غيمة 💜💭

- تمضي الأيام بين اقتراب مَشَارِف نهايات سبع أعوامٍ من دراسةِ الطِب ، بين العديدِ من التَّفاصيل المُفرِحَة والمُحزِنَة أيضًا ..
أعوامٌ عاشَ بها الفرد بعيدًا من مكانِ نشأتِه ، بعيدًا عن أفراد عائلته ، لِكَي يبتدِأ مشوارًا كبيرًا وطويلًا وعظيمًا بذاتِ الوقت ، لِكَي يمضي في مسيرَةِ الحلمِ الذي تَمَنَّاه
كثيرًا ..

بينَ الفرح بالنَّجاحات ، كانت هُناك أيضًا بعضُ الخيبات بالطَّريق المُرهِق ، الخوف والقلق ذاته ، التفكيرُ الكثير ، السَّعي رغبةً في الوُصُول ..
إنَّه لَثقلٌ على عاتِقك أن يكونَ أمامك مستقبلٌ تقعُ مسؤوليتهُ عليك ، أن تسعى وتحلم وتُفكِّر ، أن لا تُخيِّبَ الآمال ..
أن تحلُمَ شارِدًا بين خيالِكَ حِين استلقائِكَ على تِلكَ الوسادة التي تَحَمَّلَت ثِقَلَ رأسك وتبَلَّلَت بدموعِ عينَيك التي لطالَما هَطَلَت كالمَطَر فتَرَى نَفسَك وأنت طبيب تٌدَاوِي الجرحى وتكونُ وسيلَةً لِشِفَاءِ المريض ، وتُصبِحُ أملًا لفتاةٍ بَاكِيَة تخافُ من فقدِ والدتها ، رجلٌ هزَّهُ مرضُ زوجته ، طِفلٌ يبكي بُعدَ أبيه أو أمِّه وكُلُّهم ينظرونَ لَكَ وكأنَّك الملاذُ والطريق والنِّهاية السعيدة .. تحلُم حينَ يأتِي ذلك الوقت أن تكون بِقدرِ تلك المسؤولية والأمل وأن تكونَ عونًا ولُطفًا وشِفاء لِكُلِّ من يلجأُ إلَيك .. أن تكون كما حلمت وأكثر ..
أن يأتِيَ يومٌ وتفخرَ بذاتِك رُغم كُلِّ خوف وإحباطٍ وألم ويَفخَرُ بِكَ كُلُّ مَن حولَك ..

دعنِي أعودُ بِكَ عزيزي القارِئ من الحُلم الآن ..

رُغم الكثيرِ من الصُّعوبات كثورة ديسمبر بعام 2019 ، جائحة كورونا بعام 2020  وكلٌّ منهم كانَ يحملُ معه توقُّفًا عن الدراسة والعمل والحياة ، وفِيَّات عديدة ، حُزنٌ في كل منزل وكُلِّ شارِع ، إرهاقٌ نفسيّ ومعنويّ ، إحباطٌ مُضاعَف وفقدٌ للشغَف والرغبَة اللذانِ يلزمانِك لتَستَمِر في الحياة ..
وبِفَضلِ الله تجاوزنا ذلك رُغم آثارِه علينا كَشَعب وبشر ، وعادَت الحياةُ بين سُرُورٍ و وَهن ..

ولكن ..

كانَ قد تَبَقَّى القليل ونُصبِحُ في عِدَادِ الأحرار من كُليَّةِ الطب ومن الجامعة كُلِّيًّا ، وكُلُّ فردٍ حتمًا كان ينتظرُ شيئًا ولديه الكثير لِيَفعَله ..
ونحنُ بشهرِ رمضان بالتأكيد كل شخصٍ كانَ لديهِ هدف ، فِكرَة ، رغبات ..
فهُناك من ينتظرُ العيد لِيُسافِر لِيَلتَقِي بِأُسرَتِه ويُهَلِّل ويُكَبِّرَ بين أحضانِ اجتِمَاعِهِم ، هناك من يُقبِلُ على تكملةِ دراسة أو عمل ، هناك من ينتظِرُ لَيلَةَ العُمر لِيُزَفَّ مع الحبيبة على أنغامِ العديل والزِّين ورقصاتِ الأهل والأصحاب ودقَّاتِ الدَّلوكة بينَ أخواتِ وصديقات العروس و" ياعديلة يا بيضاء " وابتداءِ حياةٍ جديدة مُختلفة مع من اختاره قلبك كَمَا لَم تَكُن من قبل ..

الخامس عشر من ابريل ..
تَغَيَّرت كُلُّ التَّفاصِيل ..

