلى الخير على أنه مجازفة ، وإلى المعروف على أنه محاولة انتحار!

والأمر أوسع من تصرف فردي ، وأكبر من حادثة شخصية ، إنها سم زُعاف يسري في جسد المروءة حتى يقتلها!
كنت صغيرا عندما حدثتني جدتي عن رجل رغب في فرس عند رجل آخر، فطلب منه أن يبيعها له ، فأبی ، فزاده هذا الرفض إصرارا ، فتطوع لص ليجلبها له ، وذهب حيث يمر صاحب الفرس ، وارتمى على قارعة الطريق يمثل أنه يتلوى من الألم ، فنزل صاحب الفرس وأركب هذا المسكين ، وأخذ بلجام الفرس يجرها ...
فقال له : لا يليق بك أن تجرني .
فقال له : أنت رجل مريض .
فقال له : إن كان لا بد ، فأنا أمسك باللجام حفظا لكرامتك .
وعندما ناوله اللجام ، استوى على الفرس وهرب بها ، فنادی صاحب الفرس عليه ، وقال له : إن سألوك عنها فقل أنك اشتريتها ، ولا تحدث أحدا بما فعلت ، إني أخاف أن تموت المروءة بين الناس!

الوطن

- أدهم شرقاوي



tgoop.com/fati_main/61947
Create:
Last Update:

لا تقتلوا المروءة بين الناس!

عام ۱۸۸۰م ماتت ملكة تايلند غرقاً ، فقد انقلب بها القارب ولم يجرؤ أحد من حراسها على إنقاذها ، وقفوا جميعاً يتفرجون عليها وهي تلفظ أنفاسها لأن القانون كان يقول : لمس الملكة عقوبته الإعدام!
طبعا لست ضد قانون يحفظ لحاكم هيبته إن كان ضمن المعقول ولا يتنافى مع القيم الإنسانية ، ما أنا ضده هي تلك القوانين التي تقتل المروءة بين الناس!
لو أن سائق سيارة صدم أحد المارة وهرب ، وترکه صريعا يتخبط بدمه ورأيته أنت فأبت أخلاقك إلا أن تحمله وتنقله بسيارتك لأقرب مستشفى ومات في الطريق ، هل تضمن ألا يعاملوك كأنك الذي دهسته؟
لو حضرت الشرطة إلى المستشفى ، وأقسمت لهم بالله ، وحلفت على كل الكتب التي أنزلها أن دورك الوحيد في القضية أنك إنسان ، أتراهم يتركوك؟
هكذا هم الناس ، يقتلون المروءة في الناس ، سيعاقبونك وستدفع دينهم ، ليمر غيرك بإنسان ملقى على قارعة الطريق ويمضي لأنه لا يريد أن يصيبه ما أصابك!
إن كثيراً من قوانينا وتصرفاتنا تقتل المروءة بين الناس!

الذي يستدين مالأ ثم يقرر أن يأكله على صاحبه ، إنما يريد من الناس ألا يمد أحدهم يده إلى الآخر، وكما قال المثل العامي : لم أمت ولكني رأيت من مات!
الذي يطرق باباً طالباً زوجة فيحسن أهلها إليه ، ولا يكلفونه ما لا يطيق ، بل ويساعدونه لإتمام زواجه ، ثم لا يعاملها بالحسنى ، إنما يريد من الناس أن يتعاملوا مع بعضهم على مبدأ من لا يتعب في المهر يسهل عليه الطلاق! كل من كان قد قرر أن يكون شهماً مع خاطب بناته سيتريث لأن قليل مروءة قد قتل شيئا من المروءة فيه!

أسوأ ما في الأفعال الخسيسة أنها تجعل الناس ينظرون إلى الخير على أنه مجازفة ، وإلى المعروف على أنه محاولة انتحار!

والأمر أوسع من تصرف فردي ، وأكبر من حادثة شخصية ، إنها سم زُعاف يسري في جسد المروءة حتى يقتلها!
كنت صغيرا عندما حدثتني جدتي عن رجل رغب في فرس عند رجل آخر، فطلب منه أن يبيعها له ، فأبی ، فزاده هذا الرفض إصرارا ، فتطوع لص ليجلبها له ، وذهب حيث يمر صاحب الفرس ، وارتمى على قارعة الطريق يمثل أنه يتلوى من الألم ، فنزل صاحب الفرس وأركب هذا المسكين ، وأخذ بلجام الفرس يجرها ...
فقال له : لا يليق بك أن تجرني .
فقال له : أنت رجل مريض .
فقال له : إن كان لا بد ، فأنا أمسك باللجام حفظا لكرامتك .
وعندما ناوله اللجام ، استوى على الفرس وهرب بها ، فنادی صاحب الفرس عليه ، وقال له : إن سألوك عنها فقل أنك اشتريتها ، ولا تحدث أحدا بما فعلت ، إني أخاف أن تموت المروءة بين الناس!

الوطن

- أدهم شرقاوي

BY فاطمئن️


Share with your friend now:
tgoop.com/fati_main/61947

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Just at this time, Bitcoin and the broader crypto market have dropped to new 2022 lows. The Bitcoin price has tanked 10 percent dropping to $20,000. On the other hand, the altcoin space is witnessing even more brutal correction. Bitcoin has dropped nearly 60 percent year-to-date and more than 70 percent since its all-time high in November 2021. Telegram users themselves will be able to flag and report potentially false content. Just as the Bitcoin turmoil continues, crypto traders have taken to Telegram to voice their feelings. Crypto investors can reduce their anxiety about losses by joining the “Bear Market Screaming Therapy Group” on Telegram. Developing social channels based on exchanging a single message isn’t exactly new, of course. Back in 2014, the “Yo” app was launched with the sole purpose of enabling users to send each other the greeting “Yo.” A few years ago, you had to use a special bot to run a poll on Telegram. Now you can easily do that yourself in two clicks. Hit the Menu icon and select “Create Poll.” Write your question and add up to 10 options. Running polls is a powerful strategy for getting feedback from your audience. If you’re considering the possibility of modifying your channel in any way, be sure to ask your subscribers’ opinions first.
from us


Telegram فاطمئن️
FROM American