tgoop.com/fetra20/9315
Last Update:
أحيانًا..
أحيانًا أُقلِّب في الرسائل القديمة فأرى مَن كنا نتكلم بشكل يومي، ثم لم يعد بيننا أي كلام ولا سلام، لا يهمني مَن مسح الآخر من قائمة أصدقائه، لا يهمني مَن بدأ بالجفاء، لا يهمني مَن حذف رقم الآخر، لا يهمني أي سبب قاطع بعضنا الآخر لأجله، لكن أحيانًا يأتيني طيفُ هؤلاء، هؤلاء الذين كان لا يمر اليوم بدون مراسلاتهم، هؤلاء الذين كانت تطيب الأيام برؤيتهم، فأسأل نفسي: كيف تحمَّلت بدونهم؟ كيف تعودت؟
ثم أتأمل في الذين أصبحوا اليوم مكانهم، هل سيأتي يوم وأقلب في رسائلهم، وأقول: أين هم الآن؟ كيف أصبحنا هكذا؟.
بَيْد أنني أحاول ألا أتذكر ما مضى، ولكن لطالما أرَّقت نومي هذه الأفكار، لطالما أبكتني ذكريات بيني وبين مَن كان بيننا ما بيننا من الحب والأخوة، ثم باعدتنا الأيام، أنا السبب، هم السبب؛ النتيجة واحدة، جفاء وبُعد، وإنِّي -علم الله- ما يؤلمني شيء أشد من جفاء مَن له مكانة في قلبي.
يؤلمني أن أقابل مَن تعاهدنا على الصحبة والحب في الله، فيُعرض كُل واحد مِنا عن الآخر، كأنه لا يعرفه، وكأنه لم يكن بيننا أي شيء.
يؤلمني أن أرى صديقًا قضينا سنوات في صحبة طيبة، وحين أراه يحاول ألا تقع عينه في عيني لئلا يُسلِّم عليّ، أو أسلِّم عليه.
قاتل الله الجفاء، لا طاقة لي به.
محمود الرفاعي
BY فِطرَة
Share with your friend now:
tgoop.com/fetra20/9315