استيقظنا على حرب ، وكَأنَّ الأمرَ حُلمٌ طويل ومُفاجِئ
كيف تَظن أنَّك ستجتمعُ بأحبائكَ قريبًا وتستيقِظ وتجِدُ أنَّ ذلك من المُستحِيلات العُظمَى ..
قنابل ، بنادق تُطلِقُ الرَّصاص فيُسمَع دوِيُّها وكأنَّها بقلبِك ، يُخبرونك بأن تستلقي أرضًا لأنَّه لا ضمانَ لِسلامتِك وأمانِك ، تخافُ على ذاتِك وأهل بيتِك من أن يُصيبَهم مكروه ..

أخبارٌ غير سارَّة بالمَرَّة ..
مقتل الكثير ، فهناك من يجلِسُ بجانِب دُكَّانِه ويُردَى قتيلًا ، وهناكَ من يجلِس بكرسيِّه بالطائرة منتظرًا الإقلاع مُسافِرًا فيُصبِحُ في العدم في ثواني و هناك من هو بِبَيتِه بين عائلته وإذا برصاصٍ غادِر يسلُبه الحياة ..
تَغيَّرَت المفاهيم ، المخاوِف ، الأفكار ، الحياة بتفاصيلِها ، الخُطَط ..
أصبح الخوف من موت الأحباء والذات ..
أصبحتِ الرَّغبات تتمَثَّل في كهرباء ، ماء ، دواء وغذاء
فالأساسيات أصبحت رفاهيَّة غير مُتوفِّرة عزيزي القارِئ والمواطن المغلوب على أمره ..
أصبح الحُلم رُؤية الأهل والأصدقاء والأحباب ، اجتماعٌ يخلو من الحُزن ، سرورٌ وأُنسٌ وحديثٌ طويلٌ وضحكات فقط ..

نحنُ شعبٌ ضَاقَت بِهِ السُّبُل ..
وطنٌ فَقَدَ السُّرُورَ والأمن والأمان ..
ولكن كما يقولون ' كُل مُر سَيَمُر ' ..
اللهُ معنا ، سينصرنا وإن ضاقت بِنا السُّبُل ..

سننتصر ، سيعودُ كل مشتاقٍ لأهله ، سيعودُ كُلٌّ لعملِه ودراسته ، سيتزوج كُل المُحِبِّين وينسونَ الألم بسرور الوُصول سويًّا ، سنُمسِكُ بشهاداتِنَا ونُصبِحُ يومًا كما نحلم وأكثر بإذن الله ..
آمييييين ..

- فاطمة عاصم 🖤💭
#لا_للحرب

www.tgoop.com/gaimah_f/121

1.1K viewsApr 28, 2023 at 09:29

- تمضي الأيام بين اقتراب مَشَارِف نهايات سبع أعوامٍ من دراسةِ الطِب ، بين العديدِ من التَّفاصيل المُفرِحَة والمُحزِنَة أيضًا ..
أعوامٌ عاشَ بها الفرد بعيدًا من مكانِ نشأتِه ، بعيدًا عن أفراد عائلته ، لِكَي يبتدِأ مشوارًا كبيرًا وطويلًا وعظيمًا بذاتِ الوقت ، لِكَي يمضي في مسيرَةِ الحلمِ الذي تَمَنَّاه
كثيرًا ..

بينَ الفرح بالنَّجاحات ، كانت هُناك أيضًا بعضُ الخيبات بالطَّريق المُرهِق ، الخوف والقلق ذاته ، التفكيرُ الكثير ، السَّعي رغبةً في الوُصُول ..
إنَّه لَثقلٌ على عاتِقك أن يكونَ أمامك مستقبلٌ تقعُ مسؤوليتهُ عليك ، أن تسعى وتحلم وتُفكِّر ، أن لا تُخيِّبَ الآمال ..
أن تحلُمَ شارِدًا بين خيالِكَ حِين استلقائِكَ على تِلكَ الوسادة التي تَحَمَّلَت ثِقَلَ رأسك وتبَلَّلَت بدموعِ عينَيك التي لطالَما هَطَلَت كالمَطَر فتَرَى نَفسَك وأنت طبيب تٌدَاوِي الجرحى وتكونُ وسيلَةً لِشِفَاءِ المريض ، وتُصبِحُ أملًا لفتاةٍ بَاكِيَة تخافُ من فقدِ والدتها ، رجلٌ هزَّهُ مرضُ زوجته ، طِفلٌ يبكي بُعدَ أبيه أو أمِّه وكُلُّهم ينظرونَ لَكَ وكأنَّك الملاذُ والطريق والنِّهاية السعيدة .. تحلُم حينَ يأتِي ذلك الوقت أن تكون بِقدرِ تلك المسؤولية والأمل وأن تكونَ عونًا ولُطفًا وشِفاء لِكُلِّ من يلجأُ إلَيك .. أن تكون كما حلمت وأكثر ..
أن يأتِيَ يومٌ وتفخرَ بذاتِك رُغم كُلِّ خوف وإحباطٍ وألم ويَفخَرُ بِكَ كُلُّ مَن حولَك ..

