tgoop.com/fekaha/4849
Last Update:
{.. وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (٧) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٨)} [سُورَةُ الحُجُرَاتِ].
_ وقال تعالى:
{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} [سُورَةُ النُّورِ: ٢١].
فالأمر بيد الله، ولهذا يكثر المرء من الدعاء، وسؤال الله أن يزكي قلبه بالإيمان يسأل الله، ولا يخيب -سبحانه وتعالى- عبدًا دعاه، ولا مؤمن رجاه.
ثم يُتْبِع الدعاء والعناية بالتفويض، والالتجاء إلى الله -سبحانه وتعالى- يُتْبِع ذلك ببذل الأسباب.
_ والشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله- فصّل تفصيلًا جميلًا في كتاب، ينصح كل مسلم أن يقتنيه، وأن يعتني به، وهو كتاب: "التوضيح والبيان لشجرة الإيمان".
اعتنى عناية عظيمة جدًّا ببيان الأمور التي تجلب الإيمان إلى القلب.
-ما هي الأشياء التي تفعلها فيُجلَب الإيمان إلى قلبك. ذكر:
١- أن يكون عندك عناية خاصة بالفقه في أسماء الله الحسنى وصفاته العليا. تتعرف وتجاهد نفسك على المعرفة بالأسماء والصفات ومعانيها ومقتضياتها ومدلولاتها معرفة سليمة في ضوء ما دل عليه كتاب الله، وسنة نبيه ﷺ على جادة السلف وطريقتهم.
هذه المعرفة لها آثار قوية على القلب نفسه زكاء وصلاحًا وعمارة بالإيمان.
أصلًا القلب لا يُعمَر بالإيمان إلا بهذه المعرفة بالله.
لا تكون عمارته بالإيمان إلا بالمعرفة الصحيحة بالله -عز وجل-، فكلما قويت المعرفة القلبية بالله، قوي إيمان القلب، وزكى القلب وطاب.
٢- وكذلك العناية بالقرآن الكريم، القرآن الكريم يقوّي الإيمان في القلب ويزيده قراءة بتدبر وتفهم .
_ وقد قال الله -سبحانه وتعالى-:
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٢) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} [سُورَةُ الأَنفَالِ].
هذه الدرجة العالية: (الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) كان أهلها يعملون عملًا جادًّا في القراءة للقرآن، والتدبر لآياته، والاهتداء بهداياته.
_ قال تعالى:
{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [سُورَةُ صٓ: ٢٩].
فيعتني بهذا الجانب، يستخرج بركة القرآن، القرآن فيه بركة عظيمة تصل إلى القلب إذا عمل العبد بالتدبر على استخراجها.
٣- أيضا مما يقوّي الإيمان في القلب:
دراسة السيرة النبوية والشمائل، شمائل النبي -عليه الصلاة والسلام-.
فإن هذا باب مهم، وخَلْق من الناس في زمانه وبعد حياته، كان إسلامهم ودخولهم في الدين هو وقوفهم على أخلاق النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام-، وعلى شمائله العظيمة وأوصافه الجميلة -صلوات الله وسلامه وبركاته عليه-.
_ في حياته كان يأتي الرجل إليه، وليس على وجه الأرض أبغض إليه منه، يبغض النبي -عليه الصلاة والسلام- البغض الشديد، فما أن يراه ويرى خُلُقه وشمائله ولطفه وحسن تعامله، إلا ويتحول من ساعته وليس على وجه الأرض أحب له منه.
وهذا كثير تقرؤه في السيرة، وأنت أيضا تجد ذلك في نفسك لما تقرأ السيرة النبوية بتمعن، وتفهُّم لهذه السيرة العظيمة سيرة نبينا الكريم -عليه الصلاة والسلام- تجد لهذا أثر على قلبك.
ولهذا يعني المعرفة بالله والمعرفة بالرسول -عليه الصلاة والسلام- تعد صمام أمان من الهلاك.
{قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ (٦٦) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (٦٧) } [سُورَةُ المُؤْمِنُونَ].
_ ثم ذكر تعالى أمرين:
{أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ} [سُورَةُ المُؤْمِنُونَ: ٦٨].
_ ثم قال تعالى:
{أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ} [سُورَةُ المُؤْمِنُونَ: ٦٩].
لأن هذا سلامة من النكوس، المعرفة بالرب، والمعرفة بالرسول -عليه الصلاة والسلام-، وسيرته العطرة.
_ ولهذا يقول الشيخ: فهو أكبر داعٍ للإيمان في أوصافه الحميدة، وشمائله الجميلة، وأقواله الصادقة النافعة، وأفعاله الرشيدة، فهو الإمام الأعظم، والقدوة الأكمل.
٤- كذلك التفكر في هذا الكون:
الذي يدلك على عظمة خالقه وكمال مبدعه وموجده -سبحانه وتعالى-.
فهذا فيه أيضًا آثاره العظيمة على القلب، أن ينظر في هذا الكون نظر تفكر وتأمل، فإن هذا يهديه لعظمة من خلقه، ويهديه لكمال من أبدعه -سبحانه وتعالى-.
•الحاصل:
هناك أمور عديدة تجلب الإيمان للقلب، ولها أثرها العظيم على القلب في قوة الإيمان، وصلاح القلب.
ولعل يكون منا عناية بهذا الكتاب، كتاب "التوضيح والبيان لشجرة الإيمان " للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله تعالى-.
BY شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب
Share with your friend now:
tgoop.com/fekaha/4849