tgoop.com/fwaed_miman/1446
Last Update:
خاطرة في طريقة التعامل مع كلام شيخ الإسلام رحمه الله في مختلف الفنون.
يسمع بعض طلاب العلم الإشادة بكتب شيخ الإسلام رحمه الله، ويرون كثيرا من العلماء المعاصرين وطلاب العلم المفيدين يستشهدون كثيرا بكلام الشيخ رحمه الله ويرجحون أقواله في مسائل العلم سواء في الفقه أو غيرها.
فيتساءل بعضهم : ما دامت كتب الشيخ رحمه الله بهذه المنزلة فلماذا لا أقرؤها كلها وأستفيد منها في جميع فنون العلم؟ لماذا أدرس زاد المستقنع مثلا وفيه مسائل كثيرة خالف فيها شيخ الإسلام رحمه الله وقوله راجح، فلماذا أتعلم المرجوح وأترك الراجح؟!!
إلى آخر تلك التساؤلات.
وأقول لمن أراد الاستفادة من كتب الشيخ رحمه الله حق الإفادة : لن تنتفع بكتب الشيخ رحمه الله حتى يكون لك تأسيس متين تقف عليه، فالكتب الأصول في الفن المعين توقفك على قدميك، وتتعلم معها تصوير المسألة وقيودها وحكمها، أما كتب الشيخ رحمه الله فلا تفيدك في تصوير المسألة، لأن كلامه موجه لمن فهم صورة المسألة، وربما موجه أيضا لمن فهم كلام الأصحاب ودليلهم، فيفقز بك مباشرة لمناقشة الدليل لأن التصوير والحكم والدليل مفترض أنك تصورته من قبل.
والشيخ رحمه الله لسعة علمه وتبحره ينتقل من مسألة لنظيرتها ليقوي ما ذهب له من حكم، ويناقش المسألة الأصولية، والمسألة الحديثية، ومقاصد الشريعة في موضع واحد، فلو لم يكن عندك تأصيل في هذه الفنون لتهت ولم تخرج بشيء يذكر سوى أنك عرفت ما توصل له الشيخ من حكم، ولم تفهم لماذا أخذ به؟ وكيف قوي دليله وضعف دليل الأصحاب؟
وسبب ذلك أنك قفزت الأصول واتجهت مباشرة للبحر العميق المتلاطم الأمواج، ولا يحسن السباحة فيها إلا من تدرب على السباحة في المياه الضحلة.
هذه خاطرة جاءت عفو الخاطر.
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا
BY قناة الفوائد والفرائد العلمية
Share with your friend now:
tgoop.com/fwaed_miman/1446