دعنِي أعودُ بِكَ عزيزي القارِئ من الحُلم الآن ..

رُغم الكثيرِ من الصُّعوبات كثورة ديسمبر بعام 2019 ، جائحة كورونا بعام 2020  وكلٌّ منهم كانَ يحملُ معه توقُّفًا عن الدراسة والعمل والحياة ، وفِيَّات عديدة ، حُزنٌ في كل منزل وكُلِّ شارِع ، إرهاقٌ نفسيّ ومعنويّ ، إحباطٌ مُضاعَف وفقدٌ للشغَف والرغبَة اللذانِ يلزمانِك لتَستَمِر في الحياة ..
وبِفَضلِ الله تجاوزنا ذلك رُغم آثارِه علينا كَشَعب وبشر ، وعادَت الحياةُ بين سُرُورٍ و وَهن ..

ولكن ..

كانَ قد تَبَقَّى القليل ونُصبِحُ في عِدَادِ الأحرار من كُليَّةِ الطب ومن الجامعة كُلِّيًّا ، وكُلُّ فردٍ حتمًا كان ينتظرُ شيئًا ولديه الكثير لِيَفعَله ..
ونحنُ بشهرِ رمضان بالتأكيد كل شخصٍ كانَ لديهِ هدف ، فِكرَة ، رغبات ..
فهُناك من ينتظرُ العيد لِيُسافِر لِيَلتَقِي بِأُسرَتِه ويُهَلِّل ويُكَبِّرَ بين أحضانِ اجتِمَاعِهِم ، هناك من يُقبِلُ على تكملةِ دراسة أو عمل ، هناك من ينتظِرُ لَيلَةَ العُمر لِيُزَفَّ مع الحبيبة على أنغامِ العديل والزِّين ورقصاتِ الأهل والأصحاب ودقَّاتِ الدَّلوكة بينَ أخواتِ وصديقات العروس و" ياعديلة يا بيضاء " وابتداءِ حياةٍ جديدة مُختلفة مع من اختاره قلبك كَمَا لَم تَكُن من قبل ..

الخامس عشر من ابريل ..
تَغَيَّرت كُلُّ التَّفاصِيل ..

استيقظنا على حرب ، وكَأنَّ الأمرَ حُلمٌ طويل ومُفاجِئ
كيف تَظن أنَّك ستجتمعُ بأحبائكَ قريبًا وتستيقِظ وتجِدُ أنَّ ذلك من المُستحِيلات العُظمَى ..
قنابل ، بنادق تُطلِقُ الرَّصاص فيُسمَع دوِيُّها وكأنَّها بقلبِك ، يُخبرونك بأن تستلقي أرضًا لأنَّه لا ضمانَ لِسلامتِك وأمانِك ، تخافُ على ذاتِك وأهل بيتِك من أن يُصيبَهم مكروه ..

أخبارٌ غير سارَّة بالمَرَّة ..
مقتل الكثير ، فهناك من يجلِسُ بجانِب دُكَّانِه ويُردَى قتيلًا ، وهناكَ من يجلِس بكرسيِّه بالطائرة منتظرًا الإقلاع مُسافِرًا فيُصبِحُ في العدم في ثواني و هناك من هو بِبَيتِه بين عائلته وإذا برصاصٍ غادِر يسلُبه الحياة ..
تَغيَّرَت المفاهيم ، المخاوِف ، الأفكار ، الحياة بتفاصيلِها ، الخُطَط ..
أصبح الخوف من موت الأحباء والذات ..
أصبحتِ الرَّغبات تتمَثَّل في كهرباء ، ماء ، دواء وغذاء
فالأساسيات أصبحت رفاهيَّة غير مُتوفِّرة عزيزي القارِئ والمواطن المغلوب على أمره ..
أصبح الحُلم رُؤية الأهل والأصدقاء والأحباب ، اجتماعٌ يخلو من الحُزن ، سرورٌ وأُنسٌ وحديثٌ طويلٌ وضحكات فقط ..

نحنُ شعبٌ ضَاقَت بِهِ السُّبُل ..
وطنٌ فَقَدَ السُّرُورَ والأمن والأمان ..
ولكن كما يقولون ' كُل مُر سَيَمُر ' ..
اللهُ معنا ، سينصرنا وإن ضاقت بِنا السُّبُل ..

سننتصر ، سيعودُ كل مشتاقٍ لأهله ، سيعودُ كُلٌّ لعملِه ودراسته ، سيتزوج كُل المُحِبِّين وينسونَ الألم بسرور الوُصول سويًّا ، سنُمسِكُ بشهاداتِنَا ونُصبِحُ يومًا كما نحلم وأكثر بإذن الله ..
آمييييين ..

- فاطمة عاصم 🖤💭
#لا_للحرب

BY غيمة 💜💭