tgoop.com/ff1437/8983
Last Update:
عزة المؤمن وكرامته
في وصايا أمير المؤمنين ومولى المتقين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام أنّه قال: "وَأَكْرِمْ نَفْسَكَ عَنْ كُلِّ دَنِيَّةٍ وَإِنْ سَاقَتْكَ إِلَى الرَّغَائِبِ، فَإِنَّكَ لَنْ تَعْتَاضَ بِمَا تَبْذُلُ مِنْ نَفْسِكَ عِوَضاً. وَلاَ تَكُنْ عَبْدَ غَيْرِكَ وَقَدْ جَعَلَكَ اللهُ حُرّاً". ورد في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "المؤمن أعظم حرمةً من الكعبة". وعن الإمام الباقرعليه السلام : "إن الله عز وجل أعطى المؤمن ثلاث خصال: العز في الدنيا والدين، والفلاح في الآخرة، والمهابة في صدور العالمين."
إنّ الله عز وجل أعطى المؤمن العزة والكرامة، ولكنَّ الإنسان قد تدعوه رغبة من رغباته إلى فعل ما لا يليق به تلبية لرغبته تلك، فيقع في إذلال نفسه ويضحِّي بما وهبه إيَّاه الله عز وجل، وهنا يرشدنا الإمام عليه السلام إلى أن ما نناله جرَّاء التضحية بهذه العزة والكرامة الموهوبة من الله عز وجل لا يعادل ما نأخذه من حطام. فإنَّ من يُقْدِم على ذلك لمغبون، لأنه يبذل الشيء الغالي والنفيس في سبيل الفاني والرخيص.
بل ورد في الرواية أن المؤمن لا ولاية له على أن يُذل نفسه. في سبيل ذلك فقد ورد في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "إن الله فوَّض إلى المؤمن أموره كلِّها، ولم يُفِّوض إليه أن يكون ذليلا، أما تسمع الله تعالى يقول : ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾( المنافقون :8) فالمؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا، إن المؤمن أعز من الجبل، لأن الجبل يُسْتَفَلُّ منه بالمعاول، والمؤمن لا يُسْتَفَلُّ من دينه بشيء. وعنه عليه السلام : "المؤمن إذا سُئِلَ أسْعف، وإذا سَأل خفَّف".
BY الشيخ ابو علي الفاطمي
Share with your friend now:
tgoop.com/ff1437/8983