tgoop.com/geanangna/6835
Last Update:
تحذيرُ مِن الوقوعِ في عبادةِ الشيطان!
:
❂ يقولُ إمامُنا الجواد صلواتُ اللهِ عليه: (مَن أصغى إلى ناطقٍ فقد عَبَده، فإن كان الناطقُ عن اللهِ فقد عبَدَ الله، وإن كان الناطقُ ينطِقُ عن لسانِ إبليس فقد عبَدَ إبليس!) [الكافي: ج6]
[توضيحات]
الإمام يُبيّن أنّ هناك منطقان:
• منطقٌ إلهي،
• ومنطقٌ إبليسي،
فالناطقُ لا يخلو؛ إمّا أن يكونَ ناطِقاً عن اللهِ وذلك هو الحقّ، وإمّا أن يكونَ ناطِقاً عن إبليس وذلك هو الباطل، ولا ثالثَ لهما، وأمّا الذي يخلِطُ في كلامِهِ بين الحقِّ والباطل لأجلِ إخفاءِ الباطلِ وتمريرِهِ على الناسِ بخفاء، فذلك إبليسُ الأبالسة!
• قولُهُ: (فإن كان الناطِقُ عن اللهِ فقد عبَدَ الله) لابُدّ أن نعرفَ أنّ الناطقين عن اللهِ هُم أهلُ البيتِ صلواتُ اللهِ عليهم فقط، ونحنُ بين أيدينا أحاديثُهم الشريفة، فهذه الأحاديثُ ناطِقةٌ عن اللهِ تعالى لأنّ كلامَ الأئمةِ الأطهار صلواتُ اللهِ عليهم هو بعينِهِ كلامُ الله فلا يُوجدُ ناطِقٌ عن اللهِ سِواهم صلواتُ اللهِ عليهم كما يُشيرُ لذلك إمامُنا الباقر صلواتُ اللهِ عليه حين يقول: (أما إنّه ليس عند أحدٍ مِن الناسِ حقٌّ ولا صوابٌ إلّا شيءٌ أخذوهُ مِنّا أهلَ البيت، ولا أحدٌ مِن الناسِ يقضي بحقٍّ وعدلٍ وصوابٍ إلّا مِفتاحُ ذلك القضاءِ وبابُهُ وأوّلُهُ وسَبَبُهُ عليُّ بنُ أبي طالب، فإذا اشتبهت عليهم الأمور كان الخطأُ مِن قِبَلِهم إذا أخطأوا والصوابُ مِن قِبَلِ عليِّ بن أبي طالب) [البحار: ج2]
● وكما يقولُ أيضاً صلواتُ اللهِ عليه: (كلُّ ما لَم يخرج مِن هذا البيتِ فهو باطل)
● وكذالك قال إمامُنا الباقر صلواتُ اللهِ عليه لِسلَمةَ بن كُهيل والحكم بن عُيينة: (شرِّقا وغرِّبا، فلا تجدان عِلْماً صحيحاً إلّا شيئاً خرج مِن عندنا أهلَ البيت)
● ونفس هذا المضمون قالهُ إمامُنا الباقر صلواتُ اللهِ عليه أيضاً حين ذكروا عندهُ الحسنَ البصري، حيث قال: (فليذهب الحسنُ يميناً وشمالاً، لا يُوجدُ العِلْمُ إلّا عند أهلِ بيتٍ نزل عليهم جبرئيل)
كلُّ هذه الأحاديثِ وغيرِها تُؤكّدُ أنّ الذين ينطقونَ عن اللهِ هم أهلُ البيتِ صلواتُ اللهِ عليهم فقط، ولا يُوجدُ ناطِقٌ عن اللهِ سِواهم وبالنسبةِ إلينا نحنُ إذا كُنّا صادقين في نقلِ حديثِهم فإنّنا ننقلُ عن الناطقينَ عن الله أمّا الناطقون عن اللهِ بشكلٍ حقيقيٍّ ومُطلق فهُم أهلُ البيتِ صلواتُ اللهِ عليهم فقط
قد يسأل سائل:
لماذا عَدَّ إمامُنا الجواد الإصغاءَ لناطقٍ عبادةً له؟
الجواب: لأنّ الإمامَ لا يتحدّثُ عن مُجرّدِ سُماعٍ عاديٍّ للكلام وإنّما يتحدّثُ عن "إصغاء" وفارقٌ كبيرٌ بين السمعِ والإصغاء
المُراد مِن الإصغاء: أي استماعٌ مع انتباه، يعني هناك نوعٌ مِن الرغبةِ في تلقّي الكلام، لذلك يكونُ الإصغاءُ للمُتحدّثِ مُساوٍ لِعبادتِهِ، فإن كان الناطِقُ هو الإمامُ المعصوم فإنّ المعصومين ناطقون عن الله، فيكونُ الاصغاءُ لحديثِهِم عبادةٌ لله، وإذا كان الناطِقُ ينطِقُ بكلامٍ يُخالفُ منطِقَ الناطقين عن الله أي يُخالفُ أهلَ البيت فهذا الناطقُ ينطِقُ عن لسانِ إبليس وبعبارةٍ أخرى: إبليسُ يُخفي نفسَهُ وراءَ لسانِ هذا الناطق، فالذي يُصغي لهذا الناطقِ عن إبليس فإنّه يعبدُ إبليس وهو لا يشعر!
• والمُراد مِن قولِ الإمام (فقد عَبَده) أي جعل ذلك الناطقَ إماماً له فإذا كان هذا الناطق ينطِقُ عن لسانِ إبليس فإنّ الذي يُصغي إليه قد دان بإمامةِ هذا الناطقِ الإبليسي!
BY محاضرات مكتوبة
Share with your friend now:
tgoop.com/geanangna/6835